كيف لحق حبيب بالامام الحسين (عليه السلام )؟؟
روي آن حبيب بن مظاهر الاسدي رضى الله عنه كان ذات يوم في سوق الكوفة عند عطار يشتري صبغا لكريمته فمر عليه مسلم بن عوسجه رضى الله عنه فالتفت إليه فقال له : يا أخي يامسلم إني أرى أهل الكوفة يجمعون الخيل والأسلحة ، فبكى مسلم وقال : ياأخي إن أهل الكوفة صمموا على قتال ابن بنت رسول الله( صلى الله عليه واله وسلم ) فبكى حبيب ورمى الصبح من يده وقال : والله لا تصبغ هذه إلا من دم منحري دون الحسين ، فبينما الحسين عليه السلام يسير من مكة إلى الكوفة كتب كتاب إلى حبيب نسخته ( هذا من الحسين بن علي بن أبي طالب إلى الرجل الفقيه حبيب بن مظاهر :
أما بعد ياحبيب فأنت تعلم قرابتنا من رسول الله وأنت أعرف بنا من غيرك وأنت ذو شيمة وغيرة فلا تبخل علينا بنفسك يجازيك جدي رسول الله يوم القيامة ).. ثم أرسله الى حبيب ... كان حبيب جالسا مع زوجته وبين أيديهما طعام يأكلان إذ غصت زوجته في الطعام فقالت : الله اكبر ياحبيب الساعة يردنا كتاب كريم من رجل كريم ، فبينما هم في الكلام وإذا بطارق يطرق الباب فخرج إليه حبيب قال : من الطارق ؟ قال : أنا رسول الحسين إليك ، فقال حبيب : الله اكبر صدقة الحرة بما قالت ، ثم ناوله الكتاب ففضه وقرأه فسألته زوجته عن الخبر فأخبرها فبكيت
وقالت : بالله عليك ياحبيب لا تقصر عن نصرة ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )
فقال : أجل حتى اقتل بين يديه وتصبغ شيبتي من دم نحري (معالي السبطين ص /228 ).. يريد حبيب أن يكتم أمره عن عشيرته وبني عمه لئلا يعلم به احد خوفا من أعوان ابن زياد فبينما حبيب ينظر في أموره وحوائجه واللحاق بالحسين أذ اقبل بنو عمه أليه وقالوا : ياحبيب بلغنا انك تريد ان تخرج لنصرة الحسين (عليه السلام ) ونحن لا نوافقك على هذا الراى ، مالنا والدخول بين السلاطين ، فأخفى حبيب وأنكر عليهم فرجعوا عنه .. سمعة زوجته فقالت : ياحبيب كأنك كاره للخروج لنصرة الحسين (عليه السلام)
فارا د أن يختبر حالها فقال :
نعم ، فبكت وقالت : ياحبيب أنسيت كلام جده في حقه وأخيه الحسن (عليهما السلام) حيث يقول : فارا د أن يختبر حالها فقال :
ولداي هذان سيدا شباب أهل الجنة وهما إمامان قاما او قعدا
.. وهذا رسوله وكتابه أتى إليك ويستعين بك وأنت لم تجبه ، فقال حبيب : أخاف على أطفالي من اليتم وأخشى أن ترملي بعدي ، فقالت : ولنا التأسي بالهاشميات والأيتام من أل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، والله تعالى كفيلنا وهو حسبنا ونعم الوكيل ، فلما عرف حبيب منها حقيقة الأمر دعا لها وجزاها خيرا واخبرها بما هو في نفسه وانه عازم على المسير والرواح فقالت له : إليك حاجة فقال وما هي ؟ قالت : بالله عليك ياحبيب إذا قدمت على الحسين (عليه السلام) قُبل يديه ورجليه نيابة عني واقرأه عني السلام فقال حبا وكرامة ثم اقبل حبيب على جواده وشده شدا وثيقا وقال لعبده خذ فرسي وامضي به ولا يعلم بك احد وانتظرني في المكان الفلاني ، فأخذه العبد ومضى به وبقي ينتظر سيده ثم أن حبيب ودع زوجته وأولاده وخرج متخفيا كأنه ماضي إلى ضيعة له خوفا من أهل الكوفة ، فاستبطأه الغلام واقبل على الفرس وكان أمامه علف يأكل منه فجعل الغلام يخاطبه ويقول :
ياجواد إن لم يأتي صاحبك لأعلون ظهرك وامضي بك لنصرة الحسين (عليه السلام) .
.ياجواد إن لم يأتي صاحبك لأعلون ظهرك وامضي بك لنصرة الحسين (عليه السلام) .
فلما سمع الجواد خطاب الغلام له جعل يبكي ودموعه تجري على خديه وامتنع عن الأكل !!
فبينما هو كذلك فإذا بحبيب قد اقبل فسمع خطاب الغلام صفق بإحدى يديه على الأخرى وقال : بابي أنت وأمي ياابن رسول الله العبيد يتمنون نصرتك فكيف بالأحرار، ثم قال : لعبده أنت حر لوجه الله ، فبكى الغلام وقال : سيدي والله لا أتركنك حتى امضي معك وأنصر الحسين ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) واقتل بين يديه ، فجزاه خيرا :: نزل الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) بأرض وقد عقد اثني عشرة راية على أصحابه وأهل بيته فبقية راية واحدة فقال له بعض أصحابه : من الذي يحملها ؟ فقال (عليه السلام) : يأتي إليها صاحبها ، قالوا له : ياابن رسول الله دعنا نرتحل من هذه الأرض: صبرا حتى يأتي ألينا من يحمل هذه الراية الأخرى ، فبينما الحسين (عليه السلام) وأصحابه في الكلام وإذا بغبرة فالتفت الإمام عليه السلام وقال لهم : إن صاحب هذه الراية قد اقبل فلما صار حبيب قريبا من الإمام المظلوم ترجل من جواده وجعل يقبل الأرض بين يديه وهو يبكي فسلم على الإمام وأصحابه فردوا عليه السلام ،قال له الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) :( بخ بخ لك ياحبيب ياحبيب طوبى لك ..)
فسمعة زينب بنت أمير المؤمنين (عليها السلام) فقالت : من هذا الرجل الذي أقبل ؟ فقيل لها : حبيب بن مظاهر ، فقالت : أقروه عني السلام ، فلما بلغوه سلامها لطم حبيب على وجهه وحثى التراب على رأسه وقال : من أنا ومن أكون حتى تسلم علي بنت أمير المؤمنين( عليهما السلام ) ....
وان حبيب بن مظاهر الاسدي ليس من عامة الناس ومن عرضها بل هو خيار الناس ومن خواص الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ومن حواريه وجاهد معه الناكثين والمارقين والقاسطين وحبيب من إشراف القوم ومن أهل العلم والمعرفة والتقوى والجهاد وهو من شجعان الكوفة وحسن العاقبة وعندما صرع حبيب بن مظاهر الاسدي رثاه الإمام الحسين (عليه السلام) قال:
(عند الله احتسب نفسي وحماة أصحابي ) ....