بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
هناك بعض الملاحظات التي أحب أن أذكرها للإخوان قبل وأثناء وبعد المناظرة، وهي تنطلق من تجربة شخصية لي، وهذه الملاحظات هي:
***********************************************
أ ـ قبل البدأ بالمناظرة:
أولاً: يجب عليك أن تــُخلص النية لله سبحانه وتعالى وأن لا تناظر من أجل هدف دنيوي، بل من أجل هدف ديني ومن أجل إثبات الحقيقة لكل من يريد.. وهناك فقرات أربع أحب أن أنوه بها:
أـ حتى إن كان المُناظر من اخواننا من أهل السنة، فهو أخ لنا في الدين ولا يجوز احتقاره أو إهانته بأي شكل من الأشكال، قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم:
{{ )يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (11 )يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ }} صدق الله العلي العظيم
ب ـ وكذلك إياك والرياء فكما ذكر أحد الإخوان:
روي عن أبي الدرداء و أبي أمامة و واثلة و أنس قالوا خرج علينا رسول الله ص يوما و نحن نتمارى في شيء من أمر الدين فغضب غضبا شديدا لم يغضب مثله ثم قال
إنما هلك من كان قبلكم بهذا ذروا المراء فإن المؤمن لا يماري ذروا المراء فإن المماري قد تمت خسارته ذروا المراء فإن المماري لا أشفع له يوم القيامة ذروا المراء فأنا زعيم بثلاثة أبيات في الجنة في رباضها ]ربضها[ و أوسطها و أعلاها
لمن ترك المراء و هو صادق ذروا المراء فإن أول ما نهاني عنه ربي بعد عبادة الأوثان المراء.
و عنه ص ثلاث من لقي الله عز و جل بهن دخل الجنة من أي باب شاء من حسن خلقه و خشي الله في المغيب و المحضر و ترك المراء و إن كان محقا.
و عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع إياكم و المراء و الخصومة فإنهما يمرضان القلوب على الإخوان و ينبت عليهما النفاق.
و عن أبي عبد الله ع قال قال جبرئيل للنبي ص إياك و ملاحاة الرجال..
جـ ـ لا تنس أنك في عين الله تعالى دائماً وهو يراقبك وأن لديك كراما كاتبين يحصون عليك كل صغيرة وكبيرة، وكذلك لا تنسَ أنك في محضر الإمام صاحب الزمان
، إذ وكما ورد في بعض الروايات أن أعمالنا ترفع إليه كل يومين في الأسبوع..
قال تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
{{ وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }} صدق الله العلي العظيم
فتنبه يرحمك الله لعلك تكون كدعبل الخزاعي كما في الرواية حين قال له الإمام الرضا
ـ بعد أن أنشد قصيدته التائية التي مطلعها أفاطم لو خلت الحسين مجدلاً ـ :
يا دعبل نطق روح القدس بلسانك.
د ـ ولا ننسى هنا أيضاً أن تطبيق الدين علينا أولاً أهم من تعليمه لغيرنا، فمثلاً: دخل عليم وقت الصلاة وقد أخرتَ صلاتك لغرض المناظرة، فكيف تناظر دفاعاً عن الدين والمذهب وأنت لا تطيف التعاليم الدينية، وهذه الحادثة حصلت معي شخصياً، إذ أخرت صلاتي من أجل المناظرة ولاحظت ضعف مستوى الرد في وقتها عن كل مرة.. وهكذا بقية العبادات..
ولا تكن كالذي قال الشاعر فيه:
ثانياً ـ يجب عليك أن تكون مجموعة من الكتب متوفرة لديك، وأقسام هذه الكتب:
1ـ كتاب الله تعالى، وأفضل أن يكون لديك بصيغة وورد أو برنامج، لكي تقتبس منه (تنسخ وتلصق) بسرعة بمجرد البحث عن أي كلمة، وحتى يكون ردك قوياً مدعماً بالآيات القرآنية الشريفة.
2ـ بعض كتب الأحاديث السنية كالكتب الستة، وكتب التاريخ كتاريخ الطبري و... وإلخ وحاول أن تكون أحاديثك من الكتب المعتبرة، وإذا ورد الحديث في كتب السنة التي تحمل في طياتها الأحاديث الصحيحة
والضعيفة فيجب عليك تخريج الأحاديث عند ذكر المصدر، وتخريج الحديث يكون بذكر حال الرواة وكذلك أقوال العلماء في الحديث، وللمساعدة في تخريج الأحاديث اكتب جزءً من الحديث في الكوكل وابحث عنه
وسوف يظهر لك خليط من المواقع السنية والشيعية التي تورد الحديث، وهناك مواقع سنية متخصصة بتخريج الأحاديث، وكما أن هناك مواقع شيعية تورد تخريج الأحاديث التي يستدل بها الشيعة، وعموماً اسأل عن تخريج الحديث السني أو الشيعي في موقع المكتبة العقائدية. ويُفضل أن تكون لديك مكتبة صورية، وذلك بتصوير الصفحة التي ذكر فيها الحديث ـ من كتب السنة ـ على جهاز (السكنر)، ويا حبذا لو تنشر هذه المكتبة ـ لو قمت بذلك ـ في المواقع الشيعية تعميماً للإستفادة ولكي تكون لك صدقة جارية إن شاء الله.
3ـ كتب الرد على الشبهات ويمكنك تحميل مجموعة كبيرة منها من موقع المكتبة العقائدية على الإنترنت.. علماً أن هناك بعض المواضيع المبثوثة في كتب الشيعة والسنة بشكل مشترك، كبعض الروايات التي يُفهم منها تحريف القرآن ـ والعياذ بالله ـ، وعلى ما أذكر من معنى قول للشيخ الوائلي (أحاديث تحريف القرآن موجودة لدى الطرفين سنة وشيعة، ولكن الطرفين لا يأخذان بهذه الأحاديث).
4ـ يفضل أن يكون لديك برنامج الموسوعة الشعرية لكي تورد الأبيات الشعرية كشواهد على ما تقول، ويمكنك الإستغناء عنها بالبحث في الإنترنت عن البيت الشعري..
ثالثاً : يــُفضل أن تكون لديك حصيلة ثقافية في علوم مختلفة كعلوم اللغة العربية وعلوم القرآن والتفسير وعلم الكلام وغيرها، وإذا لم تمتلك مثل هذه العلوم فيجب عليك أن تقرأ العديد من المناظرات لكي تأخذ فكرة عن كيفية إجراء وإدارة المناظرة، وكما يجب عليك أن تمتلك البلاغة والفصاحة والإبتعاد عن الكلمات العامية ما أمكن ذلك، وكذلك مراعاة القواعد الإملائية وكذلك مراعاة التنقيط ما أمكن، وكذلك مراعاة جعل الرد على شكل فقرات مرقمة حتى يكون ردك على المناظر سلساً ومسبوكاً سبكاً جميلاً يسهل فهمه.
رابعاً: يجب أن يتسع صدرك لما يصدر من الآخرين: كأن يكيلوا لك السباب والشتائم، أو أن يتهموك بالكذب أو أن يتهجموا عليك وعلى مذهبك، ولذلك فيجب عليك أن ترد بالحسنى، وأن لا ترد بالمثل مطلقاً، وذلك لــ:
أ ـ لتحبيب المقابل بك وبرأيك وبمذهبك، قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم {{ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ }}.
ب ـ قال الشاعر: وكل إناء بالذي فيه ينضح، وكما ورد في الرواية فإن شيعة الأئمة خـُـلقوا من فاضل طينة الأئمة، فماذا يجب أن ينضح منه إنائهم؟؟ الرد على المقابل بالمثل من سباب وشتائم؟؟ أم العفو والصفح والرد بالإحسان؟.وكما ورد في مضمون الرواية (( كونوا زيناً لنا ولا تكونوا شيناً علينا ...)) ويـُــفضَّل أيضاً أن تمتدح وقت لآخر أخلاق المـُـناظر الآخر ـ إن كانت حسنة ـ أو أي شيء إيجابي في المُــناظر الآخر.
خامساً: دائماً ابحث في الكوكل عن المعلومات التي تريدها أو فيما يطرح عليك، وحتى في أصغر وأتفه الأمور، وهناك مثال أود أن أذكره، في يوم ما كنت أتناظر مع إحدى الأخوات وكان المشرف على المنتدى يسمى (حنظلة) وذكرته بشكل عرضي وكتبت اسمه خطأ (حنظل) فقام حنظلة هذا بكتابة رد يهددني فيه وينذرني أن هذه آخر مرة يسمح لي بالتهجم ـ على حد قوله ـ فرددت عليه رداً يحتوي عدة نقاط ـ يمكنك أن ترى المناظرة كاملة في الملفات المرفقة ـ، وفي إحدى النقاط تطرقت إلى أن (حنظل) هو
جمع (حنظلة) لذلك فأنا قمت بذكر اسمه على صيغة الجمع ... وطبعاً استفدت من ذلك خلال بحثي في الكوكل عن كلمة (حنظل حنظلة)، ومثل هذا كثير، فلا تترك للمناظر الآخر حجة عليك، وأغرقه بسيل من الحجج الدامغة، ليس في مجال المناظرة فقط ولكن حتى في المواضيع الجانبية.. ومناظرتي التي ذكرتها والتي ورد فيها قصة حنظلة موجودة في بقية الملفات المرفقة.
سادساً: عندما تورد موضوعاً أو أمراً خارجيا ، أو حديثاً لغرض أن يطلع عليه المقابل فقط وليس للمناقشة، فاكتب قبل طرحه (للإطلاع فقط وليس للنقاش) ـ كموضوع حنظلة هذا ـ حتى لا تتيه بتشعبات الموضوع بسبب الخروج عن الموضوع الرئيسي.
سابعاً: (مهم جداً) يجب أن تكون لديك حصيلة من المعلومات العقائدية والإجابات على الشبهات، وإلا فما الفائدة من مناظرتك؟؟ ودائماً اسأل عما لا تعرف، واستعن بأهل الخبرة (وأكرر: اسأل موقع المكتبة العقائدية مثلا aqaed.comً). علماً أن الشيعة ليس لديهم كتاب صحيح في الأحاديث 100%، بل الكتاب الصحيح لدينا هو كتاب الله تعالى، والأحاديث قابلة للمناقشة والرد، وما خالف كتاب الله تعالى
وصحيح السنة النبوية الشريفة فإنه يضرب به عرض الحائط ـ على حد علمي ـ، ولكن اخواننا من أهل السنة لديهم الكتب الستة المعتبرة، ولديهم أن البخاري هو أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى، ويمكنك أن تقتبس
منها بدون أن تخاف من كون الحديث فيها ضعيفاً أو غير صحيح .. فإلى ذلك أرجو الإنتباه
***********************************************
ب ـ عندما تبدأ بالمناظرة مع أحدهم يجب عليك أن تشترط عليه شروطاً يتحتم عليكما تنفيذها لضمان حقك ولكي لا يهب جهدك هباء منثوراً ولكي تكون المناظرة مثمرة، ومن هذه الشروط:
أولاً: عدم السب والشتم والإهانة والإستصغار من قبل أحد المناظرين للمناظر الآخر.
ثانياً: التركيز على موضوع واحد، والإجابة عليه فقرة فقرة.. وعدم الخروج عن الموضوع الرئيسي من قبل الطرفين..
ثالثاً: الطلب من الآخر عدم التعصب لدين الآباء والأجداد والعقائد السابقة والشخصيات إلا بالحق، مع العلم أن الشخصية إن كان لها ثقل واعتبار فإنها تستمد ثقلها واعتبارها من تطبيق أحكام الدين وأوامره والإجتناب عن نواهيه، قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم {{ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }} صدق الله العلي العظيم
رابعاً: إذا ظهر الحق لأحد الأطراف فيجب على الطرف الآخر الإذعان لذلك، ولكن هناك حالة خاصة سوف أوضحها في النقطة التالية:
خامساً: مثلاً إذا كان الحق ـ حسب الظاهر في وقتها ـ للطرف الآخر، فعندئذٍ يجب عليك الإعتراف بالحق له، ولكن إذا تبين فيما بعد أن الحق لك ـ بعد التبين ومراجعة الأدلة أو الرد من قبل شخص ما على الشبهة المطروحة ـ فلك الحق بالرجوع عن الإعتراف وعدم اتباع الطرف الآخر وإخباره بذلك، وإذا لم تفهم قصدي فإليك ما كتبته في مناظرتي مع أحد الأخوات السنيات:
(( ـ إن وضحت لي خطئي فأنا أعاهدك أمام الله تعالى إن شاء الله أن أصحح خطئي ولكن إن تبين لي
لاحقا أن الحق لدي وأنا لم أكن أعرف ذلك فلي الحق بالرجوع إلى ما كنت أعتقده، وكمثال على ذلك
مثلا لو طرحت علي ما يسمى بـ(الشبهة) ولم أكن أعرف لها ردا فسوف أعتقد بما تقوليه، ولكن إن
وجدت ردا على هذه الشبهة فيما بعد فلي الحق بالرجوع إلى ما كنت أعتقد عليه. وأحب أن أذكرك بما
قاله أحد أئمتنا(نحن أبناء الدليل أينما مال نميل)) ولا أعتقد أن هذا يدرج تحت باب أخذ الدين لعبا
وهزوا ولكنه من باب اتباع الحق. ))
سادساً: تذكر أنك لا تمثل الشيعي ككل، وإن كنت تفخر بانتمائك للإسلام والمذهب الشيعي، وذلك لكي لا يُشهَّر بمذهبك إن غـُلبت في المناظرة ـ لا سمح الله ـ، وراجع دائماً الردود على الشبهات المطروحة على الشيعة، واسأل أهل الخبرة، وانصح بسؤال موقع المكتبة العقائدية aqaed.com.
سابعاً: واستعن بالله تعالى عند بدء المناظرة ويــُـفضل أن تكون على طهارة ووضوء. ولا بأس بقراءة بعض الآيات كالآية الشريفة بسم الله الرحمن الرحيم {{ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (89 ) }} صدق الله العلي العظيم
ثامناً: يجب عليك الطلب من الــمُــناظـِـر الآخر أن يختص بالإجابة وحده، وأن لا يشترك الأعضاء الآخرون بالإجابة حتى لا تتشتت إجابتك ويتشتت الموضوع. نعم، لا بأس بالردود التشجيعية من بقية الأعضاء أو الردود التي تــُعلـِــم بمتابعة بقية الأعضاء للموضوع.
تاسعاً: ابدأ دائماً بموضوع الخلافة بعد الرسول مباشرة، إذ أن أصل الإختلاف في هذا الموضوع، وبقية المواضيع الأخرى ما هي إلا فروع لهذا الأصل، ولا تبدأ بالمواضيع الجانبية كالتكتف في الصلاة، أو الجمع بين الصلاتين والغسل أو المسح في الوضوء وإلخ..
عاشراً: قد يورد المناظر الآخر عادة مقاطع صوتية أو فيديوية تُظهر بعض الناس المحسوبين على مذهبك (المذهب الشيعي) وهم يقولون بأقوال أو يفعلون أفعالاً قد لا تكون مناسبة، فأنصحك أن ترد على كل من يورد مثل ذلك: (أنا لا أمثل إلا نفسي ولا دخل لي بفلان أو فلان، والمناظرة تكون على أساس الأحاديث والحجج والبراهين، وليست على أساس قال فلان أو فعل فلان ذلك)، وللعلم فإن هناك الكثير من الفتاوى والأحاديث عند أهل السنة مستهجنة عرفاً واجتماعياً (وحتى دينياً من وجهة نظر مذهبنا)، كإرضاع الكبير، وبعض فتاوى علماء المذاهب الأربعة الغريبة، وكذلك بعض الأحاديث التي تروي عن الرسول (ص) ما لا يليق ـ وحاشاه ـ (كالأحاديث الموجودة في صحيح البخاري عن بول النبي واقفاً، وكشف عورته أمام الناس، و..إلخ)
أحد عشر: حاول ما أمكن ذلك أن تتأكد من وجود الحديث في الكتاب الذي تستشهد منه، وقلل ما أمكن من النسخ واللصق وخصوصاً بشكل عشوائي: وذلك بأن تورد مجموعة كبيرة من الأسئلة المحيرة والمربكة على الآخر بطريقة النسخ واللصق، ولكن اذكر هذه الأسئلة تباعاً، وبأسلوبك الخاص بعد أن تقرأها وتتأكد من صحتها.
اثنا عشر: تنبه إلى أن بعض الأحاديث الموجودة في الكتب يتخلف رقم الصفحة الموجودة فيها الحديث من طبعة لأخرى، فمثلاً قد تجد حديثاً ما في كتاب ما في صفحة 100، وتجد نفس الحديث في نفس الكتاب في صفحة 112 في طبعة أخرى، وحينها قد تُـتهم بالكذب، ولذلك أنصح ـ ما أمكن ذلك ـ بتصوير الصفحات الموجود فيها الحديث بجهاز (السكنر) حتى تكون الحجة أقوى ولا يمكن نكرانها.
ثلاثة عشر: أ ُفضِّل أن تقرأ رد المناظِر الآخر بشكل سريع أولا، وتدون ملاحظاتك المهمة الأولية في إحدى البرامج الكتابية ـ كالوورد أو المفكرة مثلاً ـ حتى لا تنساها، ثم تقرأ رد المقابل فقرة فقرة بروية وتمعن وترد عليها تباعاً ويفضل أن يكون ردك بشكل فقرات مرقمة. وبعد الإنتهاء من كتابة الرد راجعه مراجعة وافية بحثاً عن الأخطاء الإملائية والنحوية أو الأخطاء الغير مقصودة، و لا تنسى أن تجعل حجم ولون خط ردك في
المنتدى مريحاً للعين وسهل القراءة.
أربعة عشر: لا تنسى أن تبتدأ ردك بالبسملة وبالصلاة على النبي وآله وصحابته المنتجبين الذي لم يكصوا ولم يبدلوا ولم ينقلبوا وكذلك السلام على من تناظِر.
***********************************************
جـ ـ بعد المناظرة:
أولاً: بعد انتهاء المناظرة ـ وإن شاء الله تعالى تكون الحجة للحق ومن يمثل الحق في المناظرة ـ، فإن الأمر لا أظنه يعدو عن أمرين:
1ـ اعتراف المقابل بالحق، وهنا رحب به وحاول أن ترشده على ما يكمل به الطريق نحو الحقيقة.
2ـ هروب المناظر أو طلب المناظر من إدارة المنتدى غلق موضوعك: وعندئذ ذكر المناظر بالآيات القرآنية التي تتوعد من يعرف الحق ولا يعمل به، وسوف تكون ـ إن شاء الله تعالى ـ مُتِمّاً لحجتك عليه.
ثانياً: لا تنسى نشر المناظرة في المواقع والمنتديات وأنصحك بجعل صفحات المناظرة في مجلد واحد وضغطها ورفعها للإنترنت على أحد مواقع الرفع، وثم نشرها بين المواقع تعميماً للفائدة. ولا تنسى أيضاً أن تكتب بعض الملاحظات بخصوص المناظرة، وما استفدته منها..و إلخ مثل ما أكتب أنا الآن.. وكذلك لا تنسى أن تمدح المناظر الآخر عند نشرك للمناظرة، وخصوصاً إن كان هو من يهرب من مناظرتك، عسى أن يهتدي إلى الحق ..
***********************************************
وختاماً: أرجو أن لا تنسوني والمسلمين من صالح دعائكم وخصوصاً الدعاء بالهداية لما اختلف فيه من الحق (اللهم اهدنا واهدهم لما اختلف فيه من الحق) وأرجو أن تقرأوا مناظرتي مع إحدى الأخوات عالموجودة في الملفات المرفقة عسى أن تعمنا الفائدة ويشملنا الله سبحانه وتعالى برحمته ولطفه وكرمه.
وكما أرجو تثبيت الموضوع إن أمكن ذلك تعميما للفائدة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
عاشق العرفان
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
هناك بعض الملاحظات التي أحب أن أذكرها للإخوان قبل وأثناء وبعد المناظرة، وهي تنطلق من تجربة شخصية لي، وهذه الملاحظات هي:
***********************************************
أ ـ قبل البدأ بالمناظرة:
أولاً: يجب عليك أن تــُخلص النية لله سبحانه وتعالى وأن لا تناظر من أجل هدف دنيوي، بل من أجل هدف ديني ومن أجل إثبات الحقيقة لكل من يريد.. وهناك فقرات أربع أحب أن أنوه بها:
أـ حتى إن كان المُناظر من اخواننا من أهل السنة، فهو أخ لنا في الدين ولا يجوز احتقاره أو إهانته بأي شكل من الأشكال، قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم:
{{ )يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (11 )يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ }} صدق الله العلي العظيم
ب ـ وكذلك إياك والرياء فكما ذكر أحد الإخوان:
روي عن أبي الدرداء و أبي أمامة و واثلة و أنس قالوا خرج علينا رسول الله ص يوما و نحن نتمارى في شيء من أمر الدين فغضب غضبا شديدا لم يغضب مثله ثم قال
إنما هلك من كان قبلكم بهذا ذروا المراء فإن المؤمن لا يماري ذروا المراء فإن المماري قد تمت خسارته ذروا المراء فإن المماري لا أشفع له يوم القيامة ذروا المراء فأنا زعيم بثلاثة أبيات في الجنة في رباضها ]ربضها[ و أوسطها و أعلاها
لمن ترك المراء و هو صادق ذروا المراء فإن أول ما نهاني عنه ربي بعد عبادة الأوثان المراء.
و عنه ص ثلاث من لقي الله عز و جل بهن دخل الجنة من أي باب شاء من حسن خلقه و خشي الله في المغيب و المحضر و ترك المراء و إن كان محقا.
و عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع إياكم و المراء و الخصومة فإنهما يمرضان القلوب على الإخوان و ينبت عليهما النفاق.
و عن أبي عبد الله ع قال قال جبرئيل للنبي ص إياك و ملاحاة الرجال..
جـ ـ لا تنس أنك في عين الله تعالى دائماً وهو يراقبك وأن لديك كراما كاتبين يحصون عليك كل صغيرة وكبيرة، وكذلك لا تنسَ أنك في محضر الإمام صاحب الزمان

قال تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
{{ وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }} صدق الله العلي العظيم
فتنبه يرحمك الله لعلك تكون كدعبل الخزاعي كما في الرواية حين قال له الإمام الرضا

يا دعبل نطق روح القدس بلسانك.
د ـ ولا ننسى هنا أيضاً أن تطبيق الدين علينا أولاً أهم من تعليمه لغيرنا، فمثلاً: دخل عليم وقت الصلاة وقد أخرتَ صلاتك لغرض المناظرة، فكيف تناظر دفاعاً عن الدين والمذهب وأنت لا تطيف التعاليم الدينية، وهذه الحادثة حصلت معي شخصياً، إذ أخرت صلاتي من أجل المناظرة ولاحظت ضعف مستوى الرد في وقتها عن كل مرة.. وهكذا بقية العبادات..
ولا تكن كالذي قال الشاعر فيه:
ثانياً ـ يجب عليك أن تكون مجموعة من الكتب متوفرة لديك، وأقسام هذه الكتب:
1ـ كتاب الله تعالى، وأفضل أن يكون لديك بصيغة وورد أو برنامج، لكي تقتبس منه (تنسخ وتلصق) بسرعة بمجرد البحث عن أي كلمة، وحتى يكون ردك قوياً مدعماً بالآيات القرآنية الشريفة.
2ـ بعض كتب الأحاديث السنية كالكتب الستة، وكتب التاريخ كتاريخ الطبري و... وإلخ وحاول أن تكون أحاديثك من الكتب المعتبرة، وإذا ورد الحديث في كتب السنة التي تحمل في طياتها الأحاديث الصحيحة
والضعيفة فيجب عليك تخريج الأحاديث عند ذكر المصدر، وتخريج الحديث يكون بذكر حال الرواة وكذلك أقوال العلماء في الحديث، وللمساعدة في تخريج الأحاديث اكتب جزءً من الحديث في الكوكل وابحث عنه
وسوف يظهر لك خليط من المواقع السنية والشيعية التي تورد الحديث، وهناك مواقع سنية متخصصة بتخريج الأحاديث، وكما أن هناك مواقع شيعية تورد تخريج الأحاديث التي يستدل بها الشيعة، وعموماً اسأل عن تخريج الحديث السني أو الشيعي في موقع المكتبة العقائدية. ويُفضل أن تكون لديك مكتبة صورية، وذلك بتصوير الصفحة التي ذكر فيها الحديث ـ من كتب السنة ـ على جهاز (السكنر)، ويا حبذا لو تنشر هذه المكتبة ـ لو قمت بذلك ـ في المواقع الشيعية تعميماً للإستفادة ولكي تكون لك صدقة جارية إن شاء الله.
3ـ كتب الرد على الشبهات ويمكنك تحميل مجموعة كبيرة منها من موقع المكتبة العقائدية على الإنترنت.. علماً أن هناك بعض المواضيع المبثوثة في كتب الشيعة والسنة بشكل مشترك، كبعض الروايات التي يُفهم منها تحريف القرآن ـ والعياذ بالله ـ، وعلى ما أذكر من معنى قول للشيخ الوائلي (أحاديث تحريف القرآن موجودة لدى الطرفين سنة وشيعة، ولكن الطرفين لا يأخذان بهذه الأحاديث).
4ـ يفضل أن يكون لديك برنامج الموسوعة الشعرية لكي تورد الأبيات الشعرية كشواهد على ما تقول، ويمكنك الإستغناء عنها بالبحث في الإنترنت عن البيت الشعري..
ثالثاً : يــُفضل أن تكون لديك حصيلة ثقافية في علوم مختلفة كعلوم اللغة العربية وعلوم القرآن والتفسير وعلم الكلام وغيرها، وإذا لم تمتلك مثل هذه العلوم فيجب عليك أن تقرأ العديد من المناظرات لكي تأخذ فكرة عن كيفية إجراء وإدارة المناظرة، وكما يجب عليك أن تمتلك البلاغة والفصاحة والإبتعاد عن الكلمات العامية ما أمكن ذلك، وكذلك مراعاة القواعد الإملائية وكذلك مراعاة التنقيط ما أمكن، وكذلك مراعاة جعل الرد على شكل فقرات مرقمة حتى يكون ردك على المناظر سلساً ومسبوكاً سبكاً جميلاً يسهل فهمه.
رابعاً: يجب أن يتسع صدرك لما يصدر من الآخرين: كأن يكيلوا لك السباب والشتائم، أو أن يتهموك بالكذب أو أن يتهجموا عليك وعلى مذهبك، ولذلك فيجب عليك أن ترد بالحسنى، وأن لا ترد بالمثل مطلقاً، وذلك لــ:
أ ـ لتحبيب المقابل بك وبرأيك وبمذهبك، قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم {{ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ }}.
ب ـ قال الشاعر: وكل إناء بالذي فيه ينضح، وكما ورد في الرواية فإن شيعة الأئمة خـُـلقوا من فاضل طينة الأئمة، فماذا يجب أن ينضح منه إنائهم؟؟ الرد على المقابل بالمثل من سباب وشتائم؟؟ أم العفو والصفح والرد بالإحسان؟.وكما ورد في مضمون الرواية (( كونوا زيناً لنا ولا تكونوا شيناً علينا ...)) ويـُــفضَّل أيضاً أن تمتدح وقت لآخر أخلاق المـُـناظر الآخر ـ إن كانت حسنة ـ أو أي شيء إيجابي في المُــناظر الآخر.
خامساً: دائماً ابحث في الكوكل عن المعلومات التي تريدها أو فيما يطرح عليك، وحتى في أصغر وأتفه الأمور، وهناك مثال أود أن أذكره، في يوم ما كنت أتناظر مع إحدى الأخوات وكان المشرف على المنتدى يسمى (حنظلة) وذكرته بشكل عرضي وكتبت اسمه خطأ (حنظل) فقام حنظلة هذا بكتابة رد يهددني فيه وينذرني أن هذه آخر مرة يسمح لي بالتهجم ـ على حد قوله ـ فرددت عليه رداً يحتوي عدة نقاط ـ يمكنك أن ترى المناظرة كاملة في الملفات المرفقة ـ، وفي إحدى النقاط تطرقت إلى أن (حنظل) هو
جمع (حنظلة) لذلك فأنا قمت بذكر اسمه على صيغة الجمع ... وطبعاً استفدت من ذلك خلال بحثي في الكوكل عن كلمة (حنظل حنظلة)، ومثل هذا كثير، فلا تترك للمناظر الآخر حجة عليك، وأغرقه بسيل من الحجج الدامغة، ليس في مجال المناظرة فقط ولكن حتى في المواضيع الجانبية.. ومناظرتي التي ذكرتها والتي ورد فيها قصة حنظلة موجودة في بقية الملفات المرفقة.
سادساً: عندما تورد موضوعاً أو أمراً خارجيا ، أو حديثاً لغرض أن يطلع عليه المقابل فقط وليس للمناقشة، فاكتب قبل طرحه (للإطلاع فقط وليس للنقاش) ـ كموضوع حنظلة هذا ـ حتى لا تتيه بتشعبات الموضوع بسبب الخروج عن الموضوع الرئيسي.
سابعاً: (مهم جداً) يجب أن تكون لديك حصيلة من المعلومات العقائدية والإجابات على الشبهات، وإلا فما الفائدة من مناظرتك؟؟ ودائماً اسأل عما لا تعرف، واستعن بأهل الخبرة (وأكرر: اسأل موقع المكتبة العقائدية مثلا aqaed.comً). علماً أن الشيعة ليس لديهم كتاب صحيح في الأحاديث 100%، بل الكتاب الصحيح لدينا هو كتاب الله تعالى، والأحاديث قابلة للمناقشة والرد، وما خالف كتاب الله تعالى
وصحيح السنة النبوية الشريفة فإنه يضرب به عرض الحائط ـ على حد علمي ـ، ولكن اخواننا من أهل السنة لديهم الكتب الستة المعتبرة، ولديهم أن البخاري هو أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى، ويمكنك أن تقتبس
منها بدون أن تخاف من كون الحديث فيها ضعيفاً أو غير صحيح .. فإلى ذلك أرجو الإنتباه
***********************************************
ب ـ عندما تبدأ بالمناظرة مع أحدهم يجب عليك أن تشترط عليه شروطاً يتحتم عليكما تنفيذها لضمان حقك ولكي لا يهب جهدك هباء منثوراً ولكي تكون المناظرة مثمرة، ومن هذه الشروط:
أولاً: عدم السب والشتم والإهانة والإستصغار من قبل أحد المناظرين للمناظر الآخر.
ثانياً: التركيز على موضوع واحد، والإجابة عليه فقرة فقرة.. وعدم الخروج عن الموضوع الرئيسي من قبل الطرفين..
ثالثاً: الطلب من الآخر عدم التعصب لدين الآباء والأجداد والعقائد السابقة والشخصيات إلا بالحق، مع العلم أن الشخصية إن كان لها ثقل واعتبار فإنها تستمد ثقلها واعتبارها من تطبيق أحكام الدين وأوامره والإجتناب عن نواهيه، قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم {{ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }} صدق الله العلي العظيم
رابعاً: إذا ظهر الحق لأحد الأطراف فيجب على الطرف الآخر الإذعان لذلك، ولكن هناك حالة خاصة سوف أوضحها في النقطة التالية:
خامساً: مثلاً إذا كان الحق ـ حسب الظاهر في وقتها ـ للطرف الآخر، فعندئذٍ يجب عليك الإعتراف بالحق له، ولكن إذا تبين فيما بعد أن الحق لك ـ بعد التبين ومراجعة الأدلة أو الرد من قبل شخص ما على الشبهة المطروحة ـ فلك الحق بالرجوع عن الإعتراف وعدم اتباع الطرف الآخر وإخباره بذلك، وإذا لم تفهم قصدي فإليك ما كتبته في مناظرتي مع أحد الأخوات السنيات:
(( ـ إن وضحت لي خطئي فأنا أعاهدك أمام الله تعالى إن شاء الله أن أصحح خطئي ولكن إن تبين لي
لاحقا أن الحق لدي وأنا لم أكن أعرف ذلك فلي الحق بالرجوع إلى ما كنت أعتقده، وكمثال على ذلك
مثلا لو طرحت علي ما يسمى بـ(الشبهة) ولم أكن أعرف لها ردا فسوف أعتقد بما تقوليه، ولكن إن
وجدت ردا على هذه الشبهة فيما بعد فلي الحق بالرجوع إلى ما كنت أعتقد عليه. وأحب أن أذكرك بما
قاله أحد أئمتنا(نحن أبناء الدليل أينما مال نميل)) ولا أعتقد أن هذا يدرج تحت باب أخذ الدين لعبا
وهزوا ولكنه من باب اتباع الحق. ))
سادساً: تذكر أنك لا تمثل الشيعي ككل، وإن كنت تفخر بانتمائك للإسلام والمذهب الشيعي، وذلك لكي لا يُشهَّر بمذهبك إن غـُلبت في المناظرة ـ لا سمح الله ـ، وراجع دائماً الردود على الشبهات المطروحة على الشيعة، واسأل أهل الخبرة، وانصح بسؤال موقع المكتبة العقائدية aqaed.com.
سابعاً: واستعن بالله تعالى عند بدء المناظرة ويــُـفضل أن تكون على طهارة ووضوء. ولا بأس بقراءة بعض الآيات كالآية الشريفة بسم الله الرحمن الرحيم {{ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (89 ) }} صدق الله العلي العظيم
ثامناً: يجب عليك الطلب من الــمُــناظـِـر الآخر أن يختص بالإجابة وحده، وأن لا يشترك الأعضاء الآخرون بالإجابة حتى لا تتشتت إجابتك ويتشتت الموضوع. نعم، لا بأس بالردود التشجيعية من بقية الأعضاء أو الردود التي تــُعلـِــم بمتابعة بقية الأعضاء للموضوع.
تاسعاً: ابدأ دائماً بموضوع الخلافة بعد الرسول مباشرة، إذ أن أصل الإختلاف في هذا الموضوع، وبقية المواضيع الأخرى ما هي إلا فروع لهذا الأصل، ولا تبدأ بالمواضيع الجانبية كالتكتف في الصلاة، أو الجمع بين الصلاتين والغسل أو المسح في الوضوء وإلخ..
عاشراً: قد يورد المناظر الآخر عادة مقاطع صوتية أو فيديوية تُظهر بعض الناس المحسوبين على مذهبك (المذهب الشيعي) وهم يقولون بأقوال أو يفعلون أفعالاً قد لا تكون مناسبة، فأنصحك أن ترد على كل من يورد مثل ذلك: (أنا لا أمثل إلا نفسي ولا دخل لي بفلان أو فلان، والمناظرة تكون على أساس الأحاديث والحجج والبراهين، وليست على أساس قال فلان أو فعل فلان ذلك)، وللعلم فإن هناك الكثير من الفتاوى والأحاديث عند أهل السنة مستهجنة عرفاً واجتماعياً (وحتى دينياً من وجهة نظر مذهبنا)، كإرضاع الكبير، وبعض فتاوى علماء المذاهب الأربعة الغريبة، وكذلك بعض الأحاديث التي تروي عن الرسول (ص) ما لا يليق ـ وحاشاه ـ (كالأحاديث الموجودة في صحيح البخاري عن بول النبي واقفاً، وكشف عورته أمام الناس، و..إلخ)
أحد عشر: حاول ما أمكن ذلك أن تتأكد من وجود الحديث في الكتاب الذي تستشهد منه، وقلل ما أمكن من النسخ واللصق وخصوصاً بشكل عشوائي: وذلك بأن تورد مجموعة كبيرة من الأسئلة المحيرة والمربكة على الآخر بطريقة النسخ واللصق، ولكن اذكر هذه الأسئلة تباعاً، وبأسلوبك الخاص بعد أن تقرأها وتتأكد من صحتها.
اثنا عشر: تنبه إلى أن بعض الأحاديث الموجودة في الكتب يتخلف رقم الصفحة الموجودة فيها الحديث من طبعة لأخرى، فمثلاً قد تجد حديثاً ما في كتاب ما في صفحة 100، وتجد نفس الحديث في نفس الكتاب في صفحة 112 في طبعة أخرى، وحينها قد تُـتهم بالكذب، ولذلك أنصح ـ ما أمكن ذلك ـ بتصوير الصفحات الموجود فيها الحديث بجهاز (السكنر) حتى تكون الحجة أقوى ولا يمكن نكرانها.
ثلاثة عشر: أ ُفضِّل أن تقرأ رد المناظِر الآخر بشكل سريع أولا، وتدون ملاحظاتك المهمة الأولية في إحدى البرامج الكتابية ـ كالوورد أو المفكرة مثلاً ـ حتى لا تنساها، ثم تقرأ رد المقابل فقرة فقرة بروية وتمعن وترد عليها تباعاً ويفضل أن يكون ردك بشكل فقرات مرقمة. وبعد الإنتهاء من كتابة الرد راجعه مراجعة وافية بحثاً عن الأخطاء الإملائية والنحوية أو الأخطاء الغير مقصودة، و لا تنسى أن تجعل حجم ولون خط ردك في
المنتدى مريحاً للعين وسهل القراءة.
أربعة عشر: لا تنسى أن تبتدأ ردك بالبسملة وبالصلاة على النبي وآله وصحابته المنتجبين الذي لم يكصوا ولم يبدلوا ولم ينقلبوا وكذلك السلام على من تناظِر.
***********************************************
جـ ـ بعد المناظرة:
أولاً: بعد انتهاء المناظرة ـ وإن شاء الله تعالى تكون الحجة للحق ومن يمثل الحق في المناظرة ـ، فإن الأمر لا أظنه يعدو عن أمرين:
1ـ اعتراف المقابل بالحق، وهنا رحب به وحاول أن ترشده على ما يكمل به الطريق نحو الحقيقة.
2ـ هروب المناظر أو طلب المناظر من إدارة المنتدى غلق موضوعك: وعندئذ ذكر المناظر بالآيات القرآنية التي تتوعد من يعرف الحق ولا يعمل به، وسوف تكون ـ إن شاء الله تعالى ـ مُتِمّاً لحجتك عليه.
ثانياً: لا تنسى نشر المناظرة في المواقع والمنتديات وأنصحك بجعل صفحات المناظرة في مجلد واحد وضغطها ورفعها للإنترنت على أحد مواقع الرفع، وثم نشرها بين المواقع تعميماً للفائدة. ولا تنسى أيضاً أن تكتب بعض الملاحظات بخصوص المناظرة، وما استفدته منها..و إلخ مثل ما أكتب أنا الآن.. وكذلك لا تنسى أن تمدح المناظر الآخر عند نشرك للمناظرة، وخصوصاً إن كان هو من يهرب من مناظرتك، عسى أن يهتدي إلى الحق ..
***********************************************
وختاماً: أرجو أن لا تنسوني والمسلمين من صالح دعائكم وخصوصاً الدعاء بالهداية لما اختلف فيه من الحق (اللهم اهدنا واهدهم لما اختلف فيه من الحق) وأرجو أن تقرأوا مناظرتي مع إحدى الأخوات عالموجودة في الملفات المرفقة عسى أن تعمنا الفائدة ويشملنا الله سبحانه وتعالى برحمته ولطفه وكرمه.
وكما أرجو تثبيت الموضوع إن أمكن ذلك تعميما للفائدة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
عاشق العرفان
تعليق