نحن أمة واحدة ونريد أن نصل إلى الحق .. وأنا لي وجهة نظر وأنت لك وجهة نظر , والحقيقة واحدة في النهاية , وهي محبة أهل البيت وتقديمهم على من سواهم في فهم الإسلام ..
لا خلاف بين الشيعة والسنة حول محبة أهل البيت .. ولكن هناك خلاف في نقطة تقديمهم على غيرهم , وهي نقطة الإمامة ..
من هنا تأتي وجهات النظر المختلفة ..
فأهل البيت عند الشيعة هم قرناء القرآن ( مثلما أن ذكر النبي ص مقترن بذكر الله تماماً ) .. فإنه لابد من النبي ص أو إمام ولي (( حي )) من أهل بيته تجتمع حوله الأمة بعده .. فأهل البيت هم أئمة الهدى , ونواب عن جدهم رسول الله ص في حفظ الدين وبيانه وصيانته عن البدع والغلو أو التهاون , وإن تقديم أئمة آخرون يؤدي إلى حدوث افتراق وفتن واختلاف في الدين نتيجة تعدد القيادات وتعدد الأئمة , ومعصية رسول الله في الأمر باقتران القرآن بالعترة من أهل بيته وذريته .. كما في حديث الثقلين .. وحديث الثقلين عندهم يعني أكثر من مجرد المحبة , لأن الاقتران بالقرآن أمر فوق المحبة , فنحن نحب القرآن نعم ولكن نتبعه ونقتدي به أيضاً فللقرآن علينا حقين هما المحبة والطاعة , والاقتران القرآني (( بهذا المعنى )) بالعترة يعني محبتهم و(( طاعتهم )) بلا شك , إنهما نفس الحقان المذكوران .. وإن تجريد العترة من الحق الثاني وهو حق الطاعة يعتبر معاداة لهم ومحاربة لهم .. ولا يتصور هذا من محب لهم أبداً .. ولولا الفكر الوهابي لما قال مسلم بهذا أبداً .. هذا هو مختصر الرؤية الشيعية لحديث الثقلين وللعترة الطاهرة وصية رسول الله ص.
وأما الوهابية فهم ينظرون إلى العترة على أنهم مجرد أناس صالحون محبوبون .. (( بركة )) يعني .. نقبل أياديهم على أحسن تقدير ( لو تنازل وهابي وفعلها ) ثم نضعهم على جنب ويلتفت بعد ذلك كل فرد إلى إمامه , وهم أشكال وألوان .. هذه هي نظرة الوهابية لأهل البيت ..
وأما من عدا الشيعة والوهابية فهم يرقصون على الحبل وليست لهم نظرية واضحة تجاه أهل البيت , ولكنهم بحكم مخالطة الوهابية ( ومن خالط القوم أربعين يومإن لم يكن منهم تأثر بهم حتماً ) .. فالأمر محسوم عند الوهابية وعند الشيعة فحسب.
وعليه فالحرب سجال بين فريقين فقط حول أهل البيت : الوهابية ( ممثلوا بني أمية ) والشيعة ( ممثلوا العترة ) ..
وفلسفة الوهابية في حصر حق العترة في الحب : أن الأمر اذا تعدى الحب إلى الطاعة فإن هذا سيحول دون رياستهم الدينية على العالم الإسلامي .. ولذلك فهم يرون الشيعة أنهم قوم يريدون هدم الإسلام ( الوهابي طبعاً ) .. ولذلك يريدون محو الوجود الشيعي من خارطة الوجود وقاموس الدنيا .. كي تخلو لهم البلاد وقلوب العباد .. وما فتاوى الألباني وابن جبرين وابن باز وآل الشيخ الشاذة منا ببعيد .. ونتيجة للجهود الوهابية في هذا المضمار : لم يعد من الغريب صدور عبارات مثل ( الشيعة مجوس ) .. عادي !
وعليه : فما هو حق آل البيت علينا ؟
هل هو الحب ؟ لو كان هو الحب فقط , فليس هناك تقصير , لأن الشخص نفسصه لا يعلم هل هو يحب بصدق أولا , إلا من خلال التصرفات والأفعال الخارجية .. فعالم القلوب هذا عالم غامض , ولا معنى لوصية النبي في حديث الثقلين إذا كان الأمر محصوراً في الحب .. لا معنى للزج (( بالقرآن )) في أمر الحب ..
إذن هناك حق آخر لأهل البيت يتضائل الحب بجانبه .. إنه حق التقديم والطاعة كنواب عن سيدنا رسول الله ص .. وعليه فلنعرف بعد ذلك هل نحن مقصرون أم لا ..
أخوكم ..
تعليق