إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الشمس ليلة عاشوراء متردد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشمس ليلة عاشوراء متردد

    كانت الشمس ليلة عاشوراء مترددة؛ أَتشرق أسرع من قبل وتنوّر طريق الشهادة، أم تبقى غائبة حتى لا تضيء الطريق للمجرمين كي يرتكبوا جريمتهم النكراء؟
    وظلت تتلظى بهذا الترديد طوال هذه الليلة. وازدادت تردداً حينما شاهدت أن أصحاب الإمام الحسين سلام الله عليه مشتاقون للشهادة بين يدي من خُلق الكون لأجله؛ مع أنها تعلم أن المؤمنين الصادقين يأنسون بظلام الليل في مناجاتهم معبودهم، وتعلم أن المجرمين يتخذون الظلام مأمناً لهم وستاراً لارتكاب أفعالهم القبيحة، سواء كان ظلام السماء أو ظلام الجاهلية على كل حال لاح الفجر، وكانت الشمس غافلة عن أن يزيد وأتباعه منحطّون إلى درجة بحيث لا يبالون إن ارتكبوا جريمتهم في وضح النهار فهم يريدون إطفاء نور الله تعالى.

    بدأ الإمام الحسين سلام الله عليه وأصحابه فجر العاشر بالصلاة، وبعد أن أتموها دقت طبول الحرب من معسكر ابن زياد، فوقف الإمام الحسين سلام الله عليه أمام أصحابه وقال:
    «إن الله تعالى اختار الشهادة لي ولكم، فعليكم بالصبر والاستقامة.
    فالموت قنطرة تنقلكم من آلام الدنيا ومرارتها إلى الجنة الواسعة والنعيم الأبدي. فمن منكم لا يحبّ أن يخرج من السجن إلى القصر الفخم؟
    والموت لأعدائكم بمثابة الخروج من قصر فخم إلى السجن والعذاب».

    ثم رفع يديه بالدعاء وقال:
    «اللهم أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدّة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، كم من كرب يضعف عنه الفؤاد وتقلّ فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو، أنزلته بك وشكوته إليك رغبة منّي إليك عمن سواك ففرّجته وكشفته، فأنت وليّ كل نعمة وصاحب كل حسنة ومنتهى كل رغبة».
    وأمر الإمام في أول الصباح بإشعال النار في الخندق الذي كان محيطاً بالخيام ليحمي النساء والأطفال من هجوم الأعداء، وحتى لا تتعدد عليهم جبهات القتال ولكي تنحصر في جهة واحدة.
    ولما اشتعلت النار في الخندق ثار الممسوخ شمر فرفع صوته:
    يا حسين تعجّلت بالنار؟
    فأراد الفارس الأشوس مسلم بن عوسجة أن يرميه بسهم إلا أن الإمام نهاه وقال:
    «إني أكره أن أبدأهم بقتال»
    وقام الإمام سلام الله عليه بتعبئة أصحابه وكانوا اثنين وثمانين فارساً في قبال ثلاثين ألف من جيش الشيطان. وسعى سلام الله عليه كثيراً إلى إنقاذ القوم من غيّهم وضلالهم وعمى قلوبهم، فأقام الحجة عليهم بالوعظ والنصيحة والإرشاد عدّة مرّات، وكانت هذه المواعظ والنصائح من أرقى العبر في صفحات ملحمة عاشوراء. وكذلك فعل سيدنا أبو الفضل العباس وأهل بيت الإمام وأصحابه.
    وقبل أن يبدأ القتال دعا الإمام براحلته فركبها، واتجه نحو معسكر ابن سعد فخطب فيهم خطاباً
    كان من أبلغ وأروع ما أثر في الكلام العربي .



المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X