الثامنة عشرة / مقاطع من قصيدة طويلة ناهزت 100 بيت في التطلع إلى بزوغ فجر المنقذ العظيم الإمام المنتظر المهدي عجل الله تعالى فرجه . تاريخها 8/جمادى الثانية/1418 :
أيها المتزر شمساً بالسحاب
أيها الشمسُ ؛ إنَّ روحي شَتاتُ === لمَّها في يديكَ .. أنتَ الحياةُ
وفؤادي المواتُ أيْبسَهُ القيظُ ، === فَشِمْهُ .. يُورِقْ فؤادي المَواتُ
وأنِلْ لهفةَ الجراحِ عناقاً === فجراحي إليكَ مُرتحلاتُ
إنَّ شوقَ السنين يهدمُ في العُمرِ === فتذوي ورودُهُ الباسماتُ
ويمرُّ الزمانُ .. تغفو الليالي === وتغورُ الأيامُ والسنواتُ
وأنا ساهرٌ أُناجيك طيفاً === يتأبى أنْ تجتليهِ السراةُ
* * * * *
وارثَ النورِ والعلى مِنْ عَلٍيّ === وعليٌّ ما طاوَلَتهُ السُعاةُ
قد هفا القلبُ ، واشرأبّتْ شراييني .. === ففاضتْ أنوارُكَ المُشتهاةُ
وأنا والهٌ .. وخلفَ عيوني === قد بكى النخلُ ، واستغاثَ الفراتُ
ونشيجُ الأطفالِ في غُرَفِ === التعذيبِ يعلو .. فتُقبَرُ الأصواتُ
والدماءُ التي بِحُبّكَ شبّتْ === أهْرَقَتْها على الرمالِ طُغاةُ
والوجوهُ التي تَبَسَّمُ بالطهرِ === استباحتْ براءتَيْها العتاةُ
والعيونُ التي تخطّتْ لِمَرآكَ === اشتياقاً ، قد سَمَّلَتْها البُغاةُ
والأكفُّ التي تُلَوّحُ زهواً === لمَعاليكَ كبّلَتْها العداةُ
* * * * *
نحنُ مِن أعيُنِ الحسينِ حكايا === خلّفتْها جراحهُ النازفاتُ
هِيَ والسبطُ توأمٌ ، أرضعتْنا === حُبَّهُ ، فاصطلتْ به العزَماتُ
واقتبسناكَ ومضةً .. واقتَفيناكَ === إليهِ .. وهانت التضحياتُ
* * * * *
سَيّدَ الوجدِ ؛ لمسةً .. فاحتراقي === لا تداوي لهيبَهُ اللمساتُ
والوجيبُ المشبوبُ عرّشهُ التَوْقُ ، === فجُنّتْ دماؤهُ الوالهاتُ
كلُّ عِرْقٍ بحرٌ يمورُ .. تلاشتْ === في مداهُ الأبعادُ والأوقاتُ
حزُني أيها الحبيبُ المُفدّى === غامضٌ لا تحيطُهُ الآهاتُ
تضمحلُّ الأيامُ فيهِ ويبقى === حلَكاً أوّبتْ له المُوحشاتُ
إنَّ جرحَ الحسينِ في الطَفّ لِلآنَ === تُروّى مِن نزفِهِ الفلَواتُ
والسبايا تعجُّ بالحقّ تحتَ === السوطِ والنارِ .. واليتامى عُراةُ
ورؤوسُ الشموسِ فوقَ الرماحِ === السُودِ تعلو مِن ثغرِها الآياتُ
وبأيدي السَجادِ ما زال غلٌّ === وحوالي أوداجهِ جامعاتُ
والترابُ المخضوبُ ضجَّ إلى اللهِ .. === فسالتْ من السَما دمَعاتُ
قدَرٌ لم نزلْ ندورُ عليهِ === منذُ صاحَ الحسينُ : يا قوم هاتوا
هو فخرٌ ، وحسبُنا أنْ طويناهُ === مع السبطِ ، وَحَّدَتْنا السِماتُ
وتباهى بنا الزمانُ فحارتْ === بالفِدى المُمْكِناتُ والمُعْجِزاتُ
* * * * *
إنَّ قلباً يلمُّ هذي السكاكينَ === حريٌّ لو تصطفيهِ الأُباةُ
كيفَ ، للهِ دَرُّهُ ، قد حواها === نبضُهُ ، وَهي وَسْطَهُ مُشرَعاتُ
جَرَّحتْهُ .. وحُبُّهُ يغمُرُ الأنصُلَ === عفواً .. لكنّها ساخراتُ !!
هكذا كانَ جَدُّكَ السبطُ يبكي === ساحقيهِ .. وخيلُهم صاهلاتُ
حَطموا صَدْرَهُ .. فمَدَّ إليهمْ === من شرايينهِ الجسورَ ففاتوا
* * * * *
أيُّها الخافقُ العظيمُ أنِلْنا === خفقةً منك .. إنّنا أمواتُ
إنَّ هذا الجحيمَ يُطبِقُ مسعوراً === علينا .. فتجفلُ الجنّاتُ
فأعدْ زَهْوَنا المُطِلَّ على الكونِ === بشيراً .. ولْتخفقِ الراياتُ
فالدجى شاخَ والأمانيُّ والأرواحُ === ضاقتْ بشجوِها المديات
وانزوتْ بهرجاتُ عصرٍ كذوبٍ === ألقحتْهُ الأطماعُ والغفَلاتُ
واستفاقتْ تلكَ العيونُ البريئاتُ .. === ففي الأُفقِ قد بدتْ وَمضاتُ
وإلى همسِنا البعيدِ أصاختْ === أُذُنٌ ملْءُ سمْعِها صرَخاتُ
إنها عودةُ الحياةِ إلى الدنيا ، === فقد طال موتُها والسُباتُ
ستعودُ الورودُ تعبقُ بالعطرِ === وتُنشي خريرَها الساقياتُ
ويعودُ الفَرَاشُ يمرحُ بالبشرِ ، === وتلهو بجُنحِهِ النسَماتُ
وتُغنّي البلابلُ البيضُ والخضرُ === فتَروي تسبيحَها الكائناتُ
ويعودُ الإنسانُ قلبُ نَبــــــٍيّ === قلبُهُ .. قد سَمَتْ بهِ الأُمنياتُ
حُلُمٌ أرَّقَ الخليقةَ مُذ (آدمَ) === حتى انجابتْ بهِ الداجياتُ
فأنِلْهُ توهُّجاً يا وريثَ === النورِ ، إنَّ البدورَ مُحتَجباتُ
يا إمامي المهديَّ فلْتَحضِنِ الأرضَ ، === لِتنزِلْ من راحتَيْك النجاةُ
آنَ أنْ تُمْتَلى بقِسْطٍ وعَدْلٍ === بعدَما سامَها الهوانَ الولاةُ
----------------------
الدكتور الشيخ عبد المجيد فرج الله
-------------------
الإخوة الأعزاء الذين لديهم ملاحظات أو اقتراحات أو نقد حول هذه القصائد .. أو الذين يرغبون التواصل مع الشاعر فبإمكانهم ذلك عن طريق دار فرج الله الأدبية على العنوان التالي :
darfarajulah@yahoo.com
مع الشكر الجزيل .
أيها المتزر شمساً بالسحاب
أيها الشمسُ ؛ إنَّ روحي شَتاتُ === لمَّها في يديكَ .. أنتَ الحياةُ
وفؤادي المواتُ أيْبسَهُ القيظُ ، === فَشِمْهُ .. يُورِقْ فؤادي المَواتُ
وأنِلْ لهفةَ الجراحِ عناقاً === فجراحي إليكَ مُرتحلاتُ
إنَّ شوقَ السنين يهدمُ في العُمرِ === فتذوي ورودُهُ الباسماتُ
ويمرُّ الزمانُ .. تغفو الليالي === وتغورُ الأيامُ والسنواتُ
وأنا ساهرٌ أُناجيك طيفاً === يتأبى أنْ تجتليهِ السراةُ
* * * * *
وارثَ النورِ والعلى مِنْ عَلٍيّ === وعليٌّ ما طاوَلَتهُ السُعاةُ
قد هفا القلبُ ، واشرأبّتْ شراييني .. === ففاضتْ أنوارُكَ المُشتهاةُ
وأنا والهٌ .. وخلفَ عيوني === قد بكى النخلُ ، واستغاثَ الفراتُ
ونشيجُ الأطفالِ في غُرَفِ === التعذيبِ يعلو .. فتُقبَرُ الأصواتُ
والدماءُ التي بِحُبّكَ شبّتْ === أهْرَقَتْها على الرمالِ طُغاةُ
والوجوهُ التي تَبَسَّمُ بالطهرِ === استباحتْ براءتَيْها العتاةُ
والعيونُ التي تخطّتْ لِمَرآكَ === اشتياقاً ، قد سَمَّلَتْها البُغاةُ
والأكفُّ التي تُلَوّحُ زهواً === لمَعاليكَ كبّلَتْها العداةُ
* * * * *
نحنُ مِن أعيُنِ الحسينِ حكايا === خلّفتْها جراحهُ النازفاتُ
هِيَ والسبطُ توأمٌ ، أرضعتْنا === حُبَّهُ ، فاصطلتْ به العزَماتُ
واقتبسناكَ ومضةً .. واقتَفيناكَ === إليهِ .. وهانت التضحياتُ
* * * * *
سَيّدَ الوجدِ ؛ لمسةً .. فاحتراقي === لا تداوي لهيبَهُ اللمساتُ
والوجيبُ المشبوبُ عرّشهُ التَوْقُ ، === فجُنّتْ دماؤهُ الوالهاتُ
كلُّ عِرْقٍ بحرٌ يمورُ .. تلاشتْ === في مداهُ الأبعادُ والأوقاتُ
حزُني أيها الحبيبُ المُفدّى === غامضٌ لا تحيطُهُ الآهاتُ
تضمحلُّ الأيامُ فيهِ ويبقى === حلَكاً أوّبتْ له المُوحشاتُ
إنَّ جرحَ الحسينِ في الطَفّ لِلآنَ === تُروّى مِن نزفِهِ الفلَواتُ
والسبايا تعجُّ بالحقّ تحتَ === السوطِ والنارِ .. واليتامى عُراةُ
ورؤوسُ الشموسِ فوقَ الرماحِ === السُودِ تعلو مِن ثغرِها الآياتُ
وبأيدي السَجادِ ما زال غلٌّ === وحوالي أوداجهِ جامعاتُ
والترابُ المخضوبُ ضجَّ إلى اللهِ .. === فسالتْ من السَما دمَعاتُ
قدَرٌ لم نزلْ ندورُ عليهِ === منذُ صاحَ الحسينُ : يا قوم هاتوا
هو فخرٌ ، وحسبُنا أنْ طويناهُ === مع السبطِ ، وَحَّدَتْنا السِماتُ
وتباهى بنا الزمانُ فحارتْ === بالفِدى المُمْكِناتُ والمُعْجِزاتُ
* * * * *
إنَّ قلباً يلمُّ هذي السكاكينَ === حريٌّ لو تصطفيهِ الأُباةُ
كيفَ ، للهِ دَرُّهُ ، قد حواها === نبضُهُ ، وَهي وَسْطَهُ مُشرَعاتُ
جَرَّحتْهُ .. وحُبُّهُ يغمُرُ الأنصُلَ === عفواً .. لكنّها ساخراتُ !!
هكذا كانَ جَدُّكَ السبطُ يبكي === ساحقيهِ .. وخيلُهم صاهلاتُ
حَطموا صَدْرَهُ .. فمَدَّ إليهمْ === من شرايينهِ الجسورَ ففاتوا
* * * * *
أيُّها الخافقُ العظيمُ أنِلْنا === خفقةً منك .. إنّنا أمواتُ
إنَّ هذا الجحيمَ يُطبِقُ مسعوراً === علينا .. فتجفلُ الجنّاتُ
فأعدْ زَهْوَنا المُطِلَّ على الكونِ === بشيراً .. ولْتخفقِ الراياتُ
فالدجى شاخَ والأمانيُّ والأرواحُ === ضاقتْ بشجوِها المديات
وانزوتْ بهرجاتُ عصرٍ كذوبٍ === ألقحتْهُ الأطماعُ والغفَلاتُ
واستفاقتْ تلكَ العيونُ البريئاتُ .. === ففي الأُفقِ قد بدتْ وَمضاتُ
وإلى همسِنا البعيدِ أصاختْ === أُذُنٌ ملْءُ سمْعِها صرَخاتُ
إنها عودةُ الحياةِ إلى الدنيا ، === فقد طال موتُها والسُباتُ
ستعودُ الورودُ تعبقُ بالعطرِ === وتُنشي خريرَها الساقياتُ
ويعودُ الفَرَاشُ يمرحُ بالبشرِ ، === وتلهو بجُنحِهِ النسَماتُ
وتُغنّي البلابلُ البيضُ والخضرُ === فتَروي تسبيحَها الكائناتُ
ويعودُ الإنسانُ قلبُ نَبــــــٍيّ === قلبُهُ .. قد سَمَتْ بهِ الأُمنياتُ
حُلُمٌ أرَّقَ الخليقةَ مُذ (آدمَ) === حتى انجابتْ بهِ الداجياتُ
فأنِلْهُ توهُّجاً يا وريثَ === النورِ ، إنَّ البدورَ مُحتَجباتُ
يا إمامي المهديَّ فلْتَحضِنِ الأرضَ ، === لِتنزِلْ من راحتَيْك النجاةُ
آنَ أنْ تُمْتَلى بقِسْطٍ وعَدْلٍ === بعدَما سامَها الهوانَ الولاةُ
----------------------
الدكتور الشيخ عبد المجيد فرج الله
-------------------
الإخوة الأعزاء الذين لديهم ملاحظات أو اقتراحات أو نقد حول هذه القصائد .. أو الذين يرغبون التواصل مع الشاعر فبإمكانهم ذلك عن طريق دار فرج الله الأدبية على العنوان التالي :
darfarajulah@yahoo.com
مع الشكر الجزيل .