إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

نحو آليَّة إسلاميَّة لاحتواء الاختلافات وحلِّ المنازعات

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نحو آليَّة إسلاميَّة لاحتواء الاختلافات وحلِّ المنازعات


    د.طه جابر العلواني


    في القرآن الكريم تنديد بالاختلافات، وتحريض على الصلح بين الناس: ﴿وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾ (النساء:128)، وجاء الهدي النبويُّ للحثِّ على الألفة والتآخي، والمطَّلع عليه يعجب: كيف يكون لدى المسلمين كلُّ تلك النصوص الهادية المرشِّدة من كتاب الله والأحاديث والسيرة العطرة، ولا يجدون عند الاختلاف -مهما صغر- إلا التصادم والتصارع. وهنا ينبغي البحث عن جذور ثقافة الاختلاف، فهل للاختلاف بين المسلمين والعرب –بالذات- ما يمكننا تسميته «ثقافة الاختلاف»؟

    إنَّ فهمًا خاطئًا لبعض القضايا الأساسيَّة في عصورنا المتقدِّمة ساعد في تأسيس «ثقافة الاختلاف» والتأصيل لها، وقلَّل من أهمِّيَّة احتواء الاختلافات وفضِّ المنازعات، وساعد على تأجيجها وتكريسها، ومن بين الأفهام الخاطئة فَهْمُ البعض لقوله تعالى: ﴿وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾ (هود:118-119)، فكثير من المفسِّرين ربطوا اسم الإشارة «ذلك » بالاختلاف، وجعلوه -بأنواعه وبدون تفاصيل أو تحفُّظات- غايةً إلهيَّة، وليس الأمر كذلك، فالله تعالى خلقهم للهداية، وأناط بهم مهامًّا جسيمة لا يستطيعون-وهم مختلفون- الوفاء بها؛ كإعمار الكون المحتاج لتعاون البشريَّة وتكافلها، وإقامة العدل، ونشر قيم الحقِّ والخير والجمال فيه، فكلُّها أمور يقوم بها المتضامنون المتآخون المتحابون المتكافلون في السرَّاء والضرَّاء، المؤمنون بوحدة البشرية أسرةً ممتدَّة، ووحدة الأرض بيتًا آمنًا لهم؛ فسوء الفهم جعل الاختلاف غايةً ومقصدًا، فإذا لم يختلف الناس ولم يتنازعوا فكأنَّ الغايةَ لن تتحقُّق.

    وهناك أمر آخر أسَّس لاتجاهات الاختلاف وبناء ثقافته، هو إيمان بعض النّاس بقدرتهم على الإحاطة بالحقائق، فإذا بدا لهم رأيٌ أو موقف اعتبروه حقيقةً مطلقةً، واعتبروا كلَّ مخالف خارجًا عن الحقِّ مستحقًّا للنار والدمار والإبعاد والعزل عن الأسرة البشرية، ونجد شيئًا من تفسير للاختلافات الناشئة في عالمنا الإسلامي، تبدأ صغيرةً كمستصغر الشرر وسرعان ما تنمو ويتوقَّف العقل أمامها لتعمل العواطف والأهواء بتصعيدها وإشعال أوارها، فتصبح أزمةً مستفحلةً مستبسلة يستعصي حلُّها.

    قلِّب الطرف في بلدان المسلمين وانظر اختلافاتهم، واطرح ما شئت من أسئلة حول أسبابها، لتكتشف أنَّها أصلاً أسباب لا تستدعي واحدًا من الألف من نتائجها التي قادت إليها، فالاختلافات هيمنت على علاقات الحكَّام والشعوب والعلماء والعامَّة، والعلماء فيما بينهم، والعامَّة في مختلف مستوياتهم، والأحزاب السياسيَّة، والحركات الدعويَّة، والنقابات الفئويَّة، وكأنَّ الناس لا يمكنهم العيش إلاّ في ظلال فرديَّة مطلقة، تجعل من كلِّ فرد كيانًا قائمًا بذاته، يستعيض بها عن الأمة والشعب والدولة والأسرة، وسائر مستويات الائتلاف، وهذه الظاهرة تحتاج لعلاج سريع وإلا فستُهلك الأخضر واليابس، وعلاجها لن يكون بمجرَّد الوعظ والنصح والإرشاد، فذلك كلّه جزءُ العلاج، فلا بدَّ من آليَّات دقيقة تبدأ بالطفولة الأولى ولا تتوقف، تُعلِّم الناس ثقافة أخرى للاختلاف تُزيل من الأذهان والعقول الإحساس بإمكان أيِّ إنسان الإحاطة بالحقيقة المطلقة، فذلك شأن العليم الخبير، وتعلِّم الناس أنَّ تعدُّد المواقف والرؤى -بتعدُّد زوايا النظر- إنَّما هو أمر إنسانيٌّ لا يجعل الحقَّ باطلا ولا الباطل حقًّا، ثقافة تتجاوز مبدأ الثنائيَّتين: حقٌّ باطل، صواب خطأ، أسود أبيض، بل تنظر إلى الألوان الأخرى لتعرف أنَّ هناك ما لا يندرج منها تحت طرفي الثنائية، فهل يستطيع المسلمون وعقلاؤهم وجامعاتهم ومنابرهم وفضائياتهم بناء ثقافة مغايرة للاختلاف؟ تسمح بصيانة ما تركته الصراعات والنـزاعات والاختلافات من مقومات وقدرات الأمَّة على البقاء؟ نسأل الله التوفيق لتحقيقه وإيجاده، لنرى ثقافة للاختلاف تسمح بالتسامح والتعايش، وتؤمن بتعدُّد زوايا النظر ووسائل الرؤية، لتجمع الكلمة، وتوحِّد الصفوف، وتزيل وحشة القلوب، وعن الإسلام والمسلمين والمواطنين ظلمات أسباب الاختلاف وثقافتها، إنَّا لمنتظرون.


    * المصدر: موقع طه جابر العلواني



  • #2
    أحسنت أخي الفاضل في نقل هذا الموضوع المهم
    واسمح لي.. إنها لست ثقافة الاختلاف .. إنما هو استسلام أو نوع من التخاذل واليأس من أصحاب هذا الرأي.. أو هو قراءة واقع الحال..
    فالله سبحانه يخبرنا أن كل الأمم اختلفت بعد أنبيائهم:
    {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ }البقرة213
    وقد حرص الإسلام على دعوة الناس إلى الاعتصام بحبل الله ونهى عن التفرق والتحزب في العديد من آياته:
    {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً} آل عمران103
    {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }آل عمران105
    وقوله تعالى :{ وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ }انما هو تقرير حال ولذلك استثني.. {إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ }
    ونلاحظ أن المسلمين في زمان النبي لم يختلفوا .. وما حدث في حياته الشريفة من بقايا الجاهلية ومظاهر اختلاف كان يفضها كلمة مثال : (أدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم) فيرتفع الخلاف
    ونعلم أن النبي (ص) هو الرحمة المهداة وهو قوله تعالى : {إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ }
    فوجود شخص النبي وإتباعه كان هو المانع من الاختلاف
    وإذا رجعنا قليلا إلى الوراء نجد أن الله سبحانه ذكر الخليفة قبل أن يذكر الخليقة في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خليفة }
    فوجود وإتباع الخليفة الإلهي هو المانع الوحيد من الاختلاف فإليه ترجع أمور الأمن والخوف وهو فصل الخطاب
    وهذا يؤكد مذهب أهل بيت النبي من ضرورة وجود خليفة إلهي واجب الطاعة في كل زمان
    فماذا يقول أخونا فارس اللواء ؟؟
    التعديل الأخير تم بواسطة موالـي; الساعة 31-12-2010, 10:57 PM.

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
    ردود 2
    9 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    يعمل...
    X