القصيدة الثانية / في وداع الإمام الحسين لحرم جده المصطفى المدينة المنورة:
يا وجد يثرب
ما لها يثربَ الهُدى والصلاحِ === حيثُ فيها الوجومُ سَدَّ النواحي
مربعَ النورِ والتسابيحِ كانتْ === ومحطَّ الفلاحِ والأفراحِ
منذُ أن شَرَّف النبيُّ ثراها === وهي تزهو على جميعِ البطاحِ
مالَها اليومَ ظَلَّ يثقِلُها الهمُّ === وقد خبّئَ القضا في الصباحِ
الحسينُ العظيمُ إنْ لمْ يُبايعْ === فالمقاديرُ قاسياتُ الجُناحِ
وهْوَ إنْ بايعَ الكفُورَ فلا دينٌ === سيبقى ولا سبيلُ فلاحِ
آهِ يا وَجْدَ يثربٍ وهي ترنو === لحُسينٍ مؤذّناً بالرَواحِ
ذكرياتٌ شفيفةٌ طفحتْ حيرى === فأبكتْ قلوبَ ركْبٍ ضاحِ
يا تُرى هل دَرَتْ بأنْ لا لِقاءٌ === بعدَ هذا الرّحيلِ والاِنتزاحِ
وبأنَّ الحسينَ في الطّفِ يبقى === ظامِئاً سابحاً بفيضِ الجراحِ
وحواليْهِ صحبُهُ قد قضوا صرعى === وأطفالهُ بكتْ في نواحِ
إذ ينادي : (( هلْ مِن مُغيثٍ )) ، ولكنْ === لمْ يجبهُ إلا صدى الأرواحِ
أينَ منهُ محمدٌ وعليٌّ === وبنو هاشمٍ كُماةُ السّلاح
تخميس مناسب لهذه الليلة :
مَن ذا يقولُ لأحمدٍ ولحيدرِ === أنّ الحسينَ قضى بسيفِ المُنكرِ
ظمآنَ ملتهبَ الحَشا في العسكرِ === (والمُسلمونَ بمسْمَعٍ وبمَنْظَرِ
لا منكرٌ منهُمْ ولا متفجّعُ)
أرواحُنا لك قد أطالتْ حُزنها === وعليكَ ما فتئتْ تعاوِدُ أنها
يا ليتَ روحَك ذي تُلامسُ غصنَها === (ما روضةٌ إلاّ تمَنّتْ أنها
لك حفرَةٌ ولخطّ قبْرِك مَضجَعُ)
تخميس آخر :
قلبي لفرْطِ أسى الحسينِ توقدا === وهو ابتسامُ النّورِ ، نبراسُ الهدى
قد غالَ يثربَ خسفُها لما بدا === ( مثلُ ابنِ فاطمةٍ يبيتُ مشردا
ويزيدُ في لذّاتهِ يتنعَّمُ )؟؟!!
سيظلُّ قلبي في أليمِ عذابهِ === يبكي الإمامَ لعُظمِ هولِ مصابهِ
بدمائهِ سيرشُّ رمْلَ تُرابهِ === ( لَمْ يَدْرِ أينَ يُريحُ بُدْنَ رِكابِهِ
فكأنما المَأوى عليهِ محرَّمُ )
الدكتور الشيخ عبد المجيد فرج الله
------------------------------------
الإخوة الأعزاء الذين لديهم ملاحظات أو اقتراحات أو نقد حول هذه القصائد .. أو الذين يرغبون التواصل مع الشاعر فبإمكانهم ذلك عن طريق دار فرج الله الأدبية على العنوان التالي :
darfarajulah@yahoo.com
مع الشكر الجزيل .