القصيدة الرابعة / في نزول الإمام الحسين أرض كربلاء .
محط رحال الشهادة
وقفَ السِبْطُ في رَوابي الطُّفوفِ === يتمَلّى المَدى بطَرْفٍ حصيفِ
قال : ما اسمُ المكانِ ؟ وهْوَ عليمٌ === فأجابوا بحيْرةٍ ولهوفِ :
نينوى .. واسْمُها كذا الغاضرياتُ .. === ومِنْهُمْ مَن قالَ : أرضُ الطُّفوفِ
قالَ رَهطٌ : بلْ إنها كربلاءٌ === فانثنى عائذاً بصوتٍ ضعيفِ
قالَ : إني أعوذُ باللهِ مِن كُلِ === بلاءٍ وكُلّ كرْبٍ مُخِيْفِ
هامساً : ها هنا مَحَطُّ رِحالي === بعدَ لأيٍ وبعدَ طُوْلِ وُقوفِ
فأناخوا بها .. وظَلّتْ تراءى === في مدى عينِهِ مِئاتُ الطيُوفِ
ها هنا سَوْفَ يقتَلُ الصَحبُ ظُلْماً === في جيوشٍ مِن الطغاةِ أُلوفِ
ها هنا القاسِمُ الحبيبُ سَيُردى === وعليٌّ مبَضعٌ بالسُيوفِ
ها هُنا عمُّهُمْ أبو الفضلِ يقضي === دونَ كفّيْهِ ، وهو كالمَكفوفِ
عينُهُ شكها عدوٌّ بسَهْمٍ === وجُفونُ الأُخرى انطفتْ بالنزيفِ
وعلى منحري سَيُذْبَحُ طِفلي === ظامِئاً ، ساغباً بسهمٍ رَهيفِ
ثمَّ أقضي بألفِ جرْحٍ وألفٍ === وأرى الأُفقَ كالدُخانِ الكثيفِ
بيتان مناسبان لهذه الليلة :
هذهِ كربلاءُ لاحَتْ وفيها === سَنُلاقي أقسى صُنوفِ الرزايا
فرجالُ الرسولِ في الطفّ صرعى === وبناتُ البتولِ تغدو سبايا
الدكتور الشيخ عبد المجيد فرج الله
---------------------------------------------------------------
الإخوة الأعزاء الذين لديهم ملاحظات أو اقتراحات أو نقد حول هذه القصائد .. أو الذين يرغبون التواصل مع الشاعر فبإمكانهم ذلك عن طريق دار فرج الله الأدبية على العنوان التالي :
darfarajulah@yahoo.com
مع الشكر الجزيل .