بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم يا كريم و العن عدوهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرى كثيراّ في الآونه الأخيرة بأن هناك أشخاص لا يعرفون ابسط عقائد شيعة محمد وآل محمد
. مع العلم في الوقت الحديث كل شيء موجود بفضل الإنترنت.
لهذا السبب أحببت عزيزي القارئ أن أهديك كتاب الهداية من تأليف الشيخ الصدوق قدس الله سره. في الكثير عن عقائد شيعة محمد وآل محمد
.
تفضل الرابط هنا:
http://www.alhassanain.com/arabic/sh...ters/alhedayeh
ولكني سأضع لك عزيزي القارئ الكريم جزئ من الكتاب منها باب التوحيد و باب النبوة و باب الأئمة.... و المزيد في الكتاب نفسه.
___________________________________
(1) الاول بالحاء المهملة من الحس، والثانى بالمعجمة من الحبس بمعى المس: اى ليس هو بمحسوس ولا ممسوس.
(2) الابطال: الاعتقاد بشئ في حقه تعالى يؤل إلى سلب الذاب أو شيئ من الصفات، ويعبر عنه بالتعطيل.
والتشبيه: اثبات شيئ له بالمعنى الذى ثبت في المخلوق، وعلى نحو ما ثبت له والخروج من الحدين هو ان يقال: شيئ لا كالاشياء، عالم لا كعلم أحدنا بشيئ، وهكذا كما يأتى فيما رواه عن على عليه السلام.
(*)
[3]
الابصار، وهو اللطيف الخبير(1). وأن الجدال منهي عنه(2) لانه يؤدي إلى ما لا يليق به، وقد سئل عليه السلام عن قول الله عزوجل: " وإن إلى ربك المنتهى " قال: إذا انتهى الكلام إلى الله عزوجل فاسكتوا، وروي عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: تكلموا في خلق الله ولا تكلموا في الله(3)، فان الكلام في الله عزوجل لا يزيد إلا تحيرا.
__________________________________
(1) قال الصدوق في رسالة الاعتقادات بعد ان ذكر نحوا مما ذكر: ما نصه " من قال: بالتشبيه فهو مشترك، ومن نسب إلى الامامية غير ما وصف في التوحيد فهو كاذب، وكل خبر يخالف ما ذكرت في التوحيد فهو موضوع مخترع، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو باطل، وان وجد في كتب علمائنا فهو مدلس، والاخبار التى يتوسمها الجهال تشبيها لله تعالى بخلقه، وفمعانيها محمولة على ما في القرآن من نظائرها " ثم اورد آيا من الذكر الحكيم، ظاهرها نسبة الوجه، أو اليد، أو الساق، أو الجنب، أو الروح، أو القيضة، أو اليمين، أو المجئ، أو النفس، أو المكر والخدعة ونحو ذلك إلى الله تعالى، وبين معانيها، ثم قال: " وليس يرد في الاخبار التى يشنع بها أهل الخلاف والالحاد، الا بمثل هذه الالفاظ، ومعانيها معانى الفاظ القرآن " انظر في ذلك اول كتاب " تصحيح الاعتقاد " للمفيد رحمه الله.
(2) انظر ص 26 ط تبريز من " تصحيح الاعتقاد، والآية: النجم 43.
(3) يعنى التكلم في ذاته وصفاته، والبحث عن حقيقتها، والسر في هذا النهى ما اومأ اليه بقوله: " فان الكلام في الله لا يزيد الا تحيرا "، وتوضيحه انه تعالى لم يضع في العقول ما تنال به إلى كهه ولم يطرق للافهام سبيلا اليه، فهو متعالعن اصابة الاوهام والافكار اياه، فكلما انتهى اليه العقل بعد البحث والجدال والجد البالغ منتهاه، فهو غيره تعالى، ويكون من سنخ العاقل ومن مخترعاته والمخلوق لا يرى ولا يدرك الا ما يسانخه ويشابهه، وهذا باب عظيم من أبواب المعارف الاسلامية ينتفح منه ألف باب، فالاسلام مع ترغيبه البليغ إلى كسب العلم والتفكر والتدبر، يمنع أشد المنع عما لا سبيل العقل اليه، ولا يزيد النظر فيه الا تحيرا وضلالا، ولا يعود منه إلى الامة نفع الا اختلافا وتفريقا.
والذين يخوضون في ذلك ناشطين مبتجين، ويحسبون انهم يحسنون صنعا انما دخلت عليهم الشبهة من حيث زعموا انهم إذا لم يبحثوا عن الله فهم جاهلون به، فكيفت يعتقدون توحيده، ويخضعون لعظمته يسجدون لجلاله؟ وقد غفلوا عن ان العلم بوجود الشئ وعلو مقامه، يغاير اصابة كنهه، والنيل إلى جوهره، والاحاطة بحقيقته وهو أيضا غير مبنى على شيئ منه والذى نقدر عليه ونكلفته به في حقه تعالى هو الاول وطريقه التدبر في الخلق ومطالعة الاثار والايات الافاقية والانفسية وأنا نصف الرجل بالعقل والحكمة ولم نر منه الا العمل الصالح والتفكر (*)
[4]
ويجب أن يعتقد ان عرفنا الله بالله(1)، كما قال أمير المؤمنين علي بن ابيطالب عليه السلام: اعرفوا الله بالله، والرسول بالرسالة، واولى الامر بالمعروف والعدل والاحسان.
وسئل أمير المؤمنين عليه السلام بما عرفت ربك؟ فقال: بما عرفني نفسه، فقيل وكيف عرفك نفسه؟ فقال: لا يشبه صورة، ولا يحس بالحواس، ولا يقاس بالناس قريب في بعده، بعيد في قربه، فوق كل شئ ولا يقال شئ فوقه، وأمام كل شئ ولا يقال: شئ له أمام، داخل في الاشياء لا كشئ في شئ داخل، وخارج من الاشياء لا كشئ من شئ خارج، سبحان من هو كذا ولا هكذا غيره، ولكل شئ مبتداء.
ويجب أن يعتقد أن رضاء الله ثوابه وغضبه عقابه، لان الله لا يزول من شئ إلى شئ، ولا يستفره(2) بشئ ولا بغيره.
وسئل الصائق عليه السلام عن قول الله عزوجل: " الرحمن على العرش استوى "
___________________________________
(1) الصحيح وكلمة حكمة ينطق بها ونحن مع ذلك جاهلين بجوهر ذاته وكنه عقله ولا نرى انفسنا في حاجة إلى العلم به بل نعد الخوض في مثل ذلك حاجبا عن الوقوف على قدر الرجل وتكريمه واجلاله معرفة الله بالله هى معرفته بما نصبه للناس من اعلام ترشدهم اليه وآيات تعرفهم جماله وجلاله وبما وصف به نفسه في كتابه وعلى لسان انبيائه وحججه وبما يعرف للمخلصين من عبادة الذين كمل ايمانهم وطايت نفوسهم وزالت الحجب عن بصائرهم كما قال على عليه السلام: (لم تره العيون بمشاهدة الابصار بل تره القلوب بحقايق الايمان) والكتاب العزيز وأقول العترة الطاهرة من بيان ذلك ملاء ومعرفة الرسول بالرسالة هى النظر فيما يدعو اليه والتوفيق بينه وبين ما يحكم به العقول المستقيمة، وبين ما اخبر به النبى السابق من الاوصاف في حقه، وبين أقواله وافعاله وادعائه واعجازه، ومن اعطى النظر حقه في أحوال الانبياء عليهم السلام وكلامهم، وما ظهر متهم من الافعال حصل له المقياس، فيعلم به الصادق من الكاذب، والنبى من المتنبى، والانبياء يمتازون عن غيرهم في منطقهم وعلمهم وعملهم وسيرتهم ووصفهم الله واليوم الآخر وهذا كان طريق السلف الصالح وكثير من السابقين الاولين ومن لا يقدر على ذلك فطريقه إلى معرفة النبى صلى الله عليه وآله اتباع ذوى العقول السليمة والعلماء والنظر في المعجزات وهى حجة على الخلق سواء والكلام في اولى الامر مثل الكلام في الانبياء صلوات الله عليهم اجمعين.
(2) اى لا ينشط.
[5]
فقال: استوى من كل شئ، فليس شئ أقرب إليه من شئ(1) وقال عليه السلام: من زعم أن الله تعالى من شئ أو في شئ أو على شئ فقد أشرك، ثم قال عليه السلام: من زعم أن الله تعالى من شئ فقد جعله محدثا، ومن زعم أنه في شئ فقد زعم أنه محصور ومن زعم أنه على شئ فقد جعله محمولا، وسئل عن قول الله عزوجل: " وسع كرسيه السماوات والارض(2) " فقال: علمه.
ويجب أن يعتقد أن الله تبارك وتعالى لم يفوض الامر إلى العباد ولم يجبرهم على المعاصي، وأنه لم يكلف عباده الا ما يطيقون، كما قال الله عزوجل: " لايكلف الله نفسا إلا وسعها(3) "، وقال الصادق عليه السلام: لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين(4).
وروى عن زرارة أنه قال: قلت للصادق عليه السلام: جعلت فداك ما تقول في القضاء والقدر؟ قال: أقول: إن الله تبارك وتعالى إذا جمع العباد ليوم القيمة سألهم عما عهد إليهم ولم يسألهم عما قضى عليهم.
والكلام في القدر منهي عنه كما قال: أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام للذي سأله عن القدر، فقال: بحر عميق فلا تلجه، ثم سأله ثانية عن القدر فقال: طريق مظلم فلا تسلكه، ثم سأله ثالثة عن القدر فقال: سر الله فلا تكلفه.
ويجب أن يعتقد ان القدرية مجوس هذه الامة، وهم الذين أرادوا أن يصفو الله بعدله فأخرجوه من سلطانه.
___________________________________
(1) انظر رسالة الاعتقادات للصدوق باب (الاعتقاد في العرش) والاية: ط 5
(2) البقرة 255
(3) البقرة 286.
(4) راجع (تصحيح الاعتقاد) ص 14 و 19 (*)
2 - باب النبوة
يجب أن يعتقد أن النبوة حق، كما اعتقدنا ان التوحيد حق، وأن الانبياء الذين بعثهم الله مأة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي، جاؤا بالحق من عند الحق وأن قولهم قول الله، وأمرهم أمر الله، وطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله، فانهم
[6]
لم ينطقوا إلا عن الله تبارك وتعالى وعن وحيه. وأن سادة الانبياء خمسة الذين عليهم دارت الرحى، وهم أصحاب الشرايع وهم اولوا العزم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد صلوات الله عليهم، وان محمدا صلى الله عليه وآله وسلم سيدهم وأفضلهم، وانه جاء بالحق وصدق المرسلين، وأن الذين كذبوه لذائقوا العذاب الاليم، وأن الذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون.
ويجب أن يعتقد أن الله تعالى لم يخلق خلقا أفضل من محمد صلى الله عليه وآله ومن بعده الائمة صلوات الله عليهم، وأنهم أحب الخلق إلى الله عزوجل وأكرمهم عليه وأولهم إقرارا به لما أخذ الله ميثاق النببين من الذر(1)، وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا بلى بعد الانبياء عليهم السلام(2) وأن الله بعث نبيه صلى الله عليه وآله في الذر وأن الله أعطى ما أعطى كل نبي على قدر معرفته، ونبينا صلى الله عليه وآله سبقهم إلى الاقرار به. ويعتقد ان الله تبارك وتعالى خلق جميع ما خلق له ولاهل بيته صلى الله عليه واله وانه لولاهم ما خلق السماء والارض، ولا الجنة والنار، ولا آدم، ولا حواء، ولا الملائكة، ولا شئ مما خلق، صلوات الله عليهم أجمعين.
___________________________________
(1) انظر تصحيح الاعتقاد ص 33.
(2) قوله: (بعد الانبياء) ليس في رسالة الاعتقادات والظاهر زيادته هما.وفى الرسالة (وان الله بعث نبيه محمد اللانبياء في الذر) (*)
3 - باب الامامة
يجب أن يعتقد أن الامامة حق، كما اعتقدنا ان النبوة حق، ويعتقد ان الله عزوجل الذي جعل النبي صلى الله عليه وآله نبيا هو الذي جعل الامام إماما، وان نصب الامام واختياره إلى الله عزوجل وان فضله منه. ويجب أن يعتقد انه يلزمنا من طاعة الامام ما يلزمنا من طاعة النبي صلى الله عليه وآله وان كل فضل أتاه الله عزوجل نبيه فقد اتاه الامام إلا النبوة، ويعتقد ان المنكر للامام (مة ظ) كالمنكر للنبوة، والمنكر للنبوة كالمنكر للتوحيد، ويعتقد ان الله
[7]
عزوجل لا يقبل من عامل عمله إلا بالاقرار بأنبيائه ورسله وكتبه جملة(1).
وبالاقرار بنبينا محمد صلى الله عليه وآله والائمة صلوات الله عليهم تفصيلا، وانه واجب علينا أن نعرف النبي والائمة بعده صلوات الله عليهم بأسمائهم وأعبائهم وذلك فريضة لازمة لنا واجبة علينا لا يقبل الله عزوجل عذر من عند الحق، وأن من تبعهم نجار من خلقهم ضل وهلك، وقد قال الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه وآله: " ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك "(2). ويجب ان يعتقد ان يعتقد ان المنكر لواحد منهم كالمنكر لجماعتهم وقد قال الصادق عليه السلام المنكر لآخرنا كالمنكر لاولنا(3).ويجب ان يعتقد ان بهم فتح الله وبهم يختم.
___________________________________
(1) انظر اول (المقنعة) للمفيد رحمه الله باب الانبياء.
(2) النساء 164.
(3) العيبة من الرجل: موضع سره (*)
4 - باب معرفة الائمة الذين هم حجج الله على خلقه بعد نبيه
صلوات الله عليه وعليهم بأسمائهم
يجب أن يعتقد ان حجج الله عزوجل على خلقه بعد نبيه محمد صلى الله عليه وآله الائمة الاثنا عشر: أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ثم الحسن، ثم الحسين، ثم على بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم الرضا على ابن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم الحجة القائم صاحب الزمان خليفه الله في أرضه صلوات الله عليهم أجمعين.
ويجب أن يعتقد انهم اولوا الامر الذين أمر الله بطاعتهم، وأنهم الشهداء على الناس، وأنهم أبواب الله والسبيل إليه والادلاء عليه، وانهم عيبة علمه وتراجمة وحيه وأركان توحيده، وانهم معصومون من الخطاء والزلل، وأنهم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وان لهم المعجزات والدلائل، وانهم أمان لاهل الارض، كما ان النجوم امان لاهل السماوات، ومثلهم في هذه الامة كمثل سفينة
[8]
نوح وباب حطة الله، وانهم عباد الله المكرمون الذين لا يسبقونه بالقول، وهم بأمره يعملون.ويجب ان يعتقد أن حبهم إيمان وبغضهم كفر، وان أمرهم أمر الله، ونهيهم نهى الله، وطاعتهم طاعة الله، ومعصيتهم معصية الله، ووليهم ولي الله، وعدوهم عدو الله.
ويجب ان يعتقد ان حجة الله في أرضه وخليفته على عباده في زماننا هذا هو القائم المنتظر ابن الحسن بن علي بن محمد بن على بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام، وانه هو الذي اخبر النبي صلى الله عليه وآله به عن الله عزوجل باسمه ونسبه، وانه هو الذي يملاء الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا، وظلما، وانا هو الذي يظهر الله عزوجل به نبيه صلى الله عليه وآله على الدين كله ولو كره المشركون، وانه هو الذي يفتح الله عزوجل على يده مشارق الارض ومغاربها حتى لا يبقى مكان إلا ينادى فيه بالاذان، ويكون الدين كله الله، وانه هو المهدي الذي إذا خرج نزل عيسى بن مريم عليه السلام فصلى خلفه، ويكون إذا صلى خلفه(1) مصليا خلف الرسول صلى الله عليه وآله لانه خليفته.ويجب أن يعتقد انه لا يجوز أن يكون القائم غيره بقى في غيبته ما بقى، ولو بقى في غيبته عمر الدنيا لم يكن القائم غيره، لان النبي صلى الله عليه وآله والائمة عليهم السلام عرفوا باسمه ونسبه ونصوا به وبشروا.
ويجب أن يتبرأ إلى الله عزوجل من الاوثان الاربعة والاناس الاربعة(3)،
___________________________________
(1) في رسالة الاعتقادات ما لفظه: (ويكون المصلى إذا صلى خلفه كمن كان مصليا خلف رسول الله صلى الله عليه وآله ).
(2) قال الصدوق في رسالة الاعتقادات في آخر باب (الاعتقاد في عدد الانبياء والاوصياء صلوات الله عليهم) بعد ان أورد فيه ما في هذا الباب إلى هنا وما ذكره هنا في باب النبوة: ما؟ (وقد اخرجت هذا الفصل من كتاب الهدايية) ولا يخفى ان كثيرا مما أورده في هذه الابواب؟ فرض له في تلك الرسالة بنححو ابسط مما هنا.
(3) قال في رسالة الاعتقادات: ما نصه (واعتقادنا في البرائة انها واجبة من الاوثان الاربعة: يفوت.
ويعوق.ونسر.وهبل.ومن الانداد الاربع: اللات.والعزى.ومناة.وشعرى وممن عبدوهم). (*)
[9]
ومن جميع أشياعهم واتباعهم، ويعتقد فيهم انهم أعداء الله واعداء رسوله، وانهم شر خلق الله، ولا ينم الاقرار بجميع ما ذكرناه إلا بالتبري منهم.
ويجب ان يعتقد فيمن يعتقد ما وصفنا انه على الهدى والطريقة المستقيمة. وانه اخ لنا في الدين واجب علينا نصيحته ومواخاته ومواساته ومعاونته ومعاضدته وان نرضى له ما نرضى لانفسنا، ونكره له ما نكره لانفسنا ونقبل شهادته، ونجيز الصلاة خلفه، ونحرم غيبته.ويعتقد فيمن يخالف ما وصفنا أو شيئا منه انه على غير الهدى، وانه ضال عن الطريقة المستقيمة، ونتبرء منه كائنا من كان من اى قبيلة كان ولا نحبه، ولا نعينه، ولا ندفع إليه زكاة أموالنا، ولا حجة يحج بهاعنا وعن واحد منا، ولا زيارة، ولا فطرة ولا لحم اضحية، ولا شيئا نخرجه من أموالنا لنتقرب به إلى الله عزوجل، ولا نرى قبول شهادته ولا الصلاة خلفه.
هذا في حال الاختيار، فأما في حال التقية فجائز لنا أن ندفع بعض ذلك إليهم ونصلي خلفهم إذا جاء الخوف، وأما أداء الامانة فانا نرى ادائها إلى البر والفاجر لقول الصادق عليه السلام: أدوا الامانة ولو إلى قاتل الحسين بن علي عليهما السلام.
و أضيف أيضاْ:
أصول الدين خمسة هي :
التوحيد : الإيمان بأن الله واحد .
العدل : الإيمان بأن الله يجازي المحسن بحسناته والسيئ بسيئاته .
المعاد : وهو بعث العباد يوم القيامة ليجازيهم حسب إيمانهم وعملهم .
وفروع الدين عشرة هي :
الصلاة ، الصوم ، الحج ، الزكاة ، الخمس ، الجهاد ، الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والتولي ، والتبري .
فنقول:
رَضيتُ بِاللهِ رَبّاً وَبِمُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ نَبِيّاً وَبِالاِسْلامِ ديناً وَبِالْقُرآنِ كِتاباً وَبِالْكَعْبَةِ قِبْلَةً وَبِعَلِىٍّ وَلِيّاً وَاِماماً وَبِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَمُحَمَّدَ بْنِ عَلِىٍّ وَجَعْفَرِ بْنَ مُحَمَّد وَمُوسى بْنِ جَعْفَر وَعَلِىِّ بْنِ مُوسى وَمُحَمَّدَ بْنِ عَلِىٍّ وَعَلِىِّ بْنِ مُحَمَّد وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَالْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ اَئمَّةً، اَللّـهُمَّ اِنّى رَضيتُ بِهِمْ اَئِمَّةً فَارْضَنى لَهُمْ اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيء قَديرٌ .
أختمها بحمدالله و الصلاة و السلام على محمد و آل محمد
نسألكم الدعاء
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم يا كريم و العن عدوهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرى كثيراّ في الآونه الأخيرة بأن هناك أشخاص لا يعرفون ابسط عقائد شيعة محمد وآل محمد

لهذا السبب أحببت عزيزي القارئ أن أهديك كتاب الهداية من تأليف الشيخ الصدوق قدس الله سره. في الكثير عن عقائد شيعة محمد وآل محمد

تفضل الرابط هنا:
http://www.alhassanain.com/arabic/sh...ters/alhedayeh
ولكني سأضع لك عزيزي القارئ الكريم جزئ من الكتاب منها باب التوحيد و باب النبوة و باب الأئمة.... و المزيد في الكتاب نفسه.
1 - باب ما يجب ان يعتقد في التوحيد من معانى اخبار النبى والائمة صلوات الله عليهم
قال الشيخ الجليل أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه الفقيه القمي مصنف هذا الكتاب: يجب أن يعتقد أن الله تعالى واحد ليس كمثله شيئ لا يحد ولا يحس ولا يجس،(1) ولا يدرك بالاوهام والابصار ولا تأخذه سنة ولا نوم، شاهد كل نجوى ومحيط بكل شئ لا يوصف بجسم ولا صورة ولا جوهر ولا عرض ولا سكون ولا حركة ولا صعود ولا هبوط ولا قيام ولا قعود ولا ثقل ولا خفة ولا جيئة ولا ذهاب ولا مكان ولا زمان ولا طول ولا عرض ولا عمق ولا فوق ولا أسفل ولا يمين ولا شمال ولا وراء ولا أمام، وأنه لم يزل ولا يزال سميعا بصيرا حكيما عليما حيا قيوما قئوسا عزيزا أحدا فردا صمدا لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وأنه شيئ ليس كمثله شيئ، وخارج من الحدين: حد الابطال وحد التشبيه(2)، خالق كل شيئ، لا إله إلا هو، لا تدركه الابصار وهو يدرك___________________________________
(1) الاول بالحاء المهملة من الحس، والثانى بالمعجمة من الحبس بمعى المس: اى ليس هو بمحسوس ولا ممسوس.
(2) الابطال: الاعتقاد بشئ في حقه تعالى يؤل إلى سلب الذاب أو شيئ من الصفات، ويعبر عنه بالتعطيل.
والتشبيه: اثبات شيئ له بالمعنى الذى ثبت في المخلوق، وعلى نحو ما ثبت له والخروج من الحدين هو ان يقال: شيئ لا كالاشياء، عالم لا كعلم أحدنا بشيئ، وهكذا كما يأتى فيما رواه عن على عليه السلام.
(*)
[3]
الابصار، وهو اللطيف الخبير(1). وأن الجدال منهي عنه(2) لانه يؤدي إلى ما لا يليق به، وقد سئل عليه السلام عن قول الله عزوجل: " وإن إلى ربك المنتهى " قال: إذا انتهى الكلام إلى الله عزوجل فاسكتوا، وروي عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: تكلموا في خلق الله ولا تكلموا في الله(3)، فان الكلام في الله عزوجل لا يزيد إلا تحيرا.
__________________________________
(1) قال الصدوق في رسالة الاعتقادات بعد ان ذكر نحوا مما ذكر: ما نصه " من قال: بالتشبيه فهو مشترك، ومن نسب إلى الامامية غير ما وصف في التوحيد فهو كاذب، وكل خبر يخالف ما ذكرت في التوحيد فهو موضوع مخترع، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو باطل، وان وجد في كتب علمائنا فهو مدلس، والاخبار التى يتوسمها الجهال تشبيها لله تعالى بخلقه، وفمعانيها محمولة على ما في القرآن من نظائرها " ثم اورد آيا من الذكر الحكيم، ظاهرها نسبة الوجه، أو اليد، أو الساق، أو الجنب، أو الروح، أو القيضة، أو اليمين، أو المجئ، أو النفس، أو المكر والخدعة ونحو ذلك إلى الله تعالى، وبين معانيها، ثم قال: " وليس يرد في الاخبار التى يشنع بها أهل الخلاف والالحاد، الا بمثل هذه الالفاظ، ومعانيها معانى الفاظ القرآن " انظر في ذلك اول كتاب " تصحيح الاعتقاد " للمفيد رحمه الله.
(2) انظر ص 26 ط تبريز من " تصحيح الاعتقاد، والآية: النجم 43.
(3) يعنى التكلم في ذاته وصفاته، والبحث عن حقيقتها، والسر في هذا النهى ما اومأ اليه بقوله: " فان الكلام في الله لا يزيد الا تحيرا "، وتوضيحه انه تعالى لم يضع في العقول ما تنال به إلى كهه ولم يطرق للافهام سبيلا اليه، فهو متعالعن اصابة الاوهام والافكار اياه، فكلما انتهى اليه العقل بعد البحث والجدال والجد البالغ منتهاه، فهو غيره تعالى، ويكون من سنخ العاقل ومن مخترعاته والمخلوق لا يرى ولا يدرك الا ما يسانخه ويشابهه، وهذا باب عظيم من أبواب المعارف الاسلامية ينتفح منه ألف باب، فالاسلام مع ترغيبه البليغ إلى كسب العلم والتفكر والتدبر، يمنع أشد المنع عما لا سبيل العقل اليه، ولا يزيد النظر فيه الا تحيرا وضلالا، ولا يعود منه إلى الامة نفع الا اختلافا وتفريقا.
والذين يخوضون في ذلك ناشطين مبتجين، ويحسبون انهم يحسنون صنعا انما دخلت عليهم الشبهة من حيث زعموا انهم إذا لم يبحثوا عن الله فهم جاهلون به، فكيفت يعتقدون توحيده، ويخضعون لعظمته يسجدون لجلاله؟ وقد غفلوا عن ان العلم بوجود الشئ وعلو مقامه، يغاير اصابة كنهه، والنيل إلى جوهره، والاحاطة بحقيقته وهو أيضا غير مبنى على شيئ منه والذى نقدر عليه ونكلفته به في حقه تعالى هو الاول وطريقه التدبر في الخلق ومطالعة الاثار والايات الافاقية والانفسية وأنا نصف الرجل بالعقل والحكمة ولم نر منه الا العمل الصالح والتفكر (*)
[4]
ويجب أن يعتقد ان عرفنا الله بالله(1)، كما قال أمير المؤمنين علي بن ابيطالب عليه السلام: اعرفوا الله بالله، والرسول بالرسالة، واولى الامر بالمعروف والعدل والاحسان.
وسئل أمير المؤمنين عليه السلام بما عرفت ربك؟ فقال: بما عرفني نفسه، فقيل وكيف عرفك نفسه؟ فقال: لا يشبه صورة، ولا يحس بالحواس، ولا يقاس بالناس قريب في بعده، بعيد في قربه، فوق كل شئ ولا يقال شئ فوقه، وأمام كل شئ ولا يقال: شئ له أمام، داخل في الاشياء لا كشئ في شئ داخل، وخارج من الاشياء لا كشئ من شئ خارج، سبحان من هو كذا ولا هكذا غيره، ولكل شئ مبتداء.
ويجب أن يعتقد أن رضاء الله ثوابه وغضبه عقابه، لان الله لا يزول من شئ إلى شئ، ولا يستفره(2) بشئ ولا بغيره.
وسئل الصائق عليه السلام عن قول الله عزوجل: " الرحمن على العرش استوى "
___________________________________
(1) الصحيح وكلمة حكمة ينطق بها ونحن مع ذلك جاهلين بجوهر ذاته وكنه عقله ولا نرى انفسنا في حاجة إلى العلم به بل نعد الخوض في مثل ذلك حاجبا عن الوقوف على قدر الرجل وتكريمه واجلاله معرفة الله بالله هى معرفته بما نصبه للناس من اعلام ترشدهم اليه وآيات تعرفهم جماله وجلاله وبما وصف به نفسه في كتابه وعلى لسان انبيائه وحججه وبما يعرف للمخلصين من عبادة الذين كمل ايمانهم وطايت نفوسهم وزالت الحجب عن بصائرهم كما قال على عليه السلام: (لم تره العيون بمشاهدة الابصار بل تره القلوب بحقايق الايمان) والكتاب العزيز وأقول العترة الطاهرة من بيان ذلك ملاء ومعرفة الرسول بالرسالة هى النظر فيما يدعو اليه والتوفيق بينه وبين ما يحكم به العقول المستقيمة، وبين ما اخبر به النبى السابق من الاوصاف في حقه، وبين أقواله وافعاله وادعائه واعجازه، ومن اعطى النظر حقه في أحوال الانبياء عليهم السلام وكلامهم، وما ظهر متهم من الافعال حصل له المقياس، فيعلم به الصادق من الكاذب، والنبى من المتنبى، والانبياء يمتازون عن غيرهم في منطقهم وعلمهم وعملهم وسيرتهم ووصفهم الله واليوم الآخر وهذا كان طريق السلف الصالح وكثير من السابقين الاولين ومن لا يقدر على ذلك فطريقه إلى معرفة النبى صلى الله عليه وآله اتباع ذوى العقول السليمة والعلماء والنظر في المعجزات وهى حجة على الخلق سواء والكلام في اولى الامر مثل الكلام في الانبياء صلوات الله عليهم اجمعين.
(2) اى لا ينشط.
[5]
فقال: استوى من كل شئ، فليس شئ أقرب إليه من شئ(1) وقال عليه السلام: من زعم أن الله تعالى من شئ أو في شئ أو على شئ فقد أشرك، ثم قال عليه السلام: من زعم أن الله تعالى من شئ فقد جعله محدثا، ومن زعم أنه في شئ فقد زعم أنه محصور ومن زعم أنه على شئ فقد جعله محمولا، وسئل عن قول الله عزوجل: " وسع كرسيه السماوات والارض(2) " فقال: علمه.
ويجب أن يعتقد أن الله تبارك وتعالى لم يفوض الامر إلى العباد ولم يجبرهم على المعاصي، وأنه لم يكلف عباده الا ما يطيقون، كما قال الله عزوجل: " لايكلف الله نفسا إلا وسعها(3) "، وقال الصادق عليه السلام: لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين(4).
وروى عن زرارة أنه قال: قلت للصادق عليه السلام: جعلت فداك ما تقول في القضاء والقدر؟ قال: أقول: إن الله تبارك وتعالى إذا جمع العباد ليوم القيمة سألهم عما عهد إليهم ولم يسألهم عما قضى عليهم.
والكلام في القدر منهي عنه كما قال: أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام للذي سأله عن القدر، فقال: بحر عميق فلا تلجه، ثم سأله ثانية عن القدر فقال: طريق مظلم فلا تسلكه، ثم سأله ثالثة عن القدر فقال: سر الله فلا تكلفه.
ويجب أن يعتقد ان القدرية مجوس هذه الامة، وهم الذين أرادوا أن يصفو الله بعدله فأخرجوه من سلطانه.
___________________________________
(1) انظر رسالة الاعتقادات للصدوق باب (الاعتقاد في العرش) والاية: ط 5
(2) البقرة 255
(3) البقرة 286.
(4) راجع (تصحيح الاعتقاد) ص 14 و 19 (*)
2 - باب النبوة
يجب أن يعتقد أن النبوة حق، كما اعتقدنا ان التوحيد حق، وأن الانبياء الذين بعثهم الله مأة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي، جاؤا بالحق من عند الحق وأن قولهم قول الله، وأمرهم أمر الله، وطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله، فانهم
[6]
لم ينطقوا إلا عن الله تبارك وتعالى وعن وحيه. وأن سادة الانبياء خمسة الذين عليهم دارت الرحى، وهم أصحاب الشرايع وهم اولوا العزم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد صلوات الله عليهم، وان محمدا صلى الله عليه وآله وسلم سيدهم وأفضلهم، وانه جاء بالحق وصدق المرسلين، وأن الذين كذبوه لذائقوا العذاب الاليم، وأن الذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون.
ويجب أن يعتقد أن الله تعالى لم يخلق خلقا أفضل من محمد صلى الله عليه وآله ومن بعده الائمة صلوات الله عليهم، وأنهم أحب الخلق إلى الله عزوجل وأكرمهم عليه وأولهم إقرارا به لما أخذ الله ميثاق النببين من الذر(1)، وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا بلى بعد الانبياء عليهم السلام(2) وأن الله بعث نبيه صلى الله عليه وآله في الذر وأن الله أعطى ما أعطى كل نبي على قدر معرفته، ونبينا صلى الله عليه وآله سبقهم إلى الاقرار به. ويعتقد ان الله تبارك وتعالى خلق جميع ما خلق له ولاهل بيته صلى الله عليه واله وانه لولاهم ما خلق السماء والارض، ولا الجنة والنار، ولا آدم، ولا حواء، ولا الملائكة، ولا شئ مما خلق، صلوات الله عليهم أجمعين.
___________________________________
(1) انظر تصحيح الاعتقاد ص 33.
(2) قوله: (بعد الانبياء) ليس في رسالة الاعتقادات والظاهر زيادته هما.وفى الرسالة (وان الله بعث نبيه محمد اللانبياء في الذر) (*)
3 - باب الامامة
يجب أن يعتقد أن الامامة حق، كما اعتقدنا ان النبوة حق، ويعتقد ان الله عزوجل الذي جعل النبي صلى الله عليه وآله نبيا هو الذي جعل الامام إماما، وان نصب الامام واختياره إلى الله عزوجل وان فضله منه. ويجب أن يعتقد انه يلزمنا من طاعة الامام ما يلزمنا من طاعة النبي صلى الله عليه وآله وان كل فضل أتاه الله عزوجل نبيه فقد اتاه الامام إلا النبوة، ويعتقد ان المنكر للامام (مة ظ) كالمنكر للنبوة، والمنكر للنبوة كالمنكر للتوحيد، ويعتقد ان الله
[7]
عزوجل لا يقبل من عامل عمله إلا بالاقرار بأنبيائه ورسله وكتبه جملة(1).
وبالاقرار بنبينا محمد صلى الله عليه وآله والائمة صلوات الله عليهم تفصيلا، وانه واجب علينا أن نعرف النبي والائمة بعده صلوات الله عليهم بأسمائهم وأعبائهم وذلك فريضة لازمة لنا واجبة علينا لا يقبل الله عزوجل عذر من عند الحق، وأن من تبعهم نجار من خلقهم ضل وهلك، وقد قال الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه وآله: " ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك "(2). ويجب ان يعتقد ان يعتقد ان المنكر لواحد منهم كالمنكر لجماعتهم وقد قال الصادق عليه السلام المنكر لآخرنا كالمنكر لاولنا(3).ويجب ان يعتقد ان بهم فتح الله وبهم يختم.
___________________________________
(1) انظر اول (المقنعة) للمفيد رحمه الله باب الانبياء.
(2) النساء 164.
(3) العيبة من الرجل: موضع سره (*)
4 - باب معرفة الائمة الذين هم حجج الله على خلقه بعد نبيه
صلوات الله عليه وعليهم بأسمائهم
يجب أن يعتقد ان حجج الله عزوجل على خلقه بعد نبيه محمد صلى الله عليه وآله الائمة الاثنا عشر: أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ثم الحسن، ثم الحسين، ثم على بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم الرضا على ابن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم الحجة القائم صاحب الزمان خليفه الله في أرضه صلوات الله عليهم أجمعين.
ويجب أن يعتقد انهم اولوا الامر الذين أمر الله بطاعتهم، وأنهم الشهداء على الناس، وأنهم أبواب الله والسبيل إليه والادلاء عليه، وانهم عيبة علمه وتراجمة وحيه وأركان توحيده، وانهم معصومون من الخطاء والزلل، وأنهم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وان لهم المعجزات والدلائل، وانهم أمان لاهل الارض، كما ان النجوم امان لاهل السماوات، ومثلهم في هذه الامة كمثل سفينة
[8]
نوح وباب حطة الله، وانهم عباد الله المكرمون الذين لا يسبقونه بالقول، وهم بأمره يعملون.ويجب ان يعتقد أن حبهم إيمان وبغضهم كفر، وان أمرهم أمر الله، ونهيهم نهى الله، وطاعتهم طاعة الله، ومعصيتهم معصية الله، ووليهم ولي الله، وعدوهم عدو الله.
ويجب ان يعتقد ان حجة الله في أرضه وخليفته على عباده في زماننا هذا هو القائم المنتظر ابن الحسن بن علي بن محمد بن على بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام، وانه هو الذي اخبر النبي صلى الله عليه وآله به عن الله عزوجل باسمه ونسبه، وانه هو الذي يملاء الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا، وظلما، وانا هو الذي يظهر الله عزوجل به نبيه صلى الله عليه وآله على الدين كله ولو كره المشركون، وانه هو الذي يفتح الله عزوجل على يده مشارق الارض ومغاربها حتى لا يبقى مكان إلا ينادى فيه بالاذان، ويكون الدين كله الله، وانه هو المهدي الذي إذا خرج نزل عيسى بن مريم عليه السلام فصلى خلفه، ويكون إذا صلى خلفه(1) مصليا خلف الرسول صلى الله عليه وآله لانه خليفته.ويجب أن يعتقد انه لا يجوز أن يكون القائم غيره بقى في غيبته ما بقى، ولو بقى في غيبته عمر الدنيا لم يكن القائم غيره، لان النبي صلى الله عليه وآله والائمة عليهم السلام عرفوا باسمه ونسبه ونصوا به وبشروا.
ويجب أن يتبرأ إلى الله عزوجل من الاوثان الاربعة والاناس الاربعة(3)،
___________________________________
(1) في رسالة الاعتقادات ما لفظه: (ويكون المصلى إذا صلى خلفه كمن كان مصليا خلف رسول الله صلى الله عليه وآله ).
(2) قال الصدوق في رسالة الاعتقادات في آخر باب (الاعتقاد في عدد الانبياء والاوصياء صلوات الله عليهم) بعد ان أورد فيه ما في هذا الباب إلى هنا وما ذكره هنا في باب النبوة: ما؟ (وقد اخرجت هذا الفصل من كتاب الهدايية) ولا يخفى ان كثيرا مما أورده في هذه الابواب؟ فرض له في تلك الرسالة بنححو ابسط مما هنا.
(3) قال في رسالة الاعتقادات: ما نصه (واعتقادنا في البرائة انها واجبة من الاوثان الاربعة: يفوت.
ويعوق.ونسر.وهبل.ومن الانداد الاربع: اللات.والعزى.ومناة.وشعرى وممن عبدوهم). (*)
[9]
ومن جميع أشياعهم واتباعهم، ويعتقد فيهم انهم أعداء الله واعداء رسوله، وانهم شر خلق الله، ولا ينم الاقرار بجميع ما ذكرناه إلا بالتبري منهم.
ويجب ان يعتقد فيمن يعتقد ما وصفنا انه على الهدى والطريقة المستقيمة. وانه اخ لنا في الدين واجب علينا نصيحته ومواخاته ومواساته ومعاونته ومعاضدته وان نرضى له ما نرضى لانفسنا، ونكره له ما نكره لانفسنا ونقبل شهادته، ونجيز الصلاة خلفه، ونحرم غيبته.ويعتقد فيمن يخالف ما وصفنا أو شيئا منه انه على غير الهدى، وانه ضال عن الطريقة المستقيمة، ونتبرء منه كائنا من كان من اى قبيلة كان ولا نحبه، ولا نعينه، ولا ندفع إليه زكاة أموالنا، ولا حجة يحج بهاعنا وعن واحد منا، ولا زيارة، ولا فطرة ولا لحم اضحية، ولا شيئا نخرجه من أموالنا لنتقرب به إلى الله عزوجل، ولا نرى قبول شهادته ولا الصلاة خلفه.
هذا في حال الاختيار، فأما في حال التقية فجائز لنا أن ندفع بعض ذلك إليهم ونصلي خلفهم إذا جاء الخوف، وأما أداء الامانة فانا نرى ادائها إلى البر والفاجر لقول الصادق عليه السلام: أدوا الامانة ولو إلى قاتل الحسين بن علي عليهما السلام.
و أضيف أيضاْ:
أصول الدين خمسة هي :
التوحيد : الإيمان بأن الله واحد .
العدل : الإيمان بأن الله يجازي المحسن بحسناته والسيئ بسيئاته .
النبوة : الإيمان بأن الله يبعث الأنبياء ليهدي عباده لدينه الحق .
الإمامة : الإيمان بأن الله بعد ختم النبوة جعل الإمامة لأئمة حق .المعاد : وهو بعث العباد يوم القيامة ليجازيهم حسب إيمانهم وعملهم .
وفروع الدين عشرة هي :
الصلاة ، الصوم ، الحج ، الزكاة ، الخمس ، الجهاد ، الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والتولي ، والتبري .
فنقول:
رَضيتُ بِاللهِ رَبّاً وَبِمُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ نَبِيّاً وَبِالاِسْلامِ ديناً وَبِالْقُرآنِ كِتاباً وَبِالْكَعْبَةِ قِبْلَةً وَبِعَلِىٍّ وَلِيّاً وَاِماماً وَبِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَمُحَمَّدَ بْنِ عَلِىٍّ وَجَعْفَرِ بْنَ مُحَمَّد وَمُوسى بْنِ جَعْفَر وَعَلِىِّ بْنِ مُوسى وَمُحَمَّدَ بْنِ عَلِىٍّ وَعَلِىِّ بْنِ مُحَمَّد وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَالْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ اَئمَّةً، اَللّـهُمَّ اِنّى رَضيتُ بِهِمْ اَئِمَّةً فَارْضَنى لَهُمْ اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيء قَديرٌ .
أختمها بحمدالله و الصلاة و السلام على محمد و آل محمد
نسألكم الدعاء
تعليق