
رسالة قدمت لنيل درجة الماجستير من مركز الدراسات العربية ودراسات الشرق الأوسط.
هذه الاطروحة تبحث في تصور السنة والشيعة للشهيد في الاسلام، وهي تستند في ذلك إلى ما ورد في أدبيات الطرفين حول هذا الموضوع، مركزة الضوء بشكل خاص على الحسين بن علي باعتباره نموذج الدراسة.
السنة؛ وهم أهل الحكم عبر مجمل التاريخ العربي الاسلامي، يتأقلمون مع نظم الدولة ويرون في كل رمز إسلامي شخصية تاريخية بالكامل، واستناداً إلى هذا الفهم فإن الحسين بن علي هو في عقائدهم شخصية تاريخية كغيره من الشخصيات الاسلامية الأخرى، وكربلاء بالنسبة لهم هي حدث تاريخي وقع في مكان وزمان معينين، أي في إطار ظرف تاريخي خاص.
أما الشيعة؛ فإن عقائدهم المعارضة لا ترى في كربلاء مجرّد حدث تاريخي، بل هي جزء لا يتجزأ من أيديولوجيا دينية متكاملة، وبالتالي فإن مأساة الحسين في كربلاء بالنسبة لهم ليست مجرد مأساة وقعت لشخص الحسين مرة وإلى الأبد، بل هي صيغة فعل تتكرر باستمرار في إطار عقائدي يشير إلى الشهادة كمصير للأئمة، وفي سياق هذا الاعتقاد تصبح كربلاء الحسين جزءً من تركيبة أيديولوجية وطقوسية متكاملة.
تكمن أهمية هذا البحث في أن التباين في تصور هاتين الجماعتين للشهيد في الاسلام ممثلاً بنموذج الحسين بن علي، يعكس فهماً مغايراً لدى كل منهما حول مجمل الحقيقة الدينية الاجتماعية والسياسية.