أعوذ بالله السميع العليم من الشيطن الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيماللهم صل وسلم على محمد وآل محمد وعجِّل فرجهم والعن عدوهم
الحمدلله رب العالمين ..وصلى الله علي محمد وال محمد...ولعنة الله على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين
السؤال الأول:: هل اللعن من آداب الاسلام أم لا؟؟
الجواب في قوله تعالى)) ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعدما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون)).
فيعرف من خلال هذه الاية الشريفة ان اللعن من آداب الاسلام.. لأن الله سبحانه يقول انا العن وكذلك يوجد جماعة آخرون يلعنون هؤلاء..الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات...
من هم هؤلاء الجماعة الذين يلعنون؟؟ قسم يكون من الملائكة وقسم من الجن وقسم من الانس. اي المؤمنين .لانهم يتخذون نفس الموقف الالهي الذي هو اللعن وهؤلاء يلعنون..
((إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون))..
وفي آية أخرى ..(( كيف يهدي الله قوما بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق. وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين. اولئك جزائهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين))
فالذين تكون هذه صفاتهم يكتمون ما أنزل الله في امور معينة جاء بها رسول الله صلى الله عليه واله مثلا هؤلاء جاءوا من بعده وكتموها كما صنع مثل ما تعرفون زيد وعمرو من الناس.. او كفروا بعد إيمانهم .يعني في البداية اظهروا الايمان ومن ثم الكفر . هؤلاء يكونون ظالمين واولئك جزائهم ان عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين
إذا فاللعن هو من آداب الإسلام .فما هي حقيقة اللعن؟
دعاء لان الانسان يدعو الله تبارك وتعالى ان يلعن فلان بمعمنى: الهي اطرده من رحمتك وابعده من رحمتك, بحيث يستحق العذاب في الدنيا والآخرة, هذا هو معنى اللعن, إذا فاللعن هو من آداب الإسلام.
إذن لو جاء احد وقال ان اللعن ليس من آداب الإسلام .ولا تكونون بسبابين ولا تكونون لعانين , وليس المسلم بلعان.
فيجب ان يكون الرد عليه. أنت لم تفهم الإسلام. لأن اللعن هو من آداب الإسلام.ولكن المسلم لا يكون لعانا ولا سبابا للمؤمن لا للكافر لا للمنافق لا للجاحد لا للمعاند لا للظالم او الفاسق المتجاهر بفسقه او الديكتاتور او القاتل او المجرم او السفاح فهؤلاء يلعنون والإسلام لا يحرج ولا يحرم لعنهم
بل على العكس فإن الاسلام يدعو الى لعنهم والى ان تلعن الظالمين والمحرفين للاسلام وتلعن المرتدين وتلعن رموز الضلالة والكفر.
السؤال الثاني. هل يشجعنا الإسلام على أكثر من لعن الرموز المنحرفة؟
نعم
((حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في رواية صحيحة ومعتبرة ولا جدال في سندها رواها الشيخ الكليني في كتابه الكافي الشريف: إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي. فأظهروا البراءة منهم, واكثروا من سبهم, والقول فيهم, والوقيعة, وباهتوهم كي لا يطمعوا في الفساد في الإسلام, ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم, يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة.)) كتاب الكافي الجزء الثاني صفحة..375
توضيح الحديث.
اذا رأيتم اهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم ..حالة التبرء ان تتبرئ من هؤلاء الذين تصدق عليهم هذه المواصفات انهم يكونون اهل الريب والبدع من بعد رسول الله. فعليك ان تظهر البراءة وليس ان تكتم البراءة.مثلا بينك وبين نفسك او بينك وبين ابناءك وزوجتك ..فاظهار البراءة يكون في الملأ والعلن... واكثر من هذا ..
وبل والاكثار من سبهم ..وليس سبهم فقط لالا بل والاكثار من سبهم ..والقول فيهم .. اي فضحهم تعريتهم وذمهم .. والوقيعة.. يعني تقع فيهم اي تشتد عليهم في القول...وباهتوهم ..يعني انتصروا عليهم وافحموهم ..
إذا الإسلام يشجعنا على اكثر من لعن الرموز المنحرفة وهو اظهار البراءة منهم والاكثار من سبهم , والوقيعة فيهم ..
السؤال الثالث: هل يجوز للإنسان المسلم ان يتأثم او يتحرج من لعن وذم الملعونين؟؟ أي أنه إذا عرف ان شخصية ملعونة في الاسلام . فهل يجوز للانسان ان يتأثم من لعنها؟
الجواب في حديث الامام الجواد عليه السلام لعلي بن مهزيار (رضوان الله عليه). فحينما لعن الامام ابا الخطاب وجماعته .((فابوا الخطاب كان من الشيعة المنحرفين اي انه كان يدعي التشيع ولكنه منحرف)). . قال الامام الجواد عليه السلام: لعن الله ابا الخطاب ولعن اصحابه ولعن الشاكين في لعنه اللهم العن من يمتنع في لعن ابا الخطاب. وقال لعلي: يا علي لا تتحرج من لعنهم . فان الله قد لعنهم. وقال((الامام ينقل الرواية عن جده رسول الله صلى الله عليه واله : من تأثم من لعن من لعنه الله فعليه لعنة الله...انتهى ..فهذا الخبر رواه الكشي في رجاله في الجزء الثاني في صفحة 811
الذي يتأثم من ان يلعن من لعنه الله تبارك وتعالى فعلى هذا الانسان اللعنة من الله.. يا علي لا تتحرج من لعنهم.. إذا لا يجوز للإنسان المسلم ان يتحرج من لعن الشخصيات الملعون اذا عرف انها ملعونة او ان يتأثم من لعنها..
أبو الخطاب اذا لم يكن للانسان المؤمن ان يتحرج من لعنه ولا ان يتأثم من لعنه مع أنه كان شيعيا او يدعي التشيع وانحرف فكيف بمن يكون اصلا ليس بشيعي؟ ومن قام بقتل أهل البيت (عليهم السلام). كرموز النواصب مثلا. فابو الخطاب هذا لم يقتل اماما من ائمة اهل البيت . وانما كان منحرف فقط في عقيدته. فبطريق أولا يجوز لعن الكفار وقاتلي اهل البيت وظالميهم . ولا يجوز للانسان الشيعي ان يتحرج او يتأثم من لعن الشخصيات الملعونه...
ما هي أفضل مواضع اللعن؟؟
الجواب. قنوت الصلاة
في حديث الامام الصديق عليه السلام لعبد الله بن هلال: قال : ان رسول الله صلى الله عليه واله قد قنت ودعا على قوم باسمائهم واسماء اباءهم واسماء عشائرهم وفعله علي عليه السلام من بعده.
رواه ابن ادريس في السرائر في الجزء الثالث ص 605 . وتجده في وسائل الشيعة الباب السابع عشر الحديث الثالث.
السؤال هنا. من هم هؤلاء الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه واله باسمائهم؟ وقام علي عليه السلام بلعنهم في قنوت الصلاة؟
الجواب نجده في حديث الإمام الكاظم عليه السلام؟
(((قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في وصيته لعلي عليه السلام: يا علي ان عائشة وحفصة ستشاقانك وتعصيانك بعدي. وتخرج عائشة عليك في عساكر الحديد. وتتخلف الأخرى تجمع إليها الجموع (اي حفصة تكون في المدينة او مكة لتحرض الناس عليك فقد كانت حفصة تجمع الجاريات والجواري حتى يهجين عليا يعني يسبون ويشتمون امير المؤمنين عليه السلام) هما في الأمر سواء.فما انت صانع يا علي؟ يا رسول الله . إن فعلتا ذلك تلوت عليهما كتاب الله فهو الحجة بيني وبينهما فإن قبلتا والا أخبرتهما بالسنة وما يجب من طاعتي وحقي المفروض عليهما فإن قبلتا والا أشهدت الله وأشهدت عليك عليهما ورأيت قتالهما على ضلالتهما .)))
اذن الرسول سأل علي عليه الاسلام ماذا تفعل فاجاب الامام علي احتج عليهما بالكتاب والسنة .فهذا هو منهج اهل البيت عليهم السلام ففي البداية وعظ ثم القاء حجة ثم انذار فاذا ما قبلتا اشهدت الله عليهما واشهدتك عليهما وقاتلتهما على ضلالتهما..
قال صلى الله عليه وآله : وتعقر الجمل وإن وقع في النار. ((الجمل الذي تركبه عائشة . هذا عليك بأن تعقره يعني تذبحه بعدما تعقر قوائمه بطريقة معينة..قلت نعم((أمير المؤمنين قال نعم)): قال النبي صلى الله عليه واله : قال اللهم اشهد على ذلك .ثم قال يا علي اذا فعلتا((هذه الجرائم التي حذرهما منها القرآن لأن القرآن خاطب أزواج النبي ..وقرن في بيوتكن..اي اجلسوا في بيوتكم ولا تخرجن من بيوتكم وتحاربون بالسيوف وتحدثون الفتنة في أمة الإسلام... ثم قال النبي.. إذا فعلتا ما شهد عليهما القرآن فأبنهما مني فإنهما بائنتان..يعني طلقهما مني طلاقا بائنا وهو طلاق خاص بالرسول يكون بعد واستشهاد النبي صلى الله عليه وآله فيباح لعائشة وحفصة ان تتزوجان بعد استشهاد النبي ويسقط عنهما لقب أم المؤمنين وبذلك يعرف أنه لا يجوز لأحد ان يقول لعائشة وحفصة امهات المؤمنين...وذلك بمقتضى ولان النبي اوصى الامام علي: ابنهما مني فانهما بائنتان..ولا توجد هناك علاقة بين النبي وعائشة وحفصة..وبلا شك ان الامام علي قد امتثل لوصية النبي ولا يخلف عن اداءها..وابواهما شريكان لهما في ما عملتا وفعلتا ..
ثم قال الامام الكاظم حيث يستمر ..وكان في وصيته ((الرسول)) يا علي اصبر على ظلم المضلين ما لم تجد أعوانا((فالصبر مشروط بتوافر الاعوان فقط وليس لمجرد الصبر)) فالكفر يقبل والردة والنفاق مع الأول منهم ثم الثاني وهو شر منه واظلم ثم الثالث ثم يجتمع لك شيعة تقابل بهم الناكثين والقاسطين والمتبعين المضلين ((الذين يتبعون الاول والثاني والثالث وعائشة وحفصة...وبالتالي بالفعل اجتمع انصار للامام علي عليه السلام وقاتلهم وقاتل اتباعهم وشيعتهم))
واقنت عليهم ((يعني في القنوت ادع عليهم والعنهم فهذا امر من رسول الله صلى الله عليه واله)) هم الأحزاب وشيعتهم...انتهى الحديث ,.... رواه العلامة المجلسي في البحار جزء 12 ص 488
إذا عرفنا ان الرسول صلى الله عليه واله امر علي امير المؤمنين عليه السلام ان يلعن في قنوته
الاول والثاني والثالث وعائشة وحفصة واتباعهم من القاسطين والمارقين والمتبعين المضلين..
تعليق