إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الشيعة والمعتزلة !!!!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشيعة والمعتزلة !!!!

    : هل صحيح أن الشيعة الإمامية الإثنا عشرية هم من أتباع المعتزلة عقائدياً و فكرياً ؟

    الجواب:
    هناك الكثير من المؤلفين الذين كتبوا في العقائد و الفرق الإسلامية يدّعون بأن الشيعة الإمامية هم من مقلدي المعتزلة في عقائدهم و آرائهم الكلامية [1] ، و لا غرابة إذ نجد المستشرقين من الأجانب و الكُتّاب العرب المتأخرين يجترّون هذه المقالة الخاطئة دون تمحيص و تحقيق خلافاً لما هو المتوقع من أصحاب القلم و الفكر ، و المؤسف حقاً أنا نجدهم يتعاملون مع هذا الإدعاء و كأنه من البديهيات التي لا تقبل التشكيك و النقاش .

    بيد أن المتتبع المنصف يجد جلياً لدى مراجعته لكتب الشيعة الإمامية ، أن الإمامية مستقلون في تفكيرهم و آرائهم استقلالا كاملا في جميع الأدوار و المراحل التي مرّوا بها ، و أنهم لا يعتمدون على غير كتاب العقل و القرآن الكريم و سنة النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) و الأئمة المعصومين ( عليهم السَّلام ) فيما يعتقدون به من أصول الدين ، و فيما يعملون به من فروعه .

    هذا مضافا إلى أن كتب الشيعة الإمامية تشهد بكل صراحة و وضوح على خلاف ما يدّعي هؤلاء الكُتّاب ، فالشيعة تخالف المعتزلة في آرائها أكثر من مخالفة غيرها من المذاهب للمعتزلة ، لكنها قد تلتقي معها في بعض الأفكار أحيانا ، كما تلتقي مع الأشاعرة و المرجئة في بعض المسائل .


    ثم إن التاريخ لا يؤيد ما يدّعيه هؤلاء أبداً ، بل أنه يثبت خلاف ذلك تماماً ، و فيما يلي نشير إلى نقاط تثبت بطلان إدعائهم :

    . إن الشيعة الإمامية أسبق الفرق الإسلامية ، و تاريخهم يتصل بتاريخ الإسلام منذ فجره الأول ، و الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) الذي إليه يرجع التشيع قد تكلم في التوحيد و الصفات و العدل و القَدَر ، و غير ذلك من المواضيع الكلامية و الفلسفية قبل مولد الإعتزال بعشرات السنين .

    2. إن تاريخ نشوء و تأسيس علم الكلام يعود إلى بدايات القرن الأول ، و تحديداً ـ كما عليه جماعة من المحققين [2] ـ إلى عهد الإمام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) و الأئمة المعصومين من أبنائه ( عليهم السَّلام ) ، فهم الذين وضعوا اللبان الأساسية و القواعد الرئيسية لهذا العلم .

    3. ثم إن أصحاب أئمة أهل البيت ( عليهم السَّلام ) هم الذين تعلّموا هذا العلم و تسلحوا بسلاحه دفاعاً عن العقيدة الإسلامية .

    4. يقول السيد المرتضى : " إن أصول التوحيد و العدل مأخوذة من كلام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) ، و جميع من جاء بعده من المتكلمين قد إعتمد عليه ، و شرحوا أقواله وآراءه ، و روي عن الأئمة من أبنائه في ذلك ما لا يحصى " [3] .

    5. و يقول العلامة المحقق آية الله الشيخ جعفر السبحاني ما ملخّصه : " فقد أسس علم الكلام في بدايات القرن الأول الهجري ، و لم يكن تأسيسه و تدوينه إلا لضرورة دعت إليها حاجة المسلمين إلى صيانة دينهم و عقيدتهم و شريعتهم من تهاجمات الأفكار المضادة التي شاعت إثر الاحتكاك الثقافي بين المسلمين و غيرهم بسبب ترجمة الكتب الفلسفية و الإعتقادية للفرس و اليونان ، فلم يجد المسلمون سبيلا إلا التسلّح بالبراهين العقلية كي يصونوا بذلك معتقداتهم و يدافعوا عنها .

    لكن التاريخ يشهد بأن قسماً كبيراً من مسائل علم الكلام حول المبدأ و المعاد ، و حول التوحيد متخذة من خطب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) ، و أنه هو البطل المقدام في دعم هذه الأصول و أحكامها ، و لو اعترفت المعتزلة بأن منهجهم الكلامي يرجع إلى علي ( عليه السَّلام ) فقد صدقوا في انتمائهم و انتسابهم إلى ذلك المنهل العذب الفيّاض ، و ليس علي وحده من بين أئمة أهل البيت أقام دعائم هذا العلم و أشاد بنيانه ، بل تلاه الأئمة الأخر منهم " [4] .

    6. و يقول ابن أبي الحديد المعتزلي : " و أما الحكمة و البحث في الأمور الإلهية ، فلم يكن من فن أحد من العرب ... و أول من خاض فيه من العرب علي ( عليه السَّلام ) ... و لهذا انتسب المتكلمون الذين لججوا في بحار المعقولات إليه خاصة دون غيره ، و سموه أستاذهم و رئيسهم ، و اجتذبته كل فرقة من الفرق إلى نفسها ... " [5] .

    7. و يضيف ابن أبي الحديد قائلاً : " إن واصل بن عطاء الزعيم الأول للمعتزلة ، المؤسس لمذهب الإعتزال ، قد تتلمذ على أبي هاشم ، و أبو هاشم كان تلميذاً لأبيه محمد بن الحنفية ، و محمد تتلمذ على أبيه علي ( عليه السَّلام ) .

    8. إذن فالشيعة الإمامية إنما ينتمون إلى مدرسة أهل البيت ( عليهم السَّلام ) لا غير ، و يعتمدون في أخذ عقائدهم على أئمة الهدى من أهل البيت الذين أخذوا هم عن الإمام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) ، و ذلك قبل أن يولد واصل بن عطاء بخمسين عاماً ، و قبل أن يكون للمعتزلة وجود في دنيا الإسلام [6] .

    9. و مع ذلك فإننا نجد أن أكثر المؤلفين في الفرق و العقائد يدّعون أن الإمامية قد قلّدوا المعتزلة في عقائدهم ، و لم يُكوّنوا لأنفسهم رأياً مستقلاً فيها ، و هذا إما أن يعود إلى المنهجية الخاطئة في التحقيق و التأليف في الاعتماد على أراء أعداء الشيعة و مخالفيهم دون تمحيص و تدقيق ، أو نية سيئة يضمرونها تجاه الشيعة محاولة منهم لإنكار الحقائق الواضحة و طمسها بغية تجريد الشيعة من خصائصهم و ميزاتهم .



    المصدر:

    يؤكد ابن المرتضى في كتابه " المنُية و الأمل " أن الأئمة من أهل البيت كالحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد الباقر ( عليهم السلام ) كانوا على رأي المعتزلة في أصول العقائد ، و يميل إلى هذا الرأي الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه ، الإمام زيد : 40 ، راجع : الشيعة بين الأشاعرة و المعتزلة : 10 – 11 ، للسيد هاشم معروف الحسني ( رحمه الله ) ، الطبعة : الأولى / دار القلم / بيروت .

    [2] لمزيد من المعلومات يراجع كتاب : الشيعة الإمامية و نشأة علوم الإسلام ، للدكتور علاء الدين سيد أمير محمد القزويني ، و كتاب : الشيعة و فنون الإسلام ، للسيد حسن الصدر ، و كتاب : دور الشيعة في بناء الحضارة الإسلامية ، للعلامة المُحقق آية الله الشيخ جعفر السبحاني ( حفظه الله ) .

    [3] يراجع : الأمالي : 103 ، للسيد المرتضى ، و شرح نهج البلاغة : 4 / 522 ، حيث يقول : و جملة الأمر أن مذهب أصحابنا في العدل و التوحيد مأخوذ عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، و مضى يقول : " و هذا الموضع من المواضع التي صرّح فيها بمذهب أصحابنا بعينه .

    [4] الإلهيات : 3 / 6 ، للعلامة المُحقق آية الله الشيخ جعفر السبحاني ( حفظه الله ) ، الطبعة الرابعة ، مؤسسة الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، قم / إيران .

    [5] عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي المولود بالمدائن سنة : 586 هجرية ، و المتوفى سنة : 656 ، شرح نهج البلاغة : 6 / 370 ، طبعة ، سنة : 1404 هجرية ، مطبعة آية الله المرعشي ، قم / ايران .

    [6] لمزيد من المعلومات يراجع كتاب : الشيعة بين الأشاعرة و المعتزلة للعلامة السيد هاشم معروف الحسني ( رحمه الله ) ، الطبعة : الأولى ، دار القلم / بيروت .


    الخلق و الحياة

    العقيدة الإسلامية
    نظرية المعرفة
    الإسلام
    الشيعة الإمامية
    أصول الدين الإسلامي
    التوحيد
    معرفة الله
    العدل
    النبوة
    محمد رسول الله
    أهل البيت
    الإمامة
    الأئمة الاثنا عشر
    الامام علي
    الامام الحسن
    الامام الحسين
    الامام زين العابدين
    الامام الباقر
    الامام الصادق
    الامام الكاظم
    الامام الرضا
    الامام الجواد
    الامام الهادي
    الامام الحسن العسكري
    الامام المهدي
    المعاد
    البرزخ
    الكفر

    الشريعة الاسلامية
    الإجتهاد و التقليد و الإحتياط
    التكليف
    الصلاة
    وجوب الصلاة
    الأذان
    القبلة
    أوقات الصلوات
    السجود
    الحج و العمرة
    المأكولات و المشروبات
    الأحكام الخمسة
    الخشوع في الصلاة

    القرآن الكريم

    الحديث الشريف

    فلسفة الأحكام والتشريع

    الأديان والمذاهب
    المذاهب الإسلامية

    العلم
    العلوم الإسلامية

    التاريخ
    التاريخ الإسلامي
    التاريخ العام

    الأعلام

    ماوراء الطبيعة

    التربية و الأخلاق
    مستحبات الولادة
    تسمية المولود
    مخالفة الهوى

    مصطلحات و مفاهيم

    كافة الإجابات لسماحة الشيخ صالح الكرباسي
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X