ذبهة براس عالم واطلع منهة سالم
د . محمد المياحي
كانت النجف منذ القدم هي عاصمة العلوم الدينية حيث يتوافد اليها طلاب العلم والمعرفة من كل اصقاع البلدان الاسلامية . حيث اشتهرت بالأساتذة الاكفاء الذين خَرَجوا العديد من العلماء في تلك الازمنة . امثال الشيخ المفيد والعلامة الطوسي والسيد حيدر الحلي وغيرهم من العلماء . ومن شواهد العصر على ذلك هما الشهيدين الصدرين الاول والثاني كما يطلق عليهما . حيث شهد تواجدهما في النجف نقلة نوعية في العلم والشجاعة . حيث اسس الشهيد الاول مدرسة سميت بمدرسة ابي جعفر الاصولية . حيث اكتسب الاول الاجتهاد في سن مبكرة من عمره ومن ثم تتلمذ على يد العلماء حتى اصبح يفوقهم في التفكير الفقهي و الاصولي. والف الكثير من الكتب في مختلف المجالات والتي اشاد بها العديد من المفكرين العالميين والبعض منها يُدَرَس في الجامعات الغربية . وعرف ايضا بمناهضته للنظام البعثي والذي تسبب في اعدامه . واما الشهيد الثاني فقد احدث فتقا كبيرا لا يمكن رتقه في الحوزة المعاصرة له في النجف والتي كانت من اسباب جهل الناس وترويضهم للذل والهوان كما هو الحال الان بسبب جبنها . حيث تصدى الشهيد الثاني الى اعتى طاغوت في زمانه واعلن امام الملأ عن ظلمه للشعب وللإنسانية غير مبالي لبطشه وسطوته لأنه قد تذوقها في زنزاناته . فالتفت حوله الشباب من اهل العراق الا ان العملاء والخونة من المرجعيات الاخرى ومن المندسين والطلبة وغيرهم حالوا دون انتشار ثورته بعد استشهاده حيث شنت اكبر حملة اعتقالات بحق المتظاهرين الذين خرجوا يوم استشهاده .
وبقيت المرجعيات الاخرى في النجف تعيث الفساد المبطن بالتدين او التشيع مرة واخرى بالهدوء والسكينة وضبط النفس وغيرها من المصطلحات التي روضوا بها اتباعهم من المقلدين او العملاء . حيث انها هي الموجه الرئيسي لاتباعها فتامرهم بما يخدم مصلحتها ومصلحة عملائها من الساسة او دول الجوار التي تدعمها بشكل مباشر . وهذا طبعا بعد ان تيقنت من ترويض المجتمع بشكل يجعله يطيع الامر بشكل اعمى . فاصبح الناس وبصورة عامة حتى ممن لا حض له من التقليد يعمل مع الكثرة ( حشر مع الناس عيد ) .
والناس على هذه الحالة من الكسل بسبب اتباعهم لأهل النفاق والدجل واهل المنافع الشخصية من رجال الدين . والذين يتم استغلالهم من قبل جهات ومؤسسات تقودها دول الغرب المعادية للإسلام . حيث يتم استدراجهم للعمالة من خلال الضغط او التهديد او الاغراء بالمناصب والاموال والواجهات . ويتم من خلالهم تمرير المخططات الغربية . فهم اقرب واسرع طريق يتم فيه تمرير هذه المخططات على الناس . لأنهم قد روضوا الناس على الخنوع والسكوت مع سكوتهم . بحجة ( ذبهة براس عالم واطلع منة سالم ) . ومهما كان هذا الفعل الذي يفعل بهم فانهم يضلون ساكتين خاضعين خانعين اذلاء صاغرين لمن يأتي بهذا الفعل لأنه رجل دين وقد ( يعصمونه من الخطأ ) والعياذ بالله . من حيث يشعرون او لا يشعرون . ونسوا قول الامام علي عليه السلام الذي قال ( لا تنظر لمن قال ولكن انظر لما قال ) . ويخرقون الاعراف والمبادئ والقوانين . ولا يستنكرون ذلك عليهم . لأنه دائما هنالك من المبررات والاعذار ما يصدقه اتباعهم وهنالك من يصدق من الجهلة . كما حصل مع مناف الناجي وعبد المهدي الكربلائي والشيخ عناد واليعقوبي وعادل زوية ووزير التجارة ونوري المالكي ومقتدى وزمرته العفنة حينما يتسترون على جرائمهم وجرائم وكلائهم من الجناة الذين سرقوا او خانوا الامانة والعرض . وسبب ذلك كما اشرنا سابقا هو عدم تكليف العقل بالتفكير ولو للحظة واحدة في امر هؤلاء وما يفعلون . او تخوينهم او اتهامهم في دينهم . انه التأليه والعياذ بالله . حيث انبأنا صلى الله عليه واله وسلم عن اخبار هؤلاء حينما تحدث عن حجم المعاناة التي سيواجهها ولده المهدي عليه السلام في اخر الزمان حيث قال : ( ما أوذي نبي كما اوذيت . وسيلاقي ولدي المهدي اشد مما لاقيت . لأن الناس الان تعبد الحجارة والعيدان . والناس في زمانه تعبد الرجال ) والعياذ بالله .
تعليق