جواب الأسئلة كلها : نعم

احسنت في الاجابة
ولكن بقولك نعم الله حي وموجود وسميع وبصير هو تشبيه لله بالمخلوق الذي هو حي وموجود ويسمع ويبصر ... فماذا تقول ؟

وحبذا لو كان الحوار بيني وبينك ثنائي مع التزام ادب الحوار بيننا

أعلم أخي أن التوحيد على ثلاثة أقسام
توحيد ذاتي
توحيد صفاتي
توحيد أفعالي وهو توحيد أفعال الله من خلق و قدرة و غيرها

التوحيد الذاتي هو توحيد ذاته و قيل في تعريف الذات هو ما يميز المشار إليه عن غيره
مثلاً الماء مركب من هيدروجين و أوكسجين لو فقد منها واحد لما صار ماءاً لتحول إلى شئ اخر
مع مراعاة أن هذا مثال والله تعالى ليس بمركب

والتوحيد الصفاتي و هي توحيد صفاته من رحيم عليم حكيم خالق قادر سميع بصير ..
الماء يصبح حاراً و بارداً كصفات للماء فلو زالت منه هذه الصفات سبقي ذاته ماء سواء كان ساخناً أو بارداً
وهذه الصفات لو وضعت في شئ اخر فهذا لا يعني تغير ذاته
مثلاً لو صار الحديد حاراً أو بارداً فهل هذا يعني أنه ماء
لا
يعني وجود صفات مشتركة بين الماء و الحديد و لكن ذات الماء يبقى ماء و ذات الحديد يبقى حديد
هناك صفات يشترك بها الله مع مخلوقاته
أي هي صفات من الله أعطاها للأنسان
وقال البعض أن هذه الصفات هي ما عبر الله عنه عند الحديث عن ادم -عليه السلام- بنفخت فيه من روحي بالقرأن
أي أعطيته بعض صفاتي وهذا سبب تكريم الأنسان كونه يحمل بعض صفات الله

وهناك صفات أشترك بها الأنسان مع الحيوانات
كالسمع و البصر و التذوق و الشهوة
فهذا لا يعنى تشبيه ذات الأنسان بذات الحيوان كونه أشترك مع الحيوان ببعض الصفات

مع مراعاة النسبة بين الله و خلقه
وهذا ما وضحة الأئمة -صلوات الله عليهم- عند التحدث عن الصفات المشتركة بين الله و عباده


قال أمير المؤمنين -صلوات الله عليه- : والبصير لا بتفريق آلة، والشاهد لا بمماسّة

وقال -صلوات الله عليه- : يسمع لا بخروق وأدوات

وقال -صلوات الله عليه- في خطبة أُخرى: بصير لا يوصف بالحاسّة

وقد جمع المعنى كلّه الإمام جعفر بن محمد الصادق -صلوات الله عليه- في قوله: «سميع بصير، أي سميع بغير جارحة، وبصير بغير آلة، بل يسمع بنفسه ويُبصر بنفسه»

عجيب امرك وهل تعتقد اني بسؤالي عن هذه الصفات الثابتة لله سبحانه انفيها ؟؟؟ وهو ما لمسته من ردك هذا
ولكن انتم الاثناعشرية اوجدتم تلازما بين اثبات الصفات التي وصف الله بها نفسه وبين التجسيم والتشبيه ...لذلك قلت لك اذا قلت ان الله حي وموجود فانت تشبهه بالمخلوق الذي هو حي وموجود ايضا
فحل لي هذا الاشكال بكلام واضح ومباشر ومن غير فلسفة
واعتقد اني لم اسيء اليك حتى تطالبني بالادب والاخلاق

الفرق بيننا و بين المجسمة هي أنه عندهم ليس تشابه بالصفة فقط بل بالوسيلة

فمثلاً الله بصير والأنسان بصير
وسيلة الأنسان للأبصار هي العين
والمجسمة تقول بوجود هذه الوسيلة لله و لكن يقولون في النهاية "كما يليق بجلاله"

مثال اخر :

لو قلت لك أخلق لي من الطين تمثال طير
فأنت وسيلتك للخلق هي اليدين
المجسمة تشترط وجود وسيلة لله في الخلق وهي يد تليق بجلاله

أو رجل تليق بجلاله وغيرها من تشبيهات

والخلل في هذا الكلام كثير
أولاً لو كان لله يد و رجل لكان الله مركباً
أي أنه مكون من أجزاء هذه رجل و هذه يد و هذه عين
وتعالى الله عن ذلك علواً كبيراً

ثانياً إن كان الله يقدر أن يخلق و يرى بدون هذه الوسائل من عين و رجل و يد تليق بجلاله
فهل هي موجودة عبثاً

أما عند الأمامية فلهذه الوسائل تأويلات و لا تؤخذ بحسب معناها الظاهري من القرأن

اليد تؤول إلى القدرة ....
وهذا ما يمكن تحصيله من كلام الأئمة -صلوات الله عليهم-

انت ترجم بالغيب وتتاول على الله ... فهل عجز الله العزيز الحكيم ان يعبر عن نفسه وذاته دون ان يستخدم هذه الصفات التي ينفيها الرافضة المعطلة ويثبتها الله لنفسه ؟ فياتي الرافضة ليعدلوا على الله ويصوبوا كلامه
هل عجز الله ان يقول قدرة الله بدلا من يد الله ..؟ حتى تاتي انت وتعدل عليه فتقول بل قصد القدرة لا اليد
ولماذا تقيس صفات الله على صفات المخلوق فاوجدت تلازما بين اثبات الصفات وبين كون الله مركب وتعالى الله عن ذلك
لايوجد تلازم بين اثبات الصفات التي اثبتها الله لنفسه في كتابه وبين التشبيه والتجسيم لان صفات الله نثبتها دون خوض في ماهيتها ودون تشبيه او تاويل او تعطيل لانها من الغيب الذي لم نطلع عليه... وهل انتم اعلم من الله بنفسه لتنفوا عنه ما وصف الله به نفسه وتعطلوه

اجيبك بسؤال قد يوضح لك مراد الاخوة وما يذهبون اليه وهو الحق القطعي
الله تعالى يقول
كل شيء هالك الا وجهه
فهل ان يده ورجله وعينه تهلك؟
ام انك هنا ستقول انه عنى بكلمة وجهه ذاته المقدسة كلها؟
فاجيبك انا بما قلته انت
هل عجز الله ان يقول ذات الله بدلا من وجه الله ..؟ حتى تاتي انت وتعدل عليه فتقول بل قصد الذات لا الوجه

فما ستقوله في جواب هذا السؤال هو عينه ما يجب عليك ان تجيب به نفسك عن ادعائاتك الفارغة

وهل عندما يسمع اي مسلم الاية "كل شيء هالك الا وجهه" يتبادر الى ذهنه ان المقصود بها ذات الله او وجه الله فقط ؟
فان كان المتبادر الى الذهن هو ذات الله ...اذن فهذا هو المعنى الظاهر للاية الكريمة والوجه كناية عن ذات الله بدليل ان الاية لا تقبل الا هذا المعنى في حق الله جل جلاله
والتاويل اذا كان مدعما بالدليل جاز اما اذا كان بهدف تعطيل الصفات دون دليل فلا يجوز
فالله تعالى يقول :
قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَاسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْعَالِينَ
فما هو دليلكم على تاويل الايدي الى القدرة او اي شيء اخر ؟
وما يدريكم انه ليس لله ايد تليق بجلاله وليست كالايدي التي تعرفها عقولكم ؟

اولا
اتمنى ان تظل على هذا الاسلوب الهاديء حتى نعرف نحاورك
ثانيا
انت اقررت ان الكناية لا اشكال فيها
فلماذا الكناية في تفسيرك تعمل وفي تفسيرنا لا تعمل؟
ثالثا
من قال لك اننا نعطل الصفة
فان قلنا ان الله تعالى ليس لديه يد
فهل نعطل؟
لا ايها المحاور
ان اليد ليست صفة انما هي الة وجزء
فاننا ننفي ان الله تعالى لديه يد من باب انه ليس له جزء ولا يحتاج الى الة
رابعا
اسالك لماذا لله تعالى يد؟
هل هو محتاج اليها ام لا؟
فان قلت انه محتاج لها كفرت
وان قلت انه غير محتاج لها
قلنا لك بان وجودها من عدمه سواء فما وجه وجودها
اننا ننزه الله تعالى عن ان يكون جسما
لان الاجسام مخلوقة ومحتاجة
والله تعالى منزه عن الحاجة وعن ان يكون مخلوقا
وادعاء ان لله تعالى يد هو نفس القول بان الله تعالى جسم
خامسا
هل ان يد الله هي نفسها عينه وهي نفسها وجهه وهي نفسها رجله ام كل واحدة مما ذكرت لك تختلف عن الاخرى؟
فان قلت انها كلها واحدة لا فرق بينها
قلنا لك كيف عرفت اختلافها وتعددها اذن؟
وما هو وجه التفريق بينه؟
وان قلت انها مختلفة
قلنا لك انك اثبت ان الله تعالى له اجزاء
فهو مركب من يد ورجل وعين ووجه
وان يكون الشيء مركبا يعني ان يكون جسما وان يكون محتاجا
وبيانه انه لولا الاجزاء لما وجد المركب
فلولا اليد والرجل لما وجد الله
تعالى ربي عن ذلك كله علوا كبيرا
اتمنى ان يكون هذا الشرح البسيط قد بين لك اننا لا نعطل صفات الله بل ننزه ربنا عما يصفه به المبطلون والمخطئون وان سموه زورا وبهتانا تعطيلا

رجائي الى الاخوة حصر الحوار بين الاخوين شيخ الطائفة وحسن المغربي كي لا يتشتت الحوار و بالتالي تضيع الفائدة منه
هذا رجاء مني ان قبلتم اكون شاكرا .
ملاحظة:
في لغة العرب اطلقوا اسماء وصفية على الاعضاء البشرية مثل الفم لانه فتحة و الانف لانه مقدمة و العين و القلب و الرأس و غيرها كلها اسماء و صفية
بل حتى اسماء الحيوانات
راجعوا الكتب المتخصصة بذلك تجدون التفاصيل
و من هذه الاعضاء اليد و التي سميت هكذا لانها تستخدم للقوة و ذلك حسب اكثر استخدام العرب لها.
و القرآن الكريم نزل بلغة العرب و بالتالي فهموا معنى اليد بالقوة و القدرة و ليس العضو.
و الله من وراء القصد.
الى حسن مغربي خاصة :
هل انت من المغرب ؟ ان كنت كذلك فتحياتي لك و لكل المغاربة فانا احبهم