بسم الله الرحمن الرحيم
"ليقضي الله امرا كان مفعولا".
صدق الله العظيم
لقد ابى الله ان يجري الامور الا بأسبابها ..وشاء ان نأخذ بالاسباب ونعمل بها "وآتيناه من كل شيء سببا *** فأتبع سببا"...جاعلا مفاتيح الفتح والنصر بيده "اذا جاء نصرالله والفتح" ...مؤكدا على انه اذا اتبعنا الاسباب وعملنا بها ونقلنا اقوالنا الى مرحلة التنفيذ والعمل فإن النصر سيكون حليفنا "إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت اقدامكم" باعتبار ان السببية بيد الله وحده لا شريك له يُعطيها ويأخذها ....وباعتبار انه هو مسبب الاسباب حيث أن الاعمال والعلل والاسبباب بيده وحده تبارك وتعالى .
ومن افضل الطرق لبلوغ الانتصار ونصرة الاسلام والمسلمين والمظلومين هو ان يرى المؤمنون باطن وجوهر جيش الكفار والمنافقين الذين هم اهل الدنيا قليل "وإذ يريكموهم اذ التقيتم في اعينكم قليلا" تماما كما رأى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه باطن الكفار .
لذلك لم يقل رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وآله ابدا او يوما ان الكفار والمنافقين كثيرون ونحن قليل ...ولم يقلق ابدا من كثرتهم..... لأنه رأى باطنهم القليل مقابل باطنه الحق الكثير ....لذا ادرك وعلم وتيقّن أن باطنه الحق الكثير سينتصر على باطنهم القليل لن الحق غير قابل للهزيمة من الباطل و "ليقضي الله امرا كان مفعولا".
فباطن جيش الكفر والنفاق دنيوي , واعضاء جيش الكفر والنفاق اهل دنيا...والدنيا زائلة دنيّة وقليلة ...وعلى هذا فهم قليلون ... والشيء القليل دائما محكوم بالزوال والخسران ...لذا امرنا امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ان نكون ابناء الاخرة لا ابناء الدنيا :""ان للدنيا ابناء وللآخرة ابناء فكونوا من ابناء الدنيا لا من ابناء الآخرة"..على اساس ان المنافق ابن الدنيا والدنيا ليست اكثر من لهو ولعب وزينة وتفاخر وتكاثر في الاموال والاولاد ....وهي في المنظور الالهي بغير رضا الله لا تساوي حتى البصاق .
وبناء على ما تقدّم اقول لشعب مصر واهل مصر عليكم بالطاغية مبارك وازلامه ...خذوهم اخذ عزيز مقتدر....ليس لانفسكم ثمن الا الجنّة فلا تبيعوها يثمن اقل من الجنّة حتى لو اعطيتم واعطاكم فرعون مصر وطاغيتها وجنوده مقابل حياتكم كل الدنيا .
لا تُفسدوا ارواحكم الذي خرجت لقتال الباطل بنِعم باطلة.... ولا تُبيعوها بمنافع عابره.... اضربوا بيد من حديد... واعلموا ان الله مع الصابرين اذا صبروا....ومن كان الله معه فلا غالب له.