ما إن جلس على الصخرة....
ذات نهار مشمس....
ممدا رجليه اللتين أدمتهما الحجارة...
وجبته الناصعة تنزف....
حتى ردد بصبر عميق...
لك العتبى حتى ترضى...
تمتمته الخفيفة والعطش.....
محدقا إلى الملكوت وهو يحمل في قلبه....
نبضات الحق للعالم....
متأملا بعينين متألمتين تاريخ الرسالة
الطويل....
على أن اكتب عنك يا أكرم الناس
يا رسول رب العالمين....
صلوات الله عليك...
وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين...
على أن اجعل الألم يخرق قلبي...
أمام ما تحملته من عبئ الرسالة العظيمة....
واستشعر فقدك بما نلقاه ويلقاه الإسلام
هذه الأيام من تمزيق وتحريف وخراب....
من اللذين هم خلف اللذين حاربوك....
وغصبوا حقك وحق أهل بيتك....
وأزالوهم عن مراتبهم التي...
أرادها الله عز وجل...
وريثما يهدأ هذا الهلع الذي يسكنني لمصابك....
سأكون لساعات بل لأيام استرجع أحداث سيرتك العظيمة....
وما عانيت خلالها من الم ومرارة في سبيل أن ترفع
راية الحق وتعز الإسلام أنت وابن عمك علي
صلوات الله عليكما....
وان علي على الأقل أن انظر إلى نفسي وما صارت إليه....
بفضل هداية الله على أيديكم أهل البيت....
وما زرعتموه من نور في صدورنا نرى...
من خلاله طريقا كان معتما بالأهواء والضلال....
أعرف ذلك....
علي أن أجدد عهدي لموالاتك وأهل بيتك...
لأنكم نجاة الأمة من كربات الهوى والانحراف....
نعم ...هي الذكريات والتاريخ....
بل حياتي كلها تماما كما ارسمها....
معكم ... واعرف ....إني على استعداد...
لأبذل حياتي معكم وفي أي وجه على الإطلاق ...
حتى استشعر بعض الألم المضيء الذي عشتموه صبرا على قضاء الله...
وتحقيقا لإرادته التي تحيي الناس على التقوى والصلاح....
صلوات الله عليك يا أبا القاسم
وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين
إنا لله وإنا إليه راجعون
والعاقبة للمتقين
تعليق