اللهم صل على محمد وآل محمد
قليلا من الناس سمعوا بهذا الخبر ، والسامع يظن ان الشيعة انفردت بهذا الخبر في كتبهم
ولكن هل هذا هو الواقع ، ام أنّ للخبر أصلا قوياً في كتب أهل اللسنة والجماعة ؟
لقد عثرت على نص في كتب أهل السنة والجماعة تثبت أصل الحادثة ولاتذكر التفاصيل .
كيف لا يبترونها وهذا أحمد بن حنبل ينهاهم عن رواية مثل هكذا أحاديث ويقول عنها : ما يعجبني أن تكتب هذه الأحاديث !!
ومع الجهد الحثيث لعلماء السنة في طمس المشاجرات التي وقعت بين الصحابة ، ومحاولة إمحاؤها واعدامها كما يتبين ذلك جلياً لمن قرأ كتب الرجال عند القوم .
مع الالتفات أنّ هذه الروايات تنقض عقيدتهم وتنسفها من الاساس ، ولذلك حاولوا إخفاءها ، وعدم روايتها ، وردع التحديث بها .
اما الرواية في كتب الشيعة الإمامية أعزها الله :
فهي مروية في جملة من المصادر ، ولكن نكتفي بمصدرين مهمين :
1- الإيضاح للفضل بن شاذان الأزدي ص 155 - 159
وروى سفيان بن عيينة والحسن بن صالح بن حي وأبو بكر بن عياش وشريك بن عبد الله وجماعة من فقهائكم أن أبا بكر أمر خالد بن الوليد فقال : إذا أنا فرغت من صلاة الفجر وسلمت فاضرب عنق علي فلما صلى بالناس في آخر صلاته ندم على ما كان منه فجلس في صلاته مفكرا " حتى كادت الشمس أن تطلع ثم قال : يا خالد لا تفعل ما أمرتك [ به ] ، ثلاثا " ، ثم سلم وكان علي يصلي إلى جنب خالد يومئذ ، فالتفت على إلى خالد فإذا هو مشتمل على السيف تحت ثيابه فقال له : يا خالد أو كنت فاعلا " ؟ - قال : إي والله إذا " لوضعته في أكثرك شعرا " فقال علي صلوات الله عليه : كذبت ولؤمت أنت أضيق حلقة من ذاك ، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا ما سبق به القضاء لعلمت أي الفريقين شر مكانا وأضعف جندا فقيل . لسفيان وابن حي ولوكيع : ما تقولون فيما كان من أبي بكر في ذلك ؟ - فقالوا جميعا " : كانت سيئة لم تتم ، وأما من يجسر من أهل المدينة فيقولون : وما بأس بقتل رجل في صلاح الأمة ، إنه إنما أراد قتله لأن عليا " أراد تفريق الأمة وصدهم عن بيعة أبي بكر . فهذه روايتكم على أبي بكر إلا أن منكم من يكتم ذلك ويستشنعه فلا يظهره وقد جعلتم هذا الحديث حجة في كتاب الصلاة في باب من أحدث قبل أن يسلم وقد قضى التشهد إن صلاته تامة وذلك أن أبا بكر أمر خالد بن الوليد بأمر فقال : إذا أنا سلمت من صلاة الفجر فافعل كذا وكذا ، ثم بدا له في ذلك الأمر فخاف إن هو سلم أن يفعل خالد ما أمره به فلما قضى التشهد قال : يا خالد لا تفعل ما أمرتك [ به ] ثم سلم . وقد حدث به أبو يوسف القاضي ببغداد فقال له بعض أصحابه : يا با يوسف ‹ صفحة 159 › وما الذي أمر أبو بكر خالد بن الوليد [ به ] ؟ - فانتهره وقال له : اسكت وما أنت وذاك ؟ !
...............................................
2- بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج 29 ص 136 - 138
الإحتجاج : روي أن أبا بكر وعمر بعثا إلى خالد بن الوليد ، فواعداه وفارقاه على قتل علي عليه السلام ، فضمن ذلك لهما . فسمعت أسماء بنت عميس امرأة أبي بكر وهي في خدرها ، فأرسلت خادمة لها وقالت : ترددي في دار علي عليه السلام وقولي : [ إن الملا يأتمرون بك ليقتلوك ] . ففعلت الجارية ، وسمعها علي عليه السلام فقال : رحمها الله ، قولي لمولاتك ، فمن يقتل الناكثين والقاسطين والمارقين ؟
ووقعت المواعدة لصلاة الفجر ، إذ كان أخفى وأخوت للسدفة والشبهة ، ولكن الله بالغ أمره ، وكان أبو بكر قال لخالد بن الوليد : إذا انصرفت من الفجر فاضرب عنق علي . فصلى إلى جنبه لأجل ذلك ، وأبو بكر في الصلاة يفكر في العواقب ، فندم ، فجلس في صلاته حتى كادت الشمس تطلع ، يتعقب الآراء ويخاف الفتنة ولا يأمن على نفسه ، فقال قبل أن يسلم في صلاته : يا خالد ! لا تفعل ما أمرتك به ، ثلاثا .
وفي رواية أخرى : لا يفعلن خالد ما أمرته . فالتفت علي عليه السلام ، فإذا خالد مشتمل على السيف إلى جانبه ، فقال : يا خالد ! أو كنت فاعلا ؟ !
فقال : إي والله ، لولا أنه نهاني لوضعته في أكثرك شعرا .
فقال له علي عليه السلام : كذبت لا أم لك ، من يفعله أضيق حلقة است منك ، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا ما سبق من القضاء لعلمت أي الفريقين شر مكانا وأضعف جندا .
وفي رواية أبي ذر رحمه الله : أن أمير المؤمنين عليه السلام أخذ خالدا بإصبعيه - السبابة والوسطى - في ذلك الوقت ، فعصره عصرا ، فصاح خالد صيحة منكرة ، ففزع الناس ، وهمتهم أنفسهم ، وأحدث خالد في ثيابه ، وجعل يضرب برجليه ولا يتكلم .
فقال أبو بكر لعمر : هذه مشورتك المنكوسة ، كأني كنت أنظر إلى هذا وأحمد الله على سلامتنا . وكلما دنا أحد ليخلصه من يده عليه السلام لحظه لحظة تنحى عنه راجعا .
فبعث أبو بكر عمر إلى العباس ، فجاء وتشفع إليه وأقسم عليه ، فقال : بحق القبر ومن فيه ، وبحق ولديه وأمهما إلا تركته . ففعل ذلك ، وقبل العباس بين عينيه .))
.................................................. ..............
أما الرواية في كتب أهل السنة والجماعة
فهي منقولة في ثلاثة مصادر حسب الإستقراء الناقص :
1- السنة للخلال ج3 ص505 رقم 809 تحقيق الدكتور عطية الزهراني
أخبرني محمد بن علي قال : ثنا الأثرم [1] قال : سمعت أبا عبدالله وَذُكر له حديث عقيل [2] عن الزهري [3] عن عروة [4] عن عائشة عن النبي (ص) في عليّ والعباس ،
وعقيل عن الزهري أنّ أبا بكر أمر خالداً في عليّ .
فقال أبو عبدالله كيف ؟
فلم عرفها فقال : ما يعجبني أن تكتب هذه الأحاديث !!!!
قال الدكتور عطية الزهراني : إسناد كلام أحمد صحيح ، والعبارة غير مستقيمة وهي هكذا في الأصل . ))
.................................................. .....
اقول : وعقيل هذا هو : عقيل بن خالد بن عقيل الايلي ، أبو خالد الأموي ثقة من رجال الستة .
والزهري : محمد بن مسلم بن شهاب الزهري : ثقة من رجال الستة .
وكلمة ( ولم عرفها )) تصحيف ، بل الصحيح (( فلما عرفها )) بقرينة رواية ابن عساكر الآتية .
وهذا الاثر يطمئن القلب لصحته وذلك :
لأنه لو كان ضعيفاً او موضوعا ، لبادر احمد بن حنبل الى تكذيبه وتضعيفه والجرح برواته ، الا أنه لم يفعل كل ذلك ، بل اكتفى بقوله : ما يعجبني أن تكتب هذه الأحاديث ، مما يدل على أنّ أسانيد هذا الخبر صحيحة ، ولكن أحمد بن حنبل لا تعجبه كتابة هذه الأحاديث لأن فيها طعن في الصحابة .
وسند هذا الأثر فيه إحتمالات :
الإحتمال الأول : أن يكون قول الراوي (( وعقيل عن الزهري ان ابا بكر أمر ...)) معطوفاً على السند السابق ، فيصبح السند هكذا : (( عقيل عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت : أنّ أبا بكر أمر خالدا ..))
الإحتمال الثاني : ان يجري على ظاهره فيكون الأثر فيه نوع من الإرسال ، ومع ذلك فهو مقبول ان شاء الله ، لانهم ذكروا في ترجمة الزهري انه كان ناصبياً يعمل لبني أمية ، وعقيل الراوي عن الزهري ايضا أموي ،
أذا خبر بهذه الخطورة كيف يرويها الزهري ، وينشرها عقيل وتصل الى مجلس احمد بن حنبل ، ويعرفها احمد بن حنبل ، ثم لا تعجبه روايتها .
ومن البعيد جدا أن يروي الزهري هذا الخبر عن الكذابين ، ثم يرويها لعقيل ولا يبين ضعفها ، او لا اقل يبين عقيل ضعفها ، او لا اقل يبين احمد بن حنبل ضعفها .
والذين سالوا احمد بن حنبل عن هذا الخبر كانوا من العلماء ويميزون بين الراوي الثقة والضعيف .
او يكون الراوي عن عقيل حذف السند من الزهري الى منتها .
الإحتمال الثالث : أن يكون الزهري سمع الخبر من عروة بن الزبير ، وعروة سمع الخبر من امه اسماء بنت ابي بكر التي سمعت مؤامرة القوم باذنيها ـ كما في روايات الشيعة ـ وكانت أسماء تحدث بهذا الخبر لابنها عروة ، الذي كان الزهري ملازما له .
2- تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج 41 ص 46 - 47
(( أنبأنا القاسم التيمي وأبو الفضل السلامي قالا أنا المبارك بن عبد الجبار أنا إبراهيم بن عمر نا محمد بن عبد الله نا عمر بن محمد نا أبو بكر الأثرم قال قال أبو عبد الله عقيل أقل خطأ منه يعني من يونس
وسمعت أبا عبد الله وذكر له حديث عقيل عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في علي والعباس
وعن عقيل عن الزهري أن أبا بكر أمر خالدا في علي فقال أبو عبد الله كيف ؟
فلما عرفها قال ما يعجبني أن تكتب هذه الأحاديث .))
.................................................. ......
3- الأنساب للسمعاني ج 3 ص 95
باب الراء والواو الرواجني : بفتح الراء والواو وكسر الجيم وفي آخرها النون ، هذه النسبة سألت عنها أستاذي أبا القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان عن هذه النسبة فقال : هذا نسب أبي سعيد عباد بن يعقوب شيخ البخاري ، وأصل هذه النسبة الدواجن بالدال المهملة وهي جمع داجن ، وهي الشاة التي تسمن في الدار ، فجعلها الناس الرواجن بالراء ، ونسب عباد إلى ذلك هكذا ، قال : ولم يسند الحكاية إلى أحد ، وظني أن الرواجن بطن من بطون القبائل والله أعلم ، قال أبو حاتم بن حبان : عباد بن يعقوب الرواجني من أهل الكوفة ، يروي عن شريك ، حدثنا عنه شيوخنا ، مات سنة خمسين ومائتين في شوال ، وكان رافضيا داعية إلى الرفض ، ومع ذلك يروي المناكير عن أقوام مشاهير فاستحق الترك ، وهو الذي روى عن شريك عن عاصم عن زر عن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا رأيتم معاوية على منبر فاقتلوه . قلت روى عنه جماعة من مشاهير الأئمة مثل أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري لأنه لم يكن داعية إلى هواه ،
وروى عنه حديث أبي بكر رضي الله عنه أنه قال : لا يفعل خالد ما أمر به ،
سألت الشريف عمر بن إبراهيم الحسيني بالكوفة عن معنى هذا الأثر فقال : كان أمر خالد بن الوليد أن يقتل عليا ثم ندم بعد ذلك فنهى عن ذلك .))
.................................................. ...
[1] - أحمد بن هاني
[2] - ابن خالد بن عقيل الايلي الأموي ـ وهو الذي يروي عن الزهري ـ
[3] - محمد بن مسلم .
[4] - ابن الزبير .
قليلا من الناس سمعوا بهذا الخبر ، والسامع يظن ان الشيعة انفردت بهذا الخبر في كتبهم
ولكن هل هذا هو الواقع ، ام أنّ للخبر أصلا قوياً في كتب أهل اللسنة والجماعة ؟
لقد عثرت على نص في كتب أهل السنة والجماعة تثبت أصل الحادثة ولاتذكر التفاصيل .
كيف لا يبترونها وهذا أحمد بن حنبل ينهاهم عن رواية مثل هكذا أحاديث ويقول عنها : ما يعجبني أن تكتب هذه الأحاديث !!
ومع الجهد الحثيث لعلماء السنة في طمس المشاجرات التي وقعت بين الصحابة ، ومحاولة إمحاؤها واعدامها كما يتبين ذلك جلياً لمن قرأ كتب الرجال عند القوم .
مع الالتفات أنّ هذه الروايات تنقض عقيدتهم وتنسفها من الاساس ، ولذلك حاولوا إخفاءها ، وعدم روايتها ، وردع التحديث بها .
اما الرواية في كتب الشيعة الإمامية أعزها الله :
فهي مروية في جملة من المصادر ، ولكن نكتفي بمصدرين مهمين :
1- الإيضاح للفضل بن شاذان الأزدي ص 155 - 159
وروى سفيان بن عيينة والحسن بن صالح بن حي وأبو بكر بن عياش وشريك بن عبد الله وجماعة من فقهائكم أن أبا بكر أمر خالد بن الوليد فقال : إذا أنا فرغت من صلاة الفجر وسلمت فاضرب عنق علي فلما صلى بالناس في آخر صلاته ندم على ما كان منه فجلس في صلاته مفكرا " حتى كادت الشمس أن تطلع ثم قال : يا خالد لا تفعل ما أمرتك [ به ] ، ثلاثا " ، ثم سلم وكان علي يصلي إلى جنب خالد يومئذ ، فالتفت على إلى خالد فإذا هو مشتمل على السيف تحت ثيابه فقال له : يا خالد أو كنت فاعلا " ؟ - قال : إي والله إذا " لوضعته في أكثرك شعرا " فقال علي صلوات الله عليه : كذبت ولؤمت أنت أضيق حلقة من ذاك ، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا ما سبق به القضاء لعلمت أي الفريقين شر مكانا وأضعف جندا فقيل . لسفيان وابن حي ولوكيع : ما تقولون فيما كان من أبي بكر في ذلك ؟ - فقالوا جميعا " : كانت سيئة لم تتم ، وأما من يجسر من أهل المدينة فيقولون : وما بأس بقتل رجل في صلاح الأمة ، إنه إنما أراد قتله لأن عليا " أراد تفريق الأمة وصدهم عن بيعة أبي بكر . فهذه روايتكم على أبي بكر إلا أن منكم من يكتم ذلك ويستشنعه فلا يظهره وقد جعلتم هذا الحديث حجة في كتاب الصلاة في باب من أحدث قبل أن يسلم وقد قضى التشهد إن صلاته تامة وذلك أن أبا بكر أمر خالد بن الوليد بأمر فقال : إذا أنا سلمت من صلاة الفجر فافعل كذا وكذا ، ثم بدا له في ذلك الأمر فخاف إن هو سلم أن يفعل خالد ما أمره به فلما قضى التشهد قال : يا خالد لا تفعل ما أمرتك [ به ] ثم سلم . وقد حدث به أبو يوسف القاضي ببغداد فقال له بعض أصحابه : يا با يوسف ‹ صفحة 159 › وما الذي أمر أبو بكر خالد بن الوليد [ به ] ؟ - فانتهره وقال له : اسكت وما أنت وذاك ؟ !
...............................................
2- بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج 29 ص 136 - 138
الإحتجاج : روي أن أبا بكر وعمر بعثا إلى خالد بن الوليد ، فواعداه وفارقاه على قتل علي عليه السلام ، فضمن ذلك لهما . فسمعت أسماء بنت عميس امرأة أبي بكر وهي في خدرها ، فأرسلت خادمة لها وقالت : ترددي في دار علي عليه السلام وقولي : [ إن الملا يأتمرون بك ليقتلوك ] . ففعلت الجارية ، وسمعها علي عليه السلام فقال : رحمها الله ، قولي لمولاتك ، فمن يقتل الناكثين والقاسطين والمارقين ؟
ووقعت المواعدة لصلاة الفجر ، إذ كان أخفى وأخوت للسدفة والشبهة ، ولكن الله بالغ أمره ، وكان أبو بكر قال لخالد بن الوليد : إذا انصرفت من الفجر فاضرب عنق علي . فصلى إلى جنبه لأجل ذلك ، وأبو بكر في الصلاة يفكر في العواقب ، فندم ، فجلس في صلاته حتى كادت الشمس تطلع ، يتعقب الآراء ويخاف الفتنة ولا يأمن على نفسه ، فقال قبل أن يسلم في صلاته : يا خالد ! لا تفعل ما أمرتك به ، ثلاثا .
وفي رواية أخرى : لا يفعلن خالد ما أمرته . فالتفت علي عليه السلام ، فإذا خالد مشتمل على السيف إلى جانبه ، فقال : يا خالد ! أو كنت فاعلا ؟ !
فقال : إي والله ، لولا أنه نهاني لوضعته في أكثرك شعرا .
فقال له علي عليه السلام : كذبت لا أم لك ، من يفعله أضيق حلقة است منك ، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا ما سبق من القضاء لعلمت أي الفريقين شر مكانا وأضعف جندا .
وفي رواية أبي ذر رحمه الله : أن أمير المؤمنين عليه السلام أخذ خالدا بإصبعيه - السبابة والوسطى - في ذلك الوقت ، فعصره عصرا ، فصاح خالد صيحة منكرة ، ففزع الناس ، وهمتهم أنفسهم ، وأحدث خالد في ثيابه ، وجعل يضرب برجليه ولا يتكلم .
فقال أبو بكر لعمر : هذه مشورتك المنكوسة ، كأني كنت أنظر إلى هذا وأحمد الله على سلامتنا . وكلما دنا أحد ليخلصه من يده عليه السلام لحظه لحظة تنحى عنه راجعا .
فبعث أبو بكر عمر إلى العباس ، فجاء وتشفع إليه وأقسم عليه ، فقال : بحق القبر ومن فيه ، وبحق ولديه وأمهما إلا تركته . ففعل ذلك ، وقبل العباس بين عينيه .))
.................................................. ..............
أما الرواية في كتب أهل السنة والجماعة
فهي منقولة في ثلاثة مصادر حسب الإستقراء الناقص :
1- السنة للخلال ج3 ص505 رقم 809 تحقيق الدكتور عطية الزهراني
أخبرني محمد بن علي قال : ثنا الأثرم [1] قال : سمعت أبا عبدالله وَذُكر له حديث عقيل [2] عن الزهري [3] عن عروة [4] عن عائشة عن النبي (ص) في عليّ والعباس ،
وعقيل عن الزهري أنّ أبا بكر أمر خالداً في عليّ .
فقال أبو عبدالله كيف ؟
فلم عرفها فقال : ما يعجبني أن تكتب هذه الأحاديث !!!!
قال الدكتور عطية الزهراني : إسناد كلام أحمد صحيح ، والعبارة غير مستقيمة وهي هكذا في الأصل . ))
.................................................. .....
اقول : وعقيل هذا هو : عقيل بن خالد بن عقيل الايلي ، أبو خالد الأموي ثقة من رجال الستة .
والزهري : محمد بن مسلم بن شهاب الزهري : ثقة من رجال الستة .
وكلمة ( ولم عرفها )) تصحيف ، بل الصحيح (( فلما عرفها )) بقرينة رواية ابن عساكر الآتية .
وهذا الاثر يطمئن القلب لصحته وذلك :
لأنه لو كان ضعيفاً او موضوعا ، لبادر احمد بن حنبل الى تكذيبه وتضعيفه والجرح برواته ، الا أنه لم يفعل كل ذلك ، بل اكتفى بقوله : ما يعجبني أن تكتب هذه الأحاديث ، مما يدل على أنّ أسانيد هذا الخبر صحيحة ، ولكن أحمد بن حنبل لا تعجبه كتابة هذه الأحاديث لأن فيها طعن في الصحابة .
وسند هذا الأثر فيه إحتمالات :
الإحتمال الأول : أن يكون قول الراوي (( وعقيل عن الزهري ان ابا بكر أمر ...)) معطوفاً على السند السابق ، فيصبح السند هكذا : (( عقيل عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت : أنّ أبا بكر أمر خالدا ..))
الإحتمال الثاني : ان يجري على ظاهره فيكون الأثر فيه نوع من الإرسال ، ومع ذلك فهو مقبول ان شاء الله ، لانهم ذكروا في ترجمة الزهري انه كان ناصبياً يعمل لبني أمية ، وعقيل الراوي عن الزهري ايضا أموي ،
أذا خبر بهذه الخطورة كيف يرويها الزهري ، وينشرها عقيل وتصل الى مجلس احمد بن حنبل ، ويعرفها احمد بن حنبل ، ثم لا تعجبه روايتها .
ومن البعيد جدا أن يروي الزهري هذا الخبر عن الكذابين ، ثم يرويها لعقيل ولا يبين ضعفها ، او لا اقل يبين عقيل ضعفها ، او لا اقل يبين احمد بن حنبل ضعفها .
والذين سالوا احمد بن حنبل عن هذا الخبر كانوا من العلماء ويميزون بين الراوي الثقة والضعيف .
او يكون الراوي عن عقيل حذف السند من الزهري الى منتها .
الإحتمال الثالث : أن يكون الزهري سمع الخبر من عروة بن الزبير ، وعروة سمع الخبر من امه اسماء بنت ابي بكر التي سمعت مؤامرة القوم باذنيها ـ كما في روايات الشيعة ـ وكانت أسماء تحدث بهذا الخبر لابنها عروة ، الذي كان الزهري ملازما له .
2- تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج 41 ص 46 - 47
(( أنبأنا القاسم التيمي وأبو الفضل السلامي قالا أنا المبارك بن عبد الجبار أنا إبراهيم بن عمر نا محمد بن عبد الله نا عمر بن محمد نا أبو بكر الأثرم قال قال أبو عبد الله عقيل أقل خطأ منه يعني من يونس
وسمعت أبا عبد الله وذكر له حديث عقيل عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في علي والعباس
وعن عقيل عن الزهري أن أبا بكر أمر خالدا في علي فقال أبو عبد الله كيف ؟
فلما عرفها قال ما يعجبني أن تكتب هذه الأحاديث .))
.................................................. ......
3- الأنساب للسمعاني ج 3 ص 95
باب الراء والواو الرواجني : بفتح الراء والواو وكسر الجيم وفي آخرها النون ، هذه النسبة سألت عنها أستاذي أبا القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان عن هذه النسبة فقال : هذا نسب أبي سعيد عباد بن يعقوب شيخ البخاري ، وأصل هذه النسبة الدواجن بالدال المهملة وهي جمع داجن ، وهي الشاة التي تسمن في الدار ، فجعلها الناس الرواجن بالراء ، ونسب عباد إلى ذلك هكذا ، قال : ولم يسند الحكاية إلى أحد ، وظني أن الرواجن بطن من بطون القبائل والله أعلم ، قال أبو حاتم بن حبان : عباد بن يعقوب الرواجني من أهل الكوفة ، يروي عن شريك ، حدثنا عنه شيوخنا ، مات سنة خمسين ومائتين في شوال ، وكان رافضيا داعية إلى الرفض ، ومع ذلك يروي المناكير عن أقوام مشاهير فاستحق الترك ، وهو الذي روى عن شريك عن عاصم عن زر عن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا رأيتم معاوية على منبر فاقتلوه . قلت روى عنه جماعة من مشاهير الأئمة مثل أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري لأنه لم يكن داعية إلى هواه ،
وروى عنه حديث أبي بكر رضي الله عنه أنه قال : لا يفعل خالد ما أمر به ،
سألت الشريف عمر بن إبراهيم الحسيني بالكوفة عن معنى هذا الأثر فقال : كان أمر خالد بن الوليد أن يقتل عليا ثم ندم بعد ذلك فنهى عن ذلك .))
.................................................. ...
[1] - أحمد بن هاني
[2] - ابن خالد بن عقيل الايلي الأموي ـ وهو الذي يروي عن الزهري ـ
[3] - محمد بن مسلم .
[4] - ابن الزبير .
تعليق