بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في سورة القيامة :
إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُأية 17 - 19
فقد وردت كلمة "البيان" في المعاجم العربية بمعنى: ما تبين به الشيء من الدلالة وغيرها؛ تقول بان الشيء بيانا: اتّضح، فهو بيّن، والجمع: أبْيناء، والبيان: الفصاحة واللَّسَن، وكلام بيّن: فصيح، وفلان أبْين من فلان، أفصح وأوضح كلاماً منه، والبيان: الإفصاح مع ذكاء، والبيان إظهار المقصود بأدلّ لفظ، وهو من الفهم وذكاء القلب مع اللَّسَن، وأصله الكشف والظهور.
فمادة البيان تدور حول معنى: الدلالة، والفصاحة، والوضوح، والكشف، والظهور
وهذه الأية تعطي معني أوضح لمعني البيان :
وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر
البقرة : 187
إذاً البيان هو التوضيح
بمعني اخر هو التأويل
الشيعة -أعلي الله مقامهم العظيم- يقولون بأن تأويل القرأن هو من أختصاص الأئمة المعصومين -صلوات الله عليهم-
مصداقاً لقوله تعالى :
هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله وما يعلم تاويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الالباب
ال عمران : 7 فبما أن التفسير أختص الله ببيانه كما بينا في أول سورة القيامة
أذاً فالله هو من يجب أن ينصب من يفسر و يؤول لنا القرأن لأن الموضوع من أختصاص الله
كما قال : إن علينا بيانه
والله قد نصب لنا أئمة هدي يبيون لنا أحكام القرأن و يبينون لنا تفسير القرأن
فمن خلال معرفة أحكام و تفسير القرأن ممكن معرفة أحكام الدين
وهذا موافق لما يقوله الشيعة و مخالف لما يقوله أهل السنة و الجماعة
فما يترتب على معرفة تأويل القرأن هو معرفة أحكام الله
بل العلوم الغيبية لأن الله قال بأنه ما من شئ إلا و قد أحصاه في أمام مبين
فسوائاً قلت بأن الأمام هو الأمام الظاهر -عليه السلام- أو القرأن
في كلتا الحالتين ستذهب إلى أحقية المذهب الجعفري
قال الأمام الصادق -صلوات الله عليه- في وصيته لسفيان الثوري :
إن على كلّ حق حقيقة، وعلى كلّ صواب نوراً، فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالفه فدعوه
قال الإمام الصادق -صلوات الله عليه- :
واللـه إني - أعلم ما في السماوات وأعلم ما في الأرض وأعلم ما في الدنيا وأعلم ما في الآخرة - .
فرأى تغير جماعة - فقال وهو يخاطب بكير بن أعين :
يا بكير إني لأعلم ذلك من كتاب اللـه تعالى إذ يقول : { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ }
فمن يعلم بتأويل الكتاب يعلم العلوم الغيبية الأخرى لأن الكتاب فيه تبيان كل شئ
اللهم صلى على محمد وال محمد
ينابيع العلوم عن الحي القيوم
تعليق