تويت
المشاركة الأصلية بواسطة موالـي
واقترب الوعد الحق
قراءة في الصراع بين الخير والشر
إن المتتبع للثورة المصرية ومن قبلها الثورة التونسية ومن قبلها الثورة الإيرانية الإسلامية يلاحظ بوضوح البعد الغبي في انتصار هذه الثورات دون إغفال الأسباب الموضوعية للثورات بالطبع .
فهناك سبب الهي غيبي
وهناك سبب بشري
فما هي مظاهر القدرة الإلهية في الثورة المصرية؟؟
إن نظرة متأنية للأحداث تظهر تباين واضح بين طرفي القضية تجعل من المستحيل تحقيق نصر أو حتى صمود.. فالنظام محاط بجحافل قوات الأمن التي تقدر بعشرات الألوف المدحجين بالسلاح والمدربين على مواجهة المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات .
وخلف جحافل الأمن يوجد جيش نظامي قوي لا يمكن إلا أن ينحاز للنظام الذي صنعه والذين هم بعض رموزه السابقين
وخلف هذا وذاك مؤسسة إعلامية ومنظومة فساد متكاملة متمرسة في غسيل الأدمغة وقلب الحقائق
ثم بعد ذلك طبقة ليست بالصغيرة من المنتفعين والوصوليين الذين كوَّنوا ثروات هائلة من الصعب تخيلها ومن الصعب تخيل ما يمكن أن يفعلوه من اجل حماية امبراطوريتهم
ثم حماية دولية للنظام يضمنها الإستكبار العالمي أمريكا وأوربا وإسرائيل.. ومما يسمى (معسكر الاعتدال العربي) وهو بالحقيقة معسكر الاعتلال العربي
وفي الناحية الأخرى مجموعة من الشباب الصاعد في عمر الزهور قد أوشك حلمهم في حياة كريمة في وطنهم ان يتلاش وتم سحقهم وسحق أحلامهم تحت بطش القوه الغاشمة صمدوا رغم مواجهتهم بغريب أنواع البطش من قنابل الغازات والرصاص المطاطي والحي والقنص وسحق السيارات وغزوات الجمال والحمير وتسريح المساجين والمجرمين وتهديد النساء والاطفال في البيوت وغير ذلك..
والسؤال : من الذي جمع بين قلوب هؤلاء الشباب علي هدف واحد ؟
ومن الذي جمع قلوب الشعب بأجمعه خلفهم ؟
وأين ذهب الخوف والاستكانة و الضعف ؟
ومن أين جاءهم هذا الإصرار والتحدي ؟
هذه الثورة الشعبية التي كانت شرارتها شبابية لم يكن لها قائد واحد تأتمر بأمره وينظم شئونها..
هل هذا من المعقولات ؟ أم كان لهم قائدا غيبيا لا تراه عيوننا ولكنه يرانا ؟
ومن جانب آخر.. من الذي جعل أفئدة العالم كله تتوجه إلي هذا الحدث من شرقه إلي غربه ومن شماله إلي جنوبه .. شعوبا وحكومات ؟؟
فلقد تسمرت عيون العالم أمام الشاشات والقنوات الفضائية وأصبحت القاهرة قلب العالم فجأة ، وميدان التحرير في قلبها هو محط أنظار الجميع ..
هل انتبه العالم إلى أن مصر ( أم الدنيا ) تولد من جديد .. وأن تاريخا جديدا للعالم بدأ كتابته ؟
في مرويات أهل البيت ورد أن المهدي يصعد منبره في مصر عند دخوله المقدس اليها..
ونستطيع أن نفهم الآن هذه الرواية الشريفة ..
ولكن يثور هنا سؤال : إن هذه الثورة لم ترفع شعارأ إسلاميا.. بل حرصت أن تنفي عن نفسها تهمة الدين حتى الفصيل المتدين المشارك فيها وصاحب الشعار المشهور ( الإسلام هو الحل ) نسي هذا الشعار
بل إنها لم ترفع أي شعارات سياسية كما حدث في الثورة الاسلامية في إيران مثل (الموت لأمريكا ..الموت لإسرائيل )
فكيف تكون مؤيدة الهياً مع إغفال هذين العنصريين: اسلامية الثورة وسياستها الخارجية
نعم هي مؤيدة وهي اسلامية رغم ذلك وهي ضد أمريكا وإسرائيل أيضا حتى ولو لم ينتبه الثائرون لذلك
ولفهم هذه الحقيقة نحتاج إلي عودة لبداية الصراع بين الخير والشر..
إن الصراع بين الخير والشر بدأ قبل أن تبدأ الحياة علي هذه الأرض ..
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً }
إن موضوع هذا الصراع كان (كرسي الخلافة)
الذي أراده إبليس بزعمه أنه أفضل من الخليفة في قوله: (أنا خير منه)
واستمر الصراع بعد الهبوط الى الأرض وكانت جريمة قتل قابيل لهابيل والتي كان سببها أيضا (كرسي الخلافة) كما وردت بذلك أخبار أهل البيت واستمر الخلاف بين رسل الله وبين طواغيت عصورهم دفاعا عن (منصب الخلافة أو كرسي الرئاسة)
وما حدث في مصر كان مطالبة الشعب الثائر بزوال النظام الحاكم وتخلي حسني عن (كرسي الرئاسة) ولم يقبلوا بغير ذلك رغم تنازلات حسني ونظامه وبزواله زال النظام وتفككت أركانه
إضافة الى ما تم افتضاحه من الفساد المنتشر بين بعض أبناء الشعب نتيجة تراكمات السنين الماضية
وما نتج من خلق روح الجهاد والمقاومة والصبر و المثابرة وزوال حاجز الخوف والرهبة لدى شعوب عربية أخرى ثارت لنفس الاسباب ونفس الغاية
كل ذلك يجعلنا نثق بوجود تدخل الهي وتدبير الهي يدير ويوجه هذه المعركة معركة تساقط العروش لصالح صفحة جديدة تمهد لعودة كرسي الرئاسة الى المكان الصحيح من الخلافة الشرعية والقيادة العالمية الالهية التي هي قيادة مهدي آخر الزمان الذي بشرت بقدومه جميع الفرق الاسلامية وجميع الديانات السماوية وتنتظره الفطرة العقلية
نعم رغم أن المطالب دنيوية والدوافع دنيوية إلا أنها مشروعة يكفلها الاسلام وتقرها شريعته
ولم يرفع المتظاهرون شعارات اسلامية ولكنهم عبيد لله يطالبون بحقوق منتزعة منهم بغير حق
ولا يمكن أن نتجاهل مطالب الشعوب التي يزداد عليها الضغط والكبت ويزداد استضعافها ولا تملك القوة البشرية الهائلة التي تمتلكها مصر ولكنها انتفضت تطالب بحقوقها
إنها بداية تساقط عروش الظلم والقهر ليحل محلها دولة القسط والعدل بقيادة ربانية وتدخل وتوجيه الهي
كلامك مريح جداً ومطمئن فلا خوف بعد الآن على المحروسه
فانتظروا إنا منتظرونإن موعدكم الصبح.. أليس الصبح بقريب..بل بعيييييييد جداً
تعليق