بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في أواخر سورة السجدة :
وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنظَرُونَ * فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ السجدة : 28-30
تخبط تفاسير أهل السنة و الجماعة :
إبن كثير :
قَالَ اللَّه تَعَالَى " قُلْ يَوْم الْفَتْح " أَيْ إِذَا حَلَّ بِكُمْ بَأْس اللَّه وَسَخَطه وَغَضَبه فِي الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة " لَا يَنْفَع الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانهمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ" كَمَا قَالَ تَعَالَى " فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلهمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدهمْ مِنْ الْعِلْم " الْآيَتَيْنِ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْمُرَاد مِنْ هَذَا الْفَتْح فَتْح مَكَّة فَقَدْ أَبْعَد النُّجْعَة وَأَخْطَأَ فَأَفْحَشَ فَإِنَّ يَوْم الْفَتْح قَدْ قَبِلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِسْلَام الطُّلَقَاء وَقَدْ كَانُوا قَرِيبًا مِنْ أَلْفَيْنِ وَلَوْ كَانَ الْمُرَاد فَتْح مَكَّة لَمَا قَبِلَ إِسْلَامهمْ لِقَوْلِهِ تَعَالَى " قُلْ يَوْم الْفَتْح لَا يَنْفَع الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانهمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ " وَإِنَّمَا الْمُرَاد الْفَتْح الَّذِي هُوَ الْقَضَاء وَالْفَصْل كَقَوْلِهِ " فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنهمْ فَتْحًا " الْآيَة وَكَقَوْلِهِ " قُلْ يَجْمَع بَيْننَا رَبّنَا ثُمَّ يَفْتَح بَيْننَا بِالْحَقِّ " الْآيَة وَقَالَ تَعَالَى " وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلّ جَبَّار عَنِيد " وَقَالَ تَعَالَى " وَكَانُوا مِنْ قَبْل يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا" وَقَالَ تَعَالَى " إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمْ الْفَتْح" .
القرطبي :
" قُلْ يَوْم الْفَتْح " عَلَى الظَّرْف . وَأَجَازَ الْفَرَّاء الرَّفْع . " لَا يَنْفَع الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانهمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ " أَيْ يُؤَخَّرُونَ وَيُمْهَلُونَ لِلتَّوْبَةِ ; إِنْ كَانَ يَوْم الْفَتْح يَوْم بَدْر أَوْ فَتْح مَكَّة . فَفِي بَدْر قُتِلُوا , وَيَوْم الْفَتْح هَرَبُوا فَلَحِقَهُمْ خَالِد بْن الْوَلِيد فَقَتَلَهُمْ .
الطبري :
وَقَوْله : { قُلْ يَوْم الْفَتْح } يَقُول لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُلْ يَا مُحَمَّد لَهُمْ يَوْم الْحُكْم , وَمَجِيء الْعَذَاب : لَا يَنْفَع مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ وَبِآيَاتِهِ إِيمَانهمْ الَّذِي يُحْدِثُونَهُ فِي ذَلِكَ الْوَقْت . كَمَا : 21572 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب , قَالَ : قَالَ ابْن زَيْد , فِي قَوْله { قُلْ يَوْم الْفَتْح لَا يَنْفَع الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانهمْ } قَالَ : يَوْم الْفَتْح إِذَا جَاءَ الْعَذَاب
هم بين رأيين الرأي القائل بأن الفتح في الأية هو يوم فتح مكة و شذ القرطبي بقوله هو يوم مكة
وإبن كثير عرف بأنه لا يصح بأن يقول بأنه يوم فتح مكة لقول الرسول -صلى الله عليه واله وسلم- للأسرى أذهبوا فأنتم الطلقاء
فكيف يقول الله بأنه لا ينفع الذين كفروا أيمانهم ولا هم ينظرون
وحاول تأويل الموضوع إلى الحكم و القضاء
وهذا أيضاً لا يصح فمتي حكم و قضى رسول الله -صلى الله عليه واله وسلم- بينه و بين الكفار
ولا ييصح لحادثة ثانية لم يذكرها إبن كثير
وهي حادثة قوله -صلى الله عليه واله وسلم- مقولته المشهورة بعد الفتح : من دخل دار أبو سفيان فهو امن
لما فتح رسول الله صلى الله عليه وآله مكة ، خاف القرشيون من انتقام رسول الله -صلى الله عليه وآله- ومن قتله إياهم، ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله عفا عنهم لأن سجيته العفو عند المقدرة فقال مطمئناً لهم : من دخل البيت الحرام فهو آمن ، ومن دخل دار ابي سفيان فهو آمن ، ومن دخل داره فهو آمن .
وإنما خص أبو سفيان ، لأن ابو سفيان كان ألد أعداء الرسول وأكثر اهل قريش عداوة وإيذاءاً له ، فلو كان قاتلاً أحداً لبدء به ، لذلك خصه بالعفو والأمان ، يعني يا اهل قريش إذا كان دار ابو سفيان آمن فأنتم آمنون بلا شك ..وفي ذلك زيادة تطمين لأهل مكة .
فما هو يوم الفتح أذاً ؟
الحل في مرويات الشيعة
ينقل العلامة الشيخ الطبرسي في تفسيره لهذه الآية عن الإمام الباقر(ع) أنه قال: إنّ ذلك يكون عند خروج المهدي، فلا يبقى أحدٌ إلا أقرّ بمحمد(ص)
كما ورد في التفسير ذاته عن النبي (ص) أنه قال: (لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله كلمة الإسلام)قال -صلوات الله عليه و عجل فرجه- في رسالته للشيخ المفيد -رح- :
...... فليعمل كل امرئ منكم بما يقرب به من محبتنا ، ويتجنب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنـا ، فأن امرنا بغتة فجأة حيث لا ينفعه توبة ولا ينجيه من عقابنا ندم على حوبة
وجاء في انجيل لوقا ( الاصحاح 12 صفحة 63 ) :
{ لأن ابن الإنسان سيعود في ساعة لا تتوقعونها}
تعليق