السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن ابن تيمية ينظر لأجل إضفاء صبغة علمية على ما زعمه من عدم وجود ما لا يفهمه أحد في القرآن, و ضرورة حمل الفاظه على ظواهرها إلى إنكار المجاز في اللغة العربية وأنّه ليس فيها الاّ الحقيقة وعلى هذا فلا يوجد في الكتاب والسنة مجاز أصلا!
فيقول ...في بعض كتبهِ ....على سبيل المثال لا الحصر ...
((فهذا التقسيم هو اصطلاح حادث بعد انقضاء القرون الثلاثة, لم يتكلّم به احد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان, ولا أحد من الأئمة المشهورين في العلم,كمالك والثوري و الأوزاعي وأبي حنيفة والشافعي)) ثم يقول: ((أول من عرف أنه تكلّم بلفظ المجاز أبو عبيدة معمر بن المثنّي))
الأيمان, فصل في أى أدلة الأيمان على الأعمال حقيقة لا مجاز:72- 73
ثم يسرد فيقول ....
((وتقسيم اللغة إلى حقيقة و مجاز تقسيم مبتدع محدث لم ينطق به السلف, والخلف فيه على قولين, وليس النزاع فيه لفظّياً, بل يقال نفس هذا التقسيم باطل لا يتمّيز هذا عن هذا, ولهذا كان كل ما يذكرونه من الفروق يبيّن أنها فروق باطلة...و قولهم: اللّفظ إن دلّ بلا قرنية فهو حقيقة وأن لم يدل إلاّ معهما فهو مجاز, فقد تبيّن بطلانه))
نفس المصدر ص 94- 95
وايضاً ......
((هذا التقسيم لا حقيقة له, وليس لمن فرّق بينهما حدّ صحيح يمّيز به بين هذا وهذا, فعلم أنّ هذا لتقسيم باطل, وهو تقسيم من لم يتصّور ما يقول بل يتكلّم بلا علم, فهؤلاء مبتدعة في الشرع مخالفون للعقل))
نفس المصدر ص 80
وقبل التطرق للألفاظ المجازية في القران ....
لنرى هل التزم بن تيمية نفسه بهذا الفكر الذي يعتمد على ظواهر
الأيات ....
الجواب كلا !! والسبب في نفس كتبهِ ....
لنرى ما يقول في كتاب ( الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان ) !!!
ويسترسل بالحديق قائلاً ...
((ولفظ - مع - جائت في القرآن عامّة و خاصّة, فالعامّة في هذه الآية وفي آية المجادلة : (( هو معهم أين ما كانوا )) فالفتتح الكلام بالعلم وختمه بالعلم. ولهذا قال ابن عباس والضحاك وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل: هو معهم بعلمه.
والواضح الجلي ..من كلامه أنه فسر قولهِ تعالى تفسيراً مجازياً
مستشهداً بأقوال ابن عباس والضحاك وسفيان الثوري !!
اي ان ...
هو معهم اين ما كانوا = هو مهعم بعلمه ( مجازاً طبعاً )
وأمّا المعيّة الخاصّة ففي قوله تعالى :(( إن الله مع الذين اتّقوا )) وقوله تعالى لموسى (( إننّي معكما )) وقوله تعالى: (( لا تحزن إنّ الله معنا )) يعني النبي صلى الله عليه وسلم و أبا بكر رضي الله عنه. فهو مع موسى وهارون دون فرعون, ومع محمد وصاحبه دون أبي جهل وغيره من أعدائه, ومع الذين اتقّوا والذين هم محسنون دون الظالمين المعتدين.
فلو كان معنى المعيّة أنّه بذاته في كل أنّه بذاته في كل مكان تناقض الخبر الخاص والخبر العام. بل المعنى أنه مع هؤلاء بنصره وتأييده دون أولئك. وقوله تعالى: (( و هو الذي في السماء اله وفي الأرض )) أي هو اله من في السماوات واله من في الأرض كما قال تعالى: (( وله المثل الأعلى في السماوات والأرض )) وكذالك قوله تعالى: (( وهو الله في السماوات وفي الأرض )) كما فسره أئمة العلم أحمد وغيره أنه المعبود في السموات والأرض))
المصدر

وهنا ...يتضح أن بن تيمية لم يلتزم في فكرتهِ هذهِ ...وناقض نفسه
بنفسه ...
واقراراً منه بأخراج الكلام عن الظاهر وان لم يعترف بهذا الأقرار الضمني .... بل القى باللائمة على بعض المفسرين
في ذلك لأبن الضحاك وغيره ......
ولهذا يبدو أنه يفسر الأيات وفق هواه ... فيفسر ظواهر الأيات
وعندما يعجز عن ذلك ..
لا يتوانى في تؤويل الأيات واخراجها عن ظاهرها الى شئ باطن
يتوافق مع فكره ونهجه ....
وهو مالايقبله المنهج السليم ... في تفسير القران الكريم ...
فبهذا يتضح بطلانه نظريته من كتبه لأنه لم يلتزم بها حتى قبل
أن نبين له ولمن يتبعهُ بطلانها من القران والأحاديث ...
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أما سؤالي ..... لمن تمسك بهذا المنهج ...الظاهري ... المجازي
عند الضرورة ...والاحكام ...
قال الله تعالى (( ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد، وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد، لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد))
ما تفسير لفظة حديد ؟ وهل هي لفظة حقيقية أم مجازية .؟
لأن الصفة لا تشبه الموصوف ..هنا ...
فكيف تفسرون لفظة ( حديد ) ؟
انتظر الجواب ؟
وقال الله تعالى في محكم كتابه الكريم ..
{وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون}
نطلب تفسير لفظة ( بين يديه ) وهل استخدمت هنا حقيقة أم مجازاً ...
لأن بن باز فسرها هكذا (( لما يحتويه ))...!!
بين يديه = لما يحتويه ...(طبعاً مجازاً لأن الكتاب لا يملك يدين )
فهل تملكون تفسيراً آخر أو دليل يفند هذا الكلام ...
دليل قراني أو حديث لا كلام انشائي ....
أم ستكونون كشيخكم متناقضين في تفسير الأيات وفق أهوائكم ؟
تعليق