ثقافة أنظمة الحكم العربيّ متشابهة كأنهم خريجو مدرسة واحدة، مدرسة الاحتيال المفضوح والكذب الرخيص واستغفال الشعوب، في بدء مظاهرات تونس التي أطاحت ببن علي قال ان مطالب الشعب التونسي مشروعة ولهم الحق ـ دستورياً ـ في التظاهر، لكننا نحذر من بعض المندسين الذين سيلجأون للعنف، واتضح لاحقاً أن هذا العنف قامتْ به أجهزة بن علي نفسها وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة غير مأسوف عليها.
في ثورة مصر، خرج مبارك وهو يعدّ أيامه القليلة الباقية قائلاً، كأنه يعيد واجباً مدرسياً: ان مظاهرات الشعب المصري مكفولة دستورياً ومطالبهم مشروعة لكنني أحذر من بعض المندسين الذين سيقومون بإشعال نار الفتنة، كان هذا قبل أن تنزل بعران السلطة إلى ميدان التحرير لتكشف ان العنف هو عنف السلطة لإفشال المظاهرات، لكن النتائج كانت عكسية، فهم الشعب مقدارَ ما في هذه الحركات السلطوية من فهلوة مفضوحة فتجاوزها سريعاً واستمرّ بثورته التي أسقطتْ عرش فرعون.
في ليبيا ظهر سيف الإسلام القذافيّ محيياً المتظاهرين ومشيداً بمطالبهم المشروعة وممجداً مظاهراتهم التي كفلها الدستور ـ نفس الألفاظ كأنها وصفة طبية! ـ لكنه حذر هو الآخر من مندسين سيقومون بالعنف، وظهر ان مرتزقة أفارقة لا يعرفون لغة من اللغات الحية استقدمهم القذافي الهارب لخلط الأوراق.
في اليمن قال العقيد المعقد علي عبد الله صالح ان المظاهرات مكفولة دستورياً ومطالب المتظاهرين مشروعة لكنّ هناك مندسين، في البحرين المظاهرات مكفولة دستورياً لكن هناك مندسين، في المغرب المظاهرات دستورية لكنْ ـ للأسف ـ هناك مندسون، في الأردن المظاهرات كفلها الدستور، فقط احذروا المندسين، في السودان دستورهم يكفل المظاهرات لكن كالعادة هناك مندسون، في الكويت مظاهرات البدون دستورية، لكنها فشلتْ بسبب المندسين.
السلطة العربية عوراء، ترى مندسين فقط، لا ترى حشود الجائعين، لا ترى العاطلين عن العمل، لا ترى جيوش الفقر التي هي الآن مستعدة لأكل لحم المسؤول حتى لو كان لحماً فاسداً، لا ترى الفساد ينخر أجهزة الدولة، لا ترى الحيف الذي يشعر به المواطن، شعوره بالعار وهو يرى أن من يحكمه حفنة لصوص، لا ترى السلطة انها مع أدنى شعورٍ لها بالأمن النسبيّ تروح تصادر حريات الأفراد والمجتمع، لا ترى السلطةُ عوراتها الكثيرة، لكنها ترى مندسين في المظاهرات يتضح فيما بعد ان هذه السلطة هي التي دستهم بين المتظاهرين لتنقلب وبالاً عليهم. فمرحباً بالمندسين الذين كلما ظهروا في مظاهرة سقط طاغية!
في ثورة مصر، خرج مبارك وهو يعدّ أيامه القليلة الباقية قائلاً، كأنه يعيد واجباً مدرسياً: ان مظاهرات الشعب المصري مكفولة دستورياً ومطالبهم مشروعة لكنني أحذر من بعض المندسين الذين سيقومون بإشعال نار الفتنة، كان هذا قبل أن تنزل بعران السلطة إلى ميدان التحرير لتكشف ان العنف هو عنف السلطة لإفشال المظاهرات، لكن النتائج كانت عكسية، فهم الشعب مقدارَ ما في هذه الحركات السلطوية من فهلوة مفضوحة فتجاوزها سريعاً واستمرّ بثورته التي أسقطتْ عرش فرعون.
في ليبيا ظهر سيف الإسلام القذافيّ محيياً المتظاهرين ومشيداً بمطالبهم المشروعة وممجداً مظاهراتهم التي كفلها الدستور ـ نفس الألفاظ كأنها وصفة طبية! ـ لكنه حذر هو الآخر من مندسين سيقومون بالعنف، وظهر ان مرتزقة أفارقة لا يعرفون لغة من اللغات الحية استقدمهم القذافي الهارب لخلط الأوراق.
في اليمن قال العقيد المعقد علي عبد الله صالح ان المظاهرات مكفولة دستورياً ومطالب المتظاهرين مشروعة لكنّ هناك مندسين، في البحرين المظاهرات مكفولة دستورياً لكن هناك مندسين، في المغرب المظاهرات دستورية لكنْ ـ للأسف ـ هناك مندسون، في الأردن المظاهرات كفلها الدستور، فقط احذروا المندسين، في السودان دستورهم يكفل المظاهرات لكن كالعادة هناك مندسون، في الكويت مظاهرات البدون دستورية، لكنها فشلتْ بسبب المندسين.
السلطة العربية عوراء، ترى مندسين فقط، لا ترى حشود الجائعين، لا ترى العاطلين عن العمل، لا ترى جيوش الفقر التي هي الآن مستعدة لأكل لحم المسؤول حتى لو كان لحماً فاسداً، لا ترى الفساد ينخر أجهزة الدولة، لا ترى الحيف الذي يشعر به المواطن، شعوره بالعار وهو يرى أن من يحكمه حفنة لصوص، لا ترى السلطة انها مع أدنى شعورٍ لها بالأمن النسبيّ تروح تصادر حريات الأفراد والمجتمع، لا ترى السلطةُ عوراتها الكثيرة، لكنها ترى مندسين في المظاهرات يتضح فيما بعد ان هذه السلطة هي التي دستهم بين المتظاهرين لتنقلب وبالاً عليهم. فمرحباً بالمندسين الذين كلما ظهروا في مظاهرة سقط طاغية!
تعليق