إن أولياء الله هم الذين نظروا إلى باطن الدنيا إذا نظرالناس إلى ظاهرها،و اشتغلوا بآجلها إذا اشتغل الناس بعاجلها،فأماتوا منها ما خشوا أن يميتهم،و تركوا منها ما علموا أنهسيتركهم،و رأوا استكثار غيرهم منها استقلالا.و دركهم لها فوتا.
أعداء ما سالم الناس،و سلم ما عادى الناس.بهم علم الكتاب و بهعلموا.و بهم قام الكتاب و به قاموا.لا يرون مرجوا فوق مايرجون،و لا مخوفا فوق ما يخافون.
تقدم الكلام عن الأولياء و الأتقياء مكررا في الخطب و الرسائل و الحكم السابقة،و عاد الإمام الى الحديث عنهم،كما هو دأب الدعاة الناصحين،عسى أن يصادفواأذنا واعية بالتكرار و الإعادة.و ذكر الإمام من أوصافهم ما يلي:
1ـ(هم الذين نظروا الى باطن الدنيا اذا نظر الناس الى ظاهرها)للدنياظاهر و باطن،ظاهر خادع كاذب من نظر اليه وحده شغل به قلبه،و انصرفعن آخرته و مصيره،و من نظر الى باطنها و واقعها اتخذها وسيلة الى سعادته الأبديةتماما كما فعل أولياء الله و أحبابه.
2ـ(و اشتغلوا بآجلها الخ)..الهاء في آجلها تعود لفظا الى الدنيا،و معنىالى الآخرة،لأنها تأتي عقب الدنيا،و المعنى ان الصلحاء لا يتنافسون على الدنيا،و لا يثيرون من أجلها الحروب،بل يعملون بالمثل السائر«دع مئة زهرة تتفتح».
3ـ(أماتوا منها ما خشوا أن يميتهم)كالطمع و الجشع،و الحقد و النفاق.
4ـ(تركوا منها ما علموا انه سيتركهم)كل ما زاد عن حاجتك فأنتتاركه لغيرك لا محالة،و هو أيضا تاركك بطبيعة الحال،لأنك لا تنفق منهشيئا،و إذن فعلام تلهث في طلبه؟اللهم إلا إذا أردت به وجه الله و خدمة عيالهو عباده،ليكون لك ذخرا و أجرا كريما. 5ـ(رأوا استكثار غيرهم منها استقلالا،و دركهم لها فوتا)عاينوا أنالإنسانـفي الأغلبـكلما كثر ماله قل خيره،و كلما أدرك شيئا من دنياهفاته الكثير من دينه.و بكلمة كلما أسرف في الماديات ازداد بعدا عن الروحيات.
6ـ(أعداء ما سالم الناس الخ)..المترفون يعادون الحق،لأنه حرب علىأطماعهم،و الأولياء يناصرون الحق،لأنه لا نصير لهم سواه.و المترفون يناصرونالباطل و الضلال،لأنه يشبع أهواءهم و رغباتهم،و الأولياء حرب عليه و عليهم.
7ـ(بهم علم الكتاب و به علموا)استمدوا علمهم من كتاب الله،و أذاعوه على الناس(و بهم قام الكتاب)أي أقاموا الدليل القاطع على صدقهو حجته(و به قاموا)أي عملوا.و بالاختصار :ان العالم حقا و واقعا هو الذي تعلمو علم و عمل.و هذه هي خلة المؤمن الولي،و العالم التقي
روح فداء لتراب نعليك يا مولاي يا ابا تراب
أعداء ما سالم الناس،و سلم ما عادى الناس.بهم علم الكتاب و بهعلموا.و بهم قام الكتاب و به قاموا.لا يرون مرجوا فوق مايرجون،و لا مخوفا فوق ما يخافون.
تقدم الكلام عن الأولياء و الأتقياء مكررا في الخطب و الرسائل و الحكم السابقة،و عاد الإمام الى الحديث عنهم،كما هو دأب الدعاة الناصحين،عسى أن يصادفواأذنا واعية بالتكرار و الإعادة.و ذكر الإمام من أوصافهم ما يلي:
1ـ(هم الذين نظروا الى باطن الدنيا اذا نظر الناس الى ظاهرها)للدنياظاهر و باطن،ظاهر خادع كاذب من نظر اليه وحده شغل به قلبه،و انصرفعن آخرته و مصيره،و من نظر الى باطنها و واقعها اتخذها وسيلة الى سعادته الأبديةتماما كما فعل أولياء الله و أحبابه.
2ـ(و اشتغلوا بآجلها الخ)..الهاء في آجلها تعود لفظا الى الدنيا،و معنىالى الآخرة،لأنها تأتي عقب الدنيا،و المعنى ان الصلحاء لا يتنافسون على الدنيا،و لا يثيرون من أجلها الحروب،بل يعملون بالمثل السائر«دع مئة زهرة تتفتح».
3ـ(أماتوا منها ما خشوا أن يميتهم)كالطمع و الجشع،و الحقد و النفاق.
4ـ(تركوا منها ما علموا انه سيتركهم)كل ما زاد عن حاجتك فأنتتاركه لغيرك لا محالة،و هو أيضا تاركك بطبيعة الحال،لأنك لا تنفق منهشيئا،و إذن فعلام تلهث في طلبه؟اللهم إلا إذا أردت به وجه الله و خدمة عيالهو عباده،ليكون لك ذخرا و أجرا كريما. 5ـ(رأوا استكثار غيرهم منها استقلالا،و دركهم لها فوتا)عاينوا أنالإنسانـفي الأغلبـكلما كثر ماله قل خيره،و كلما أدرك شيئا من دنياهفاته الكثير من دينه.و بكلمة كلما أسرف في الماديات ازداد بعدا عن الروحيات.
6ـ(أعداء ما سالم الناس الخ)..المترفون يعادون الحق،لأنه حرب علىأطماعهم،و الأولياء يناصرون الحق،لأنه لا نصير لهم سواه.و المترفون يناصرونالباطل و الضلال،لأنه يشبع أهواءهم و رغباتهم،و الأولياء حرب عليه و عليهم.
7ـ(بهم علم الكتاب و به علموا)استمدوا علمهم من كتاب الله،و أذاعوه على الناس(و بهم قام الكتاب)أي أقاموا الدليل القاطع على صدقهو حجته(و به قاموا)أي عملوا.و بالاختصار :ان العالم حقا و واقعا هو الذي تعلمو علم و عمل.و هذه هي خلة المؤمن الولي،و العالم التقي
روح فداء لتراب نعليك يا مولاي يا ابا تراب
تعليق