إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

(ليست مجرد فضائل)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (ليست مجرد فضائل)

    (ليست مجرد فضائل)

    لايشك مطلع منصف أن لأمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه،الكثير من الفضائل والمناقب والمآثر والمكرمات
    التي هي أشهر من الشمس في رائعة النهار.
    وربما بعضنا يحفظها عن ظهر قلب لشهرتها وانتشارها بين الناس في سائر الأمصار والأقطار،وعلى مدى الدهور والعصور.
    الموضوع واسع ومتشعب وإفاضة الحديث فيه تدعونا إلى الإطالة كثيرا، ولكني لن أطاوع نفسي ولن أطلق عنان قلمي،بل سأمسك بزمامه قدر المستطاع،وسأحاول حصر الموضوع في بعض العناوين التي سأتناولها باختصار شديد،وإن كنت رغم ذلك سأطيل عليكم قليلا،لتشعب البحث وتنوع مطالبه.
    ( كثرة فضائل أمير المؤمنين"ع")
    لم يعرف التاريخ في كل مراحله وأدواره أحدا له من الفضائل والمناقب ما لأمير المؤمنين علي(ع)،الذي لم يسبقه سابق ولن يلحقه لاحق في فضائله ومناقبه ومآثره ومكرماته.
    وليس هذا رأي الشيعة الإمامية فحسب،وإنما هو ما اتفق عليه المسلمون باختلاف طوائفهم ومذاهبهم.
    وقد ملأ ابن أبي الحديد المعتزلي في مقدمة كتابه
    (شرح نهج البلاغة)
    صفحات كثيرة جدا في الحديث عن الإمام علي وكثرة فضائله،فأكد أنه صلوات الله وسلامه عليه:
    (تعزى إليه كل فضيلة،وتنتهي إليه كل فرقة،وتتجاذبه كل طائفة، فهورئيس الفضائل وينبوعها وأبوعذرها،وسابق مضمارها،ومجلي حلبتها،كل من بزق فيها بعده فعنه أخذ،وله اقتفى وعلى مثاله احتذى)
    وبعد أن ملأ تلك الصفحات الكثيرة بالحديث عن فضائل أبي الحسن،
    وأكد وأثبت أن جميع الفضائل عنه(ع) تصدر وإليه تنتهي،ختم ابن أبي الحديد تلك الصفحات بقوله:
    (ولأنا إنما نذكر في مقدمة هذا الكتاب جملة من فضائله،عنت بالعرض لا بالقصد،وجب أن نختصر ونقتصر،فلو أردنا شرح مناقبه وخصائصه، لاحتجنا إلى كتاب مفرد يماثل حجم هذا الكتاب ،بل يزيد عليه وبالله التوفيق!!!)
    لاحظوا جيدا:
    فابن أبي الحديد يؤكد أن تعداد فضائل أمير المؤمنين وشرحها يحتاج إلى تأليف كتاب يفوق حجم كتاب
    (شرح نهج البلاغة)
    الذي يصل في بعض طبعاته إلى العشرين مجلد،وكل مجلد تزيد صفحاته عن الثلاث مائة وخمسين صفحة!!!
    ولا عجب أن نكون بحاجة إلى تأليف كتابه يكون أكبر من
    (شرح نهج البلاغة)
    في مجلداته وصفحاته،إذا أردنا أن نجمع فضائل أمير المؤمنين عليه السلام.
    وكيف لا؟،والإمام أحمد بن حنبل يقول عن هذه الفضائل وكثرتها:
    (ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله ما جاء لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه)
    وقال إسماعيل القاضي و النسائي وأبو علي النيسابوري:
    (لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما جاء في علي)
    وقال الذهبي:
    (لم يرو لأحد من الصحابة في الفضائل أكثر مما روي لعلي رضي الله عنه)
    وقال هارون الرشيد للإمام الشافعي:
    (كم تروي في فضائل علي بن أبي طالب؟
    فقال:
    أربعمائة حديث وأكثر.
    فقال له:
    قل ولا تخف.
    فقال:
    تبلغ خمسمائة وتزيد.
    فالتفت الرشيد إلى محمد بن الحسن الشيباني وقال له:
    كم تروي يا كوفي من فضائله؟
    قال:
    ألف حديث وأكثر.
    فأقبل الرشيد على أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الكوفي
    (تلميذ أي حنيفة)
    فقال له:
    كم تروي أنت يا كوفي في فضائله؟،أخبرني ولا تخشَ.
    قال:
    يا أمير المؤمنين لولا الخوف لكانت روايتنا في فضائله أكثر عن أن تحصى.
    قال:
    مما تخاف؟؟!!!
    قال:
    منك ومن عمالك وأصحابك.
    قال:
    أنت آمن،فتكلم وأخبرني كم فضيلة تروي فيه؟.
    قال:
    خمسة عشر ألف خبر مسند،وخمسة عشر ألف حديث مرسل!!!)
    إذن فرجل واحد وهو يوسف الكوفي يروي من فضائل أمير المؤمنين ثلاثين ألف خبر بين مسند ومرسل!!.
    فما بالك لو جمعنا إلى ذلك ما يرويه الآخرون؟؟!!!
    ترى كم سيكون المجموع حينها؟،هل لك أن تتصور ذلك؟!!،وهل في قدرتك أن تضع له رقما معينا؟؟؟!!
    ربما يعسر عليك الجواب وتقع في الحيرة وإن كنت من أولى الألباب!!!
    لذا سأحاول أن أرفع عنك هذه الحيرة،وأخلصك من عناء التفكير،وذلك بنقل هذا الخبر الذي يذكره ابن حجر في صواعقه عن بعض الحفاظ أنه قال:
    (تأملت ما وضعه أهل الكوفة في فضائل علي وأهل بيته،فزاد علي ثلاثمائة ألف والله أعلم!!)
    والعجب هنا،أن هذا الحافظ يزعم أن فضائل أمير المؤمنين(ع)،هي من وضع أهل الكوفة!!!
    ولكن لا عجب،فهذه هي عادتهم التي تدفعهم إليها عصبيتهم:
    (التكذيب بكل شيء!!!،والتشكيك في كل شيء!!!)
    إنها حجة العاجزين الذين لا يستطيعون قرع البرهان بالبرهان،ولا مواجهة الحجة بالحجة،إلى أن تسفر الحقيقة عن وجهها،ويظهر الصبح لذي عينين،حينها لا يجدون ما يحفظون به ماء وجههم إلاّ الكذب أو التكذيب!!!
    فإن عجزهم عن ذلك هو الذي يدفعهم إلى مثل هذه الأساليب الملتوية التي لن تستطيع أن تحجب ضوء الشمس على كل حال!!!
    دعونا الآن من زعم هذا الحافظ بأن هذه الفضائل هي من وضع أهل الكوفة،ولكن تأملوا في نقله وقوله!!!!
    نعم،،،: تأملوا ودققوا جيدا،فلقد كنا قبل قليل نستغرب أن يصل عدد فضائل أمير المؤمنين إلى ثلاثين ألف!!!،ولكن ها نحن الآن وفي أقل من لمح البصر قفزنا من ثلاثين ألف إلى ثلاثمائة ألف!!!
    فإلى أين سنصل بعد ذلك؟؟!!!
    هل تتوقعون أننا سنصل إلى الملايين والمليارات؟؟!!!،أم أنكم تستبعدون ذلك؟؟!!!،وتعتقدون أنه مهما بلغت فضائل الإمام علي من الكثرة،فإنها لن تصل إلى هذه الأرقام الخيالية؟؟!!!
    ليس من السهل أن تعطوا جوابا،فهي حقا أسئلة محيرة!!!!،ولذا أنا سأساعدكم،وأجيب بدلا عنكم.
    ولكني آمل أن تصدقوني وأن لا تصابوا بالدهشة والذهول إذا قلت لكم:
    إننا لن نقف في تعداد فضائل الإمام علي (ع) عند المليون ولا المليار ولا ما هو أكبر من هذه الأعداد والأرقام بكثير!!!
    إذن أين سنقف وإلى أي رقم أو عدد سنصل؟؟!!!
    أنا أقول لكم وصدقوني:
    سنتخطى كل الأرقام وسنتجاوز كل الأعداد،ذلك أن الحق الذي لا مراء فيه ولا جدال هو أن:
    (فضائل الإمام علي صلوات الله وسلامه عليه فوق العد والإحصاء)
    فهي تفوق في عددها الرمل والحصى!!!،وتزيد عن عدد قطرات غيث السماء،ودونها عدد أنفاس الخلائق،بل هي أكثر من ذلك بكثير!!!
    ولقد سبق أن قرأت في تاريخ الإمام علي عليه السلام،وبحثت في فضائله ومناقبه،وأتذكر جيدا أنني قرأت في مصدر من المصادر يؤسفني أنني نسيته الآن،وإن كنت أظنه
    (الغدير،،للشيخ ألأميني،،،إني لم تخني الذاكرة)
    أقول:
    قرأت في بعض المصادر حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول فيه:
    (لو كان الإنس كتابا والجن حسابا والأشجار أقلاما والبحار مدادا،ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب!!)
    تأملوا الحديث جيدا،فإنه جدا عظيم،وجدا خطير!!!،فالنبي الأعظم(ص) يؤكد أن فضائل أبي الحسن هي فوق العد والإحصاء!!!،وأنه لو اجتمع الإنس والجن وتعاونوا وتعاضدوا،وأخذوا يحسبون فضائل أمير المؤمنين(ع)،مستعينين في ذلك بأشجار ونخيل الدنيا تتحول في أيديهم إلى أقلام، وبحار الأرض ومحيطاتها وأنهارها وعيونها تتحول إلى حبر ومداد،لجفّ الحبر،ونفدت الأقلام،ولكلّ الإنس، ولتعب وملّ الجن،دون أن يستطيعوا إلى ذلك سبيلا!!!
    كل ذلك لسبب بسيط هو:
    (أن فضائل علي هي فوق العد والإحصاء،وجمعها ومعرفة عددها هو خارج نطاق قدرات البشر!!!،فلا سبيل لأحد إلى إحصائها ومعرفة عددها إلاّ خالق علي وهو الله رب العالمين!!!)
    ولكن هنا قد يقفز إلى الذهن سؤال مهم جدا وكبير جدا وهو:
    (أليس من الغلو في أمير المؤمنين أن نقول بعدم القدرة على إحصاء فضائله؟؟!!!)
    وربما تحول هذا السؤال إلى تهمة توجه إلينا من قبل بعض الطوائف والمذاهب،أو على الأقل من قبل بعض الأفراد الذين لا تحتمل عقولهم مثل هذا الكلام،ولا يمكنهم أن يتصوروا أن يكون هناك إنسان تكون فضائله فوق العد والإحصاء!!،مهما كان عظيما وجليلا،ومهما كانت فضائله كبيرة ومناقبه كثيرة!!!
    ولأنهم لن يستطيعوا تكذيب النبي(ص)،فليس أمامهم إلا اتهامنا بأن ما رويناه عن رسول الله من عدم قدرة الإنس والجن على إحصاء فضائل أمير المؤمنين،ما هو إلاّ حديث مكذوب موضوع،أوعلى الأقل هو حديث ضعيف لا يعتد به،ولا يمكن الاعتماد عليه!!!
    ونحن ـ بعد تأكيدنا على البراءة من الغلو والغلاة،بل وذهابنا إلى كفرهم ـ نستطيع أن نجيب عن هذا السؤال،وندفع هذه التهمة بوجوه عديدة وأدلة كثيرة نكتفي منها بثلاثة:
    الأول:
    أن بعض الأفراد يملكون من القابليات والمؤهلات الذاتية،وتجتمع فيهم من الفضائل والقيم والصفات النفسية،ما يرفعهم إلى أعلى عليين ويجعلهم فوق الناس أجمعين،حتى أن الفرد الواحد منهم،قد يعدل في الفضل والمنزلة أمة،بل الكثيرمن الأمم،بحيث لو وضعنا ذلك الفرد في كفة ميزان وسائر الأمم في كفة أخرى،لرجح ميزانه على ميزانهم ولتفوقت فضائله على فضائلهم!!!
    وهذا ليس مجرد ادعاء،وإنما هو حقيقة ثابتة بإمكاننا أن نستجليها من قراءتنا لسير العظماء في التاريخ،وحينها سنرى أن بعضهم قد تربع على عرش القمة في كل شيء،واجتمع فيه من الفضائل والقيم ما لو قُسّم على أهل الأرض لكفاهم،بل ولزاد عن حاجتهم!!!
    وهذا هو القرآن الكريم يقصّ علينا نبأ الخليل إبراهيم،ويخبرنا أنه في جلالة قدرة ورفعة مقامة وعظمة منزلته وكثرة فضائله ومناقبه وسجاياه وسائر مثله وقيمه ومبادئه........ يعدل أمة كاملة!!!
    يقول الحق سبحانه وتعالى:
    ( إن إبراهيم كان أمة).
    ونحن لا نستطيع أن نحصي عدد أفراد الأمة،فضلا عن أن يكون في مقدورنا أن نحصي فضائل ومناقب كل فرد من أفرادها!!!
    وعليه تكون النتيجة:
    أنه ليس في مقدورنا أن نحصي فضائل إبراهيم الخليل الذي يعدل أمة بشهادة القرآن الكريم!!!
    وإذا علمنا أن عليا أمير المؤمنين عليه السلام،أفضل من إبراهيم، لأنه(ع) نفس النبي بنص آية المباهلة،فهذا يعني أنه ليس في مقدورنا أن نحصي فضائله صلوات الله وسلامه عليه،ليس فقط لأنه يعدل أمة،بل لأنه أفضل من كل الأمم كما أن رسول الله أفضل من كل الأمم!!!
    فكما أنه لا يمكننا أن نحصي فضائل رسول الله،فكذلك لا يمكننا أن نحصي من جعله القرآن نفس رسول الله صلى الله عليه وآله!!!
    الثاني:
    أن الفضيلة الواحدة ليست ذات مرتبة واحدة،وإنما هي ذات مراتب متعددة بعضها فوق بعض.
    فقد يصل الإنسان من الفضيلة المعينة إلى مرتبة،ويصل إنسان آخر في نفس الفضيلة إلى مرتبة أعلى،والثالث إلى مرتبة أعلى من المرتبتين...وهكذا إلى أن يصل أحدهم إلى أعلى مراتب تلك الفضيلة ويتربع على عرش قمتها.
    وإلى هذا المعنى يشير القرآن الكريم في قوله تعالى:
    (وفوق كل ذي علم عليم)
    فالعلم فضيلة،ولكنها متعددة المراتب والمقامات،فأنا قد أصل إلى مرتبة والآخر قد يصل إلى مرتبة أعلى....وهكذا،إلى أن يتفوق واحد على الجميع فيصل إلى أعلى المراتب العلمية فيكون هو أفضل من الجميع في هذه الفضيلة.
    هذا من جهة،ومن جهة أخرى:
    الإنسان قد يجمع فضيلة أو فضيلتين...أو حتى عشر فضائل،ولكنه لن يستطيع أن يجمع كل الفضائل بحيث أنها تتجسد كلها في شخصه.
    فهو مهما جمع من الفضائل،يظل تنقصه فضائل أخرى،مما يعنى أنه لا زال يعاني من النقص ولم يصل إلى حد الكمال.
    (وأنا هنا أعني الكمال النسبي،إذا أن الكمال المطلق مختص بالله عز وجل)
    ولو عدنا إلى الإمام علي عليه السلام،لرأينا أنه يختلف عن سائر العظماء وأفذاذ التاريخ،خصوصا في ما يتعلق بموضوع الفضائل والمكرمات!!!

    فهو صلوات الله وسلامه عليه قد جمع كل الفضائل والمكرمات،فلم تنقصه منقبة ولا فضيلة،حتى وصل إلى أعلى درجات الكمال الإنساني.
    فهو كما يقول عن نفسه عليه السلام:
    (كالجبل لا تحركه القوا صف،ولا تزيله العواصف،لم يكن لأحد فيه مهمز،ولا لقائل فيه مغمز)
    وإنما كان بهذه الصفة التي وصف بها نفسه،لأنه قد تحلى بكل فضيلة، وتنزّه عن كل رذيلة،فهو(ع) في أعلا درجات الكمال الإنساني.
    وكما أنه عليه السلام جمع كل الفضائل،كذلك وصل من كل فضيلة إلى ذروتها وبلغ أعلاها وتربع على قمتها،حتى أصبح ينحدر عنه السيل ولا يرقى إليه الطير،في كل فضائله ومناقبه ومآثره ومكرماته!!!
    فليس إيمانه كإيمان سائر الناس،ولا تقواه كتقوى سائر الناس،ولا زهده كزهد سائر الناس،ولا علمه كعلم سائر الناس،ولا شجاعته كشجاعة سائر الناس....وإنما هو(ع) نسيج خاص قائم بذاته،ليس له بين الأنام شبيه ولا تنظير!!!
    فهل رأيت بين البشر من إيمانه يعدل وزن السماوات والأرض؟؟؟!!،وقد تعمق في إيمانه ومعرفته إلى درجة أنه لو كشف الغطاء ما ازدادا يقينا؟؟؟!!!
    أم هل رأيت بين سائر الناس من بلغ به زهده إلى حد أن يكتفي من دنياه بطمريه،ومن طعمه بقرصية،وأن تكون الدنيا لا تعدل في عينيه ورقة في فم جرادة تقضمها؟؟؟!!!
    أم هل رأيت بين سائر الناس من وصل في العلم إلى حد أن يتناول كل العلوم والفنون ويقول:
    (سلوني قبل أن تفقدوني سلوني عن طرق السماء أنا أعلم بها من طرق الأرض؟؟؟!!!)
    أم هل رأيت بين سائر الناس من يتحرج في الدين،ويتورع عن المحرمات إلى حد أنه لو أعطي الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن يعصي الله في نملة يسلبها جلب شعيرة ما فعل؟؟؟!!!
    أم هل رأيت بين سائر الناس من بلغ من القوة والبطولة والشجاعة إلى حد أن أن يقتلع ويرفع بابا يعجز عن رفعه أربعون من الرجال،و ينفرد في غزة بدر الكبرى بقتل نصف المشركين، ويشترك سائر المسلمين مع الملائكة في قتل النصف الآخر؟؟؟ّّّّّ!!!
    هل رأيت من هو على هذه الشاكلة،و بهذه الصفة في كل الفضائل والمناقب غير أبي الحسن علي بن أبي طالب؟؟؟!!!
    فيا أيها المنصفون:
    أنى لنا أن نحصي فضائل رجل جمع كل الفضائل،وبلغ من كل فضيلة أعلاها؟؟؟!!!
    الثالث:
    أن الفضائل ليست كلها في الفضل سواء،فكما أن الفضيلة الواحدة، هي ذات مراتب متعددة،فكذلك الفضائل في مجموعها هي ذات مراتب متعددة، وبعضها أفضل من بعض.
    فبض الفضائل والقيم العليا،تتحول إلى قيم دنيا بالقياس إلى غيرها!!!
    فالإيمان ـ مثلا ـ : أفضل من العلم،فالجاهل المؤمن،أفضل من العالم الكافر،وذلك أن قيمة الإيمان أرفع من قيمة العلم.
    كما أن التقوى أفضل من الشجاعة،فالورع التقي أكرم عند الله من الشجاع غير التقي،وذلك لأن فضيلة التقوى أفضل من فضيلة الشجاعة....وهكذا الحال في سائر الفضائل والمكرمات.
    بل أحيانا تكون الفضيلة الواحدة أفضل عند الله من عدة فضائل مجتمعة، كما هو الحال في فضيلة التقوى ـ مثلا ـ التي هي أفضل من عدة فضائل أخرى مجتمعة،بحيث لو قارنا بينها وبين تلك الفضائل لرجحت عليها في الميزران!!!
    ولو عدنا إلى الإمام أمير المؤمنين لرأينا أنه ـ رغم امتلاكه(ع) لجميع الفضائل والمكرمات ـ إلاّ أنه أيضا يملك فضيلة هي أفضل عند الله عز وجل من أعمال الثقلين جميعا!!!
    تلك هي:
    (فضيلة قتله لعمرو بن ود العامري في يوم الخندق)
    والحادثة مسطورة و مشهورة ومذكورة في التاريخ،وفيها أن رسول الله قال بعد أن ضرب علي عمرو فأرداه قتيلا:
    (ضربة علي لعمرو تعدل أعمال الثقلين إلى يوم القيامة!!!)
    فهل نستطيع أن نحصي فضائل رجل موقف واحد من مواقفه الرائعة يعدل أعمال الثقلين إلى يوم القيامة؟؟!!!
    نحن نعجز عن إحصاء من خلق الله من الثقلين من تاريخ تلك الضربة إلى الآن،فضلا عن أن تكون عندنا القدرة على إحصاء فضائلهم!!!
    وعجزنا عن هذا هو دليل عجزنا عن إحصاء فضائل أمير المؤمنين!!!
    ولاحظوا أننا نتكلم فقط عن فضيلة واحدة،فما بالك بسائر فضائله ومناقبه التي لا تقل روعة وجمالا،ولا عظمة وجلالا عن هذه الفضيلة العظيمة الجليلة.
    هذه من علاه إحدى المعالي
    وعلى هذه فقس ما سواها
    والخلاصة:
    أنه بغض النظر عن مدى صحة الحديث الوارد عن رسول الله في الإشارة إلى عجز الإنس والجن عن إحصاء فضائل أمير المؤمنين،
    فنحن فعلا لا نستطيع أن نحصي عدد تلك الفضائل سواء صح ذلك الحديث أم لم يصح.
    يتبع

  • #2

    تعليق


    • #3

      تعليق


      • #4

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

        يعمل...
        X