تبختر يا شبل حيدر كما يحلوا لك , فلا يحق لغيرك التبختر وانت من مدرسة الكرار تخرجت , فنعم الامام امامك ونعم التلميذ انت , عين الله تحرسك بالتأييد , فيال ثارات الحسين هل من مبارز فيكم يا مخالفين لفحل الاماميه , فمن اراد ان يبكيه شيطانه فليشمر عن عقله كما شمر شمر اللعين ــــــــــ الا شاهت العقول المعطله
X
-
المشاركة الأصلية بواسطة المختار الشيعيأين العلماء ؟
هذا المختار في الميدان يسفّه أحلامكم فلماذا لاتنتصرون لمذاهبكم؟أغلب علمائهم علماء بلاط
بالمصري طبطب وليس يبقى كويس
ورقم الحساب من الشمال لليمين ثلاثة أصفار
double O zero
ههــــــــــــــــــــــــــــــــــهه
تابع ومتابع لكم مولانا
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المبادئ العقدية
عقيدة الإنسان تعتبر القوة المحركة والموجهة له في كل مناحي الحياة، ونظراً لأهمية العقيدة في الإسلام استشعر الإباضية أهمية بناء التصور العقدي على الأدلة القطعية التي لا يحوم حولها الشك أو الخطأ، فلهذا اعتمد الإباضية في تأسيس بنيان العقيدة على نصوص القرآن الكريم وحده() لأن نصوصه لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، وهي محفوظة من التحريف والتزييف وليس الأمر كذلك بالنسبة للأحاديث المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه و سلم، وقد أسس الإباضية تصورهم للبنيان العقدي على مجموعة من القواعد الكلية المستوحاة من النصوص المحكمة من الكتاب العزيز والدلائل العقلية القطعية.
نفي التشبيه والتجسيم:
يقوم البنيان العقدي الإباضي على مبدأ تنزيه الله تعالى عن مشابهة المخلوقات، وهذا المبدأ مبني على مجموعة من القواعد الكلية المستوحاة من الكتاب العزيز والسنة المجتمع عليها، ودلائل العقل السليم، وهذه القواعد هي:
القاعدة الأولى: الله سبحانه وتعالى لا يشبه المخلوقات.
1- ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ` اللَّهُ الصَّمَدُ ` لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ` وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾الإخلاص:1-4.
2-﴿فَلاَ تَجـْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتـُمْ تَعْلَمُونَ﴾ البقرة:22.
3- ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾الشورى: 11.
4- ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾مريم: 65.
فهذه الآيات تنفي مشابَهة الخالق U لأيّ شيء من مَخلوقاته في كُلّ شيء من الصفات والأفعال حَتَّى الحاجة للمكان والزمان؛ لأنَّ الأشياء سوى الله U مَخلوقة، وهي مُحتاجة للزمان والمكان، والله تعالى هو الخالق وهو لا يشبه المخلوقات في شيء، فليس محتاجاً للزمان ولا للمكان. كما أنَّ الزمان والمكان مخلوقان لله الذي كان قبل خلق الزمان والمكان، قال تعالى:﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾الزمر: 62، فكيف يحتاج إليهما وهما مخلوقان له وهو القائل:﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾الحج: 64.
القاعدة الثانية: لا يوصف الله سبحانه وتعالى بالجهات.
1-﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ﴾البقرة: 115.
2-﴿هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾الحديد: 3.
فقد أثبتَ تعالى أن جَميع الجهات بالنسبة له واحدة، فلا يَختصُّ بِجهة دون جهة.
القاعدة الثالثة: الله سبحانه وتعالى قريب من عباده بعلمه وحفظه.
1-﴿كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾العلق: 19.
2-﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ق: 16.
3-﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لا تُبْصِرُونَ﴾الواقعة: 85.
القاعدة الرابعة: الله سبحانه وتعالى مع خلقه بعلمه وحفظه.
1-﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾الحديد: 4.
2-﴿مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا﴾المجادلة: 7.
ويلزم من قال إنَّ الله موجود في جهة الفَوْق، أن يقول إنَّ الله تعالى موجود معنا بذاته!، فلمَّا لم يُجوّز القول بذلك أثبت أنَّ الله تعالى لا يوصف بالأمكنة والجهات.
القاعدة الخامسة: الأدلَّة العقلية تَمنع جواز وصف الله تعالى بالجهة والمكان.
1- أنَّ المكان من خلق الله تعالى، ومن ضرورة العقل وجوب تقدّم الخالق على المخلوق في الوجود، فلو كان تعالى حالاً في مكان لوجب تقدّم المكان عليه لضرورة العقل بذلك، فيستلزم خالقاً غيره وهو باطل، أو أن يكون قديماً معه فيلزم تعدّد القدماء وهو باطل.
2- لو كان تعالى حالاًّ في مكان للزم أن يكون المكان محيطاً به ولو من جهة واحدة، فيلزم تَحديده وتناهيه وهما مستحيلان عليه.
3- لو كان تعالى حالاًّ في مكان للزم أن يكون المكان أقوى منه؛ لأنَّه هو الذي حَمله، وكون غيره تعالى أقوى منه محال.
4- أن المكان صفة للأجسام وهو تعالى ليس بِجسم.
5- المتمكّن مُحتاج إلى مكانه، والمكان مستغن عن المتمكّن. ومعنى ذلك احتياج الله للمكان دون حاجة المكان إليه.
6- لو كان في مكان، فإمَّا أن يكون في بعض الأحياز، أو في جَميعها وكلاهما باطل. أمَّا الأوَّل: فلتساوي الأحياز ونسبته إليها، فيكون اختصاصه ببعضها ترجيحاً بلا مرجِّح، وأمَّا الثاني: فلأنَّه يلزم تداخل المتحيِّزين ومخالطته لقاذورات العالم، تعالى عن ذلك علواً كبيراً(.
7- كلُّ متحيِّز هو مُختصّ بِحيِّزه، ولن يَخلو من أن يكون ساكناً فيه أو متحرِّكاً عنه، فلا يَخلو عن الحركة أوالسكون وهما حادثان، وما لا يَخلو من الحوادث فهو حادث().
8- أنَّ الجالس على العرش لا بُدَّ أن يكون الجزء الحاصل مِنه في يَمين العرش غير الحاصل في يسار العرش، فيكون في نفسه مؤلّفاً مركباً، وكلُّ ما كان كذلك احتاج إلى المؤلّف والمركب، وذلك محال.
9- لو كان علوُّه بسبب المكان، لكان لا يخلو إمَّا أن يكون متناهياً في جهة الفَوْق، أو غير متناه في تلك الجهة، والأوَّل باطل؛ لأنَّه إذا كان متناهياً في جهة الفَوْق، كان الجزء المفروض فَوْقه أعلى منه، فلا يكون هو أعلى من كلِّ ما عداه، بل يكون غيره أعلى منه. وإن كان كان غير متناه فهذا محال؛ لأنَّ القول بإثبات بعد لا نِهاية له باطل بالبراهين اليقينية، فإذا قدَّرنا بعداً لا نِهاية له، لافترض في ذلك وجود نقاط غير متناهية كلّ نقطة فَوْقها نقطة أخرى إلى ما لا نِهاية، فكلُّ نقطة من تلك النقاط تُعدّ سفلاً بالنسبة للأخرى، فحينئذ لا يكون لشيء من النقاط المفترضة علو مطلق البتَّة، وذلك ينفي صفة العلوية.
10- أنَّ العالم كرة، ومتى كان الأمر كذلك، فكلُّ جانب يفرض علواً بالنسبة إلى أحد وجهي الأرض يكون سفلاً بالنسبة للوجه الثاني، فينقلب غاية العلوّ غاية السفل.
11- أنَّ كلَّ وصف يكون ثبوته لأحد الأمرين بذاته، وللآخر بتبعيَّة الأوَّل كان ذلك الحكم في الذاتي أتَمّ وأكمل، وفي العرض أقلّ وأضعف، فلو كان علوُّ الله تعالى بسبب المكان لكان علوّ المكان الذي بسببه حصل هذا العلوّ لله تعالى صفة ذاتيَّة، ولكان حصول هذا العلوّ لله تعالى حصولاً بتبعيَّة حصوله في المكان، فكان علوّ المكان أتَمّ وأكمل من علوّ ذات الله تعالى، فيكون علوّ الله ناقصاً وعلوّ غيره كاملاً، وذلك مُحال(]).
وقد ذهب بعض البسطاء إلى أن الله تعالى موجود في السماء بذاته، وأنه مستو على عرشه كما يستوي الفارس على رحل فرسه، وقد قام كثير من عقلاء الأمة بالرد عليهم(.
القاعدة السادسة: الأدلَّة العقلية تَمنع جواز وصف الله تعالى بالجوارح وصفات الأجسام.
1- لو كان لله تعالى يد وعين وساق إلى غير ذلك ستكون اليد محتاجة للعين لأن اليد لا تستطيع الرؤية، وتكون العين محتاجة لليد لأن العين لا تستطيع البطش والعطاء، فيكون كل جزء من هذه الأجزاء محتاج مفتقر إلى الآخر، أي أن الله تعالى مجزأ مقطع مركب من أجزاء كل منها عاجز ومحتاج إلى الجزء الآخر، والتأليف والتركيب من صفات المخلوقات.
التعديل الأخير تم بواسطة المسيب; الساعة 28-10-2011, 04:14 PM.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
نفي رؤية المخلوق للخالق: والإباضية انطلاقاً من مبدئهم التنزيهي لله تعالى يعتقدون باستحالة رؤية الخلق للخالق عز وجل.
وقد أسسوا هذا المبدأ العقدي على مجموعة من القواعد الكلية وهي:
القاعدة الأولى: أنَّ الْمرئيَّ لا بد أن تتوفر فيه هذه الشروط:
أولاً: أن الْمَرئِيّ لاَ بُدَّ أن يكون في جهة، والْمُتَحَيِّز في جهة مَحدود، والْمحدود حادث، والْحادث مَخلوق ليس بإلَه.
ثانياً: أنَّ الْمَرئِيَّ إمَّا أن يكون صغيراً فيُرى كلُّه فيكون محدوداً، أو كبيراً فيُرى بعضُه فيكون مجزَّءاً مبعضاً.
ثالثاً: الْمَرئِيُّ يلزم أن يكون في مسافة عن العين، وهو بذلك يكون مَحدوداً من جهة العين.
رابعاً: أن الْمَرئِي يَجب أن يكون كثيفاً؛ لأَنَّ اللطافة لا تُرى، والكثيف جسم، والأجسام مركّبة، والْمركّب مَخلوق.
خامساً: الْمَرئِيّ يَجب أن يكون مضيئاً بذاته أو مضيئاً بغيره، والْمضيء بغيره مُحتاج، والْمضيء بنفسه مشع، والمشع إمَّا أن يكون الإشعاع يفارقه فهو ينقص، أو لا يفارقه "كالثقوب السوداء في الْمجرات" فلا يُرى.
سادساً: الْمَرئِيّ يَجب أن لا يكون قريباً جداً، فيحجِب الرُّؤية كحجْب الأجفان لرؤيتها من قِبَل الْحدقة، وأن لا يكون بعيداً جداً، فالبعد الكبير يَمنع الرؤية حتى لو كان الْمَرئِيّ كبيراً جداً، فالنجوم العملاقة البعيدة لا تراها العيون، والقرب والبعد من صفات الأجسام الْمَحدُودة، والْمَحدُود مَخلُوق.
سابعاً: الْمَرئِيّ مَحسوس؛ لأَنَّه يتصل بِحاسّة الإبصار، والله U يتعالى أن يكون من الْمَحسُوسات.
وكلُّ هذه الصفات مستحيلة في حقِّ الله تعالى؛ لأَنَّها تَدُلُّ على النقص في حقِّ جلاله العظيم.
القاعدة الثانية: يتنزَّه الله عن مشابهة الْمَخلُوقات.
1-﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ` اللَّهُ الصَّمَدُ ` لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ` وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾الإخلاص: 1-4.
2-﴿فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾البقرة:22.
3-﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾الشورى: 11.
4-﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾مريم: 65.
الآيات تنصُّ على عدم مُشابَهة الْمَخلُوقات له تعالى في صفة أو فعل، والْمَخلُوقات توصف بأنَّها تشاهد وترى بالعين، والله تعالى لا يشابه الْمَخلُوقات فلا يَجُوز أن يوصف بأنه يُشاهد ويُرى بالعين.
القاعدة الثالثة: يستحيل تَخصص الباري في جهة:
1-﴿هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ﴾الحديد:3.
2-﴿وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ﴾البقرة: 115.
القاعدة الرابعة: الله عز وجللا تدركه الأبصار.
1-يقول الله تعالى:﴿لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾الأنعام: 103.
وهذه الآية تنفي نفياً جازماً رؤية الْمَخلُوقات لله تعالى، وقد قالت السيدة عائشة: "ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية"، فقال لها مسروق: يا أم المؤمنين انظري ولا تعجلي ألم يقل الله{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى}النجم: 13،{وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ}التكوير: 23، فقالت: "أنا أول هذه الأمة سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن ذلك فقال: ذاك جبريل u، ولم أره في صورته التي خُلق عليها إلا مرتين، رأيته قد هبط من السماء فسدّ جسمه ما بين السماء والأرض، ألم تسمع لقوله تعالى﴿لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾الأنعام: 103، ومن زعم أن محمداً صلى الله عليه و سلم لم يبلغ ما أنزل إليه من ربه فقد أعظم على الله الفرية لأن الله تعالى يقول﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾المائدة: 67، ومن زعم أن محمداً يعلم ما في غد فقد أعظم على الله الفرية لأن الله تعالى يقول{قُل لا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}النمل: 65"().
فاستدلالَّ السيِّدة عائشة بهذه الآيات هو لتعليم الأمَّة وجوب عرض مثل هذه الأفكار على النُّصُوص الْمُحكَمة من الكتاب العزيز، التي تقطع بعدم جواز وصف الله تعالى بأنَّه يُرى بالأعين.
2- قَوله تَعَالَى:﴿وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي﴾الأعراف: 143.
فلو كانت الرؤية جائزة الحصول يوم القيامة، لَحصلت لِموسى u على سبيل الْمُعجِزة، كما هو الْحال مع بقية المعجزات التي تَخالف قانون الكَوْن الدنيَوِي، لكن ردُّ الله I كان قاطعاً جازماً حاسماً، ليؤكِّد على استحالة الرُّؤية التي طلبها موسى u، ويبرهن لقومه استحالة الرؤية.
وذهب البعض إلى جواز رؤية المخلوق للخالق يوم القيامة، وقد فند كثير من عقلاء المسلمين تلك الدعاوى().
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
الموقف من الآيات المتشابهات:
قد يتساءل القاريء الكريم عن منهج المدرسة الإباضية في التعامل مع النصوص التي يوهم ظاهرها تشبيه الله تعالى بخلقه مثل قوله تعالى{وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا}هود:37، وقوله{يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}ص:75، وقوله{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}طه: 5.
اعتبر الإباضية هذه النصوص التي يوهم ظاهرها التشبيه من النصوص المتشابهة التي يجب أن ترد إلى النصوص المحكمة لكي ينجلي عنها الاشتباه والتعارض، وذلك امتثالا منهم لقوله تعالى{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ}آل عمران7.
والقرآن الكريم نزل بلغة العرب بكل ما فيها من صور مجازية، حيث يقول تعالى:{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا}طه: 113. فلهذا استخدم الكتاب العزيز الكثير من الصور المجازية لتقريب المعاني وترسيخها في عقول البشر بأبسط الألفاظ وأوجزها وأعجزها كقوله تعالى: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ}آل عمران: 112، حيث عبّر عن العهد والميثاق بالحبل، وقوله تعالى{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ}آل عمران: 103، حيث عبّر عن الإسلام بالحبل، وقوله تعالى: {فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ}المسد: 4، حيث الحبل بمعناه المشهور عند الناس. فالكلمة نفسها إلا أن معناها تغير حسب اختلاف السياق والقرائن، وهذا هو المجاز.
من هنا اعتبر الإباضية تلك النصوص المتشابهة بحاجة إلى تأويل حسب قواعد اللغة العربية، بحيث تتوافق مع منظومة القواعد الكلية التي تنزه الله تعالى عن مشابهة المخلوقات، يقول الشيخ صالح بن عمرات:
وكل ما صورته ببالكوألفاظ (اليد، العين، الوجه، الساق، الجنب) التي يوهم ظاهرها التشبيه، قد ثبت في لغة العرب أنها تحمل معاني أخرى غير تلك المعاني الظاهرة، فاليد تعني القوة، والعين تعني الحفظ، والوجه تعني الذات، والساق تعني اشتداد الأمر كل ذلك على المجاز، ويصار إلى هذه المعاني المجازية حسب القرائن وسياق الكلام.
فعلم كنـه ذاته محال
العجــــز عن إدراكه إدراك
فالله جلَّ بخـلاف ذلك
ممَّن سواه ولذاك قــالوا
والخوض في إدراكه إشراك()
فمن كلام العرب في اليد قولهم:
وغداة ريح قد كشفت وقرةومن كلامهم في الساق وأنه يأتي بمعنى شدة الأمر:
إذا أصبحت بيد الشمال زمامها
قد كشفت عن ساقها فشدواومن كلامهم في الوجه، وأنه يأتي بمعنى الذات:
وجدت الحـرب بكم فجدوا
وجــوه يوم بدر نــاظرات
إلى الرحمـن يأتي بالفـلاح
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المبادئ الاجتماعية
اهتم الفكر الإباضي بترسيخ مفهوم الخلافة الكونية بين أتباعه، وفي هذا الإطار حدد الإباضية مجموعة من المبادئ لضمان نجاح المجتمعات البشرية للقيام بواجب العبودية لله تعالى وواجب خلافة الكون وعمارته، وقد أسس الإباضية هذه المبادئ على مجموعة من القواعد الكلية المستوحاة من نصوص الكتاب العزيز والسنة المجتمع عليها.
وهذه المبادئ هي:
خلود صاحب الكبيرة في النار إن أصر عليها ولم يتب من وزرها:
الإنسان بطبيعته البشرية لا يكاد ينجو من الوقوع في الزلل والتلبس بالمعاصي، وهذه المعاصي الصغيرة معفوة تلقائياً طالما تجنب الإنسان الوقوع في الفواحش العظيمة والكبائر الوخيمة، يقول تعالى {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا}النساء: 31، فالصغائر مستثناة من الوعيد، أما الكبائر فهي التي "أوجب الله تعالى لها حدّ في الدنيا أو توعد فاعلها بعذاب في الآخرة"()، مثل القتل والزنا والسرقة، فإن تاب الإنسان من هذه الكبائر كان من الفائزين، وإن أصر عليها واستكبر فهو في النار من الخالدين.
وقد أسس الإباضية هذا المبدأ على مجموعة من القواعد الكلية المستوحاة من النصوص المحكمة من الكتاب العزيز والسنة المجتمع عليها، وهذه القواعد هي:
القاعدة الأولى: خلود أصحاب الكبائر في النار إن لم يتوبوا إلى الله.
1-يقول تعالى: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ` يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا}الفرقان: 68-69.
2-ويقول تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}النساء: 93.
3- يقول تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ` وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ}النساء13-14.
4- ويقول تعالى:{إِلا بَلاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}الجن: 23.
5- ويقول تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ}التوبة: 63.
6- ويقول تعالى:{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ` فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ}النحل: 28-29.
7- ويقول تعالى حاكياً عن خلود الفسقة في النار وحديثهم مع الذين أضلوهم السبيل:{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ ` وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}البقرة: 166-167.
8-ويقول تعالى:{وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ}الشورى: 45.
9- ويقول تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ` لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ}الزخرف:74-76.
ومن نصوص السنة النبوية المجتمع عليها، قول النبيصلى الله عليه و سلم:
1- "لا يدخل الجنة مخنَّث ولا ديوث"().
2- "الجنة حرام على من قتل ذمّيّاً").
3- "لا يدخل الجنة قتات"().
4- "لا يدخل الجنة قاطع رحم"().
5- "لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه"().
6- "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"().
7- "من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبداً، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً"().
القاعدة الثانية: خروج المصرّين على الكبائر من النار هي فكرة إسرائيلية الأصل، وقد حذر الله تعالى منها:
1- يقول تعالى حاكياً عن اليهود:{وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}البقرة:80.
2- ويقول تعالى ناهياً المسلمين عن اتباع فكر أهل الكتاب: {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا}النساء: 123.
3- ويقول تعالى محذراً المسلمين من السير في طريق بني اسرائيل الذي سول لهم انتهاك حرمات الدين: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَـذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مُّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ}الأعراف: 169.
القاعدة الثالثة: كلمات الله تعالى لا تتبدل ولا تتغير ولا يوصف تعالى بالعلم بعد الجهل "البداء"، بل علمه مطلق.
1-يقول تعالى:{لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ ` مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ` يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ}ق:28-30.
2-وقال عز وجل:{وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ}الأنعام: 34.
3-وقال عز وجل: {لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}يونس64.
4- وقال تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}الأنعام:115.
5- وقال عز وجل:{وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا}الكهف: 27.
القاعدة الرابعة: الشفاعة يوم القيامة لا ينالها إلا المتقون.
1-يقول تعالى:{وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى}الأنبياء: 21.
2-يقول تعالى: {لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا}مريم: 87.
وقد ذهبت بعض الفرق إلى جواز خروج أهل النار منها!، وقد تم تفنيد حججهم في الكثير من المصنفات"().
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
وجوب البراءة من صاحب الكبيرة:
يرى الإباضية أن في البراءة من أصحاب الكبائر محاربة للفساد الاجتماعي حيث يشعر صاحب الكبيرة بالعزلة الاجتماعية فيبادر للتوبة وترك المعصية، فالإنسان اجتماعي بطبعه. وهذا المبدأ مبني على مجموعة من القواعد الكلية المستوحاة من النصوص المحكمة من الكتاب العزيز والسنة المجتمع عليها، وهذه القواعد هي:
القاعدة الأولى: مصطلح البراءة هو مفهوم قرآني.
1-{فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ}التوبة: 114.
2-{وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ` فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ}الشعراء:216.
القاعدة الثانية: وجوب البراءة من أصحاب الكبائر.
1-{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}المائدة: 55، حيث ذكرت الآية صفات من تجب ولايتهم، فمن لم يتصف بها فلا ولاية له().
2-{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ}الأنفال: 72، حيث حرّم الله تعالى ولاية المسلمين الذين لم يهاجروا، فما بالكم بالعصاة لله تعالى.
3-{لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}المجادلة: 22.
4-{وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}التوبة: 118، ومعلوم أن الآية نزلت في الثلاثة الذين هجرهم النبي صلى الله عليه و سلم بسبب تكاسلهم عن الخروج إلى معركة تبوك().
5- قول النبي صلى الله عليه و سلم "من أتى عريفاً أو كاهناً أو ساحراً فصدقه فيما يقول، فهو بريء مما أنزل الله على محمد صلى الله عليه و سلم "()، وقوله صلى الله عليه و سلم "إني بريء ممن تطير أو تكهن أو تكهن له"().
القاعدة الثالثة: البراءة لا تعني وجوب السب والشتم.
قال أبو الحسن البسيوي (ت ق4هـ): "وحقيقة البراءة هي التبري من الفعل المكفر، ومفارقة أهله عليه، وتخطئتهم والإنكار لهم لارتكابهم الحرام، والكراهية له وترك الرضا به"().
وقال أبو قحطان (ت ق3هـ): "ولن نعجز عن السجع، ولا عن الشتم، ولكن ليس من ديننا أن نسير بالشتم والسباب، وإنما نبين للناس الحق"().
ويجوز وصف صاحب الكبيرة بأنه عدو لله وعدو المسلمين، دون فحش في القول.
القاعدة الرابعة: البراءة من صاحب الكبيرة حكم دنيوي ولا يستلزم الحكم عليه بدخول النار.
قال محمد بن روح بن عربي (ت ق3هـ): "وإياكم وقطع الشهادة بالنار على من يبرأون منه، فإن تلك شهادة زور").
وقال ناصر بن جاعد الخروصي: "إن البراءة لا تكون إلا من الشخص، ولكن ينوي بها أنه يبرأ منه بحكم لا أنه يجعله من أهل النار حقيقة، ولا أنه عدو الله حقيقة، أي أنه مات أو سيموت عدواً لله حقيقة، فلا يبرأ من الشخص بالحقيقة أنه للنار حقيقة، ولا أنه مع الله بعد موته عدو لله حقيقة").
وقد قسم الشرع الحكيم الناس إلى ثلاثة أصناف، صنف بان لك صلاحه فوجبت عليك ولايته، وصنف بان لك ضلاله فوجبت عليك البراءة منه، وصنف أشكل عليك أمره فوجب عليك التوقف عنه، ومن ثبتت ولايته في القرآن الكريم جزمنا بسعادته ودخوله الجنة، ومن ثبتتعداوته في القرآن الكريم جزمنا بشقاءه ودخوله النار، وقد عرّف الفقهاء هذا الصنف بولاية وبراءة الحقيقة().
موقف المذهب الإباضي من التصوف:
الفكر الصوفي يتكون من شقّين، الأول: الزهد في الدنيا ولبس الصوف، فلهذا سمي هذا الفكر بـ "التصوف"، والمدرسة الإباضية لها بعض التحفظ على هذا الشق باعتبار أن الإسلام لم يدع إلى ترك الدنيا بالكلية والتقشف الساذج، بل أوجب على المسلمين أن يأخذوا نصيبهم من زينة هذه الحياة، حيث يقول تعالى:{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}القصص: 77، ويقول عز وجل: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}الأعراف: 31، وكان النبي صلى الله عليه و سلم يلبس ما يهدى إليه من ملابس جديدة من الشام وغيرها()، ورأى النبي صلى الله عليه و سلم رجلاً عليه بردان خلقان فقال: "ألا له ثوبان غير هذين"، فقال له جابر بن عبدالله: يا رسول الله له ثوبان في العيبة، كسوتها إياهما، قال: "فادعه، فمره يلبسهما". يقول الإمام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة (ت 150هـ) معلقاً على هذه الحادثة: "وهذا ترغيب وتحريض من النبي صلى الله عليه و سلم للمسلمين في التزين باللباس الحسن"()، وقد قال ابن بركة: "في هذا القول من النبي صلى الله عليه و سلم ما يدل على ضعف مذهب القائلين: إن الدنيا بمنزلة الميتة لا يحل منها إلا ما يحل للمضطر لاختلاط الحلال منها بالحرام، فلا يطلب منها إلا ما يسد به الفاقة"()، وقال أيضاً: "يدل على ضعف مذهب من ادّعى التقشف والتزهد في الدنيا، وزعم أنه لا ينبغي للمسلم أن يحبس قوت يومه إلى غد"().
والشق الثاني من التصوف يقوم على وهم مفاده أن كثرة العبادة وذكر الله هو الوسيلة لادراك علوم الدين والدنيا!، فلهذا يسمى شيخ المتصوفة بـ "العارف"، وعالمهم بـ "إمام العارفين"، والمذهب الإباضي لم يقبل مثل هذه الأفكار التي تنشر الجهل والتخلف، وتقتل روح العمل والجد والاجتهاد والمثابرة التي أمر بها الإسلام.
ومع ذلك فقد تأثر بعض الإباضية بفكر التصوف لكن دون إغراق في الزهد الساذج ولا تفريط في مبدأ السعي والعمل وطلب العلم من مظانه.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
الاخ المسيب
اولا اعتذر عن تأخري في الرد وذلك لكثرة الابتلاء والحمد لله والمنّة .
ثانيا :
احسنت في نفي التشبيه عن الله من حيث اشتراك الصفات مع المخلوق لفظا دون المعنى , الى نفي الرؤية دنيا وآخرة , لكنك اغفلت التالي:
هل صفاته عين ذاته ام زائدة عنه؟
هل الفعل ذات الفاعل ام لا؟
هل المشيئة مستمرة متبدلة ام لا؟
هل اقترنت الارادة بالزمن ام لا؟
لاداعي لان تحضر نصوصا عدة , فانا اقبل قولك بلا تدقيق كونك الداعي لمذهبك.
وقبل ان تقفز الى الجزئيات , وجب بعد الالهيات مناقشة النبوة (الرسول) والقيومية (الامام) والحاكمية المطلقة (المعصوم) والحاكمية الفردية الجزئية (العقل) , فلا تستبق الامور.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
المواضيع | إحصائيات | آخر مشاركة | ||
---|---|---|---|---|
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
|
استجابة 1
10 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة ibrahim aly awaly
يوم أمس, 09:48 PM
|
||
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
|
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة ibrahim aly awaly
يوم أمس, 07:23 AM
|
تعليق