تويت
نحن الآن على أعتاب فصل الربيع، وهذا يجعلنا نتعرف على أهم كوكبات السماء الشمالية التي يمكننا من خلالها التعرف على نحم "الجاه" أو كما يسمى حديثا القطب السماوي الشمالي، والذي من خلاله يمكن التعرف على الجهات الأربعة الرئيسية.
كوكبة الدب الأكبر:
إن بداية التعرف على كوكبات السماء تتم من خلال أشهر الكوكبات السماوية على الإطلاق، وتسمى في علم الفلك "مفتاح النجوم" هذه الكوكبة هي "الدب الأكبر" و سمتها العرب "بنات نعش الكبرى" ، وهي كوكبة قريبة من القطب الشمالي، حيث أنها تظهر معظم أيام السنة، وأفضل ظهور لها يكون في نهاية فصل الشتاء وفصل الربيع وبداية فصل الصيف، كما انه من السهل معرفتها لشكلها وخلو النجوم في مكان ظهور نجومها في السماء. وتشبه كوكبة الدب الأكبر المقلاة أو الكسرولة، حيث تتألف من أربعة نجوم تشكل جسم الدب، وهي المراق والدبة والمغرز والفخذ، وثلاثة نجوم ملتوية تسمى ذنب الدب الأكبر، وهي القائد والمئزر والاليه.
من الدب الأكبر إلى النجم القطبي الشمالي:
إذا مددنا خطا وهميا من نجم المراق إلى نجم الدبة لمسافة تقارب خمسة أضعاف المسافة بين النجمين سنصل إلى نجم خافت نسبيا هو "النجم القطبي الشمالي" وهو احد النجوم اللامعة في كوكبة "الدب الأصغر" وهي كوكبة صغيرة تشبه الدب الأكبر، لذلك سمتها العرب "بنات نعش الصغرى" ومعظم نجومها خافتة باستثناء نجمين لامعين هما "الفرقدان" والنجم القطبي نفسه.
وكانت الحضارات القديمة قد استعانت بالنجم القطبي لتحديد الجهات الاربعه وأصبح دليلهم في السفر وتحديد اتجاه القبلة، حيث أن النجم القطبي لا يشرق أو يغيب لا ليلا ولا نهارا ولا صيفا ولا شتاء أي انه قابع في مكانه ولا يتحرك أبدا، وسبب ذلك انه يقع باتجاه محور دوران الأرضي الشمالي، فكما هو معروف بان الأرض تدور حول نفسها على محور وهمي يمتد من القطب الشمالي مارا بمركز الأرض وحتى القطب الجنوبي، ولو مددنا خطا وهميا من محور الأرض الشمالي باتجاه السماء سنصل إلى النجم القطبي الشمالي.
وعليه يمكن تحديد الجهات الاربعه من خلال النجم القطبي وهو مهم جدا للمسافرين في الصحراء والبحر، ومن لا يعرف هذا النجم فن حياته في الصحراء والبحار تكون في خطر.
لذلك فان النجم القطبي لا يتحرك في السماء حركة ظاهرية مثل باقي النجوم والشمس والقمر وباقي الأجرام السماوية الأخرى، أما النجوم التي تقع قريبة من القطب الشمالي فإنها تبدو تدور في دوائر صغيرة تزداد مساحتها كلما ابتعدنا عن القطب الشمالي، هذه النجوم القريبة من القطب الشمالي لا تغيب أو تشرق أيضا بل تتحرك في السماء الشمالية في دوائر وهمية مركزها القطب الشمالي. وسمت العرب الكوكبات القريبة من النجم القطبي "أبدية الظهور" كونها تظهر دائما في السماء ولا تغيب أبدا.
ويفيد تحديد موقع نجم القطب الشمالي في تحديد الموقع الجغرافي للراصد شمال خط الاستواء، فإذا كان ارتفاع النجم القطبي الشمالي في الدوحة عن الأفق الشمالي 29 درجة، هذا يعني أن الدوحة تقع شمال خط الاستواء بمقدار 29 درجة أيضا.
