بسم الله الرحمن الرحيم
هناك مثل أنجليزي ترجمته : هؤلاء الذين لا يتذكرون الماضي سيلعنهم الله بتكراره
بما معناه أن من لا يتذكر أخطاء الماضي و كيفية تفاديها سيعيد نفس الأخطاء
والزمن يعيد نفسه بنفسه و الأحداث ستظل تتكر ما يختلف هو الأسماء و كيفية توالى الأحداث
وهذا الكلام غير ناتج من أستنتاج عقلي للتاريخ فقط
بل هي حقيقة قرأنية
قال الله تعالى : لتركبن طبقاً عن طبق
الأنشقاق : 19
كما أن رسولنا -صلى الله عليه واله وسلم- قال : لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبراً بشبر و ذراعاً بذراع حتى إذا دخلوا جحر ضب دخلتم خلفهم
يعني اليهود و النصاري
أذاً الماضي يكرر نفسه و هذا ما لا ينكره أحد
فهل سنتذكر ما حدث بالماضي لنتمكن من أستراق نظرة لما سيحدث في المستقبل
من يتذكر هذه الأحداث ؟
يأس الناس من الحكومات المنصوبة من قبل الناس ومسارعتهم لنصب علي بن أبى طالب -صلوات الله عليه- حاكماً
بعد أن أفسد عثمان الحكومة و نصب أصحابه و أهله في كل مكان ولعب في أموال المسلمين
أليس هذا هو السوناريو الملل بكل حذافيره لكل حاكم عربي ؟
ولا ننسى توضيف الناس بالحكومة لا لأنهم من أهل الأختصاص بل فقط لأنهم قريبون من الحاكم
نفس الأخطاء التى مل منها الناس
الحاكم وظف فلان الغير متخصص هنا فبدل أن يفيد الناس و القيام بمهامه بأمانة صار يستفيد من المنصب لما فيه مصلحته
وقد وظف عمر إبن الخطاب و عثمان بن عفان معاوية والياً على الشام
ولا يخفى على كل منصف ماذا في هذا القرار من فساد للأمة الأسلامية برمتها
فقد عبث معاوية في الدين ووظف علماء الدين لمصلحته هو كما كانوا يسبون علي بن أبى طالب -صلوات الله عليه-
ويخفون و يدلسون فضائل أهل البيت -صلوات الله عليه- و ينسبون مناقبهم للشيخين
وهذا أيضاً ما يحدث الان
السعودية وظفت رجال الدين لخدمتها هي حتى صار رجال الدين يحرمون على الناس الخروج على السلاطين
ويدعون بالحفظ لولاة الأمر وكأنهم رمز ديني صالحاً كان أم فاسداً كافراً
أليس هذا هو تكرار ممل لما حدث في الماضي سابقاً ؟
وكأن العدل لم يقترن بالله تعالى
فصار من أسمائه الحسني "العدل" لاحظ أن الأسم هو العدل و ليس العادل و في هذا ألف عبرة و عبرة لمن يتدبر
ما أريد أن أقوله
هل سيظل الناس يجربون حكومة بعد حكومة و ينصبون حاكماً تلو الاخر
حتى نراقب بكل ملل التكرار السخيف لأخطاء من سبقه ؟
إلى أنتظار وقت الظهور المقدس و مبايعة صاحب الأمر -عج- كما هرعوا و بايعوا علياً -صلوات الله عليه- من قبل ؟
بعد أن أفسد ما أفسد
أظن أن الزمن أنصف الكل من الشرق إلى الغرب
فميزان القوي أنتقل إلى الكل من الصين إلى فارس إلى الهند إلى العرب في وقت الصحوة الزاخر إلى بريطانيا العظمي كما يسمونها روسيا الشيعوية إلى أمريكا في وقتنا هذا
كل من هؤلاء تسنى له قيادة العالم في وقتٍ ما وكان شرطي العالم في وقت ما
فما كان منهم إلا أن راعوا مصلحتهم على حساب غيرهم و أفسدوا في الأرض
وأخر أهتمامتهم كان العدل الذي أمر الله به : فأذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل
قال تعالى :
افلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الاخرة خير للذين اتقوا افلا تعقلون
يوسف : 109
اولم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا اشد منهم قوة واثاروا الارض وعمروها اكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون
الروم : 9
افلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين امثالها
محمد : 10
قال الأمام علي -صلوات الله عليه- :
بايعني القوم الذين بايعوا أبوبكر و عمر
فهل هؤلاء نفسهم الذين يطبلون للحكومات الظالمة اليوم سيهرعون لمبايعة الأمام المهدي -عج- غداً ؟
الله العالم
وهل سيظل يتكرر الوضع إلى أن يتعلم الناس ؟
الله العالم
وهل سيكون أمام أمامنا المنتظر -عج- نفس مهمة الأمام علي -صلوات الله عليه-
ألا وهي تطهير الأرض و الدين ممن أفسده كمعاوية و غيره ؟
مع فارق وجود 313 رجل بدل خمسة أو ستة مخلصين
الله العالم ...
اللهم عجل لوليك الفرج
هل هذا الدعاء هو الدعاء لتعجيل أكتمال عقول الناس و فهم الناس
كي يعرفوا ما ينفعهم و ما يضرهم ؟
كما فهموها في عصر الأمام علي -صلوات الله عليه- و هارعوا لمبايعته بعد يأسهم لما في أيدي الناس ؟
مع فارق وجود 313 مخلص بدل الأصحاب الخلص للأمام علي -رضوان الله عليهم-
الله العالم
تعليق