فصل الخطاب
قال: ما بك لم ترد على ما كتبناه عن حبك لأبي حنيفة ومالك وأحمد بن حنبل.
قلت: انا لا احب احدا ولا اكره احدا بل انا احب في الله واكره في الله وما دام الطرف المقابل عبدا لله تعالى فانا احبه لحب الله لا غير. ولا تهمني الاسماء لانه من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية تنطبق على الجميع دون استثناء اما من هم فهذا متروك لعلام الغيوب فقط والله تعالى هو اعرف بسرائر النفوس. فهل تستطيع ان تجزم ان الذين ذكرت انت اسمائهم ماتوا على غير دين الاسلام الحق هل شققت قلبهم لتعرف ذلك.
اترك الامر للحاكم الله تعالى.
قال: وكيف عرفت أن كلامي لا يقبله الأئمة فهل جئتني بأدلة كما جئتك بها.
قلت: اتريد ادلة، انا اعرف بالادلة ومواقعها وليس هنا محل طرحها ولا وقت لدي لاطرحها.
قال: وأنت تدعي بأنك أكثر مني ولاءا كما ادعيت لأنك من نسلهم ومولود في مدينة أميرهم فنطلب منك دليل أن من يكون من نسلهم ومولود في النجف هو أفضل الناس ولاءا لأهل البيت وإلا فأنت تدعي كذبا وزورا ما لم يدعيه أحد وهذا مقتبس كلامك :
((انا اكثر منك ولاية لانني من نسلهم ومولود في مدينة اميرهم ((
قلت: انا ان ادعيت ذلك فأستغفر الله تعالى على هذا الكلام لانه مهما كان انا عبد من عباد الله تعالى.
ولكنك لا تقبل مني ان كنت من نسل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن المولودين في النجف ان اكون اكثر ولاية.
فكيف ترضى ان يكون من ولد في امريكا مثلا ومن ابوين يهوديين ان يكون كافرا وهو لم يصرح بالكفر ولم يعمل به بل هو وجد آبائه كذلك ولم يجد من يهديه الى الحق والصراط المستقيم.
لماذا الكيل بمكيالين يا خي.
الا ينبغي ان تشعل له شمعه يهتدي بها في الظلام ولا تكتفي بلعن الظلام الذي هو فيه.
قال: ومن ثم تتهم كلامي بأنه يؤدي إلى ذبح الشيعة فما هو السبب فهل الإطمئنان عن أخواني الشيعة في مصر وعدم اعترافي بأن قتلى من ينكر الإمام الحجة ويوالي أعداء أهل البيت ولا يوالي أهل البيت بأنهم شهداء فهل هذا سيؤدي إلى ذبح الشيعة أم كلامك هذا الذي يؤدي إلى ذبحهم لأنه عندما يقرؤون كلامك هذا سيظنون أن هذه نقطة ضعف الشيعة وهي الذبح إن نفينا بأن قتلى جماعة ابو هريرة شهداء بل سيطلبون منك أن تعلن ولاءك لعمر حتى لا يقتلوك والشيعة يمثلون اليوم 300 مليون نسمة والإمام الحجة يحتاج فقط الى 313 ليخرج والإمام الصادق كان يريد هذا العدد ليخرج والإمام علي كان يريد أربعون رجلا محلقين للرؤوس لينتفض على ابو بكر
والآن عندما أصبحنا 300 مليون أصبحت تخاف أن تقول كل من لم يوالي ليس بشهيد فأنا أرى كلما إزداد عددنا تقل عقيدتنا بدل أن نكون كما قال الله
{ يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين}
قلت: لقد قلت انت كثيرا وتلبست عليك كثير من الامور.
نحن لسنا في حرب يا اخي. الآخرين مسلمين شئت ام ابيت.
ولست انت رب العالمين حتى تضع الموازين الحق لتقوم بتمييز الناس كل على حسب ولائهم.
انا لا ارفض الكثير مما قلته ولكن لا استعمله بالطريقة التي انت تثيرها هنا.
انا اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله وان عليا واولاده المعصومين بالحق حجج الله بهم اتولى ومن اعدائهم اتبرأ الى الله.
واقول اللهم العن الاول والثاني والثالث وابا سفيان ومعاوية ويزيد والعن جميع اعداء اهل البيت من اولهم الى آخرهم والناصبين لهم الحرب ومن رضي بقتلهم.
لكنني اخالفك بالكلية التي تقولها وبالقومية التي تطرحها وتريد ان تثير النعرات الطائفية والقومية التي ما انزل الله بها من سلطان.
والله انني اقول ذلك لا خوفا ولا وهنا ولكن ليسلم اتباع محمد وآل محمد من هذه العصابة النتنة المسماة بالوهابية التي جعلت ذبح الانسان شيعيا ام سنيا حلالا.
وانما انني اترفع عن تكون هناك ذريعة لهم للمساس عن الانفس البريئة التي تزهق يوميا من دون حساب ويتذرع قتلتهم باننا نسب الصحابة ونكفرهم ونقول بتحريف القرآن ووو.
فلو كنت لا تعلم يا اخي فان عملي يقتضي ان اشاهد المذابح اليومية لاتباع محمد وآل محمد كل العالم ولم تقتصر على بلد دون آخر.
الهدف هو محمد صلى الله عليه وآله وسلم بعينه ومن استهدفنا هم اتباع معاوية وابا سفيان.
انني لا دافع عن عمر ولا عن ابي بكر ولا عن عثمان ولا عن جميع علماء السوء الحاكمين في السعودية وعلماء الحكومات المعروفين ولكن هذا ليس يعني ان نتهم الكل بالمخالفة ودخول النار.
فكيف تسمح لنفسك ان تستدل بما قلته في جوابك على ابو وعد بما ذكرته انت:
وأما سؤالك وقولك أنك لم تجد في الشيخ حسن شحاتة ما يبيض صحيفة أعماله عند ربنا.
فنجيبك بأنك لست رب العالمين لكي ننتظر أن تجد أو لا تجد فلا يهمنا ما تجده أنت فهل رأيت أحد يهمه رأي أعدائه وكيف إذا وضعوا أنفسهم ملائكة لمحاسبة البشر.
فاقول لك: هل لا يجوز له ان يحساب ويجوز لك. مع تحفظي على كلامه الغير مسؤول لكن لا عتب عليه ما دام انت اعطيته هذه الذريعة بسب الشيخ شحاته الذي لا اعلم منه الا خيرا.
واما قولك: وبالنسبة لتساؤلاتك فأجيبك بأنه لا يهمني من وقف بوجه خليفتكم اللا مبارك فالإثنين ظالمين وما يهمني من مصر فقط مقامات أهل البيت عليهم السلام وشيعة أمير المؤمنين وأما جماعة المسمون بالأخوان فلا يساوون عندي شسع نعل أقل موالي.
وقولك: وأما قول ((إن الله يمهل ولايهمل)) فهي تنطبق على حسني مبارك والقذافي والملوك الذي عرفوا كيف يقودون أمثالكم غنما في مرعى قد جف نباته وقلت بركاته..
اقول لك: ما هذه باخلاق الانبياء وائمتنا المعصومين. يا اخي انت تمزج القومية مزجا بغيضا وانت تعلم ان الدين عند الله الاسلام. ولم يكن العراق او مصر او امريكا.
ارجوا ان تراجع كلمات التي انت مسؤول عنها عند رب العزة.
وقد قلت انت: وما لفتني في كتابتك وأتمنى أن أكون مخطئا بأنك وضعت عبارة الامام لمالك وأحمد بن حنبل فلا أدري إن كنت كشيعي تعتقد بأنهم أئمة.
اقول لك: هم ليسوا بأئمتي ولكنهم ائمة من يعتقدون بهم وكذلك انا لا ابخس عليهم علمهم وان كان علمهم اصبح وبالا عليهم.
وقد قلت انت: ولاحظت بأنك زكيت ابو حنيفة ومالك وأحمد بن حنبل بقولك أن الضلالة حصلت من أتباعهم ولا أدري هل أنت جعفري طيب او لا ؟؟ الذي يكتب كتابات يساير بها الباطل على حساب الحق أو قريب لنهجه.
اقول لك: انا لم ازكي احدا بل الله يزكي من يشاء ولو ترجع لكلامي قلت ان الضلالة كانت في اتباعهم باتباعهم وان كان هم قد ضلوا من قبل واضلوا عن سواء السبيل. لكنني لم اخرجهم عن كونهم مسلمين.
انا شيعي جعفري طيب ولكني امام الناصبي كالجبل الاشم. والنواصب من ناصب العداء لاهل بيت النبي من أي ملة كان ومن أي مذهب كان.
قلت انت: على أي حال لا بد من أن تدعم كلامك وحماسك والذين جعلتهم أخوانا لك بأدلة والله هو القائل إنما المؤمنون أخوة.
والقائل (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون)
اقول: عجيب امرك هل تحتاج الاخوة دليل.
ومن طريف الامر ان الآية التي سقتها هي الآية التي اهتدى بها الشيخ حسن شحاته سلمه الله تعالى من كل سوء. حيث انه قال انني عندما كنت سجينا قرآت الآية وفكرت في نفسي من هم اكثر الناس الذين لا يحبهم اليهود حتى يكونوا هم المؤمنين بالله واليوم الآخر فوجدت انهم حزب الله في لبنان وهو حزب شيعي لذلك قررت التحول الى المذهب الشيعي. فاستدل حفظه الله ان من حاد الله ورسوله هم اليهود وهم يكرهون المؤمنين واليهود يكرهون حزب الله يعني الشيعة اكثر من غيرهم لانهم هم قادة المقاومة والرفض ولذلك سمو روافض حيث هم يرفضون الظلم والقهر والذلة.
وعليه فليس المسلمين ملحدون يا اخي لتصفهم بهذه الآية. فالمسلم من شهد الشهادتين يا مؤمن. يا موالي.
وقد قلت انت: ومن ثم من أين لك هذا الادعاء أن الإمام الحسين كان يبكي على أعداءه.
يعني كان يبكي على حرملة عندما رمى الطفل الرضيع بسهم ووو الخ.
واضفت: فهل قرأت هذه الاية جيدا التي كتبتها انا في ردي عليك
(لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون).
وهل يقبل الله بأن يبكي حججه على أعدائهم بل عندما يعذبون في النار فسيكون يوم فرح وسرور للمؤمنين فكيف جعلت حضرتك دخولهم النار ابكى الإمام الحسين
فهل الإمام الحسين أرحم من الله حتى يبكي لأن الله سيضعهم في النار وحتى النبي أمره الله بأن لا يحزن عليهم ولا يصلي عليهم ولا يقبل عليهم فهل سيقبل أن يبكي الرسول عليهم.
اقول لك: لا تقل مستهزئا ما تقول.
الكل موعدهم النار وهم فيها خامدون.
وما هم عنها بغائبين.
ولقد كان بكاء الحسين عليه السلام عليهم قبل اقدامهم على قتله حيث قال ابكي على هؤلاء انهم سيدخلون النار بقتلهم اياي.
فالله تعالى وسعت رحمته كل شيء وسعت المؤمن والكافر والشريف والدنيء والبعيد والقريب. ولم يفوض في رحمته لعباده احدا ولله الحمد. اترى ان كانت رحمة الله تعالى بيديك ماذا كنت تفعل ورب العالمين يرى الشمر لعنه الله جالسا على صدر الحسين عليه السلام ويحتز رأسه الشريف ولا يفعل له شيئا. اكان الله غير قادر على ان يشل يديه او ان يسلب من الحياة فلا يقدم على قتله للحسين عليه السلام. ارأيت الآن رحمة الله تعالى على عباده الى أي حد تصل فاعتبروا يا اولي الألباب.
وقد قلت انت: ومن ثم من قال أننا لا نتبع محاسن كلام أهل البيت وهل تعلم ما معنى محاسن كلام أهل البيت فهذا لا يعني بأن في كلامهم مساوئ فعندما يحكم الله بأن كل من يتولى ويتبرى ليس مرضي عنه من الله فهل كلام الله فيه مساوئ بل هنا يقصد بمحاسن كلامهم هو استخراج الخلاصة الحسنة التي فيها نجاتنا وفيها هدايتنا.
وبالنسبة للسيد السيستاني فنحن لم نخالفه فهو يقول يجب حقن الدماء بين المسلمين ونحن نؤيده فهل وجدت موضوعي فيه تحريض لتفجير أنفسنا أو لحمل السيوف لكي نذبح كل من يخالفنا.
اقول لك: قال الرضا عليه السلام: رحم الله عبدا حببنا الى الناس ولم يبغضنا اليهم. والله لو يروون محاسن كلامنا لكانوا به أعز وما استطاع احد ان يتعلق عليهم بشيء.
وقال الرضا عليه السلام: رحم الله عبدا احيا امرنا، يتعلم علومنا ويعلمها الناس فان الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا.
قال العلامة الشيخ جعفر كاشف الغطاء في كتابه كشف الغطاء - ج 1 - ص 265:
إنا لا نرتضي القول بصحة عبادة المخالف ولو تعقبها الايمان ولا تأثير له في الصحة ولا كشف بسببه ولكن الصلاة بهم ومعهم لها فضل عظيم وثواب جسيم فقد روى أن من صلى خلفهم في الصف الأول كان كمن صلى مع النبي صلى الله عليه وآله في الصف الأول وان من صلى معهم غفر له بعدد من خالفه وانه يحسب للمصلي معهم ما يحسب لمن صلى مع من يقتدى به وان من يحضر صلاتهم كالشاهر سيفه في سبيل الله تعالى وان رسول الله صلى الله عليه وآله أنكحهم وعلي صلى خلفهم والحسن والحسين صليا خلف مروان وان من صلى معهم خرج بحسناتهم وألقى عليهم ذنوبه وان الصلاة معهم بخمسة وعشرين صلاة وان الامامية مأمورون بالا يحملوا الناس على أكتافهم بل يعودون مرضاهم ويشيعون جنائزهم ويصلون معهم وان استطاعوا ان يكونوا أئمتهم أو المؤذنين فعلوا وان الامامية أحق بمساجدهم منهم ولا بد من نية الانفراد معهم واظهار الدخول في جماعتهم ثم يأتي بما امكنه مع اللحوق بأئمتهم من قرائة ولو كحديث النفس أو اذكار أو غيرها والأفضل ان يصلي الفريضة قبل ثم يحضر معهم ثم له ان يعكس ويجعل الصلاة معهم. انتهى كلامه.
قال الشيخ الصدوق في الهداية ص53 – 53:
التقية فريضة واجبة علينا في دولة الظالمين، فمن تركها فقد خالف دين الإمامية وفارقه.
وقال الصادق (عليه السلام) : لو قلت : إن تارك التقية كتارك الصلاة، لكنت صادقا.
والتقية في كل شئ حتى يبلغ الدم، فإذا بلغ الدم فلا تقية، وقد أطلق الله جل اسمه إظهار موالاة الكافرين في حال التقية فقال جل من قائل : (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة).
وروي عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن قول الله عز وجل : (إن أكرمكم عند الله أتقيكم) قال : أعملكم بالتقية.
وقال (عليه السلام) : خالطوا الناس بالبرانية، وخالفوهم بالجوانية ما دامت الإمرة صبيانية.
وقال (عليه السلام)، رحم الله امرأ حببنا إلى الناس، ولم يبغضنا إليهم.
وقال (عليه السلام) : عودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، وصلوا في مساجدهم.
وقال (عليه السلام) : من صلى معهم في الصف الأول فكأنما صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصف الأول.
وقال (عليه السلام) : الرياء مع المنافق في داره عبادة، ومع المؤمن شرك.
والتقية واجبة لا يجوز تركها إلى أن يخرج القائم (عليه السلام)، فمن تركها فقد دخل في نهي الله عز وجل ونهي رسوله والأئمة صلوات الله عليهم.
وانا اقول: طبعا هذا مع الاخذ بنظر الاعتبار وجوب الاقتصار فيه على مورد النص وقد ورد النص بالحث على المعاشرة مع العامة وعيادة مرضاهم وتشييع جنائزهم والصلاة في مساجدهم والاذان لهم فلا يجوز التعدي عن ذلك إلى ما لم يرد النص من الافعال المخالفة للحق كذم بعض رؤساء الشيعة للتحبب إليهم وكذلك المحرم والمباح والمكروه فان هذه الأحكام على خلاف عمومات التقية فيحتاج إلى الدليل الخاص.
وقال الصدوق رحمه الله في باب الايمان والاسلام من الكتاب المذكور:
الإسلام هو الإقرار بالشهادتين، وهو الذي يحقن به الدماء والأموال، ومن قال : " لا إله إلا الله محمد رسول الله " فقد حقن ماله ودمه إلا بحقيهما، وعلى الله حسابه.
والإيمان هو الإقرار باللسان، وعقد بالقلب، وعمل بالجوارح، وإنه يزيد بالأعمال، وينقص بتركها.
وكل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمن، ومثل ذلك مثل الكعبة والمسجد، فمن دخل الكعبة فقد دخل المسجد، وليس كل من دخل المسجد دخل الكعبة.
وقد فرق الله عز وجل في كتابه بين الإسلام والإيمان، فقال: (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا). وقد بين الله عز وجل أن الإيمان قول وعمل بقوله: (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقا).
وأما قوله عز وجل : (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين)، فليس ذلك بخلاف ما ذكرنا، لأن المؤمن يسمى مسلما، والمسلم لا يسمى مؤمنا حتى يأتي مع إقراره بعمل.
وأما قوله عز وجل : (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) فقد سئل الصادق (عليه السلام) عن ذلك، فقال : هو الإسلام الذي فيه الإيمان.
قال الشهيد الأول في ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة - ج 4 - ص 369 - 370
ويستحب حضور جماعة أهل الخلاف استحبابا مؤكدا.
قال الصادق عليه السلام في رواية حماد بن عثمان : (من صلى معهم في الصف الأول كان كمن صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وآله في الصف الأول).
وقال عليه السلام في رواية حفص بن البختري : يحسب لمن لا يقتدي مثل من يقتدي.
وقال عليه السلام : (من صلى في مسجده، ثم أتى مسجدهم فصلى معهم خرج بحسناتهم).
وقال عليه السلام : (إذا صليت معهم غفر لك بعدد من خالفك).
وروى زيد الشحام عنه عليه السلام أنه قال : (يا زيد خالقوا الناس بأخلاقهم، وصلوا في مساجدهم، وعودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، وإن استطعتم أن تكونوا الأئمة والمؤذنين فافعلوا. أما إنكم إذا فعلتم ذلك قالوا : هؤلاء الجعفرية رحم الله جعفرا ما كان أحسن ما يؤدب أصحابه. وإذا تركتم ذلك قالوا : هؤلاء الجعفرية فعل الله بجعفر ما كان أسوء ما يؤدب أصحابه !).
وقد قلت انت: فكل هذا لأني قلت بأن من لم يوالي محمد وآل محمد فليس بشهيد.
اذن لو قلت كلام أكبر يمكن ستنعتني بالكافر فيا ليت تحرص على أخيك الشيعي من أن يُشتم كما تحرص على البكري ولو فعلتها لكنا بألف خير من زمان.
اقول: لقد قلت وقلت وكان كبيرا ما قلت، وانا من حرصي عليك افتتح الكلام معك. ولو كنت من المعاندين المخالفين فلا شغل لي معك.
هدانا الله تعالى لما فيه الخير والصلاح والاصلاح.
اقول ذلك واستغفر الله تعالى للجميع.
واعتذر عن الاستمرار بالبحث لانني لا امتلك الوقت لهذا الامر.
قل كل يعمل على شاكلته.
لكن تبقى كلمة مهمة ان لا تعمّم في حكمك فالتعميم له حسابات كبيرة عند الله تعالى واترك الامر لصاحب الامر.
اما من تعدى ونصب العداء لاهل البيت فنحن نلعنه ونكفره ونقتله. وليعلم الجميع من النواصب وغيرهم:
اقتلونا فما تزيدوننا الا ثباتا على ولاية امير المؤمنين علي وحب فاطمة واتباع المعصومين من ذريتة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وان اردتم الحوار فهناك حقائق كثيرة وانتم تعلمون بها وما جعل الله عليكم من حرج في هذا العالم الآن من الانترنيت والفضائيات. فاعتبروا يا اولي الابصار.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال: ما بك لم ترد على ما كتبناه عن حبك لأبي حنيفة ومالك وأحمد بن حنبل.
قلت: انا لا احب احدا ولا اكره احدا بل انا احب في الله واكره في الله وما دام الطرف المقابل عبدا لله تعالى فانا احبه لحب الله لا غير. ولا تهمني الاسماء لانه من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية تنطبق على الجميع دون استثناء اما من هم فهذا متروك لعلام الغيوب فقط والله تعالى هو اعرف بسرائر النفوس. فهل تستطيع ان تجزم ان الذين ذكرت انت اسمائهم ماتوا على غير دين الاسلام الحق هل شققت قلبهم لتعرف ذلك.
اترك الامر للحاكم الله تعالى.
قال: وكيف عرفت أن كلامي لا يقبله الأئمة فهل جئتني بأدلة كما جئتك بها.
قلت: اتريد ادلة، انا اعرف بالادلة ومواقعها وليس هنا محل طرحها ولا وقت لدي لاطرحها.
قال: وأنت تدعي بأنك أكثر مني ولاءا كما ادعيت لأنك من نسلهم ومولود في مدينة أميرهم فنطلب منك دليل أن من يكون من نسلهم ومولود في النجف هو أفضل الناس ولاءا لأهل البيت وإلا فأنت تدعي كذبا وزورا ما لم يدعيه أحد وهذا مقتبس كلامك :
((انا اكثر منك ولاية لانني من نسلهم ومولود في مدينة اميرهم ((
قلت: انا ان ادعيت ذلك فأستغفر الله تعالى على هذا الكلام لانه مهما كان انا عبد من عباد الله تعالى.
ولكنك لا تقبل مني ان كنت من نسل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن المولودين في النجف ان اكون اكثر ولاية.
فكيف ترضى ان يكون من ولد في امريكا مثلا ومن ابوين يهوديين ان يكون كافرا وهو لم يصرح بالكفر ولم يعمل به بل هو وجد آبائه كذلك ولم يجد من يهديه الى الحق والصراط المستقيم.
لماذا الكيل بمكيالين يا خي.
الا ينبغي ان تشعل له شمعه يهتدي بها في الظلام ولا تكتفي بلعن الظلام الذي هو فيه.
قال: ومن ثم تتهم كلامي بأنه يؤدي إلى ذبح الشيعة فما هو السبب فهل الإطمئنان عن أخواني الشيعة في مصر وعدم اعترافي بأن قتلى من ينكر الإمام الحجة ويوالي أعداء أهل البيت ولا يوالي أهل البيت بأنهم شهداء فهل هذا سيؤدي إلى ذبح الشيعة أم كلامك هذا الذي يؤدي إلى ذبحهم لأنه عندما يقرؤون كلامك هذا سيظنون أن هذه نقطة ضعف الشيعة وهي الذبح إن نفينا بأن قتلى جماعة ابو هريرة شهداء بل سيطلبون منك أن تعلن ولاءك لعمر حتى لا يقتلوك والشيعة يمثلون اليوم 300 مليون نسمة والإمام الحجة يحتاج فقط الى 313 ليخرج والإمام الصادق كان يريد هذا العدد ليخرج والإمام علي كان يريد أربعون رجلا محلقين للرؤوس لينتفض على ابو بكر
والآن عندما أصبحنا 300 مليون أصبحت تخاف أن تقول كل من لم يوالي ليس بشهيد فأنا أرى كلما إزداد عددنا تقل عقيدتنا بدل أن نكون كما قال الله
{ يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين}
قلت: لقد قلت انت كثيرا وتلبست عليك كثير من الامور.
نحن لسنا في حرب يا اخي. الآخرين مسلمين شئت ام ابيت.
ولست انت رب العالمين حتى تضع الموازين الحق لتقوم بتمييز الناس كل على حسب ولائهم.
انا لا ارفض الكثير مما قلته ولكن لا استعمله بالطريقة التي انت تثيرها هنا.
انا اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله وان عليا واولاده المعصومين بالحق حجج الله بهم اتولى ومن اعدائهم اتبرأ الى الله.
واقول اللهم العن الاول والثاني والثالث وابا سفيان ومعاوية ويزيد والعن جميع اعداء اهل البيت من اولهم الى آخرهم والناصبين لهم الحرب ومن رضي بقتلهم.
لكنني اخالفك بالكلية التي تقولها وبالقومية التي تطرحها وتريد ان تثير النعرات الطائفية والقومية التي ما انزل الله بها من سلطان.
والله انني اقول ذلك لا خوفا ولا وهنا ولكن ليسلم اتباع محمد وآل محمد من هذه العصابة النتنة المسماة بالوهابية التي جعلت ذبح الانسان شيعيا ام سنيا حلالا.
وانما انني اترفع عن تكون هناك ذريعة لهم للمساس عن الانفس البريئة التي تزهق يوميا من دون حساب ويتذرع قتلتهم باننا نسب الصحابة ونكفرهم ونقول بتحريف القرآن ووو.
فلو كنت لا تعلم يا اخي فان عملي يقتضي ان اشاهد المذابح اليومية لاتباع محمد وآل محمد كل العالم ولم تقتصر على بلد دون آخر.
الهدف هو محمد صلى الله عليه وآله وسلم بعينه ومن استهدفنا هم اتباع معاوية وابا سفيان.
انني لا دافع عن عمر ولا عن ابي بكر ولا عن عثمان ولا عن جميع علماء السوء الحاكمين في السعودية وعلماء الحكومات المعروفين ولكن هذا ليس يعني ان نتهم الكل بالمخالفة ودخول النار.
فكيف تسمح لنفسك ان تستدل بما قلته في جوابك على ابو وعد بما ذكرته انت:
وأما سؤالك وقولك أنك لم تجد في الشيخ حسن شحاتة ما يبيض صحيفة أعماله عند ربنا.
فنجيبك بأنك لست رب العالمين لكي ننتظر أن تجد أو لا تجد فلا يهمنا ما تجده أنت فهل رأيت أحد يهمه رأي أعدائه وكيف إذا وضعوا أنفسهم ملائكة لمحاسبة البشر.
فاقول لك: هل لا يجوز له ان يحساب ويجوز لك. مع تحفظي على كلامه الغير مسؤول لكن لا عتب عليه ما دام انت اعطيته هذه الذريعة بسب الشيخ شحاته الذي لا اعلم منه الا خيرا.
واما قولك: وبالنسبة لتساؤلاتك فأجيبك بأنه لا يهمني من وقف بوجه خليفتكم اللا مبارك فالإثنين ظالمين وما يهمني من مصر فقط مقامات أهل البيت عليهم السلام وشيعة أمير المؤمنين وأما جماعة المسمون بالأخوان فلا يساوون عندي شسع نعل أقل موالي.
وقولك: وأما قول ((إن الله يمهل ولايهمل)) فهي تنطبق على حسني مبارك والقذافي والملوك الذي عرفوا كيف يقودون أمثالكم غنما في مرعى قد جف نباته وقلت بركاته..
اقول لك: ما هذه باخلاق الانبياء وائمتنا المعصومين. يا اخي انت تمزج القومية مزجا بغيضا وانت تعلم ان الدين عند الله الاسلام. ولم يكن العراق او مصر او امريكا.
ارجوا ان تراجع كلمات التي انت مسؤول عنها عند رب العزة.
وقد قلت انت: وما لفتني في كتابتك وأتمنى أن أكون مخطئا بأنك وضعت عبارة الامام لمالك وأحمد بن حنبل فلا أدري إن كنت كشيعي تعتقد بأنهم أئمة.
اقول لك: هم ليسوا بأئمتي ولكنهم ائمة من يعتقدون بهم وكذلك انا لا ابخس عليهم علمهم وان كان علمهم اصبح وبالا عليهم.
وقد قلت انت: ولاحظت بأنك زكيت ابو حنيفة ومالك وأحمد بن حنبل بقولك أن الضلالة حصلت من أتباعهم ولا أدري هل أنت جعفري طيب او لا ؟؟ الذي يكتب كتابات يساير بها الباطل على حساب الحق أو قريب لنهجه.
اقول لك: انا لم ازكي احدا بل الله يزكي من يشاء ولو ترجع لكلامي قلت ان الضلالة كانت في اتباعهم باتباعهم وان كان هم قد ضلوا من قبل واضلوا عن سواء السبيل. لكنني لم اخرجهم عن كونهم مسلمين.
انا شيعي جعفري طيب ولكني امام الناصبي كالجبل الاشم. والنواصب من ناصب العداء لاهل بيت النبي من أي ملة كان ومن أي مذهب كان.
قلت انت: على أي حال لا بد من أن تدعم كلامك وحماسك والذين جعلتهم أخوانا لك بأدلة والله هو القائل إنما المؤمنون أخوة.
والقائل (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون)
اقول: عجيب امرك هل تحتاج الاخوة دليل.
ومن طريف الامر ان الآية التي سقتها هي الآية التي اهتدى بها الشيخ حسن شحاته سلمه الله تعالى من كل سوء. حيث انه قال انني عندما كنت سجينا قرآت الآية وفكرت في نفسي من هم اكثر الناس الذين لا يحبهم اليهود حتى يكونوا هم المؤمنين بالله واليوم الآخر فوجدت انهم حزب الله في لبنان وهو حزب شيعي لذلك قررت التحول الى المذهب الشيعي. فاستدل حفظه الله ان من حاد الله ورسوله هم اليهود وهم يكرهون المؤمنين واليهود يكرهون حزب الله يعني الشيعة اكثر من غيرهم لانهم هم قادة المقاومة والرفض ولذلك سمو روافض حيث هم يرفضون الظلم والقهر والذلة.
وعليه فليس المسلمين ملحدون يا اخي لتصفهم بهذه الآية. فالمسلم من شهد الشهادتين يا مؤمن. يا موالي.
وقد قلت انت: ومن ثم من أين لك هذا الادعاء أن الإمام الحسين كان يبكي على أعداءه.
يعني كان يبكي على حرملة عندما رمى الطفل الرضيع بسهم ووو الخ.
واضفت: فهل قرأت هذه الاية جيدا التي كتبتها انا في ردي عليك
(لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون).
وهل يقبل الله بأن يبكي حججه على أعدائهم بل عندما يعذبون في النار فسيكون يوم فرح وسرور للمؤمنين فكيف جعلت حضرتك دخولهم النار ابكى الإمام الحسين
فهل الإمام الحسين أرحم من الله حتى يبكي لأن الله سيضعهم في النار وحتى النبي أمره الله بأن لا يحزن عليهم ولا يصلي عليهم ولا يقبل عليهم فهل سيقبل أن يبكي الرسول عليهم.
اقول لك: لا تقل مستهزئا ما تقول.
الكل موعدهم النار وهم فيها خامدون.
وما هم عنها بغائبين.
ولقد كان بكاء الحسين عليه السلام عليهم قبل اقدامهم على قتله حيث قال ابكي على هؤلاء انهم سيدخلون النار بقتلهم اياي.
فالله تعالى وسعت رحمته كل شيء وسعت المؤمن والكافر والشريف والدنيء والبعيد والقريب. ولم يفوض في رحمته لعباده احدا ولله الحمد. اترى ان كانت رحمة الله تعالى بيديك ماذا كنت تفعل ورب العالمين يرى الشمر لعنه الله جالسا على صدر الحسين عليه السلام ويحتز رأسه الشريف ولا يفعل له شيئا. اكان الله غير قادر على ان يشل يديه او ان يسلب من الحياة فلا يقدم على قتله للحسين عليه السلام. ارأيت الآن رحمة الله تعالى على عباده الى أي حد تصل فاعتبروا يا اولي الألباب.
وقد قلت انت: ومن ثم من قال أننا لا نتبع محاسن كلام أهل البيت وهل تعلم ما معنى محاسن كلام أهل البيت فهذا لا يعني بأن في كلامهم مساوئ فعندما يحكم الله بأن كل من يتولى ويتبرى ليس مرضي عنه من الله فهل كلام الله فيه مساوئ بل هنا يقصد بمحاسن كلامهم هو استخراج الخلاصة الحسنة التي فيها نجاتنا وفيها هدايتنا.
وبالنسبة للسيد السيستاني فنحن لم نخالفه فهو يقول يجب حقن الدماء بين المسلمين ونحن نؤيده فهل وجدت موضوعي فيه تحريض لتفجير أنفسنا أو لحمل السيوف لكي نذبح كل من يخالفنا.
اقول لك: قال الرضا عليه السلام: رحم الله عبدا حببنا الى الناس ولم يبغضنا اليهم. والله لو يروون محاسن كلامنا لكانوا به أعز وما استطاع احد ان يتعلق عليهم بشيء.
وقال الرضا عليه السلام: رحم الله عبدا احيا امرنا، يتعلم علومنا ويعلمها الناس فان الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا.
قال العلامة الشيخ جعفر كاشف الغطاء في كتابه كشف الغطاء - ج 1 - ص 265:
إنا لا نرتضي القول بصحة عبادة المخالف ولو تعقبها الايمان ولا تأثير له في الصحة ولا كشف بسببه ولكن الصلاة بهم ومعهم لها فضل عظيم وثواب جسيم فقد روى أن من صلى خلفهم في الصف الأول كان كمن صلى مع النبي صلى الله عليه وآله في الصف الأول وان من صلى معهم غفر له بعدد من خالفه وانه يحسب للمصلي معهم ما يحسب لمن صلى مع من يقتدى به وان من يحضر صلاتهم كالشاهر سيفه في سبيل الله تعالى وان رسول الله صلى الله عليه وآله أنكحهم وعلي صلى خلفهم والحسن والحسين صليا خلف مروان وان من صلى معهم خرج بحسناتهم وألقى عليهم ذنوبه وان الصلاة معهم بخمسة وعشرين صلاة وان الامامية مأمورون بالا يحملوا الناس على أكتافهم بل يعودون مرضاهم ويشيعون جنائزهم ويصلون معهم وان استطاعوا ان يكونوا أئمتهم أو المؤذنين فعلوا وان الامامية أحق بمساجدهم منهم ولا بد من نية الانفراد معهم واظهار الدخول في جماعتهم ثم يأتي بما امكنه مع اللحوق بأئمتهم من قرائة ولو كحديث النفس أو اذكار أو غيرها والأفضل ان يصلي الفريضة قبل ثم يحضر معهم ثم له ان يعكس ويجعل الصلاة معهم. انتهى كلامه.
قال الشيخ الصدوق في الهداية ص53 – 53:
التقية فريضة واجبة علينا في دولة الظالمين، فمن تركها فقد خالف دين الإمامية وفارقه.
وقال الصادق (عليه السلام) : لو قلت : إن تارك التقية كتارك الصلاة، لكنت صادقا.
والتقية في كل شئ حتى يبلغ الدم، فإذا بلغ الدم فلا تقية، وقد أطلق الله جل اسمه إظهار موالاة الكافرين في حال التقية فقال جل من قائل : (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة).
وروي عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل عن قول الله عز وجل : (إن أكرمكم عند الله أتقيكم) قال : أعملكم بالتقية.
وقال (عليه السلام) : خالطوا الناس بالبرانية، وخالفوهم بالجوانية ما دامت الإمرة صبيانية.
وقال (عليه السلام)، رحم الله امرأ حببنا إلى الناس، ولم يبغضنا إليهم.
وقال (عليه السلام) : عودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، وصلوا في مساجدهم.
وقال (عليه السلام) : من صلى معهم في الصف الأول فكأنما صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصف الأول.
وقال (عليه السلام) : الرياء مع المنافق في داره عبادة، ومع المؤمن شرك.
والتقية واجبة لا يجوز تركها إلى أن يخرج القائم (عليه السلام)، فمن تركها فقد دخل في نهي الله عز وجل ونهي رسوله والأئمة صلوات الله عليهم.
وانا اقول: طبعا هذا مع الاخذ بنظر الاعتبار وجوب الاقتصار فيه على مورد النص وقد ورد النص بالحث على المعاشرة مع العامة وعيادة مرضاهم وتشييع جنائزهم والصلاة في مساجدهم والاذان لهم فلا يجوز التعدي عن ذلك إلى ما لم يرد النص من الافعال المخالفة للحق كذم بعض رؤساء الشيعة للتحبب إليهم وكذلك المحرم والمباح والمكروه فان هذه الأحكام على خلاف عمومات التقية فيحتاج إلى الدليل الخاص.
وقال الصدوق رحمه الله في باب الايمان والاسلام من الكتاب المذكور:
الإسلام هو الإقرار بالشهادتين، وهو الذي يحقن به الدماء والأموال، ومن قال : " لا إله إلا الله محمد رسول الله " فقد حقن ماله ودمه إلا بحقيهما، وعلى الله حسابه.
والإيمان هو الإقرار باللسان، وعقد بالقلب، وعمل بالجوارح، وإنه يزيد بالأعمال، وينقص بتركها.
وكل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمن، ومثل ذلك مثل الكعبة والمسجد، فمن دخل الكعبة فقد دخل المسجد، وليس كل من دخل المسجد دخل الكعبة.
وقد فرق الله عز وجل في كتابه بين الإسلام والإيمان، فقال: (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا). وقد بين الله عز وجل أن الإيمان قول وعمل بقوله: (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون * أولئك هم المؤمنون حقا).
وأما قوله عز وجل : (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين)، فليس ذلك بخلاف ما ذكرنا، لأن المؤمن يسمى مسلما، والمسلم لا يسمى مؤمنا حتى يأتي مع إقراره بعمل.
وأما قوله عز وجل : (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) فقد سئل الصادق (عليه السلام) عن ذلك، فقال : هو الإسلام الذي فيه الإيمان.
قال الشهيد الأول في ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة - ج 4 - ص 369 - 370
ويستحب حضور جماعة أهل الخلاف استحبابا مؤكدا.
قال الصادق عليه السلام في رواية حماد بن عثمان : (من صلى معهم في الصف الأول كان كمن صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وآله في الصف الأول).
وقال عليه السلام في رواية حفص بن البختري : يحسب لمن لا يقتدي مثل من يقتدي.
وقال عليه السلام : (من صلى في مسجده، ثم أتى مسجدهم فصلى معهم خرج بحسناتهم).
وقال عليه السلام : (إذا صليت معهم غفر لك بعدد من خالفك).
وروى زيد الشحام عنه عليه السلام أنه قال : (يا زيد خالقوا الناس بأخلاقهم، وصلوا في مساجدهم، وعودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، وإن استطعتم أن تكونوا الأئمة والمؤذنين فافعلوا. أما إنكم إذا فعلتم ذلك قالوا : هؤلاء الجعفرية رحم الله جعفرا ما كان أحسن ما يؤدب أصحابه. وإذا تركتم ذلك قالوا : هؤلاء الجعفرية فعل الله بجعفر ما كان أسوء ما يؤدب أصحابه !).
وقد قلت انت: فكل هذا لأني قلت بأن من لم يوالي محمد وآل محمد فليس بشهيد.
اذن لو قلت كلام أكبر يمكن ستنعتني بالكافر فيا ليت تحرص على أخيك الشيعي من أن يُشتم كما تحرص على البكري ولو فعلتها لكنا بألف خير من زمان.
اقول: لقد قلت وقلت وكان كبيرا ما قلت، وانا من حرصي عليك افتتح الكلام معك. ولو كنت من المعاندين المخالفين فلا شغل لي معك.
هدانا الله تعالى لما فيه الخير والصلاح والاصلاح.
اقول ذلك واستغفر الله تعالى للجميع.
واعتذر عن الاستمرار بالبحث لانني لا امتلك الوقت لهذا الامر.
قل كل يعمل على شاكلته.
لكن تبقى كلمة مهمة ان لا تعمّم في حكمك فالتعميم له حسابات كبيرة عند الله تعالى واترك الامر لصاحب الامر.
اما من تعدى ونصب العداء لاهل البيت فنحن نلعنه ونكفره ونقتله. وليعلم الجميع من النواصب وغيرهم:
اقتلونا فما تزيدوننا الا ثباتا على ولاية امير المؤمنين علي وحب فاطمة واتباع المعصومين من ذريتة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وان اردتم الحوار فهناك حقائق كثيرة وانتم تعلمون بها وما جعل الله عليكم من حرج في هذا العالم الآن من الانترنيت والفضائيات. فاعتبروا يا اولي الابصار.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
تعليق