
"اشباح الموت الصغيرة".. صبية تم تجنيدهم من جديد في ديالى
في محافظة ديالى شرقي العراق، تلوك الالسنة مجددا قصص "اشباح الموت الصغيرة"، التي تزرع وتحمل الموت للاهالي عبر العبوات الناسفة واللاصقة، وهم صبية واطفال في عمر الزهور جندتهم جماعات القاعدة .
فبعد ما تمكنت اجهزة الامن العراقية من اعتقال اغلب المنخرطين في صفوف القاعدة التي تنشط في ديالى من اطفال وصبية خلال العام الماضي، الا ان هذه التنظيمات نجحت خلال الشهرين الماضيين في تجنيد بعضهم مجددا لادامة اعمال العنف.
ويقول ادهام خاطر العدناني مختار قرية زراعية بديالى لوكالة انباء (شينخوا)، إن "اشباح الموت الصغيرة" ظاهرة بدأت ترددها السنة المواطنين في الآونة الاخيرة لان اغلب من يقومون بنصب العبوات الناسفة صبية صغار يمارسون اعمالهم الاجرامية في الظلام الدامس.
واوضح العدناني "قبل نحو شهر رأيت صبيا صغيرا يقوم بنصب عبوة ناسفة قرب منزل سكني (..)فناديت عليه واطلقت اعيرة نارية تحذيرية فهرب الصبي، واتصلت مباشرة بالاجهزة الامنية لتقوم بابطال مفعول العبوة".
ويؤكد عواد حسن عيسى، وهو موظف حكومي وقف بجوار منزله، الذي تضرر جراء انفجار عبوة ناسفة، في منطقة كاطون الرازي غربي بعقوبة حديث العدناني، قائلا إن جاره رأى من قام بنصب العبوة الناسفة وهو صبي صغير لايتجاوز عمره 13 عاما.
وقال إن القاعدة عاودت تجنيد الصبية لتنفيذ "مآربها واجندتها الخبيثة".
وتلجأ القاعدة للخداع تحت شعارات "الجهاد الديني ومحاربة المحتل" في تجنيد الصبية، حسب احد هؤلاء والذي جرى اعتقاله نهاية العام الماضي في بعقوبة اثناء محاولته نصب عبوة ناسفة قرب منزل سكني.
وقال (ج- ذ) الذي يبلغ من العمر (15 عاما)، إن القاعدة خدعته كما خدعت العشرات من امثاله بشعارات الجهاد الديني ومحاربة المحتل وطرد اعوانه من ارض البلاد.
وتابع وعلامات الندم بادية على وجهه "ان الجهل وقلة الوعي دفعته الى الايمان بافكار القاعدة ليكون طوع امرها في تنفيذ كل ما رغبته به فساهم بنقل العبوات الناسفة من منطقة الى اخرى ودعم الخلايا المسلحة".
واوضح انه عرف معنى القاعدة وافعالها الشريرة في وقت متأخر.
من جانبه، عزا جهاد البكري الخبير في الشؤون الامنية، التحاق عشرات الصبية بالقاعدة وبقية التنظيمات الوهابية في السنوات الماضية الى ثلاثة عوامل رئيسية هي الفقر والجهل والمشاكل الاسرية الحادة.
وقال البكري "ان التنظيمات الارهابيية نجحت في مهمة تجنيد دماء جديدة لخلاياها عبر استثمار ازمات المجتمع في ديالى ومنها النسبة العالية للفقراء، اضافة الى وجود مناطق نائية في اطراف المدن تعاني من انخفاض مستوى التعليم فيها مما ولد اجيالا من الجهلة الذين لايعرفون القراءة والكتابة يمكن استغلالهم عبر ترويج الافكار الدينية المتطرفة".
واعرب البكري عن اعتقاده بان المشاكل الاسرية المتعددة بسبب الظروف الراهنة وتعقدها، ومنها ارتفاع حالات الطلاق والتفريق وتشتت الاسر ساهمت في ظهور صبية يعيشون حالة شبيهة الى حد كبير بالضياع ليتم استغلالهم من قبل التنظيمات الارهابية ويصبحوا اداة بايديها.
الى ذلك، قال الناطق الاعلامي باسم شرطة ديالى المقدم غالب الكرخي، إن اجمالي عدد الصبية ممن تقل اعمارهم عن 18 سنة في سجن قيادة الشرطة يزيد على 50 صبيا، اغلبهم متهم بارتكاب اعمال ارهابية ودعم الجماعات المسلحة.
واوضح الكرخي ان عوامل عدة كانت وراء انخراط الصبية في عمل الجماعات الارهابية ، منها الفقر والحاجة والعوز المادي، الى جانب اعتمادها على ترويج الفكر الديني المتطرف الذي قد يستقطب اليه عقول بعض الصبية من الجهلة.
بدوره، قال القيادي في قوات الصحوة مثنى الدليمي إن 70 بالمائة من الهجمات بالعبوات الناسفة واللاصقة في مدينة بعقوبة وضواحيها يقف وراءها صبية، وهم من قاموا بجميع الادوار بدءا من عملية نقل العبوة الى نصبها ومن ثم تفجيرها عن بعد.
ودعا الدليمي الاجهزة الامنية الى الاهتمام بظاهرة "اشباح الموت الصغيرة" وايجاد حلول جذرية لها.