الإغاثة بإدلة الاستغاثة
جميع الحقوق محفوظة الطبعة الأولى 1410 ه = 1990 م
مكتبة الإمام النووي عمان - الأردن - ص ب 925393 هاتف 672011
الأغاثة بأدلة الاستغاثة
بقلم حسن بن علي السقاف القرشي الهاشمي الحسيني الشا فعي
مكتبة الامام النووي عمان
- الإغاثة- حسن بن علي السقاف ص 1 : -
( بسم الله الرحمن الرحيم ) الحمد لله وكفى ، والصلاة على عباده الذين آصطفى ، وعلى آلهم وصحبهم ومن لهم اقتفى ، وبعد : فقد ضمني مجلس ببعض الأساتذة الفضلاء ، والإخ وان النجباء فوجه إلي أحد الأساتذة سؤالا ،
فقال : بلغنا عنك أنك تجيز الاستغاثة - أي بغير الله تعالى - فهل هذا صحيح ؟ !
فأجبت - نعم أجيزها ومستندي في ذلك أحاديث صحيحات ، مع أقوال جماعات من العلماء من السلف والخلف وأهل الحديث المرجوع إليهم في المشكلات .
فقال ذاك الأستاذ : وما دليلك في ذلك ؟ فقلت ما رواه البخاري في صحيحه مرفوعا : ( تدنو الشمس يوم القيامة من رؤوس العباد فبينا هم كذلك إذ استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد ( صلى الله عليه واله ) فيشفع ليقضي بين الخلق ) .
فأحال أحد الأساتذة الجواب إلى أحد الأساتذة المشتغلين بعلم الحديث ليجيبني على ذلك ، فقال ما ملخصه : إنه لا يوجد دليل في الكتاب ولا في السنة يفيد جواز ذلك ، ولا في أقوال من يرجع إليه بن السلف بل لم ينقل ذلك عن أحد من المعتبرين وطلب مني ذاك الأستاذ أن اعيد نص الحديث ، وأن أعيد نص حديث الأعمى ، وأن أتاكد من سند حديث آخر حسنه الحافظ ابن حجر في الفتح ، وأضاع البحث في أساس القضية منكرا أن يكون هناك دليل في الاستغاثة والتوسل البتة .
وقد قبل باقي الأساتذة الفضلاء بكلامه باعتباره متخصص في علم الحديث ، ولم أقبل ما قاله البتة ، وقد تعجبت منه لأني أعرف أنه مطلع تماما على كثير من الأحاديث الصحيحة الثابتة في الاستغاثة والتوسل ، وخصوصا أنه حاول ختم البحث بقوله :
- الإغاثة- حسن بن علي السقاف ص 2 : -
منذ أربعين سنة وأنا أبحث في هذه المسألة وقد تحققت أنه لا دليل ثم ذكر أستاذ اخر : أن نداء الأموات هو دعاء لهم ، وأن الدعاء عبادة ، لقول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ( الدعاء هو العبادة ) وجاء : ( الدعاء مخ العبادة ) وكلمة ( يا ) أداة نداء ودعاء فهي عبادة .
فاجبت الأستاذ : بأن الدعاء له عدة معان منها العبادة والحديث لا يحصر الدعاء بالعبادة باتفاق العلماء ، وقد ثبت في الصحيحين : أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال لما رأى ولده ابراهيم عليه السلام يجود بنفسه : وإنا على فراقك يا ابراهيم لمحزونون
وكان يأمر من زار المقابر أن يقول : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون . نسال الله العافية لنا ولكم .
وعن أبي مويهبة مولى رسول اللة ( صلى الله عليه وسلم ) : أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال لأهل البقيع : ( السلام عليكم يا أهل المقابر ليهنكم ما أصبحتم فيه . . . . ) الحديث رواه الإمام أحمد ( 3 / 489 ) والطبراني
قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ( 9 / 24 ) بإسنادين ورجال أحدهما ثقات .
وفي مصنف الإمام عبد الرزاق ( 3 / 576 / حديث 6724 بتحقيق المحدث الاعظمي ) بسند صحيح عن نافع قال : كان ابن عمر إذا قدم من سفر أتى قبر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أبا بكر ، السلام عليك يا أبتاه . اه .
ولم يكن هذا من النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه عبادة للمنادى مع أنه نداء باتفاق العقلاء .
وكذلك قول سيدنا أبي بكر للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) بعد موته بأبي أنت وأمي يا نبي الله ، لا يجمع الله عليك موتتين .
( الفتح 3 / 13 ) رواه البخاري وغيره . فقال الأستاذ : لكنه لم يطلب منه شئ فقلت : نحن نريد أن نثبت نقطتين :
- الإغاثة- حسن بن علي السقاف ص 3 : -
الأولى : جواز نداء الأموات وقد فعله النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه ، كما تقدم في الأحاديث والآثار مع أقوال العلماء التي قدمتها وثبت في نداء رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لأصحاب قليب بدر كما هو ثابت في الصحيحين ، فإذا ثبت أن ذلك جائز انتقلنا إلى النقطة :
الثانية : وهي : هل يجوز طلب شئ من النبي بعد وفاته أو أحد من صالحي أمته ؟ ونحن نقول بأن من اعتقد أن المدعو وهو من استغثنا به سواء كان حيا أو ميتا في الدنيا والآخرة له صفة من صفات الربوبية كفر لا محالة وهذا مقرر مشهورة في علم التوحيد .
ومن طلب من النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أن يستغفر له بعد مماته لم يعتقد أنه رب محي مميت خالق رازق حقيقة ، والنبي لا يعلم أمته ما يؤدي إلى الكفر والشرك ، وقد علم الأعمى أن يقول في دعائه : " يا محمد إني أتوجه بك إلى الله في حاجتي " . والمستغيث يقول كذلك ،
وأما قول من قال : إن ذلك ذريعة إلى الشرك والأفضل تركه .
فنقول له : ليس كذلك ، لأن النبي لا يعلم الأمة ما يؤدي للشرك ، وفي ذلك تعطيل العمل بالأحاديث الصحيحة بحجة أنها ذريعة للشرك وهو كلام خطير جدا .
والأئمة من المحدثين والفقهاء ما يزالون يذكرون في أبواب صلاة الحاجة حديث الأعمى حاثين الأمة أن تقول في ذاك الدعاء : يا رسول الله إني أتوجه بك إلى الله في حاجتي . . . . فليس في ذلك ما يتعلق في العقيدة ولا في التوحيد البتة ، إلا عند من يقول أن هناك توحيدان : توحيد ألوهية و توحيد ربوبية وأنه من وحد توحيد ربوبية ولم يوحد توحيد ألوهية فهو كافر .
وهذه مسألة اخترعها ابن تيمية ليكفر بها عباد الله تعالى وتبعه عليها محمد ابن عبد الوهاب ، ونصوص الكتاب والسنة تنقض ذلك نقضا مبرما كما أوضحت ذلك مفصلا في رسالة ( التنديد بمن عدد التوحيد ) وأجبت عن جميع الآيات التي توهم منها بعض الناس أنها تدل على ذلك كقوله سبحانه ( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله )
- الإغاثة- حسن بن علي السقاف ص 4 : -
وبينت معانيها الثابتة بنصوص القرآن من سياقاتها وأقوال الأئمة الفحول في ذلك فلتراجع .
فقد وجب الآن أن نكتب في بيان مشروعية الاستغاثة بسرد أدلتها الثابتة وأقوال السلف وأهل الحديث فيها ، ليعلم الأساتذة الثلاثة الذين اجتمعت معهم خاصة وباقي الناس عامة أدلة جواز الاستغاثة ، وهذا ما أدين الله به وأراه حقا وصوابا وتمسكا بالسنة فأن كان حقا أسأل الله تعالى أن يثبتني عليه وأن يلهم من أنكر ذلك أن يرجع إليه ، كما أسأله تعالى إن كان باطلا أن يجنبنا إياه ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ) . ( اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا أعلمه واستغفرك لما لا أعلمه به .
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة البدري ها هل مناقش ؟؟؟
لماذا الخوف ؟؟؟
كل هذا لا يكفيك ؟؟؟ عجيب أمر هروبكم فأسيادكم فعلوها قبلكم في معركة الخندق حين قال لهم رسول الله (ص) وآله من لعمر بن ودج العامري وأضمن له الجنة ولم يحرك أسيادك ساكنا ً أتدري لماذا ؟؟ لأنهم لا يريدون الجنة .
انت كل شوي ما قلت تبي سبب اخر عشان تبدا النقاش
وانا اشوف ان هذا تهرب واضح من النقاش وانت تقدر تقولي ليش تقول لنا رافضه؟؟؟؟؟؟؟؟
وهل هناك فرق عندكم بين الرافضي والشيعي؟
لان البلوشي والخميس كانوايقولون للتيجاني وابو الزهراء في المناظرات انتم لستم شيعه انتم رافضه!!!
وبسك عاد تهرب ولاتطرح موضوع منت قده انتم الرافضه شتعرفون في دينكم حتى تبون تناقشون غيركم في دينه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
سبحان الله العظيم
طلبت فرق واحد في مسألة الاعتقاد بين اهل السنة والوهابية فأفاجيء بان الشيعة يأتو لي بقول ابن عم لهم وهو السقاف !!!!
وسبحان الله العظيم ، اول مرة اسمع ان حسن السقاف من علماء اهل السنة !!!
مع ان السقاف رجل صوفي يميل الى التشيع وليس من علماء اهل السنة المعتمدين بل هو رجل عرف عنه التدليس والكذب ولوي اعناق النصوص والروايات لكي تؤيد قوله وراية وانا مستعد ان اذكر أمثلة تبين منهج هذا الرجل المبتدع .
لكي ابين لكم ذلك سوف اقتصر على رد ما جاء عنه في كتابه (الاستغاثة ) .
اولا : لم يذكر لنا السقاف ولا رواية واحدة صريحة صحيحة تفيد جواز التوسل والاستغاثة بالاموات .
ثاينا : ماذكره من روايات :
اقول ورد جواب عن السقاف حين سئل :
فقال : بلغنا عنك أنك تجيز الاستغاثة - أي بغير الله تعالى - فهل هذا صحيح ؟ !
فأجبت - نعم أجيزها ومستندي في ذلك أحاديث صحيحات
واقول الايستحي من الله تعالى حين قال : نعم يجوز الاستغاثة بغير الله تجوز!!!!!!!
ثم لننظر الى هذه الروايات التي يقول عنها انها صحيحة في جواز التوسل بغير الله تعالى .
الرواية الاولى
ما رواه البخاري في صحيحه مرفوعا : ( تدنو الشمس يوم القيامة من رؤوس العباد فبينا هم كذلك إذ استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد ( صلى الله عليه واله ) فيشفع ليقضي بين الخلق ) .
الجواب :
اول : هذه الرواية ذكرها مسلم في كتاب الايمان تحت باب ( ادنى اهل الجنة منزلة)
وعند ابن حجر في البخاري (باب وجوه يومئذ ناضرة) في كتاب التوحيد
وهذه الروايات تفسر بعضها بعضا من انها تتحدث عن طلب الشفاعة من النبي محمد عليه السلام وهو حي للمؤمنين في الاخرة وليس في الدنيا فما وجه الاستدلال في جواز التوسل او الاستغاثة بالاموات في الدنيا !!!!
هذا من تلبيسات السقاف ولوي اعناق النصوص لكي توافق هواه ورأيه .
ثم لم يقل احد من علماء السنة والجماعة ولا حتى صاحب كتاب البخاري ومسلم ولاحتى شراحه سواء كان ابن حجر او النووي ، لم نجد لهما استدلالاً وحدا من هذه الروايات تفيد جوازالاستغاثة و التوسل بالاموات ، وهذا مايؤكد كلامي من ان حسن السقاف ليس من علماء السنة حتى يؤخذ بقوله إذ انه اتي لنا بقول لم يسبقه به احد من علماء اهل السنة والجماعة المعتبرين وسبحان الله ياتي لنا السقاف بعد هذه القرون ويشرح كتاب البخاري على حسب فهمه !!!!
اما قول السقاف : وكان يأمر من زار المقابر أن يقول : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون . نسال الله العافية لنا ولكم .
وعن أبي مويهبة مولى رسول اللة ( صلى الله عليه وسلم ) : أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال لأهل البقيع : ( السلام عليكم يا أهل المقابر ليهنكم ما أصبحتم فيه . . . . ) الحديث رواه الإمام أحمد ( 3 / 489 ) والطبراني
قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ( 9 / 24 ) بإسنادين ورجال أحدهما ثقات .
وفي مصنف الإمام عبد الرزاق ( 3 / 576 / حديث 6724 بتحقيق المحدث الاعظمي ) بسند صحيح عن نافع قال : كان ابن عمر إذا قدم من سفر أتى قبر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أبا بكر ، السلام عليك يا أبتاه . اه
واقول : هل رايتم اجهل من هذا الرجل ؟؟؟
هذه روايات تتكلم عن زيارة الاموات في المقابر والسلام عليهم فمن اين اخذ من هذه الروايات جواز التوسل والاستغاثة !!!!
هل السلام على الميت هو استغاثة وتوسل !!!!
لم نسمع بهذا القول لا من الكتاب ولا من السنة ولا حتى من علماء اللغة .
اما استشهاده بهذه الرواية: وكذلك قول سيدنا أبي بكر للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) بعد موته بأبي أنت وأمي يا نبي الله ، لا يجمع الله عليك موتتين .
فاقول ليخرج لنا القاريء الكريم من هذه الرواية الاستدلال بجواز التوسل والاستغاثة بالاموات .
اما قول السقاف : جواز نداء الأموات وقد فعله النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه ، كما تقدم في الأحاديث والآثار مع أقوال العلماء التي قدمتها وثبت في نداء رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لأصحاب قليب بدر كما هو ثابت في الصحيحين
فاقول : كعادة السقاف في تمويهه على القاريء :
يقول هنا بجواز نداء الاموات !!!!
واقول ننظر الى الرواية ثم نوضح المقصود منها :
1ـ اذكر الرواية التي في مسلم التي توضح رواية البخاري :
رقم الحديث (932) :
ان رسول الله صلى اله عليه واله وسلم على القليب يوم بدر وفيه قتلى بدر من المشركين فقال لهم ماقال ((انهم ليسمعون مااقول )) وقد وهل إنما قال (( انهم ليعملون ان ماكنت اقول لهم حق)) ثم قرات (( انك لاتسمع الموتى )) (( وما انت بمسمع من في القبور )) يقول : حين تبوؤوا مقاعدهم من النار .
ومعنى كلمة وهل : هو بفتح الواو وكسر الهاء وفتحها اي غلط ونسي .
ثم على فرض سماع الموتى لنداء فاقول هناك رواية اخرى في البخارى قد اغمض عنها السقاف ولم يأتي بها لانها تخالف استشهاده بالرواية التي ساقها :
رقم الرواية (1370) : ان ابن عمر رضي الله عنهما اخبره قال : اطلع النبي صلى الله عليه واله وسلم على اهل القليب فقال : هل وجدتم ما وعد ربكم حقا، فقيل له : تدعوا امواتا . فقال : (( ماانتم بأسمع منهم ولكن لايجيبون)) .
ارايتم الان تدليس السقاف فنقول له مع فرض ان الموتى يسمعون إلا انهم لايجيبون دعوة الحي المنادي لهم او على زعم السقاف :المتوسل بهم او المستغاث بهم وما الفائدة من سماع الموتى النداء من الاحياء دون الاجابة ؟؟؟؟!!!!!
والرواية التي ذكرها السقاف في البخاري ليته رجع الى شرحها في الفتح ، ولكنه لم يرجع ولن يرجع لانه سيجد في الشرح مايخالف رأيه وانا هنا انقل لكم شرحها ليتيبن لنا تدليس السقاف :
اما حديث الاعمى الذي استشهد به السقاف ، فأليك الرد عليه وهذا كن رد قديم لي على الكوكب الدري في الميزان انقله لك الان :
الى الزميل الكوكب الدري قلت : - دعاء التوسل كما علمه النبي للاعمى لا يحتمل التأويل اذ يقول أتوجه إليك بنبيك ، اني توجهت بك
ومن رأى غير ذلك فقد استعجم عليه الحديث. وما اوردته يا اخي العزيز البدري هو مصادرة للنص وتعمية على القراء،
اقول لك : قول الاعمى في دعاءه اللهم اني اسالك واتوسل بنبيك محمد انما المراد به اتوسل اليك بدعاء نبيك اي على حذف المضاف وهذا امر معروف في اللغة كقوله تعالى ( واسال القرية التي كنا فيها والعير التي كنا فيها ) اي اهل القرية واصحاب العير ونحن والمخالفون لنا متفقون على ذلك اي على تقدير مضاف محذوف وهو مثل ما راينا في دعاء عمر وتوسله بالعباس فاما ان يكون تقدير : اني اتوجه إليك بـ ( جاه) نبيك ويا محمد اني توجهت ب (ذات) ك او (مكانت) ك الى ربي كما يزعم المخالف واما ان يكون تقدير اني اتوجه اليك بـ دعاء نبيك ويامحمد اني توجهت بـ (دعاء) ك الى ربي كما هو قولنا ولابد من ترجيح احد التقديرين من دليل يدل عليه فاما تقدير المخالف ( بجاهه) فليس له عليه دليل لا من الحديث ولا من غيره اذ ليس في سياق الكلام ولا سياقه عندهم شي من القران او من السنة او من فعل الصحابة يدل على التوسل بجاه النبي فبقي تقديرهم غير مرجح فقط من الاعتبار اما تقديرنا فيقوم عليه ادلة كثيرة ومنها الاية التي ذكرت قبل قليل.
ثم انت (ايها الكوكب الدري نقلت باقي الحديث خطأ ولاادري هل نقلته عن تعمد او خطأ وهو انك قلت :
- ( اللهم شفعه في وشفعني في نفسي )، أي تقبل شفاعته أي دعاءه في وتقبل دعائي في نفسي.
والرواية التي وردت هي : اللهم فشفعه في وشفعني فيه
وعلى هذه العبارة ينبني عليها عدة امور :
اولا :انه لوحمل حديث الضرير على ظاهره وهو التوسل بالذات لكان معطلا لقوله فيما بعد ( اللهم فشفعه في وشفعني فيه ) وهذا لايجوز كما لايخفى فوجب التوفيق بين هذه الجملة والتي قبلها وليس ذلك الا على ماحملناه ان التوسل كان بالدعاء فثبت المراد وبطل الاستدلال به على التوسل بالذات والحمدلله.
ثانيا: ان في الدعاء الذي علمه الرسول عليه السلام للأعمى ان يقول: (اللهم فشفعه في ) وهذا يستحيل حمله على التوسل بذاته او جاهه او حقه اذ ان المعنى : اللهم اقبل شفاعته في ، اي اقبل دعاءه في ان ترد علي بصري والشفاعة لغة الدعاء وهو المراد بالشفاعة الثابته له عليه السلام ولغيره من الانبياء والصاحين يوم القيامه وهذا يتبين ان الشفاعة اخص من الدعاء اذ لاتكون الا اذا كان هناك اثنان احدهما يطلبان امر فيكون احدهما شفيعا للأخر بخلاف الطالب الواحد الذي لم يشفع غيره قال في لسان العرب : ( الشفاعة كلام الشفيع للملك في حاجة يسالها لغيره والشافع الطالب لغيره يتشفع به الى المطلوب يقال تشفعت بفلان الى فلان فشفعني فيه )
فثبت بهذا الوجه ايضا ان توسل الاعمى انما كان بدعاء النبي عليه اللسم لابذاته .
ثالثا: ان مما علم النبي الاعمى ان يقول ( وشفعني فيه ) اي اقبل شفاعتي اي دعائي في ان تقبل شفاعته اي دعاءه في ان ترد علي بصري هذا الذي لايمكن ان يفهم من هذه الجملة سواه .
رابعا: نجد ان الاعمى انما طلب من الرسول صلى الله عليه واله وسلم ان يدعوا له لا ان يعلمه دعاء فاذا كان قوله عليه السلام له: وان شئت دعوت ) جوابا على طلبه تعين الدعاء له ولابد وهذا المعنى هو الذي يتفق مع اخر الحديث وهو( اللهم فشفعه في وشفعني فيه)
خامسا: لو كان قصد الاعمى التوسل بذات النبي او بجاهه او بحقه لما كان ثمة حاجة به الى ان ياتي النبي عليه السلام ويطلب منه الدعاء له بل كان يقعد في بيته ويدعو ربه بان يقول مثلا: اللهم اني اسالك بجاه نبيك ومنزلته عندك ان تشفيني وتجعلني بصيرا) ولكنه لم يفعل ؟ لماذا ؟ لانه عربي يفهم معنى التوسل في لغة العرب حق الفهم ويعرف انه ليس كلمة يقولها صاحب الحاجة يذكر فيها اسم المتوسل به بل لابد ان يشتمل على المجيء الى من يعتقد فيه الصلاح والعلم بالكتاب واسنة وطلب الدعاء له .
سادسا: ان النبي وعده بالدعاء مع نصحه له ببيان ما هو الافضل له وهو قوله: أن شئت دعوت وان شئت صبرت فهو خير لك ) وهذا الامر الثاني هو كا اشار اليه النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه عن ربه تبارك وتعالى انه قال : اذا ابتليت عبدي بحبيبتيه ــ اي عينيه ــ فصبر عوضته منهما الجنة )
سابعا: اصرار الاعمى على الدعاء وهو قوله ( فادع) فهذا يقتضي ان الرسول دعا له لانه عليه السلام خير من وفى بما وعد وقد وعده بالدعاء له ان شاء وقد ثبت المراد .
ثامنا: في هذه العبارة( اللهم فشفعه في وشفعني فيه ) نجد ان شفاعة الرسول صلى الله عليه واله وسلم في الاعمى مفهومه ولكن شفاعة الاعمى في الرسول عليه السلام كيف تكون ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!
اما قولك : ان الخصوصية لاتثبت الا بدليل
فاقول لك : باب الخصوصيا لاتدخل فيه القياسات فنم رأى ان توسل الاعمى كان بذاته لله فعليه ان يقف عنده ولا يزيد عليه .
وقلت هدانا والله واياك : اجابة الدعاء ليست من شروط صحة الدعاء،
واقول لك : تأمل كلامي جيدا فانا قلت : وقد عمي بعض الصحابه بعد النبي عليه السلام منهم ابن عباس وجابر وكان ابن عباس راغبا في الشفاء فلو كان التوسل بذات النبي مشروعا لتوسل بذاته عليه السلام ولشفي وهو اولى بان يجاب .............
فتامل فقد ذكرت اولا التوسل بذات النبي ان كنا صحيحا اي فعل التوسل وهو قبل الإجابة فلم يكن تركيزي عليها بقدر ما كان تركيزي عن عدم فعل الصحابه الذين اصابهم العمى بانهم فعلوا ما فعله الاعمى مع الرسول ، هذا هو قصدي الاول من كلامي السابق ولك اقصد الاجابة للدعاء لانه معلوم ان الاجابة بيد الله تعالى اولا واخرا وانا لم اقل ان اجابة الدعاء من شروط صحة الدعاء فتأمل .
ثم انت قلت : - الترك بمفرده لايدل على التحريم أو الكراهية، وانما يفيد أن المتروك جائز تركه فقط أما التحريم أو الكراهية، فهذا يحتاج لدليل اخر يفيد الحظر
واقول لك كيف ذلك وان الاصل في العبادات الحظر إلا ان يأتي دليل يجيز ذلك وهذا الذي فهمه صحابة رسول الله بما فيهم عمر وعلي فلم يتوسلوا بذات النبي بعد موته .
اما قولك: - لو كان الترك يدل على التحريم فان الصحابة قد تركوا التوسل المتفق على جلالته وفضله وهو التوسل باسماء الله وصفاته وهم مضطرون غاية الاضطرار لحال الشدة والقحط.
فاقول لك : البترك باسماء الله تعالى واسمائه هو الجواب ولكن لو ان انسان قال يارب اني اتوسل اليك ان ترحمني ،هل يكون ترك امر واجبا وفعل محرما لعدم توسله باسماء الله وصفاته ؟؟ بالطبع لا ثم ان توسل المؤمني بالعباس اي بدعاء العابس فان العباس من الطبيعي بان يدعوا باسماء الله وتعالى وصفاته وعلى هذا ليس هناك تعرض اذ كان يدعوا وهم يؤمنون . وانت كما قلت (وهم مضطرون غاية الاضطرار لحال الشدة والقحط ) فبالله عليك من تكون هذه حاله فكيف يعدل عن التوسل بذات النبي الى التوسل برجل اقل درجه من النبي ؟؟؟ ان هذا لايدل الا على امر واحد فهمه جميع الصحابة وهو جواز التوسل بدعاء الحي وترك التوسل بالميت حتى ولو كان النبي عليه السلام .
اما قولك : ان قول عمر وانا نتوسل اليك بعم نبينا لايخرج عن كونه توسل بالنبي صلى الله عليه وآله
فاقول اذا كانت النتيجة واحدة سواء بالنبي او العباس اذا فلماذا يتوسلون بالعباس اما كان يكفيهم ان يتوسلوا بالرسول مباشرة دون جعل واسطة وهو العباس ؟؟؟؟؟
ثم ماقلته : وقد توجه القوم بي اليك لمكاني من نبيك.
اقول لك مكانة العباس عند النبي مكانة عظيمة حيث ان العم بمنزلة الوالد ثم ان موت الرسول وهو راض عن عمه بالتالي فيه رضى الله تعالى فلذلك استسقى عمر بالعباس لهذه المكانة وهذا لا شيء فيه .
اما ماذكرته من :- رواية ابن أبي خيثمة للحديث من طريق حماد بن سلمة والقصة المروية عن عثمان بن حنيف ، فاليك رد سماحة العلامة شيخ الاسلام وامير المؤمنين في الحديث وبخاري هذا العصر سماحة العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في كتاب الوسيلة (82) حيث قال : ( فان حماد بن سلمة وان كان من رجال مسلم فهو وبلا شك دون شعبة في الحفظ ويتبين لك ذلك بمراجعة ترجمة الرجلين في كتب القوم فالاول اورده الذهبي في ( الميزان) وهو انما يورد فيه من تكلم فيه ووصفه بانه ( ثقة له اوهام) بينما لم يورد فيه شعبة مطلقا ويظهر لك الفرق بينهما بالتأمل في ترجمة الحافظ لهما فقال في ( التقريب) ( حماد بن سلمة ثقة عابد اثبت الناس في ثابت وتغير حفظه باخره) ثم قال ( شعبة بن الحجاج ثقة حافظ متقن كان الثوري يقول : امير المؤمنين في الحديث وهو اول من فتش بالعراق عن الرجال وذب عن السنة وكان عابدا) .
قلت ــ والكلام للعلامة الألباني ــ اذا تبين لك هذا عرفت ان مخالفة حماد لشعبة في هذا الحديث وزيادته عليه تلك الزيادة غير مقبولة لانها منافية لمن هو اوثق منه بل هي شاذة كما يشير اليه كلام الحافظ ابن حجر في ( نخبة الفكر) حين قال: ولعل حمادا روى هذا الحديث حين تغير حفظه فوقع في الخطأ وكأن الامام احممد اشار الى شذوذ هذه الزيادة فانه اخرج الحديث من طريق مؤمل وهو ابن اسماعيل عن حماد ــ عقب رواية شعبة المتقدمه ــ الا انه لم يسق لفظ الحديث بل احال به على لفظ حديث شعبة فقال : ( ذكر الحديث ) ويحتمل ان الزيادة لم تقع في رواية ؤمل عن حماد لذلك لمن يشر اليها الامام احمد كما هي عادة الحفاظ اذا احالوا في رواية على اخرى بينوا ما في الرواية المحالة من الزيادة على الاولى
وخلاصة القول : ان الزيادة لاتصح لشذوذها ولو صحت لم تكن دليلا على جواز التوسل بذاته عليه السلام لاحتمال ان يكون معنى قوله : (فافعل ذلك) يعني من اتيانه عليه السلام في حال حياته وطلب الدعاء منه ان يتوسل به والتوضوء والصلاة والدعاء الذي علمه رسول ان يدعو به والله اعلم .
اما الزيادة الثانية التي وردت في معجم الطبراني فاليك كذلك كلام العلامة الألباني عليها حيث قال رحمه الله تعالى : في صفحة (84) : هذه القصة تفرد بها شبيب بن سعيد كما قال الطبراني وشبيب هذا متكلم فيه وخاصة في رواية ابن وهب عنه لكن تابعه عنه اسماعيل واحمد ابنا شبيب بن سعيد هذا اما اسماعيل فلا اعرفه ولم اجد من ذكره ولقد اغفلوه حتى لم يذكروه في الرواة عن ابيه بخلاف اخيه احمد فانه صدوق واما ابوه شبيب فملخص كلامهم فيه : انه ثقة في حفظه ضعف ، الا في رواية ابنه احمد هذا عنه عن يونس خاصة فهو حجة فقال الذهبي في الميزان : صدوق يغرب ذكره ابن عدي في (كامله) فقال: ( له نسخة عن يونس بن يزيد مستقيمة ، حدث عنه ابن وهب بمناكير قال ابن المدني : كان يختلف في تجارة الى مصر وكتابه صحيح قد كتبته عن ابن احمد قال ابن عدي : كان شبيب لعله يغلط ويهم اذا حدث من حفظه وارجوا انه لايتعمد
فاذا حدث عنه ابنه احمد باحاديث يونس فكأنه يونس آخر ، يعني يجود)) انتهى كلامه .
فهذا الكلام يفيد ان شبيبا هذا لابأس بحديثه بشرطين اثنين :
الاول ان يكون من رواية ابنه احمد عنه والثاني ان يكون من رواية شبيب عن يونس والسبب في ذلك انه اكن عنده كتب يونس بن يزيد كما قال ابن ابي حاتم في (الجرح والتعديل ) عن ابيه (2/1/359) فهو اذا حدث من كتبه هذه اجاد واذا حدث من حفظه وهم كما قال ابن عدي ، وعلى هذا فقول الحافظ في ترجمته من (التقريب) : ( لابأس بحديثه من روايةابنه احمد عنه لامن رواية ابن وهب ) فيه نظر لأنه اوهم انه لابأس بحديثه من رواية احمد عنه مطلقا وليس كذلك بل هذا مقيد بأن يكون من روايته هو عن يونس لما سبق ويؤيده ان الحافظ نفسه اشار لهذا القيد فإنه اورد شبيبا هذا في ( من طعن فيه من رجال البخاري ) من ( مقدمة فتح الباري 133 ثم دفع الطعن عنه ــ بعد ان ذكر من وثقه وقول ابن عدي فيه ــ بقوله : قلت : اخرج البخاري من رواية ابنه عنه عن يونس احاديث ولم يخرج عن غير يونس ولا من رواية ابن وهب عنه شيئا). فقد اشار رحمه الله بهذا الكلام الى ان الطعن قائم في شبيب إذا كانت روايته عن غير يونس ولو من رواية ابنه احمد عنه وهذا هو الصواب كما بينته آنفا وعليه يجب ان يحمل كلامه في ( التقريب) توفيقا بين كلاميه ورفعا للتعارض بينهما .
إذا تبين هذا يظهر لك ضعف هذه القصة وعدم صلاحية الاحتجاج بها ثم ظهر لي ـــ والكلام مازال للعلامة الألباني ــ فيها علة اخرى وهي الاختلاف على احمد فيها ، فقد اخرج الحديث ابن السني في ( عمل اليوم والليلة 202) والحاكم (1/526) من ثلاثة طرق عن احمد بن شبيب بدون القصة ، وكذلك رواه عون بن عمارة البصري ثنا روح بن القاسم به ، اخرجه الحاكم ، وعون هذا وان كان ضعيفا فروايته اولى من رواية شبيب لموافقتها لرواية شعبة وحماد عن ابي جعفر الخطمي .
وخلاصة القول ان القصة ضعيفة منكرة لأمور ثلاثة :
1ــ ضعف حفظ المتفرد بها.
2ــ الاختلاف عليه فيها.
3ــ مخالفته للثقات الذين لم يذكروها في الحديث .
وأمر واحد من هذه الامور كاف لإسقاط هذه القصة ، فكيف بها مجتمعة ؟؟؟!!!!!!!
تعليق