بسم الله الرحمن الرحيم
كانت ولا زالت المرجعية الدينية وبرغم كل التحديات التي مرت بها على مدى قرون جبلا شامخا لا يتزلزل او يدك ، بمخططات المتجبرين مهما كانت قوة القوى التي تواجهها ونوع الافكار والمخططات التي تحاك ضدها، ولعل من اهم الاسباب في ذلك الصمود ان المرجعية الدينية تمثل سلطة روحية ومعنوية لا تتوقف على مكان او على شخص حتى تقع فريسة للاعتقال او الاغتيال السياسي او العسكري وان الجموع المليونية التي تلتف حولها لا تلتف بحسابات وبيانات يسهل تعقبها وحتى وان تسهل تعقبها ومحاسبتها وملاحقتها فليس من السهل الغاء هذا الاعتقاد والارتباط بين تلك الملايين وبين مقام المرجعية فهي تستقي وجودها من اللطف الالهي الصادر من السماء والحاجة الى وجود واسطة للارتباط ،ومن ناحية اخرى لو فرضنا تمكن الاعداء والمستعمرين والمنافقين من محاربة ومزاحمة وخنق الوجود المبارك لمرجع من مراجع الدين فهذا لايعني الغاء الاعتقاد من نفوس الناس لانهم على يقين ان هذا المقام محفوظ ولابد له من قائم متول لشؤنه بغض النظر عن الكيفية والالية ولهذا ففي العقود الاخيرة ولاكثر من نصف قرن من الزمن لجات القوات الكافرة الى عدة محاولات لايقاف المد الديني وتاثير المرجعية الدينية وذلك من خلال عدة محاور يتعاون بعضها مع بعض لتشكل حاجز ا اوسد يمنع من تسرب نفوذ وتاثير المرجعية على الواقع وعلى الارضية التي يراد انشاء مشاريع القرار عليها ،ومهما يكن من حال فاننا نجد ان حضورها لا زال متواصلا بالرغم من التحديات والتخطيطات البعيدة الامد والقصيرة الامد وقبل ان ندخل في مضامين بعض النقاط انبه القاريء العزيز الى عدة نقاط مهمة هي
الاولــــى: انني هنا اتحدث عن تحديات المرجعية كعنوان لا كاشخاص معينين ، نعم يحتاج القاريءالى ان يضع يده على المصاديق لانني ساترك له ذلك الا في بعض الضروريات او المبهمات ،
الثانية : لا يقتصر المستفيدون على الانظمة الاستعمارية الغربية فقط بل هناك قوى اخرى لعلها اقرب الى المرجعية من غيرها تستفيد من ذلك فعلينا التنبه اننا حينما نذكر احدهم فاننا نريد كل القوى المتصورة
الثالثة :ان البرنامج الذي نتحدث عنه لا يقتصر على فترة زمنية معينة بل زال يتحرك وينمو وباشكال وصور مختلفة وانما اعطيت امثلة متقدمة حتى نقارن الظروف والشخصيات والمنهج فعلينا الانتباه لذلك .
اما الاساليب التي استخدمتها القوى المعادية والمستفيدة من تخلل الارتباط بين المرجعية وبين القواعد الجماهيرية .
الاسلوب الاول :تصفية المرجعيات الرسالية الواعية
واقصد بالمرجعية الواعية المرجعية التي تاخذ على عاتقها الدفاع عن الشريعة كعلم ومنهاج واضح وعن اتباع تلك الشريعة على اعتبار انهم رعايا وان المرجع هو وليهم في كل شيء يرجعون اليه في شتى الحوادث ،بل يتحمل مسؤلية الامة ككل سواء ارجع تاليه امورها عرفانا له بحقه ام جهلته او جهلة حقه ومنزلته فالواحد من هؤلاء يبذل وجوده وكيانه وفكره ودمه للجميع بلا استثناء ، فلا ينتظر منهم السؤال حتى يجيبوه ولا ينتظر المشكلة ان تقع فيقول لهم لو كان كذلك لكان افضل وانما يضع الحلول الناجعة لمشاكل واقعة ومشاكل يخطط لايجادها ومشاكل محتملة وواردة يراد لها ان تحدق بالمسلمين فتنشر بينهم القتل والبغضاء والتكفير .بل انه يرسم البرامج التي تقي الامة على اختلاف مكوناتها الفكرية والدينية والمذهبية واتخاذ الخطوات الصحيحة لتجنب أي مخاطر من اعداء الداخل والخارج ويعتمد هذا البرنامج او التخطيطات الوقائية على القاعدة الجماهيرية وعلى مستوى الوعي لتلك القاعدة ومدى استعدادها لتفادي تلك المخاطر والاجواء ، أي انها مرجعية تعي مايدور حولها من برامج وخطط ويعي اين تكمن الحلول واين هي مواطن الخطر ...
وهذا الذي تترصد له الاشكال الاستعمارية الخبيثة دائمة وتسعى جاهدة الى تصفيته اذا وجدت ان خطره اصبح يساوي 100% لانها تحاول ان تستفيد من وجوده قدر الامكان ، فحينما كان الشهيد الصدر الاول رحمه الله قد اخذ على عاتقه تحمل المسؤلية في توعية الجماهير الداخلية سياسيا واجتماعيا وعقائديا وديمية وبناء الدرع الواقي الذي يمكن الامة من خوض غمار المرحلة حاملا راية الهجوم لا راية الدفاع مقابل الاطروحات والفلسفات الموجودة ، كان في وجوده خطر على الصهيونية والامبريالية العالمية لا ريب في ذلك ،الا انه كانت هناك فائدة من وجوده وهي القضاء على ند كبير وهو المعسكر الشرقي والذي اخذ يجتاح مساحة كبيرة من العالم بسرعة اكبر ،وتصوروا انه رحمه الله لم يكن ليدرك ذلك الا انه وبمرور الوقت قام عمليا بخطوات واثقة قوية وسريعة منع الغرب وعملائهم من الاستفادة من انتصار الاسلام على المعسكر الشرقي لعل من ابرزها افتاؤه بحرمة الانتماء الى حزب البعث الذي كان يمثل الذراع الامينة لتنفيذ مخططات الغرب في تلك الفترة ، لهذا صار واضحا ان وجود محمد باقر الصدر خطر لايمكن احتماله ولا يمكن الانتفاع منه فاعطي الضوء الاخضر لطاغية عصره صدام بتصفيته وتصفية المخلصين لطريقه ولمنهجه ،ولهذ ا كان قتله شيئا ضروريا
وكذلك الامر مع الشهيد الصدر الثاني فقد كان لوجوده مغازي وفوائد ارادها الغرب فسمح للشهيد الصدر الثاني من مزاولة بعض النشاطات والتي على قلتها كانت نشاطات هادمة للوجود الغربي بل تحولت شيئا فشيئا الى نشاطات كبرى فلم تكن القوات الامبريالية تحسب حسابا لصلاة الجمعة ومدى تأثيرها في العراق ولم تكن تدرك حجم الوعي الذي سببه فتح البراني بشكل يومي يستوعب الالاف من الجماهير التي تريد الارتباط بذلك المرجع وفتح المنابر في كل مناطق العراق على وجودهم وعلى مخططاتهم وبدلا من ان تكون هناك نتائج ايجابية ولو قليلة للمخططات الغربية فقد سحق الشهيد الصدر رحمه الله تلك المخططات واحالها الى كومة تراب يعبث بها صبيان العراق من السنة والشيعة بعد ان عرفهم المآرب والخطط وفضح عملائهم والمرتبطين بهم فكان قتله هو الاخر قضية ضرورية لابد منها ...
حتى اصبحت هذه النقطة نقطة افتراق بين المرجعيات الواعية الحاملة لهموم امتها من المرجعية التي تحاول ان تحتمي بأمتها وشتان الفرق بين الاثنين مما دفع البعض من الكتاب الى الاشارة باصابع الاتهام الى تلك الجهات التي تلقبت بعناوين المرجعية الدينية واخذ يبحث عن خصائص وجودها ....!!!
ويتهمها انها كانت تحمل قسما من الاثم والمظلومية التي حالت بمراجعنا الشهداء الذين كانوا بامس الحاجة الى الدعم والتأييد من المراجع الاخرين
كانت ولا زالت المرجعية الدينية وبرغم كل التحديات التي مرت بها على مدى قرون جبلا شامخا لا يتزلزل او يدك ، بمخططات المتجبرين مهما كانت قوة القوى التي تواجهها ونوع الافكار والمخططات التي تحاك ضدها، ولعل من اهم الاسباب في ذلك الصمود ان المرجعية الدينية تمثل سلطة روحية ومعنوية لا تتوقف على مكان او على شخص حتى تقع فريسة للاعتقال او الاغتيال السياسي او العسكري وان الجموع المليونية التي تلتف حولها لا تلتف بحسابات وبيانات يسهل تعقبها وحتى وان تسهل تعقبها ومحاسبتها وملاحقتها فليس من السهل الغاء هذا الاعتقاد والارتباط بين تلك الملايين وبين مقام المرجعية فهي تستقي وجودها من اللطف الالهي الصادر من السماء والحاجة الى وجود واسطة للارتباط ،ومن ناحية اخرى لو فرضنا تمكن الاعداء والمستعمرين والمنافقين من محاربة ومزاحمة وخنق الوجود المبارك لمرجع من مراجع الدين فهذا لايعني الغاء الاعتقاد من نفوس الناس لانهم على يقين ان هذا المقام محفوظ ولابد له من قائم متول لشؤنه بغض النظر عن الكيفية والالية ولهذا ففي العقود الاخيرة ولاكثر من نصف قرن من الزمن لجات القوات الكافرة الى عدة محاولات لايقاف المد الديني وتاثير المرجعية الدينية وذلك من خلال عدة محاور يتعاون بعضها مع بعض لتشكل حاجز ا اوسد يمنع من تسرب نفوذ وتاثير المرجعية على الواقع وعلى الارضية التي يراد انشاء مشاريع القرار عليها ،ومهما يكن من حال فاننا نجد ان حضورها لا زال متواصلا بالرغم من التحديات والتخطيطات البعيدة الامد والقصيرة الامد وقبل ان ندخل في مضامين بعض النقاط انبه القاريء العزيز الى عدة نقاط مهمة هي
الاولــــى: انني هنا اتحدث عن تحديات المرجعية كعنوان لا كاشخاص معينين ، نعم يحتاج القاريءالى ان يضع يده على المصاديق لانني ساترك له ذلك الا في بعض الضروريات او المبهمات ،
الثانية : لا يقتصر المستفيدون على الانظمة الاستعمارية الغربية فقط بل هناك قوى اخرى لعلها اقرب الى المرجعية من غيرها تستفيد من ذلك فعلينا التنبه اننا حينما نذكر احدهم فاننا نريد كل القوى المتصورة
الثالثة :ان البرنامج الذي نتحدث عنه لا يقتصر على فترة زمنية معينة بل زال يتحرك وينمو وباشكال وصور مختلفة وانما اعطيت امثلة متقدمة حتى نقارن الظروف والشخصيات والمنهج فعلينا الانتباه لذلك .
اما الاساليب التي استخدمتها القوى المعادية والمستفيدة من تخلل الارتباط بين المرجعية وبين القواعد الجماهيرية .
الاسلوب الاول :تصفية المرجعيات الرسالية الواعية
واقصد بالمرجعية الواعية المرجعية التي تاخذ على عاتقها الدفاع عن الشريعة كعلم ومنهاج واضح وعن اتباع تلك الشريعة على اعتبار انهم رعايا وان المرجع هو وليهم في كل شيء يرجعون اليه في شتى الحوادث ،بل يتحمل مسؤلية الامة ككل سواء ارجع تاليه امورها عرفانا له بحقه ام جهلته او جهلة حقه ومنزلته فالواحد من هؤلاء يبذل وجوده وكيانه وفكره ودمه للجميع بلا استثناء ، فلا ينتظر منهم السؤال حتى يجيبوه ولا ينتظر المشكلة ان تقع فيقول لهم لو كان كذلك لكان افضل وانما يضع الحلول الناجعة لمشاكل واقعة ومشاكل يخطط لايجادها ومشاكل محتملة وواردة يراد لها ان تحدق بالمسلمين فتنشر بينهم القتل والبغضاء والتكفير .بل انه يرسم البرامج التي تقي الامة على اختلاف مكوناتها الفكرية والدينية والمذهبية واتخاذ الخطوات الصحيحة لتجنب أي مخاطر من اعداء الداخل والخارج ويعتمد هذا البرنامج او التخطيطات الوقائية على القاعدة الجماهيرية وعلى مستوى الوعي لتلك القاعدة ومدى استعدادها لتفادي تلك المخاطر والاجواء ، أي انها مرجعية تعي مايدور حولها من برامج وخطط ويعي اين تكمن الحلول واين هي مواطن الخطر ...
وهذا الذي تترصد له الاشكال الاستعمارية الخبيثة دائمة وتسعى جاهدة الى تصفيته اذا وجدت ان خطره اصبح يساوي 100% لانها تحاول ان تستفيد من وجوده قدر الامكان ، فحينما كان الشهيد الصدر الاول رحمه الله قد اخذ على عاتقه تحمل المسؤلية في توعية الجماهير الداخلية سياسيا واجتماعيا وعقائديا وديمية وبناء الدرع الواقي الذي يمكن الامة من خوض غمار المرحلة حاملا راية الهجوم لا راية الدفاع مقابل الاطروحات والفلسفات الموجودة ، كان في وجوده خطر على الصهيونية والامبريالية العالمية لا ريب في ذلك ،الا انه كانت هناك فائدة من وجوده وهي القضاء على ند كبير وهو المعسكر الشرقي والذي اخذ يجتاح مساحة كبيرة من العالم بسرعة اكبر ،وتصوروا انه رحمه الله لم يكن ليدرك ذلك الا انه وبمرور الوقت قام عمليا بخطوات واثقة قوية وسريعة منع الغرب وعملائهم من الاستفادة من انتصار الاسلام على المعسكر الشرقي لعل من ابرزها افتاؤه بحرمة الانتماء الى حزب البعث الذي كان يمثل الذراع الامينة لتنفيذ مخططات الغرب في تلك الفترة ، لهذا صار واضحا ان وجود محمد باقر الصدر خطر لايمكن احتماله ولا يمكن الانتفاع منه فاعطي الضوء الاخضر لطاغية عصره صدام بتصفيته وتصفية المخلصين لطريقه ولمنهجه ،ولهذ ا كان قتله شيئا ضروريا
وكذلك الامر مع الشهيد الصدر الثاني فقد كان لوجوده مغازي وفوائد ارادها الغرب فسمح للشهيد الصدر الثاني من مزاولة بعض النشاطات والتي على قلتها كانت نشاطات هادمة للوجود الغربي بل تحولت شيئا فشيئا الى نشاطات كبرى فلم تكن القوات الامبريالية تحسب حسابا لصلاة الجمعة ومدى تأثيرها في العراق ولم تكن تدرك حجم الوعي الذي سببه فتح البراني بشكل يومي يستوعب الالاف من الجماهير التي تريد الارتباط بذلك المرجع وفتح المنابر في كل مناطق العراق على وجودهم وعلى مخططاتهم وبدلا من ان تكون هناك نتائج ايجابية ولو قليلة للمخططات الغربية فقد سحق الشهيد الصدر رحمه الله تلك المخططات واحالها الى كومة تراب يعبث بها صبيان العراق من السنة والشيعة بعد ان عرفهم المآرب والخطط وفضح عملائهم والمرتبطين بهم فكان قتله هو الاخر قضية ضرورية لابد منها ...
حتى اصبحت هذه النقطة نقطة افتراق بين المرجعيات الواعية الحاملة لهموم امتها من المرجعية التي تحاول ان تحتمي بأمتها وشتان الفرق بين الاثنين مما دفع البعض من الكتاب الى الاشارة باصابع الاتهام الى تلك الجهات التي تلقبت بعناوين المرجعية الدينية واخذ يبحث عن خصائص وجودها ....!!!
ويتهمها انها كانت تحمل قسما من الاثم والمظلومية التي حالت بمراجعنا الشهداء الذين كانوا بامس الحاجة الى الدعم والتأييد من المراجع الاخرين
تعليق