بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة للمرجع الكبير آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني دام ظله بعد الانتهاء من إلقاء بحث الخارج في المسجد الأعظم في قم المقدسة عصر اليوم
على المؤمنين أن يتلطف بعضهم ببعض ويرحم بعضهم بعضا ، إن ما يحدث اليوم على المسلمين الأعم من الشيعة والسنة هجمة شرسة على مسلمين لا محامي لهم، إنها لمصيبة يصعب التحدث عنهم والتكلم فيها ، إنها لمصيبة كبيرة وعظيمة.
إن المسلمين يقتلون اليوم في البحرين على أيدي اليهود والنصارى.
لا يقال إن الجيوش التي أتت لقتل الأبرياء في البحرين جيوش من دول إسلامية ، وليست من اليهود والنصارى.
ونقول في بيان ذلك:
أولاً: نسأل أي من هذه الدول التي أرسلت جيشاً للبحرين ليست لها علاقة صداقة مع الدول الغربية؟. إن ذلك ثابت بالوجدان، هذه هي الصغرى.
وأما الكبرى في المسألة : ما ورد في القرآن {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (51) سورة المائدة
قام المسلمون للمطالبة بحقهم في ليبيا والبحرين فاجتمعت عليهم القوى والجيوش لإبادتهم ، وما يحير العقل أن من يتحدث عن حقوق البشر خائن لحقوق البشر، وسوف نثبت ذلك في فرصة أخرى إنشاء الله تعالى.
قد قال ذلك الرجيل في أمريكا إن هذا ليس بغزو فإن هذا قانوني لوجود معاهدة بين هذه الدول في مساندة الدولة الأخرى.
هل هناك قانون دولي في المعاهدات الدولية أن تساعد دولة أخرى على شعبها، وعلى أبناءها إذا طالب الشعب بحقوقه.
إن حقيقة ما حصل هو أن هناك معاهدة بين العوائل الحاكمة لهذه الدول، وليست المعاهدة لحفظ الدولة نفسها من الجيوش التي تغزوها من دول أخرى.
إن الحكام قد صرفوا كل وقتهم في سرقة مدرخات المسلمين والدول الإسلامية، ويتعاهدون فيما بينهم في حفظ أنفسهم وعوائلهم، فمتى كانت إحدى العوائل الحاكمة في خطر، فعلى البقية مساعدتها ولو في إبادة الشعب.
إن وظيفة كل مسلم ثقيلة اليوم، على الجميع أن يحس بعظم المصيبة والتألم لأجل المسلمين في البحرين.
ونقول: إن ختم الكلام ما ورد عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله: المؤمنون في تعاطفهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو واحد تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
يتم قتل المؤمنين في البحرين بأيد جناة، والمؤمنون في راحة؟!
إن البحرين هو ذلك البلد الطيب الذي تخرج منه عدة من العلماء مثل السيد البحراني، ومثل صاحب الحدائق الذي كتب دورته الفقهية من الطهارة إلى الديات في تلك الظروف الصعبة والشديدة. وأهل البحرين اليوم هم ورثة ذلك التراث.
إن وظيفة كل مسلم في كل مكان أن يساعد أهل البحرين، وإن ما نستطيع القيام به اليوم هو التوسل إلى الله تبارك وتعالى بزيارة عاشوراء، وصلاة الإستغاثة للصديقة الكبرى في رفع هذا الظلم عن هذا الشعب الأعزل.
تعليق