عن الامام الصادق عليه السلام :
خرجنا أنا وأبي إلى باب هشام وإذا ميدان ببابه
وفي آخر الميدان أناس قعود عدد كثير
قال أبي عليه السلام : من هؤلاء ؟ فقال الحجاب: هؤلاء القسيسون والرهبان
وهذا عالم لهم يقعد إليهم في كل سنة يوماً واحداً يستفتونه فيُفتيهم
فلفّ أبي عليه السلام عند ذلك رأسه بفاضل ردائه وفعلتُ أنا مثل فعل أبي
فأقبل نحوهم حتى قعد نحوهم وقعدت وراء أبي
ورفع ذلك الخبر إلى هشام فأمر بعض غلمانه أن يحضر الموضع
فينظر ما يصنع ابي فأقبل وأقبل عدد من المسلمين عليه فجاؤوا به إلى صدر المجلس
فقعد فيه وأحاط به أصحابه وأبي وأنا بينهم فأدار نظره
*****
ثم قال عالم النصارى لأبي : أمِنّا أم من هذه الأمة المرحومة؟
فقال أبي : من هذه الأمة المرحومة.
فقال : من أيهم أنت من علمائها أم من جهّالها؟
فقال له أبي: لستُ من جهّالها. فاضطرب اضطراباً شديداً
ثم قال: أسألك. فقال له أبي : سَلْ
*****
فقال : من أين دعيتم أن أهل الجنة يطعمون ويشربون ولا يُحدِثون ولا يبولون ؟
وما الدليل فيما تدعونه من شاهدٍ لا يجهل؟
فقال له أبي: دليل ما ندعي من شاهدٍ لا يجهل ، الجنين في بطن أمه يطعم ولا يُحدِث
قال: فاضطرب النصراني اضطرابا شديدا ، ثم قال: هلاّ زعمت أنك لست من علمائه؟
فقال له ابي: ولا من جهّالها . وأصحاب هشام يسمعون ذلك
فقال لأبي : أسألك من مسألة أخرى. فقال له أبي: سَلْ.
*****
وظل يسأله حتى صاح النصراني صيحة ثم قال: بقيت مسألة واحدة
والله لأسألك عن مسألة لا تهدي إلى الجواب عنها أبداً
فقال له أبي: سَل فإنك حانث في يمينك.
فقال: أخبرني عن مولودين وُلِدا في يوم واحد وماتا في يوم واحد
عمر أحدهما خمسون سنة وعمر الآخر مائة وخمسون سنة في دار الدنيا
فقال له أبي: ذلك عزير وعزيرة وُلِدا في يوم واحد فلما بلغا مبلغ الرجال خمسة وعشرين عاماً
مرّ عزير على حماره راكباً على قرية بأنطاكية
((أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا))
وقد كان اصطفاه وهداه، فلما قال ذلك القول : غضب الله عليه
فأماته مائة عام سخْطاً عليه بما قال ،
ثم بعثه على حماره بعينه وطعامه وشرابه
وعاد إلى داره وعزيرة أخوه لا يعرفه ، فاستضافه وأضافه
وبعث إليه ولد عزيرة وولد ولده وقد شاخوا
وعُزير شاب في سن خمس وعشرين سنة
فلم يزل عزير يذكر أخاه وولده وقد شاخوا وهم يذكرون ما يذكرهم
ويقولون : ما أعلمك بأمر قد مضت عليه السنون والشهور؟
ويقول له عزيرة وهو شيخ كبير ابن مائة وخمس وعشرين سنة :
ما رأيت أيام شبابي منك فمن أهل السماء أنت أم من أهل الأرض؟
فقال له : يا عزيرة ، أنا عزير سخط الله عليّ بقول قلته بعد أن اصطفاني وهداني،
فأماتني مائة سنة ثم بعثني لتزدادوا بذلك يقيناً
إن الله على كل شيء قدير وها هو هذا حماري وطعامي وشرابي
الذي خرجت به من عندكم أعاده الله تعالى كما كان
فعندها أيقنوا فأعاشه الله بينهم خمساً وعشرين سنة
ثم قبضه الله وأخاه في يوم واحد
*****
فنهض عالم النصارى عند ذلك قائما وقاموا النصارى على أرجلهم
فقال لهم عالمهم: جئتموني بأعلم مني وأقعدتموه معكم حتى هتكني وفضحني
وأعلم المسلمين بأن لهم من أحاط بعلومنا وعنده ما ليس عندنا
لا والله ولا كلمتكم من رأسي كلمة واحدة ولا قعدت لكم إن عشت سنة
فتفرقوا وأبي قاعد مكانه وأنا معه ورفع ذلك الخبر إلى هشام
فلما تفرق الناس نهض أبي وانصرف إلى المنزل الذي كنا فيه
فوافانا رسول هشام بالجائزة وأمرنا أن ننصرف إلى المدسنة من ساعتنا
ولا نجلس لأن الناس ماجوا وخاضوا فيما دار بين أبي وبين عالم النصارى
فركبنا دوابّنا منصرفين...
خرجنا أنا وأبي إلى باب هشام وإذا ميدان ببابه
وفي آخر الميدان أناس قعود عدد كثير
قال أبي عليه السلام : من هؤلاء ؟ فقال الحجاب: هؤلاء القسيسون والرهبان
وهذا عالم لهم يقعد إليهم في كل سنة يوماً واحداً يستفتونه فيُفتيهم
فلفّ أبي عليه السلام عند ذلك رأسه بفاضل ردائه وفعلتُ أنا مثل فعل أبي
فأقبل نحوهم حتى قعد نحوهم وقعدت وراء أبي
ورفع ذلك الخبر إلى هشام فأمر بعض غلمانه أن يحضر الموضع
فينظر ما يصنع ابي فأقبل وأقبل عدد من المسلمين عليه فجاؤوا به إلى صدر المجلس
فقعد فيه وأحاط به أصحابه وأبي وأنا بينهم فأدار نظره
*****
ثم قال عالم النصارى لأبي : أمِنّا أم من هذه الأمة المرحومة؟
فقال أبي : من هذه الأمة المرحومة.
فقال : من أيهم أنت من علمائها أم من جهّالها؟
فقال له أبي: لستُ من جهّالها. فاضطرب اضطراباً شديداً
ثم قال: أسألك. فقال له أبي : سَلْ
*****
فقال : من أين دعيتم أن أهل الجنة يطعمون ويشربون ولا يُحدِثون ولا يبولون ؟
وما الدليل فيما تدعونه من شاهدٍ لا يجهل؟
فقال له أبي: دليل ما ندعي من شاهدٍ لا يجهل ، الجنين في بطن أمه يطعم ولا يُحدِث
قال: فاضطرب النصراني اضطرابا شديدا ، ثم قال: هلاّ زعمت أنك لست من علمائه؟
فقال له ابي: ولا من جهّالها . وأصحاب هشام يسمعون ذلك
فقال لأبي : أسألك من مسألة أخرى. فقال له أبي: سَلْ.
*****
وظل يسأله حتى صاح النصراني صيحة ثم قال: بقيت مسألة واحدة
والله لأسألك عن مسألة لا تهدي إلى الجواب عنها أبداً
فقال له أبي: سَل فإنك حانث في يمينك.
فقال: أخبرني عن مولودين وُلِدا في يوم واحد وماتا في يوم واحد
عمر أحدهما خمسون سنة وعمر الآخر مائة وخمسون سنة في دار الدنيا
فقال له أبي: ذلك عزير وعزيرة وُلِدا في يوم واحد فلما بلغا مبلغ الرجال خمسة وعشرين عاماً
مرّ عزير على حماره راكباً على قرية بأنطاكية
((أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا))
وقد كان اصطفاه وهداه، فلما قال ذلك القول : غضب الله عليه
فأماته مائة عام سخْطاً عليه بما قال ،
ثم بعثه على حماره بعينه وطعامه وشرابه
وعاد إلى داره وعزيرة أخوه لا يعرفه ، فاستضافه وأضافه
وبعث إليه ولد عزيرة وولد ولده وقد شاخوا
وعُزير شاب في سن خمس وعشرين سنة
فلم يزل عزير يذكر أخاه وولده وقد شاخوا وهم يذكرون ما يذكرهم
ويقولون : ما أعلمك بأمر قد مضت عليه السنون والشهور؟
ويقول له عزيرة وهو شيخ كبير ابن مائة وخمس وعشرين سنة :
ما رأيت أيام شبابي منك فمن أهل السماء أنت أم من أهل الأرض؟
فقال له : يا عزيرة ، أنا عزير سخط الله عليّ بقول قلته بعد أن اصطفاني وهداني،
فأماتني مائة سنة ثم بعثني لتزدادوا بذلك يقيناً
إن الله على كل شيء قدير وها هو هذا حماري وطعامي وشرابي
الذي خرجت به من عندكم أعاده الله تعالى كما كان
فعندها أيقنوا فأعاشه الله بينهم خمساً وعشرين سنة
ثم قبضه الله وأخاه في يوم واحد
*****
فنهض عالم النصارى عند ذلك قائما وقاموا النصارى على أرجلهم
فقال لهم عالمهم: جئتموني بأعلم مني وأقعدتموه معكم حتى هتكني وفضحني
وأعلم المسلمين بأن لهم من أحاط بعلومنا وعنده ما ليس عندنا
لا والله ولا كلمتكم من رأسي كلمة واحدة ولا قعدت لكم إن عشت سنة
فتفرقوا وأبي قاعد مكانه وأنا معه ورفع ذلك الخبر إلى هشام
فلما تفرق الناس نهض أبي وانصرف إلى المنزل الذي كنا فيه
فوافانا رسول هشام بالجائزة وأمرنا أن ننصرف إلى المدسنة من ساعتنا
ولا نجلس لأن الناس ماجوا وخاضوا فيما دار بين أبي وبين عالم النصارى
فركبنا دوابّنا منصرفين...
تعليق