هامش من الديموقراطية في البحرين

بقلم: روبن لاستيج
بي بي سي نيوز-البحرين

هذه الدولة الخليجية الصغيرة تدعي أنه أكثر ديموقراطية من جيرانها
وهي ليست الأصغر والأقل ثراء بين دول الخليج الأخرى فحسب بل تقول أيضا انها الأكثر ديموقراطية.
حكم آل خليفة البلاد منذ نهايات القرن الثامن عشر، فمنهم يتم اختيار الملك وولي العهد.
ومن هذه العائلة يأتي رئيس الوزراء ونائبه ووزير الخارجية ووزراء الدفاع والنفط والمالية.
وفي الحقيقة فهذا شكل غريب من أشكال الديموقراطية، حيث نصف أعضاء الحكومة أعضاء في نفس العائلة أيضا.
المسؤولية أمام البرلمان
الأمر ليس بهذه السهولة، فقد أخبرني أحد الوزراء، وهو ليس من أعضاء العائلة الحاكمة، انه يتعرض لانتقادات منتظمة من أعضاء البرلمان، وهو غير سعيد بها اطلاقا.
وقال لي أحد المحامين انه كسب يعض القضايا في مواجهة أمراء.
النظام السياسي الرسمي في البحرين هو "ملكي دستوري".
اذا لم ينل أحد الوزراء ثقة البرلمان فسيترتب على ذلك اقالته خلال أسبوع سواء كان من العائلة الحاكمة أو من غيرها.
لا، لم يحدث شيء كهذا بعد، ولكنهم يصرون في البحرين على أن من الممكن أن يحدث.
ما مدى الديموقراطية التي تتمتع بها البحرين؟ هذا يعتمد على نظرتك الى الكأس، أهي نصف فارغة أم نصف ممتلئة؟
فمن جهة، الوزراء يتحملون المسؤولية أمام مجلس النواب المنتخب الذي لا يحوي امرأة واحدة بين أعضائه.
وهناك عشرات التجمعات السياسية التي تطلق حملات من أجل حقوق الانسان والاصلاحات الدستورية.
ومن ناحية أخرى هناك مجلس الشورى وهو مجلس يتم تعيينه وليس انتخابه، وكذلك لا تتمتع الصحافة بحرية كاملة، أما المحاكم الشرعية فهي الوحيدة التي تبت في قضايا الأحوال الشخصية كالطلاق مثلا.
السعوديون يدعونه "البار"
غادة جامشير امرأة شابة من نشطاء حقوق الانسان، وقد واجهت مشاكل مع رجال القضاء وهي تواجه حاليا تهمة "الاساءة اليهم".
قالت لي إنهم أخبروها بأنهم لا يحبون رؤية شعرها (السافر) فأجابتهم انها لا تحب رؤية لحاهم.
السعوديون يطلقون على البحرين اسم "البار" لأن بالإمكان شراء المشروبات الكحولية فيها، ولذلك يتوجه اليها الالاف منهم في نهاية الأسبوع للاستتاع بالمسرات العديدة المتوفرة فيها والتي يفتقدونها في بلادهم.
ويقال أيضا ان بعضهم قد بدأ حضور دورات في "حقوق الانسان" وان كانوا أقلية.
هل يمكن تذوق طعم الديموقراطية بسهولة تذوق طعم الويسكي ؟
نشطاء حقوق الإنسان يقولون ان الديموقراطية في البحرين لم تصل الى مستوى كاف، بينما يقول الإسلاميون ان الاصلاحات قد ذهبت بعيدا، أما الحكومة فهي حائرة بين الطرفين، ويقول وزراؤها ان الاستقرار هو المهم، فلا يمكن بناء الديموقراطية بين يوم وليلة.
وقع نظري على كأس الشراب أمامي وتأملت فيه مليا محاولا الاجابة عن سؤال: هل هو نصف فارغ أم نصف ممتلئ ؟
المصدر
تعليق