حِلْم الإمام :
أجمع المؤرخون على أنه لم يسيء الى من ظلمه واعتدى عليه،
وانما كان يقابله بالبر والمعروف، ويعامله بالصفح والاحسان،
وقد رووا صوراً كثيرة عن عظيم حلمه، كان منها:
1 ـ إن رجلاً كتابياً هاجم الإمام عليه السلام واعتدى عليه،
وخاطبه بمرّ القول: « أنت بقر ! »
فلطف به الإمام، وقابله ببسمات طافحة بالمروءة قائلاً: « لا أنا باقر ».
وراح الرجل الكتابي يهاجم الإمام قائلاً : « أنت ابن الطبّاخة ! »
فتبسّم الإمام، ولم يثره هذا الاعتداء بل قال له: « ذاك حرفتها ».
ولم ينته الكتابي عن غيّه،
وإنما راح يهاجم الإمام قائلاً: « أنت ابن السوداء الزنجية البذية! »
ولم يغضب الإمام
، وإنما قابله باللطف قائلاً :
« إن كنت صدقت غفر الله لها،
وإن كنت كذبت غفر الله لك ».
وبهت الكتابي،
فأعلن إسلامه واختار طريق الحق.
2 ـ ومن تلك الصور : أن شامياً كان يختلف إلى مجلسه،
ويستمع إلى محاضراته، وقد أعجب بها، فأقبل يشتدّ نحو الإمام
وقال له: يا محمّد إنما أغشى مجلسك لا حبّاً مني إليك،
ولا أقول: إن أحداً أبغض إليَّ منكم أهل البيت،
واعلم أن طاعة الله، وطاعة أمير المؤمنين في بغضكم
ولكني أراك رجلاً فصيحاً لك أدب وحسن لفظ،
فإنّما اختلف إليك لحسن أدبك !! .
ونظر إليه الإمام عليه السلام يغدق عليه ببرّه ومعروفه
حتى تنبّه الرجل وانتقل من البغض الى الولاء للإمام
،
وظلّ ملازماً له حتى حضرته الوفاة فأوصى أن يصلي عليه.

صَبْر الإمام:
1 ـ انتقاص السلطة لآبائه الطاهرين،
وإعلان سبّهم على المنابر والمآذن، وهو
يسمع ذلك،
ولا يتمكن أن ينبس ببنت شفة فصبر وكظم غيظه.
2 ـ ومن بين المحن الشاقة التي صبر عليها
التنكيل الهائل بشيعة أهل البيت
،
وملاحقتهم تحت كل حجر ومدر وقتلهم بأيدي الجلادين.
3 ـ وروى المؤرخون عن عظيم صبره انه كان جالساً مع أصحابه
إذ سمع صيحة عالية في داره، فأسرع اليه بعض مواليه،
فأسرّ إليه بشيء فقال
:
«الحمد لله على ما أعطى، وله ما أخذ، إنْهَهُم عن البكاء،
وخذوا في جهازه، واطلبوا السكينة، وقولوا لها: لا ضير عليك
أنت حرة لوجه الله لما تداخلك من الروع...».
قيل : إنه قد سقط من جارية كانت تحمله فمات.(أي ولده)

كرم الإمام وسخاؤه :
أـ اكرامه الفقراء :
ومن معالي أخلاقه أنه كان يبجّل الفقراء،
يقول المؤرخون: انه عهد لأهله إذا قصدهم سائل
أن لا يقولوا له: يا سائل خذ هذا،
وإنما يقولون له: يا عبد الله بورك فيك
وقال: سمّوهم بأحسن أسمائهم.
ب ـ عتقه العبيد :
وكان الإمام الباقر عليه السلام شغوفاً بعتق العبيد،
فقد أعتق أهل بيت بلغوا أحد عشر مملوكاً
وكان عنده ستون مملوكاً فأعتق ثلثهم عند موته.
ج ـ صلته لأصحابه :
وكان أحب شيء إلى الإمام
،
وقد عهد لابنه الإمام الصادق
أن ينفق من بعده
على أصحابه وتلاميذه ليتفرّغوا الى نشر العلم وإذاعته بين الناس.
د ـ صدقاته على فقراء المدينة :
وكان الإمام
كثير البر والمعروف
على فقراء يثرب، وكان يتصدق عليهم في كل يوم جمعة بدينار
ويقول: «الصدقة يوم الجمعة تضاعف الفضل على غيره من الأيام».
وذكر المؤرخون: انه كان أقلّ أهل بيته مالاً وأعظمهم مؤونة،
ومع ذلك كان يجود بما عنده لإنعاش الفقراء والمحرومين.
وقد نقل الرواة بوادر كثيرة من هذا الجود منها:
1 ـ وكان
يحب قوماً يغشون مجلسه من المائة الى الألف،
وكان يحبّ مجالستهم، منهم عمرو بن دينار، وعبد الله بن عبيد.
وكان يحمل اليهم الصلة والكسوة، ويقول: هيّـأناها لكم من أوّل السنة.
2 ـ روت مولاته سلمى فقالت: كان يدخل عليه إخوانه
فلا يخرجون من عنده حتى يطعمهم الطعام الطيب،
ويلبسهم الثياب الحسنة، ويهب لهم الدراهم،
وقد عذلته سلمى عن ذلك فقال لها: يا سلمى ما يؤمل في الدنيا
بعد المعارف والاخوان..
وكان يقول: «ما حسّنت الدنيا إلاّ صلة الاخوان والمعارف».

عبادة الإمام :
أ ـ خشوعه في صلاته :
فقد عرف عنه أنه كان إذا أقبل على الصلاة
اصفرّ لونه خوفاً من الله وخشية منه،
ب ـ كثرة صلاته :
وكان كثير الصلاة
حتى كان يصلي في اليوم والليلة مائة وخمسين ركعة
ولم تشغله شؤونه العلمية ومرجعيته العامة للاُمة عن كثرة الصلاة،

حجّ الإمام:
وكان الإمام أبو جعفر
اذا حجّ البيت الحرام انقطع الى الله
وقد قال مولاه أفلح: حججت مع أبي جعفر محمد الباقر
فلما دخل الى المسجد رفع صوته بالبكاء فقلت له:
«بأبي أنت وأمي إن الناس ينتظرونك فلو خفضت صوتك قليلاً».
فلم يعتن الإمام وراح يقول له
: «ويحك يا أفلح إني أرفع صوتي بالبكاء
لعلّ الله ينظر إليّ برحمة فأفوز بها غداً».
وحج
مرة وقد احتفّ به الحجيج، وازدحموا عليه
وهم يستفتونه عن مناسكهم
ويسألونه عن أمور دينهم، والإمام يجيبهم.
حتّى أخذ بعضهم يسأل بعضاً عنه
فانبرى اليهم واحد فعرّفه قائلاً :
«ألا إنّ هذا باقر علم الرسل،
وهذا مبيّن السبل،
وهذا خير من رسخ في أصلاب أصحاب السفينة،
هذا ابن فاطمة الغرّاء العذراء الزهراء،
هذا بقية الله في أرضه، هذا ناموس الدهر،
هذا ابن محمّد وخديجة وعلي وفاطمة،
هذا منار الدين القائمة».

ذِكْر الإمام لله تعالى:
كان دائم الذكر لله تعالى، وكان لسانه يلهج في أكثر أوقاته،
فكان يمشي ويذكر الله،
ويحدّث القوم وما يشغله ذلك عن ذكره تعالى.

زهد الإمام في الدنيا :
وزهد الإمام أبو جعفر
في جميع مباهج الحياة
وأعرض عن زينتها فلم يتخذ الرياش في داره،
وإنما كان يفرش في مجلسه حصيراً.

أجمع المؤرخون على أنه لم يسيء الى من ظلمه واعتدى عليه،
وانما كان يقابله بالبر والمعروف، ويعامله بالصفح والاحسان،
وقد رووا صوراً كثيرة عن عظيم حلمه، كان منها:
1 ـ إن رجلاً كتابياً هاجم الإمام عليه السلام واعتدى عليه،
وخاطبه بمرّ القول: « أنت بقر ! »
فلطف به الإمام، وقابله ببسمات طافحة بالمروءة قائلاً: « لا أنا باقر ».
وراح الرجل الكتابي يهاجم الإمام قائلاً : « أنت ابن الطبّاخة ! »
فتبسّم الإمام، ولم يثره هذا الاعتداء بل قال له: « ذاك حرفتها ».
ولم ينته الكتابي عن غيّه،
وإنما راح يهاجم الإمام قائلاً: « أنت ابن السوداء الزنجية البذية! »
ولم يغضب الإمام

« إن كنت صدقت غفر الله لها،
وإن كنت كذبت غفر الله لك ».
وبهت الكتابي،
فأعلن إسلامه واختار طريق الحق.
2 ـ ومن تلك الصور : أن شامياً كان يختلف إلى مجلسه،
ويستمع إلى محاضراته، وقد أعجب بها، فأقبل يشتدّ نحو الإمام
وقال له: يا محمّد إنما أغشى مجلسك لا حبّاً مني إليك،
ولا أقول: إن أحداً أبغض إليَّ منكم أهل البيت،
واعلم أن طاعة الله، وطاعة أمير المؤمنين في بغضكم
ولكني أراك رجلاً فصيحاً لك أدب وحسن لفظ،
فإنّما اختلف إليك لحسن أدبك !! .
ونظر إليه الإمام عليه السلام يغدق عليه ببرّه ومعروفه
حتى تنبّه الرجل وانتقل من البغض الى الولاء للإمام

وظلّ ملازماً له حتى حضرته الوفاة فأوصى أن يصلي عليه.

صَبْر الإمام:
1 ـ انتقاص السلطة لآبائه الطاهرين،
وإعلان سبّهم على المنابر والمآذن، وهو

ولا يتمكن أن ينبس ببنت شفة فصبر وكظم غيظه.
2 ـ ومن بين المحن الشاقة التي صبر عليها
التنكيل الهائل بشيعة أهل البيت

وملاحقتهم تحت كل حجر ومدر وقتلهم بأيدي الجلادين.
3 ـ وروى المؤرخون عن عظيم صبره انه كان جالساً مع أصحابه
إذ سمع صيحة عالية في داره، فأسرع اليه بعض مواليه،
فأسرّ إليه بشيء فقال

«الحمد لله على ما أعطى، وله ما أخذ، إنْهَهُم عن البكاء،
وخذوا في جهازه، واطلبوا السكينة، وقولوا لها: لا ضير عليك
أنت حرة لوجه الله لما تداخلك من الروع...».
قيل : إنه قد سقط من جارية كانت تحمله فمات.(أي ولده)

كرم الإمام وسخاؤه :
أـ اكرامه الفقراء :
ومن معالي أخلاقه أنه كان يبجّل الفقراء،
يقول المؤرخون: انه عهد لأهله إذا قصدهم سائل
أن لا يقولوا له: يا سائل خذ هذا،
وإنما يقولون له: يا عبد الله بورك فيك
وقال: سمّوهم بأحسن أسمائهم.
ب ـ عتقه العبيد :
وكان الإمام الباقر عليه السلام شغوفاً بعتق العبيد،
فقد أعتق أهل بيت بلغوا أحد عشر مملوكاً
وكان عنده ستون مملوكاً فأعتق ثلثهم عند موته.
ج ـ صلته لأصحابه :
وكان أحب شيء إلى الإمام

وقد عهد لابنه الإمام الصادق

على أصحابه وتلاميذه ليتفرّغوا الى نشر العلم وإذاعته بين الناس.
د ـ صدقاته على فقراء المدينة :
وكان الإمام

على فقراء يثرب، وكان يتصدق عليهم في كل يوم جمعة بدينار
ويقول: «الصدقة يوم الجمعة تضاعف الفضل على غيره من الأيام».
وذكر المؤرخون: انه كان أقلّ أهل بيته مالاً وأعظمهم مؤونة،
ومع ذلك كان يجود بما عنده لإنعاش الفقراء والمحرومين.
وقد نقل الرواة بوادر كثيرة من هذا الجود منها:
1 ـ وكان

وكان يحبّ مجالستهم، منهم عمرو بن دينار، وعبد الله بن عبيد.
وكان يحمل اليهم الصلة والكسوة، ويقول: هيّـأناها لكم من أوّل السنة.
2 ـ روت مولاته سلمى فقالت: كان يدخل عليه إخوانه
فلا يخرجون من عنده حتى يطعمهم الطعام الطيب،
ويلبسهم الثياب الحسنة، ويهب لهم الدراهم،
وقد عذلته سلمى عن ذلك فقال لها: يا سلمى ما يؤمل في الدنيا
بعد المعارف والاخوان..
وكان يقول: «ما حسّنت الدنيا إلاّ صلة الاخوان والمعارف».

عبادة الإمام :
أ ـ خشوعه في صلاته :
فقد عرف عنه أنه كان إذا أقبل على الصلاة
اصفرّ لونه خوفاً من الله وخشية منه،
ب ـ كثرة صلاته :
وكان كثير الصلاة
حتى كان يصلي في اليوم والليلة مائة وخمسين ركعة
ولم تشغله شؤونه العلمية ومرجعيته العامة للاُمة عن كثرة الصلاة،

حجّ الإمام:
وكان الإمام أبو جعفر

وقد قال مولاه أفلح: حججت مع أبي جعفر محمد الباقر
فلما دخل الى المسجد رفع صوته بالبكاء فقلت له:
«بأبي أنت وأمي إن الناس ينتظرونك فلو خفضت صوتك قليلاً».
فلم يعتن الإمام وراح يقول له
: «ويحك يا أفلح إني أرفع صوتي بالبكاء
لعلّ الله ينظر إليّ برحمة فأفوز بها غداً».
وحج

وهم يستفتونه عن مناسكهم
ويسألونه عن أمور دينهم، والإمام يجيبهم.
حتّى أخذ بعضهم يسأل بعضاً عنه
فانبرى اليهم واحد فعرّفه قائلاً :
«ألا إنّ هذا باقر علم الرسل،
وهذا مبيّن السبل،
وهذا خير من رسخ في أصلاب أصحاب السفينة،
هذا ابن فاطمة الغرّاء العذراء الزهراء،
هذا بقية الله في أرضه، هذا ناموس الدهر،
هذا ابن محمّد وخديجة وعلي وفاطمة،
هذا منار الدين القائمة».

ذِكْر الإمام لله تعالى:
كان دائم الذكر لله تعالى، وكان لسانه يلهج في أكثر أوقاته،
فكان يمشي ويذكر الله،
ويحدّث القوم وما يشغله ذلك عن ذكره تعالى.

زهد الإمام في الدنيا :
وزهد الإمام أبو جعفر

وأعرض عن زينتها فلم يتخذ الرياش في داره،
وإنما كان يفرش في مجلسه حصيراً.

تعليق