خلاصة القول في الحديث الذي احتج السابعي عن أبي وائل من مسند أحمد بن حنبل:
بعد قراءة الحديث الذي احتج به السابعي وبعد الأحاديث التي اوردناها يحق لنا أن نحكم على الحديث, الذي احتج به السابعي, بالوضع. فلا يمكن لإنسان عنده ذرة من العقل أن يقبل هكذا حديث. خصوصا إذا كانت الادلة من أبو وائل نفسه تشير إلى التناقض.
فمرة الحديث يقول بأن أبو وائل كان شاهدا على قدوم الخوراج إلى الامام علي سلام الله عليه وشاهدا على قول سهل بن حنيف بعد قول الخوارج, ولكننا نرى أن أبو وائل يقول بأن مقولة سهل بن حنيف كانت بعد التحكيم ونرى بعد ذلك أنه يقول بأنه أخذ هذا القول من سهل بن حنيف بعد عودة الاخير من صفين. فأي أحاديث ابو وائل نأخذ.
كل أحاديث أبو وائل – ما عدا الحديث الذي احتج به السابعي- ليس فيها تناقض ومترابطة ببعضها. فحديث أبو وائل الذي احتج به السابعي ما هو إلا حديث تم تأليفه وراء الكواليس.
وإلا فأي عاقل يصدق هكذا حديث وهكذا جواب من أبو وائل.
إضافة إلى جميع ما ذكرناه من تحليلات بشأن شخصية أبو وائل شقيق بن سلمة واحاديثه التي تناقض بعضها بعضا. أحببنا أن نضيف إلى تلك القائمة الطويلة الحديث التالي الذي يحتج به الخوارج الاباضية في تبرئة أهل النهروان من الشرك والنفاق. ولا نعلم أن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم تصفهم بالشرك أو بالنفاق. فمعظم الاحاديث تصفهم بقراءة القرآن والصلاة ولكن مع كل هذا فهم فإن الاحاديث تقول عنهم بأنهم لا يفهمون ما يقرؤون. فمن أين جاء الشرك والنفاق.
وشر البلية ما يضحك فنفي الشرك والنفاق عن الخوارج جاء أيضا من طريق أبو وائل شقيق بن سلمة أيضا.
يقول أبو وائل شقيق بن سلمة:
سنن البيهقي الكبرى ج: 8 ص: 174
أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن عبد الله السديري بخسروجرد أنبأ أحمد بن محمد بن الحسين الخسروجردي ثنا داود بن الحسين البيهقي ثنا حميد بن زنجويه ثنا يعلى بن عبيد ثنا مسعر عن عامر بن شقيق عن شقيق بن سلمة قال ثم قال رجل من يتعرف البغلة يوم قتل المشركون يعني أهل النهروان فقال علي بن أبي طالب من الشرك فروا قال فالمنافقون قال المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا قال فما هم قال قوم بغوا علينا فنصرنا عليهم.
أولا: أبو وائل شقيق بن سلمة, مبغض لإمام علي سلام الله عليه و خارجي.
ثانيا: لا نعلم ما يقصد أو من يقصد بالبغلة؟
ثالثا: لماذا يريدون أن يتعرفوا البغلة؟
رابعا: الحديث يتحدث عن شيئ حدث يوم النهروان أمام أبو وائل فما الداعي إلى ذكر "يوم قتل المشركون"؟ فذكر "يوم قتل المشركون" تدل على أن الكلام حدث بعد معركة النهروان. وتسميتهم بالمشركين لا تتلائم مع صيغة الخطاب في الحديث فالمفروض أن هذا الرجل يسأل يوم النهروان عن البغلة ليعلم شيئا عنها فما الداعي إلى زج يوم قتل المشركون في الحديث إلا إذا كان الحديث موضوعا..
خامسا: الحديث كان عن البغلة. فإذا بهذا الحديث يأخذ مسراً أخر وينتقل إلى أهل النهروان.
سادسا: الرجل يسأل عن البغلة فإذا بالإمام علي سلام الله عليه يقول من الشرك فروا. والانسان يستفسر ما دخل الشرك بمسألة النهروان؟
ثم إن الشرك لا يقال لمن يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله. فمسألة الشرك وطريقة جواب الامام علي عليها غير مرتبطة بالموضوع.
وما يزيد الطين بلة هو قول الرجل "المنافقون"!!! فيجيب الامام علي سلام الله عليه المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا. فجواب الامام علي سلام الله عليه غير مرتبط بالموضوع وبالسؤال.
فلو كان سؤال الرجل هل هم منافقون لقلنا بأن صيغة الجواب مطابقة لصيغة السؤال. والحديث واضح عليه التركيب.
ولعل الحديث مأخوذ من خطب الامام علي سلام الله في تعريف المشركين والمنافقين.
ولحد الان لم نعلم شيئا عن البغلة وما سبب السؤال عنها؟
سابعا: هناك حديث يذكر أن كلام الامام علي سلام الله عليه من الشرك فروا وأن المنافقين لا يذكرون الله كثيرا هو في أصحاب الجمل وليس في أصحاب النهروان.
تعليق