ماهية التلمود وهمجية تعاليمه بقلم: أديب كريّم
ماهية التلمود:
يعد كتاب التلمود من أهم وأبرز المراجع الدينية في التاريخ العقيدي والسلوكي والثقافي للجماعة اليهودية. ومكانته في حياة اليهود الوجدانية والعملية متقدمة على تلك التي يحوز عليها كتاب التوراة، وكلمة التلمود لغوياً مشتقة من الجذر العبري »لامد« ويعني الدراسة أو التعلم. وهو يتضمن حبكة طويلة ومعقدة من الأحكام الفقهية، والقواعد السلوكية التعاملية، ومختلف الموضوعات المتعلقة بأكثر مناحي الحياة اليومية، بالإضافة إلى مجموعة من القصص والنوادر والحكايات المأثورة عن عالم الجن والسحر والشعوذة، التي حبكها حاخامات وأحبار اليهود على أنها شروحات وتفصيلات شفوية للمحتوى التوراتي. والقداسة التي خُلعت على التلمود تعود إلى اعتبار أن الروح القدس نفسها هي التي كانت توحي بالكلمات إلى الحاخامات، الذين تحولوا فيما بعد، وبفعل إستغراقهم في وهم الخرافة وشططها، إلى أنداد للمقام الألوهي حسبما يشي بذلك تجديفهم وتكبرهم وكيدهم المتضمن في تلمودهم، كما سيأتي معنا. ويوجد في واقع الأمر تلمودان، وكل منهما يضم جزئين هما »المشناه« و»الجماراه«. والتلمود الأول يُدعى التلمود الفلسطيني، ويسمِّيه اليهود بالتلمود الأورشليمي، وكُتب بين القرنين الثالث والخامس للميلاد، أما الثاني فيُسمى بالتلمود البابلي، وهو نتاج الحلقات النقاشية الحاخامية في بابل العراق، وقد انتهي من صياغته النهائية في القرن الخامس للميلاد. ويُعد هذا الأخير الأوسع والأشمل والأكثر أهمية في منظومة التشريعات الفقهية والحكمية لدى اليهود.
وكلا التلمودين يتكون كما أسلفنا من جزئين هما: »المشنا« وهي النص أو »المثنى« وتضم مجموع الإرث اليهودي من تقاليد مختلفة في شتى الصعد مدعمة ببعض النصوص التوراتية، ويزعم اليهود أن هذا الإرث من التعاليم الشفوية قد »ألقاها موسى على شعبه حين كان على الجبل، ثم تداولها هارون واليعازر ويشوع وسلموها للأنبياء، ثم إنتقلت من الأنبياء إلى أعضاء المجتمع الأعلى وخلفائهم في القرن الثاني بعد المسيح حينما جمعها الحاخام يهوذا ودونها«، و»المشنا« هي نفسها نصاً وروحاً في التلمودين ولا إختلاف فيها. و»الجماراه« أو التفسير، هي ثمرة المناظرات والاجتهادات التفسيرية التي جاءت بعد الفراغ من »المشنا«. والنص »الجماري« في التلمود الفلسطيني يختلف عن ذلك الموجود في الاخر البابلي. وبالعودة إلى أهمية التلمود عند اليهود بالقياس إلى التوراة، فقد جاء في التلمود »أن من درس التوراة فعل فضيلة لا يستحق المكافأة عليها، ومن درس »المشنا« فعل فضيلة استحق أن يكافأ عليها، ومن درس »الجاماراه« فعل أعظم فضيلة«. ومن الأبواب الأساسية التي يرتكز عليها التلمود لجهة وضع قوانين الأحوال الشخصية وتفعيلها، والتشريعات الفقهية الالزامية الطابع، نذكر الأبواب الستة التالية:
1 الفلاحة )زراعيم(: تتناول كل الضوابط الدينية للنشاط الزراعي مع منظومة من الصلوات والأدعية.
2 الأعياد)هوئيد(: يحتوي على لائحة بالأعياد اليهودية وكيفية إحيائها.
3 النساء )ناشيم(: يتضمن أحكام الشريعة اليهودية حول موضوعات الزواج والطلاق، وواجبات الزوج والزوجة...
4 النواهي والعقوبات )نزيغإين(: ويشتمل على القوانين المدنية والجنائية، وعن هذا الباب إنبثق مجتمع السبعين اليهودي أو »السنهدرين«، الذي يشكل عماد المحكمة العليا لدى اليهود.
5 الطهارة )طهاروت(: ويطل هذا الباب على أحكام الطهارة والنجاسة، والمحظور والمسموح به من الأطعمة والمشروبات والألبسة.
6 الذبائح )قداشيم(: يتضمن كل الفتاوى المتعلقة بالذبائح وأنواعها وطقوس تقديمها.
القداسة التي خُلعت على التلمود تعود إلى اعتبار أن الروح القدس نفسها هي التي كانت توحي بالكلمات إلى الحاخامات، الذين تحولوا إلى أنداد للمقام الألوهي
ونلفت النظر أخيراً إلى أن بعض النصوص التلمودية قد تُرجمت إلى أكثر من لغة أوروبية، وترجمت بالكامل إلى اللغة الإنكليزية في لندن. وقد صدرت أخيراً في الكيان اليهودي الغاصب »موسوعة تلمودية ضخمة تسهل عملية الوصول إلى الأحكام الفقهية. وفي الوقت الحالي، يقوم الحاخام »ادين ستاينسلاتس« بإعداد طبعة جديدة من التلمود تكون في متناول القارىء العادي، وهي مزودة بترجمة عبرية حديثة للنصوص الارامية فضلاً عن شروح الكلمات الصعبة... وقد صدر حتى الان عشرون جزءاً من التلمود البابلي ومن المتوقع أن يصدر التلمود في أربعين جزءاً خلال خمسة عشر عاماً...«.
همجية التعاليم التلمودية:
»الخارج عن دين اليهود حيوان على العموم، فسمّه كلباً أو حماراً أو خنزيراً. والنطفة التي هو فيها، هي نطفة حيوان، خلق اللَّه الأجنبي على هيئة الإنسان ليكون لائقاً لخدمة اليهود الذين خلقت الدنيا لأجلهم، لأنه لا يناسب الأمر أن يخدمه ليلاً ونهاراً حيوان وهو على صورته الحيوانية، كلا ثم كلا، فإن ذلك منابذ للذوق وللإنسانية كل المنابذة. فإذا مات خادم يهودي أو خادمته وكانا من الغوييم )غير اليهود( فلا يلزمك أن تقدم لهم التعازي بصفة كونه فقد إنساناً ولكن بصفة كونه فقد حيواناً«. بهذه الأفكار العنصرية الشائنة يحفل كتاب التلمود، ومن خلالها تنكشف لكل عاقل وإنسان همجية التعاليم التلمودية التي تغذت عليها الشخصية اليهودية طيلة عشرات القرون، وتشربتها في عتمة )الغينوات( المغلقة بحواجز وموانع من الحقد والكراهية العمياء، حتى باتت عزلة اليهود السلبية، بما تحمل من مشاعر الاستهزاء بالاخرين وإهانتهم واستعبادهم وتسفيههم، علامة بارزة في تاريخهم الأسود، وسبباً نعتقد أنه منطقي للكثير من الأحداث الدرامية التي عصفت بهم في أكثر من خطر عالمي.
يقول التلّمود: خلق اللَّه الأجنبي على هيئة الإنسان ليكون لائقاً لخدمة اليهود الذين خلقت الدنيا لأجلهم، لأنه لا يناسب الأمر أن يخدمه ليلاً ونهاراً حيوان
وعن دور التلمود، بتعاليمه الموغلة في العنصرية، في خلق ظاهرة »الغينوات« منذ العهد البابلي الأول وحتى وقتنا الحاضر، وما نتج عنها من عملية تجذير وتأصيل للحس العنصري الهمجي في علاقة اليهود بالاخرين، كتب الكاتب والصحفي الإنكليزي )دوغلاس ريد( في كتابه »جدل حول صهيون« ص98 ما نصه: »لقد استحال التلمود إلى قشرة لا تخترق حول النواة التي قررت العيش ودثرت قلب اليهود بعقيدة باردة كالجليد، وناسبة كالفولاذ، لقد أصبح التلمود الذي حمله اليهود معهم في كل مكان بيتهم، وكما يرى »أوغسطين« أن التلمود بيت بني من الجليد والفولاذ وراء السياج بجدران عالية حوله، نوافذه مغلقة بإحكام، وأبوابه موصدة«.
وعلى غرار ما تقدم، نورد بعضاً من التعاليم التلمودية التي الهبت مشاعر الاستعلاء عند اليهود وأحالت سيرورة تاريخهم إلى نقيض للخير والمسالمة والاستقامة:
»يسمح لليهودي أن يسرق غير اليهودي«.
»إن أحسن الناس من غير اليهود، اقتلوه«.
»أرواح اليهود هي جزء من اللَّه وهي في جوهر اللَّه، مثلما الابن هو من جوهر أبيه، فاليهودي إذن هو الرب الحي، الرب المتجسد إنه إنسان السماء، إنه ادم. وأما باقي البشر، فإنهم أرضيون ومن عرق متدنٍ وهم لم يوجدوا إلا لخدمة اليهود، إنهم بهائم وضيعة«!!.
لا يتورع كتبة التلمود عن الاساءة إلى مقام الإله عز وجل بالافتراء والكذب والتجديف، وينسبون إليه صفات الكائن المتهور والمتقلب المزاج والمتعصب والنادم
ولا يتورع كتبة التلمود عن الاساءة إلى مقام الإله عز وجل بالافتراء والكذب والتجديف، وينسبون إليه صفات الكائن المتهور والمتقلب المزاج والمتعصب والنادم، والذي يميل إلى اللهو والعبث في ساعات فراغه. »فالعصمة مثلاً ليست من صفاته، وهو يكون مشغولاً خلال اثنتي عشرة ساعة يومياً: يقرأ التوراة في الثلاث ساعات الأولى، ويحكم العالم في الثلاث ساعات التالية، ويفكر في إفناء العالم، ثم يترك كرسي القضاء إلى كرسي الرحمة، ويجلس في الثلاث ساعات التالية يرزق العالم كله... وفي الثلاث ساعات الأخيرة، يلعب مع التنين أو الحوت، والإله في التلمود متعصب بشكل كامل لشعبه المختار، ولذا فهو يعبر عن ندمه لتركه اليهود في حالة تعاسة وشقاء حتى أنه يلطم ويبكي. ومنذ أن أمر بهدم الهيكل وهو في حالة حزن وندم، توقف عن اللعب مع التنين الذي كان يسليه، ويمضي وقتاً طويلاً من الليل يزأر كالأسد«. تعالى اللَّه عما يصفون.
الهوامش
دوغلاس ريد جدل حول صهيون دار الحصاد دمشق.
د. عبد الوهاب المسري اليد الخفية دار الشروق.
مجلة الفكر العربي العدد 96.
ظفر الإسلام خان التلمود تاريخه وتعاليمه.
ماهية التلمود:
يعد كتاب التلمود من أهم وأبرز المراجع الدينية في التاريخ العقيدي والسلوكي والثقافي للجماعة اليهودية. ومكانته في حياة اليهود الوجدانية والعملية متقدمة على تلك التي يحوز عليها كتاب التوراة، وكلمة التلمود لغوياً مشتقة من الجذر العبري »لامد« ويعني الدراسة أو التعلم. وهو يتضمن حبكة طويلة ومعقدة من الأحكام الفقهية، والقواعد السلوكية التعاملية، ومختلف الموضوعات المتعلقة بأكثر مناحي الحياة اليومية، بالإضافة إلى مجموعة من القصص والنوادر والحكايات المأثورة عن عالم الجن والسحر والشعوذة، التي حبكها حاخامات وأحبار اليهود على أنها شروحات وتفصيلات شفوية للمحتوى التوراتي. والقداسة التي خُلعت على التلمود تعود إلى اعتبار أن الروح القدس نفسها هي التي كانت توحي بالكلمات إلى الحاخامات، الذين تحولوا فيما بعد، وبفعل إستغراقهم في وهم الخرافة وشططها، إلى أنداد للمقام الألوهي حسبما يشي بذلك تجديفهم وتكبرهم وكيدهم المتضمن في تلمودهم، كما سيأتي معنا. ويوجد في واقع الأمر تلمودان، وكل منهما يضم جزئين هما »المشناه« و»الجماراه«. والتلمود الأول يُدعى التلمود الفلسطيني، ويسمِّيه اليهود بالتلمود الأورشليمي، وكُتب بين القرنين الثالث والخامس للميلاد، أما الثاني فيُسمى بالتلمود البابلي، وهو نتاج الحلقات النقاشية الحاخامية في بابل العراق، وقد انتهي من صياغته النهائية في القرن الخامس للميلاد. ويُعد هذا الأخير الأوسع والأشمل والأكثر أهمية في منظومة التشريعات الفقهية والحكمية لدى اليهود.
وكلا التلمودين يتكون كما أسلفنا من جزئين هما: »المشنا« وهي النص أو »المثنى« وتضم مجموع الإرث اليهودي من تقاليد مختلفة في شتى الصعد مدعمة ببعض النصوص التوراتية، ويزعم اليهود أن هذا الإرث من التعاليم الشفوية قد »ألقاها موسى على شعبه حين كان على الجبل، ثم تداولها هارون واليعازر ويشوع وسلموها للأنبياء، ثم إنتقلت من الأنبياء إلى أعضاء المجتمع الأعلى وخلفائهم في القرن الثاني بعد المسيح حينما جمعها الحاخام يهوذا ودونها«، و»المشنا« هي نفسها نصاً وروحاً في التلمودين ولا إختلاف فيها. و»الجماراه« أو التفسير، هي ثمرة المناظرات والاجتهادات التفسيرية التي جاءت بعد الفراغ من »المشنا«. والنص »الجماري« في التلمود الفلسطيني يختلف عن ذلك الموجود في الاخر البابلي. وبالعودة إلى أهمية التلمود عند اليهود بالقياس إلى التوراة، فقد جاء في التلمود »أن من درس التوراة فعل فضيلة لا يستحق المكافأة عليها، ومن درس »المشنا« فعل فضيلة استحق أن يكافأ عليها، ومن درس »الجاماراه« فعل أعظم فضيلة«. ومن الأبواب الأساسية التي يرتكز عليها التلمود لجهة وضع قوانين الأحوال الشخصية وتفعيلها، والتشريعات الفقهية الالزامية الطابع، نذكر الأبواب الستة التالية:
1 الفلاحة )زراعيم(: تتناول كل الضوابط الدينية للنشاط الزراعي مع منظومة من الصلوات والأدعية.
2 الأعياد)هوئيد(: يحتوي على لائحة بالأعياد اليهودية وكيفية إحيائها.
3 النساء )ناشيم(: يتضمن أحكام الشريعة اليهودية حول موضوعات الزواج والطلاق، وواجبات الزوج والزوجة...
4 النواهي والعقوبات )نزيغإين(: ويشتمل على القوانين المدنية والجنائية، وعن هذا الباب إنبثق مجتمع السبعين اليهودي أو »السنهدرين«، الذي يشكل عماد المحكمة العليا لدى اليهود.
5 الطهارة )طهاروت(: ويطل هذا الباب على أحكام الطهارة والنجاسة، والمحظور والمسموح به من الأطعمة والمشروبات والألبسة.
6 الذبائح )قداشيم(: يتضمن كل الفتاوى المتعلقة بالذبائح وأنواعها وطقوس تقديمها.
القداسة التي خُلعت على التلمود تعود إلى اعتبار أن الروح القدس نفسها هي التي كانت توحي بالكلمات إلى الحاخامات، الذين تحولوا إلى أنداد للمقام الألوهي
ونلفت النظر أخيراً إلى أن بعض النصوص التلمودية قد تُرجمت إلى أكثر من لغة أوروبية، وترجمت بالكامل إلى اللغة الإنكليزية في لندن. وقد صدرت أخيراً في الكيان اليهودي الغاصب »موسوعة تلمودية ضخمة تسهل عملية الوصول إلى الأحكام الفقهية. وفي الوقت الحالي، يقوم الحاخام »ادين ستاينسلاتس« بإعداد طبعة جديدة من التلمود تكون في متناول القارىء العادي، وهي مزودة بترجمة عبرية حديثة للنصوص الارامية فضلاً عن شروح الكلمات الصعبة... وقد صدر حتى الان عشرون جزءاً من التلمود البابلي ومن المتوقع أن يصدر التلمود في أربعين جزءاً خلال خمسة عشر عاماً...«.
همجية التعاليم التلمودية:
»الخارج عن دين اليهود حيوان على العموم، فسمّه كلباً أو حماراً أو خنزيراً. والنطفة التي هو فيها، هي نطفة حيوان، خلق اللَّه الأجنبي على هيئة الإنسان ليكون لائقاً لخدمة اليهود الذين خلقت الدنيا لأجلهم، لأنه لا يناسب الأمر أن يخدمه ليلاً ونهاراً حيوان وهو على صورته الحيوانية، كلا ثم كلا، فإن ذلك منابذ للذوق وللإنسانية كل المنابذة. فإذا مات خادم يهودي أو خادمته وكانا من الغوييم )غير اليهود( فلا يلزمك أن تقدم لهم التعازي بصفة كونه فقد إنساناً ولكن بصفة كونه فقد حيواناً«. بهذه الأفكار العنصرية الشائنة يحفل كتاب التلمود، ومن خلالها تنكشف لكل عاقل وإنسان همجية التعاليم التلمودية التي تغذت عليها الشخصية اليهودية طيلة عشرات القرون، وتشربتها في عتمة )الغينوات( المغلقة بحواجز وموانع من الحقد والكراهية العمياء، حتى باتت عزلة اليهود السلبية، بما تحمل من مشاعر الاستهزاء بالاخرين وإهانتهم واستعبادهم وتسفيههم، علامة بارزة في تاريخهم الأسود، وسبباً نعتقد أنه منطقي للكثير من الأحداث الدرامية التي عصفت بهم في أكثر من خطر عالمي.
يقول التلّمود: خلق اللَّه الأجنبي على هيئة الإنسان ليكون لائقاً لخدمة اليهود الذين خلقت الدنيا لأجلهم، لأنه لا يناسب الأمر أن يخدمه ليلاً ونهاراً حيوان
وعن دور التلمود، بتعاليمه الموغلة في العنصرية، في خلق ظاهرة »الغينوات« منذ العهد البابلي الأول وحتى وقتنا الحاضر، وما نتج عنها من عملية تجذير وتأصيل للحس العنصري الهمجي في علاقة اليهود بالاخرين، كتب الكاتب والصحفي الإنكليزي )دوغلاس ريد( في كتابه »جدل حول صهيون« ص98 ما نصه: »لقد استحال التلمود إلى قشرة لا تخترق حول النواة التي قررت العيش ودثرت قلب اليهود بعقيدة باردة كالجليد، وناسبة كالفولاذ، لقد أصبح التلمود الذي حمله اليهود معهم في كل مكان بيتهم، وكما يرى »أوغسطين« أن التلمود بيت بني من الجليد والفولاذ وراء السياج بجدران عالية حوله، نوافذه مغلقة بإحكام، وأبوابه موصدة«.
وعلى غرار ما تقدم، نورد بعضاً من التعاليم التلمودية التي الهبت مشاعر الاستعلاء عند اليهود وأحالت سيرورة تاريخهم إلى نقيض للخير والمسالمة والاستقامة:
»يسمح لليهودي أن يسرق غير اليهودي«.
»إن أحسن الناس من غير اليهود، اقتلوه«.
»أرواح اليهود هي جزء من اللَّه وهي في جوهر اللَّه، مثلما الابن هو من جوهر أبيه، فاليهودي إذن هو الرب الحي، الرب المتجسد إنه إنسان السماء، إنه ادم. وأما باقي البشر، فإنهم أرضيون ومن عرق متدنٍ وهم لم يوجدوا إلا لخدمة اليهود، إنهم بهائم وضيعة«!!.
لا يتورع كتبة التلمود عن الاساءة إلى مقام الإله عز وجل بالافتراء والكذب والتجديف، وينسبون إليه صفات الكائن المتهور والمتقلب المزاج والمتعصب والنادم
ولا يتورع كتبة التلمود عن الاساءة إلى مقام الإله عز وجل بالافتراء والكذب والتجديف، وينسبون إليه صفات الكائن المتهور والمتقلب المزاج والمتعصب والنادم، والذي يميل إلى اللهو والعبث في ساعات فراغه. »فالعصمة مثلاً ليست من صفاته، وهو يكون مشغولاً خلال اثنتي عشرة ساعة يومياً: يقرأ التوراة في الثلاث ساعات الأولى، ويحكم العالم في الثلاث ساعات التالية، ويفكر في إفناء العالم، ثم يترك كرسي القضاء إلى كرسي الرحمة، ويجلس في الثلاث ساعات التالية يرزق العالم كله... وفي الثلاث ساعات الأخيرة، يلعب مع التنين أو الحوت، والإله في التلمود متعصب بشكل كامل لشعبه المختار، ولذا فهو يعبر عن ندمه لتركه اليهود في حالة تعاسة وشقاء حتى أنه يلطم ويبكي. ومنذ أن أمر بهدم الهيكل وهو في حالة حزن وندم، توقف عن اللعب مع التنين الذي كان يسليه، ويمضي وقتاً طويلاً من الليل يزأر كالأسد«. تعالى اللَّه عما يصفون.
الهوامش
دوغلاس ريد جدل حول صهيون دار الحصاد دمشق.
د. عبد الوهاب المسري اليد الخفية دار الشروق.
مجلة الفكر العربي العدد 96.
ظفر الإسلام خان التلمود تاريخه وتعاليمه.
تعليق