السلام عليكم
يمكن أن يقال في ردِّ من يحاول الاستدلال بصلاة أبي بكر بالناس (إن ثبتت) في حياة النبي (صلى الله عليه وآله) وفي مسجده للخلافة:
أولاً ـ ليست إمامة الجماعة لدى اهل السنة منصباً خطيراً ومهماً أو قيادة شعبية أو دينية في عرف الإسلام، ولذلك روي في كتبهم القول (صلوا خلف كل بر وفاجر)، ولو صح أن ابن أبي قحافة أمّ الناس فلا يكون ذلك كاشفاً حسب الموازين التي يعترفون بها لإمامة الجماعة ان الرجل ذو أهلية ويحمل مزية يصلح بها للزعامة الدينية والسياسية، بل جملة منهم لا يشترطون البلوغ في إمام الجماعة.
ثانياً ـ ان سحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأمر من الله آيات من سورة البراءة التي كان أبو بكر مكلفاً منه (صلى الله عليه وآله) بقراءتها على الناس في موسم الحج لأكبر شاهد على أن ابابكر لا يصلح للقيادة الزعامة، وكذلك فشله في فتح قلعة خيبر.
ثالثاً ـ إن الروايات التي رويت من طرق أبناء العامة في هذا الشأن مختلفة ومتباينة في صلب الموضوع بحيث لا يمكن القول بأنها تحكي عن معنى واحد
، وإليك بعضاً منها:
روى عبد الله بن هشام عن أبيه عن عبد الله بن زمعة بن الاسود بن مطلب بن أسد (قال: لما استعز برسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا عنده في نفر من المسلمين دعا بلال للصلاة وقال مروا من يصلي بالناس قال فخرجت فإذا عمر في الناس وكان أبو بكر غائباً فقلت قم يا عمر فصل بالناس قال فقام فلما كبّر عمر سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) صوته وكان عمر رجلاً مجهراً فقال رسول الله فأين أبو بكر يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك والمسلمون قال فبعث الى أبي بكر فجاء بعدما صلى عمر تلك الصلاة فصلى بالناس...) إلى آخر الرواية.
وروى ابن زمعة من طريق آخر انه لما سمع النبي (صلى الله عليه وآله) صوت عمر قال: ابن زمعة خرج النبي (صلى الله عليه وآله) حتى اطلع رأسه من حجرته ثم قال لا لا لايصلي بالناس الا ابن أبي قحافة يقول ذلك مغضباً... الخ الرواية.
ورويت قصة الصلاة بنحو آخر عائشة:
قال الأسود (بن عبد المطلب) كنا عند عائشة فذكرنا المواظبة على الصلاة والمواظبة لها. قالت لما مرض النبي (صلى الله عليه وآله) مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة، فأذن بلال قال مروا أبا بكر فليصلِ بالناس، فقيل إن أبا بكر رجل اسيف إذا قام مقامك لم يستطع ان يصلي بالناس، فأعاد فاعادوا له فأعاد الثالثة فقال إنكن صواحب يوسف. مروا أبا بكر فليصلِ بالناس فخرج أبو بكر فوجد النبي (صلى الله عليه وآله) في نفسه خفة فخرج يهادي بين رجُلين كأني انظر الى رجليه تخطان من الوجع فأراد أبو بكر أن يتأخر فأومأ اليه النبي (صلى الله عليه وآله) مكانك ثم أوتي به حتى جلس الى جنبه. قيل للأعمش فكان النبي (صلى الله عليه وآله) يصلي وأبو بكر يصلي بصلاته والناس يصلون بصلاة أبي بكر؟ فقال برأسه نعم.
وقال ابن كثير وقد رواه البخاري في غير موضع من كتابه ومسلم والنسائي وابن ماجة من طرق متعددة عن الأعمش به. وأيضاً قال ابن كثير روى البخاري عن قتيبة ومسلم عن أبي بكر بن شيبة ويحيى بن يحيى عن معاوية به.
فينبغي أن تلتفت أيها الناظر أن هذا الخبر مع هذه التأكيدات في السند انما يثبت إمامة رسول الله (صلى الله عليه وآله) واقتداء أبي بكر به (صلى الله عليه وآله) ودعوى أن أبا بكر كان إمام الناس لا يعقل إذ يعني ذلك ان هناك إمامين في صلاة واحدة شخصية.
وقال ابن كثير قال البخاري ثنا عبد الله بن يوسف أنبأنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة انها قالت: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال في مرضه مروا أبا بكر فليصلِ بالناس قال ابن شهاب اخبرني عبيد الله بن عبد الله عن عائشة انها قالت: لقد عاودت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ذلك وما حملني على معاودته الا اني خشيت ان يتشاءم الناس بأبي بكر والا أني علمت انه لن يقوم مقامه احد الا تشاءم الناس به فأحببت ان يعدل ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن ابي بكر الى غيره.
ملاحظة: أترى ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يريد ان يتشاءم به الناس وعائشة لا تريد ذلك!!
ورويت قصة الصلاة بطريق آخر مختلف عما تقدم مع في ما تقدم من التباين والاختلاف.
عن عبيد الله بن عبد الله قال دخلت على عائشة فقلت الا تحدثيني عن مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالت: بلى ثقل برسول الله (صلى الله عليه وآله) وجعه فقال اصلى الناس؟ قلنا لا هم ينتظرونك يا رسول الله فقال: صبّوا اليّ ماءً في المخضب ففعلنا قالت فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال اصلى الناس؟ قلنا لا هم ينتظرونك يا رسول الله قال دعوا لي ماءً في المخضب ففعلنا فأغتسل ثم ذهب لينوء فاغمى عليه ثم افاق فقال اصلى الناس؟ قلنا لا هم ينتظرونك يا رسول الله قال دعوا لي ماءً في المخضب ففعلنا قالت فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم افاق فقال اصلى الناس؟ قلنا لا هم ينتظرونك يا رسول الله قالت والناس عكوف في المسجد ينتظرون رسول الله لصلاة العشاء فارسل رسول الله (صلى الله عليه وآله ) لابي بكر لان يصلي بالناس وكان ابو بكر رجلاً رقيقاً فقال يا عمر صل بالناس فقال أنت أحق بالناس فصلى بهم تلك الأيام ثم ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجد خفة فخرج بين رجلين أحدهما العباس لصلاة الظهر فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر فأومأ اليه ان لا يتأخر وامرهما فأجلساه الى جنبه وجعل ابو بكر يصلي قائما ورسول الله يصلي قاعداً... الى ان قال ابن كثير: وفي رواية فجعل ابو بكر يصلي بصلاة رسول الله وهو قائم والناس يصلون بصلاة أبي بكر ورسول الله قاعد الى الآخر.
ورواية اخرى ذكرها ابن كثير عن الارقم بن شرحبيل عن ابن عباس قال: لما مرض النبي (صلى الله عليه وآله) امر أبا بكر ان يصلي بالناس ثم وجد خفة فخرج فلما أحس به أبو بكر أراد ان ينكص فأومأ اليه النبي (صلى الله عليه وآله) وجلس الى جنب أبي بكر عن يساره واستفتح من الآية التي انتهى اليها أبو بكر.
وقال ابن كثير: رواه عن وكيع عن اسرائيل عن أبي اسحق عن أرقم عن ابن عباس بأطول من هذا. وقال وكيع مرة: فكان أبو بكر يأتم بالنبي والناس يأتمون بأبي بكر.
ورواية اخرى تعطي عكس ذلك.
قال الامام أحمد: ثني شباب بن سوار ثنا شعبة عن نعيم بن أبي هند عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة قالت: صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) خلف ابي بكر قاعداً في مرضه الذي مات فيه.
وفي رواية اخرى: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلى آخر صلاة صلاها مع القوم في ثوب واحد ملتحفاً به خلف أبي بكر.
وهكذا روايات متعددة لن تجد روايتين منها تتفق في المعنى فضلاً عن اللفظ وذلك دليل على اختلاق القصة.
والذي روي عن طريق الخاصة
.
ما في (البحار ج22 ص485 ـ 486 ) عن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) يرويه عيسى الضرير: قال: وقلت ان الناس قد اكثروا في ان النبي (صلى الله عليه وآله) أمر أبا بكر ان يصلي بالناس ثم عمر، فاطرق عني طويلاً ثم قال: ليس كما ذكروا ولكنك يا عيسى كثير البحث عن الامور ولا ترضى عنها الا بكشفها، فقلت: بأبي أنت وأمي انما اسأل عما انتفع به في ديني واتفقه مخافة ان أضل وأنا لا أدري ولكن متى أجد مثلك يكشفها لي؟ وقال: ان النبي (صلى الله عليه وآله) لما ثقل في مرضه فوضع رأسه في حجره وأغميّ عليه وحضرت الصلاة فاؤذن بها فخرجت عائشة فقالت يا عمر اخرج فصل بالناس، فقال: أبوك اولى بها، فقالت: صدقت ولكنه رجل لين وأكره ان يواثبه القوم فصل انت، فقال لها عمر: بل يصلي هو وانا أكفيه ان وثب واثب أو تحرك متحرك مع أن محمداً مغمى عليه لا أراه يفيق منها والرجل مشغول به لا يقدر أن يفارقه يريد علياً (عليه السلام) فبادره بالصلاة قبل أن يفيق فانه ان أفاق خفت ان يامر علياً بالصلاة وقد سمعت مناجاته منذ الليلة وفي آخر كلامه الصلاة الصلاة، قال فخرج أبو بكر ليصلي بالناس فأنكر القوم ذلك ثم ظنوا بأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم يكبر حتى أفاق (صلى الله عليه وآله) وقال ادعوا لي العباس فدعي فحمله هو وعلي (عليه السلام) فأخرجاه حتى صلى بالناس وانه لقاعد، ثم حمل فوضع على منبره فلم يجلس بعد ذلك على المنبر واجتمع له جميع أهل المدينة من المهاجرين والانصار حتى برزت العواتق من خدورهن فبين باك وصائح ومسترجع والنبي (صلى الله عليه واله) يخطب ساعة ويسكت ساعة، وكان مما ذكر في خطبته ان قال: يا معشر المهاجرين والانصار ومن حضرني في يومي هذا وفي ساعتي هذه من الجن والإنس فليبلغ شاهدكم الغائب الا قد خلفت فيكم كتاب الله فيه النور والهدى والبيان ما فرط الله فيه من شيء حجة الله لي عليكم وخلفت فيكم العلَم الأكبر علم الدين ونور الهدى وصيي علي بن أبي طالب الا هو حبل الله فاعتصموا به جميعاً ولا تفرقوا عنه واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا، أيها الناس هذا علي بن أبي طالب كنز الله اليوم وما بعد اليوم من أحبه وتولاه اليوم وما بعد اليوم فقد أوفى بما عاهد عليه الله وادى ما وجب عليه ومن عاداه اليوم وما بعد اليوم جاء يوم القيامة أعمى وأصم ولا حجة له عند الله ...الى آخر الرواية.
يمكن أن يقال في ردِّ من يحاول الاستدلال بصلاة أبي بكر بالناس (إن ثبتت) في حياة النبي (صلى الله عليه وآله) وفي مسجده للخلافة:
أولاً ـ ليست إمامة الجماعة لدى اهل السنة منصباً خطيراً ومهماً أو قيادة شعبية أو دينية في عرف الإسلام، ولذلك روي في كتبهم القول (صلوا خلف كل بر وفاجر)، ولو صح أن ابن أبي قحافة أمّ الناس فلا يكون ذلك كاشفاً حسب الموازين التي يعترفون بها لإمامة الجماعة ان الرجل ذو أهلية ويحمل مزية يصلح بها للزعامة الدينية والسياسية، بل جملة منهم لا يشترطون البلوغ في إمام الجماعة.
ثانياً ـ ان سحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأمر من الله آيات من سورة البراءة التي كان أبو بكر مكلفاً منه (صلى الله عليه وآله) بقراءتها على الناس في موسم الحج لأكبر شاهد على أن ابابكر لا يصلح للقيادة الزعامة، وكذلك فشله في فتح قلعة خيبر.
ثالثاً ـ إن الروايات التي رويت من طرق أبناء العامة في هذا الشأن مختلفة ومتباينة في صلب الموضوع بحيث لا يمكن القول بأنها تحكي عن معنى واحد
، وإليك بعضاً منها:
روى عبد الله بن هشام عن أبيه عن عبد الله بن زمعة بن الاسود بن مطلب بن أسد (قال: لما استعز برسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا عنده في نفر من المسلمين دعا بلال للصلاة وقال مروا من يصلي بالناس قال فخرجت فإذا عمر في الناس وكان أبو بكر غائباً فقلت قم يا عمر فصل بالناس قال فقام فلما كبّر عمر سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) صوته وكان عمر رجلاً مجهراً فقال رسول الله فأين أبو بكر يأبى الله ذلك والمسلمون، يأبى الله ذلك والمسلمون قال فبعث الى أبي بكر فجاء بعدما صلى عمر تلك الصلاة فصلى بالناس...) إلى آخر الرواية.
وروى ابن زمعة من طريق آخر انه لما سمع النبي (صلى الله عليه وآله) صوت عمر قال: ابن زمعة خرج النبي (صلى الله عليه وآله) حتى اطلع رأسه من حجرته ثم قال لا لا لايصلي بالناس الا ابن أبي قحافة يقول ذلك مغضباً... الخ الرواية.
ورويت قصة الصلاة بنحو آخر عائشة:
قال الأسود (بن عبد المطلب) كنا عند عائشة فذكرنا المواظبة على الصلاة والمواظبة لها. قالت لما مرض النبي (صلى الله عليه وآله) مرضه الذي مات فيه فحضرت الصلاة، فأذن بلال قال مروا أبا بكر فليصلِ بالناس، فقيل إن أبا بكر رجل اسيف إذا قام مقامك لم يستطع ان يصلي بالناس، فأعاد فاعادوا له فأعاد الثالثة فقال إنكن صواحب يوسف. مروا أبا بكر فليصلِ بالناس فخرج أبو بكر فوجد النبي (صلى الله عليه وآله) في نفسه خفة فخرج يهادي بين رجُلين كأني انظر الى رجليه تخطان من الوجع فأراد أبو بكر أن يتأخر فأومأ اليه النبي (صلى الله عليه وآله) مكانك ثم أوتي به حتى جلس الى جنبه. قيل للأعمش فكان النبي (صلى الله عليه وآله) يصلي وأبو بكر يصلي بصلاته والناس يصلون بصلاة أبي بكر؟ فقال برأسه نعم.
وقال ابن كثير وقد رواه البخاري في غير موضع من كتابه ومسلم والنسائي وابن ماجة من طرق متعددة عن الأعمش به. وأيضاً قال ابن كثير روى البخاري عن قتيبة ومسلم عن أبي بكر بن شيبة ويحيى بن يحيى عن معاوية به.
فينبغي أن تلتفت أيها الناظر أن هذا الخبر مع هذه التأكيدات في السند انما يثبت إمامة رسول الله (صلى الله عليه وآله) واقتداء أبي بكر به (صلى الله عليه وآله) ودعوى أن أبا بكر كان إمام الناس لا يعقل إذ يعني ذلك ان هناك إمامين في صلاة واحدة شخصية.
وقال ابن كثير قال البخاري ثنا عبد الله بن يوسف أنبأنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة انها قالت: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال في مرضه مروا أبا بكر فليصلِ بالناس قال ابن شهاب اخبرني عبيد الله بن عبد الله عن عائشة انها قالت: لقد عاودت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ذلك وما حملني على معاودته الا اني خشيت ان يتشاءم الناس بأبي بكر والا أني علمت انه لن يقوم مقامه احد الا تشاءم الناس به فأحببت ان يعدل ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن ابي بكر الى غيره.
ملاحظة: أترى ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يريد ان يتشاءم به الناس وعائشة لا تريد ذلك!!
ورويت قصة الصلاة بطريق آخر مختلف عما تقدم مع في ما تقدم من التباين والاختلاف.
عن عبيد الله بن عبد الله قال دخلت على عائشة فقلت الا تحدثيني عن مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالت: بلى ثقل برسول الله (صلى الله عليه وآله) وجعه فقال اصلى الناس؟ قلنا لا هم ينتظرونك يا رسول الله فقال: صبّوا اليّ ماءً في المخضب ففعلنا قالت فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال اصلى الناس؟ قلنا لا هم ينتظرونك يا رسول الله قال دعوا لي ماءً في المخضب ففعلنا فأغتسل ثم ذهب لينوء فاغمى عليه ثم افاق فقال اصلى الناس؟ قلنا لا هم ينتظرونك يا رسول الله قال دعوا لي ماءً في المخضب ففعلنا قالت فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم افاق فقال اصلى الناس؟ قلنا لا هم ينتظرونك يا رسول الله قالت والناس عكوف في المسجد ينتظرون رسول الله لصلاة العشاء فارسل رسول الله (صلى الله عليه وآله ) لابي بكر لان يصلي بالناس وكان ابو بكر رجلاً رقيقاً فقال يا عمر صل بالناس فقال أنت أحق بالناس فصلى بهم تلك الأيام ثم ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجد خفة فخرج بين رجلين أحدهما العباس لصلاة الظهر فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر فأومأ اليه ان لا يتأخر وامرهما فأجلساه الى جنبه وجعل ابو بكر يصلي قائما ورسول الله يصلي قاعداً... الى ان قال ابن كثير: وفي رواية فجعل ابو بكر يصلي بصلاة رسول الله وهو قائم والناس يصلون بصلاة أبي بكر ورسول الله قاعد الى الآخر.
ورواية اخرى ذكرها ابن كثير عن الارقم بن شرحبيل عن ابن عباس قال: لما مرض النبي (صلى الله عليه وآله) امر أبا بكر ان يصلي بالناس ثم وجد خفة فخرج فلما أحس به أبو بكر أراد ان ينكص فأومأ اليه النبي (صلى الله عليه وآله) وجلس الى جنب أبي بكر عن يساره واستفتح من الآية التي انتهى اليها أبو بكر.
وقال ابن كثير: رواه عن وكيع عن اسرائيل عن أبي اسحق عن أرقم عن ابن عباس بأطول من هذا. وقال وكيع مرة: فكان أبو بكر يأتم بالنبي والناس يأتمون بأبي بكر.
ورواية اخرى تعطي عكس ذلك.
قال الامام أحمد: ثني شباب بن سوار ثنا شعبة عن نعيم بن أبي هند عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة قالت: صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) خلف ابي بكر قاعداً في مرضه الذي مات فيه.
وفي رواية اخرى: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلى آخر صلاة صلاها مع القوم في ثوب واحد ملتحفاً به خلف أبي بكر.
وهكذا روايات متعددة لن تجد روايتين منها تتفق في المعنى فضلاً عن اللفظ وذلك دليل على اختلاق القصة.
والذي روي عن طريق الخاصة
.
ما في (البحار ج22 ص485 ـ 486 ) عن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) يرويه عيسى الضرير: قال: وقلت ان الناس قد اكثروا في ان النبي (صلى الله عليه وآله) أمر أبا بكر ان يصلي بالناس ثم عمر، فاطرق عني طويلاً ثم قال: ليس كما ذكروا ولكنك يا عيسى كثير البحث عن الامور ولا ترضى عنها الا بكشفها، فقلت: بأبي أنت وأمي انما اسأل عما انتفع به في ديني واتفقه مخافة ان أضل وأنا لا أدري ولكن متى أجد مثلك يكشفها لي؟ وقال: ان النبي (صلى الله عليه وآله) لما ثقل في مرضه فوضع رأسه في حجره وأغميّ عليه وحضرت الصلاة فاؤذن بها فخرجت عائشة فقالت يا عمر اخرج فصل بالناس، فقال: أبوك اولى بها، فقالت: صدقت ولكنه رجل لين وأكره ان يواثبه القوم فصل انت، فقال لها عمر: بل يصلي هو وانا أكفيه ان وثب واثب أو تحرك متحرك مع أن محمداً مغمى عليه لا أراه يفيق منها والرجل مشغول به لا يقدر أن يفارقه يريد علياً (عليه السلام) فبادره بالصلاة قبل أن يفيق فانه ان أفاق خفت ان يامر علياً بالصلاة وقد سمعت مناجاته منذ الليلة وفي آخر كلامه الصلاة الصلاة، قال فخرج أبو بكر ليصلي بالناس فأنكر القوم ذلك ثم ظنوا بأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم يكبر حتى أفاق (صلى الله عليه وآله) وقال ادعوا لي العباس فدعي فحمله هو وعلي (عليه السلام) فأخرجاه حتى صلى بالناس وانه لقاعد، ثم حمل فوضع على منبره فلم يجلس بعد ذلك على المنبر واجتمع له جميع أهل المدينة من المهاجرين والانصار حتى برزت العواتق من خدورهن فبين باك وصائح ومسترجع والنبي (صلى الله عليه واله) يخطب ساعة ويسكت ساعة، وكان مما ذكر في خطبته ان قال: يا معشر المهاجرين والانصار ومن حضرني في يومي هذا وفي ساعتي هذه من الجن والإنس فليبلغ شاهدكم الغائب الا قد خلفت فيكم كتاب الله فيه النور والهدى والبيان ما فرط الله فيه من شيء حجة الله لي عليكم وخلفت فيكم العلَم الأكبر علم الدين ونور الهدى وصيي علي بن أبي طالب الا هو حبل الله فاعتصموا به جميعاً ولا تفرقوا عنه واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا، أيها الناس هذا علي بن أبي طالب كنز الله اليوم وما بعد اليوم من أحبه وتولاه اليوم وما بعد اليوم فقد أوفى بما عاهد عليه الله وادى ما وجب عليه ومن عاداه اليوم وما بعد اليوم جاء يوم القيامة أعمى وأصم ولا حجة له عند الله ...الى آخر الرواية.
تعليق