من الشيخ د عبدالرزاق السعدي إلى شيخ الأمة الدكتور يوسف القرضاوي
تعقيب مُهَذّب من عالم عراقي متأدّب إلى شيخ عالم جليل، لإبداء رأي شرعي في أمر يهم الأمة وقد أعجبني هذا الأدب الراقي من الشيخ الجليل د عبدالرزاق السعدي في مخاطبة عالم جليل له الفضل على الأمة وعلى الإسلام، وليس كما كتب آخرون بإسفاف وقلة أدب.. وتطاول..
مرحى للعلماء الأجلاء وهم يُعلمّون شباب الأمة أسلوب الحوار والنقاش في إطار الشرع والأخلاق والأدب الراقي.. تحية لشيخنا الجليل السعدي ولشيخ الأمة وحامي حمى الوسطية يوسف القرضاوي
تعقيب على شرعية الاستعانة بالغرب في ليبيا
بقلم: أ.د.عبدالرزاق عبدالرحمن السعدي
صاحب الفضيلة العلامة الدكتورالشيخ يوسف القرضاوي رعاه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ندعو لفضيلتكم بالصحة وطول العمر في خدمة الاسلام والمسلمين
قد لا يكون لمثلي أن يتجرأ بالتعقيب على سماحتكم لكن الذي يشفع لي سموّ أخلاقكم الكريمة وسعة صدركم للنقاش العلمي الهادف فتلك سنة علمائنا من سلف هذه الامة وأنا شخصيا أميل الى منهجكم الوسطي ويبقى الكمال لله تعالى وحده والعصمة لانبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام.
شيخنا الكريم انتم لم تعودوا شخصا يمثل نفسه وانما تمثل علماء المسلمين وعامتهم حين تظهر في قناة فضائية كتب لها ان تأخذ مساحة واسعة في العالم وهناك أمورقد أثارتها قناة الجزيرة معكم كنا نتمنى ان تكون معالجتها معالجة اكثر دقة وأحكم طرحا بحس سياسي اسلامي لاننا في مواقعنا الاجتماعية والجامعية نحرج احراجا كبيرا امام جمهور المسلمين اللذن يستمعون اليكم ويستطلعون راينا بما تقولون ونحاول ايجاد مخرج وتأويل قد لانكون مقتنعين به لكننا نريد الحفاظ على مكانة العلماء المخلصين من امثالكم.
وآخر موضوع تحدثتم فيه على هذه القناة هو القضية الليبية وكان حديثا شرعيا في الانكار على الظلم والظالمين لكنّ تبرير الاستعانة بالغرب على ظالمي العرب اثار استغرابا في الاوساط الاسلامية والعربية من مثقفين وعامة.
يا فضيلة الشيخ الكريم نناشدكم باسم العلم الذي هو رحم بيننا ان تتخذوا لكم مستشارين لهم حس سياسي اسلامي تستأنسون برأيهم قبل ان تظهروا للجماهير في مثل هذه القضايا الحساسة التي تقرر مصير الامم والشعوب ونحن قادمون الى الله تعالى وسائلنا عن علمنا ماذا عملنا فيه فلا تشفع لنا رغبة حاكم ولا تنقذنا أمام الله توجهات دولة فلقد سئمت الشعوبُ عامة والعربُ والمسلمون خاصة من الغرب وبخاصة من امريكا التي احتلت ودمرت البلاد والعباد واهلكت الحرث والنسل وسرقت الاموال جهارا نهارا واغتصبت وفرضت الافكار الاباحية : العقائدية منها والاخلاقية واستباحت كل شيئ بمنطق القوة والجبروت واهانت الحرمات والمقدسات وقضت على ذوي الرأي في الامة وقتلت العلماء والمفكرين وفرضت مناهجها على واقع التعليم وسلطت عملاءها على رقاب الابرياء من عباد الله ولم تقدم حسنة واحدة ولم يلمس الجمهور منها أي خير يذكر مما يجعل الشعوب تترحم على وضعها السابق مع حكامها السابقين.
لقد لمسنا هذا في بلدنا العراق وعشنا مأساة الاحتلال وتجرعنا سموم المحتل فمنا من قضى نحبه ومنا من هجر اهله ودياره ومنا من يكابد الى ان يقضي الله أمرا كان مفعولا. بعد كل هذا وهو غيض من فيض يأتي فضيلتكم ليبرر الاستعانة في ليبيا بهؤلاء الكفار اللذين لا يرقبون في مؤمن الا ولا ذمة وكما يقال: لا تحرق النار الا رجل واطيها. وكما يقال: لا يدرك الشوق الا من يكابده... ولا الصبابة الا من يعانيها. فنحن من عرف الغرب وامريكا وجرائمهم.
فهل أن طلبَ الليبين او العرب تدخل القوات الغربية مبرر لتحليل ما حرم الله كما اجزتم ذلك؟
ام كان المأمول من فضيلتكم ان تكون النظرة الى هذا الموضوع اعمق من ازالة حاكم يؤذي شعبه وان تطالب الشعب الليبي المجاهد بمقاومة الظلم بما أوتي من قوة بامكاناته المتاحة ليزيل الظلم ولو بعد حين فالله ناصر عباده المخلصين من دون ان يتدخل اجنبي سيكلفهم فيما بعد دينهم واموالهم واعراضهم. وكان الامل يحدونا ان تطالبوا حكام العرب بتسوية القضية فانهم غير عاجزين عن ذلك ان هم توحدوا على قلب رجل واحد لان العرب ارحم ببعضهم من غيرهم.وكان المرجو ان تدعو الشعب الليبي للاقتداء بشعب تونس الحر وشعب مصر العظيم اللذين لم يستعينوا الابالله الواحد الاحد. وأن تنصحهم بالاقتداء بشيخهم وشيخ المجاهدين عمر المختار الذي رفض مهادنة المحتل الكافر ورفض عروضه المغرية.
وكنا نتمنى ان لا يسبق السياسيُ عمرو موسى امين الجامعة العربية علماءَ الدين الى استنكار الهجمات الغربية التي دمرت ليبيا ومنشآتها التي هي ليست ملكا لفلان او علان وانما هي ملك الليبيين والعرب والمسلمين.
ان الغرب سيكلف ليبيا ثمنا باهظا اذا ما ازال حاكمها وستفقد هذه الثورة الشعبية معناها ومغزاها فالغرب لا يتصدق علينا ولايسدي الينا معروفا بالمجان فكل شيئ عنه بحسابه وهو يخطط بعقلية يجهلها كثير من ابناء العرب والمسلمين.
وماذا سنقول يا صاحب الفضيلة لما يجري في البحرين واليمن وسوريا والمغرب هل ستؤيد تدخل الغرب في هذه البلدان أم لا...؟
وأخيرا فقد عهدنا في فضيلتكم قول الحق والانصياع له والرجوع اليه كما كان فعل امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاصدح بها مدوية بان الظلم ظلمات. وواجب حكام العرب والمسلمين وشعوبهم ازالته من دون تدخل اجنبي او غرب لا يضمر خيرا لهذه الامة فالامة بحاجة الى الكلمة الصادقة المخلصة من امثالكم والعمر مهما طال فهو قصير واقوالنا وافعالنا محاسبون عليها يوم المصير
اعتذر ان كنت قد وضعت نفسي في غير موضعه لكنها حسرة مجروح على ما يجري في المسلمين وعلمائهم من اختلال في الموازين والفتاوى والله من وراء القصد وبه التوفيق والهداية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مُجلّكم ومُحبكم
أ.د. عبدالرزاق عبدالرحمن السعدي
تعقيب مُهَذّب من عالم عراقي متأدّب إلى شيخ عالم جليل، لإبداء رأي شرعي في أمر يهم الأمة وقد أعجبني هذا الأدب الراقي من الشيخ الجليل د عبدالرزاق السعدي في مخاطبة عالم جليل له الفضل على الأمة وعلى الإسلام، وليس كما كتب آخرون بإسفاف وقلة أدب.. وتطاول..
مرحى للعلماء الأجلاء وهم يُعلمّون شباب الأمة أسلوب الحوار والنقاش في إطار الشرع والأخلاق والأدب الراقي.. تحية لشيخنا الجليل السعدي ولشيخ الأمة وحامي حمى الوسطية يوسف القرضاوي
تعقيب على شرعية الاستعانة بالغرب في ليبيا
بقلم: أ.د.عبدالرزاق عبدالرحمن السعدي
صاحب الفضيلة العلامة الدكتورالشيخ يوسف القرضاوي رعاه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ندعو لفضيلتكم بالصحة وطول العمر في خدمة الاسلام والمسلمين
قد لا يكون لمثلي أن يتجرأ بالتعقيب على سماحتكم لكن الذي يشفع لي سموّ أخلاقكم الكريمة وسعة صدركم للنقاش العلمي الهادف فتلك سنة علمائنا من سلف هذه الامة وأنا شخصيا أميل الى منهجكم الوسطي ويبقى الكمال لله تعالى وحده والعصمة لانبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام.
شيخنا الكريم انتم لم تعودوا شخصا يمثل نفسه وانما تمثل علماء المسلمين وعامتهم حين تظهر في قناة فضائية كتب لها ان تأخذ مساحة واسعة في العالم وهناك أمورقد أثارتها قناة الجزيرة معكم كنا نتمنى ان تكون معالجتها معالجة اكثر دقة وأحكم طرحا بحس سياسي اسلامي لاننا في مواقعنا الاجتماعية والجامعية نحرج احراجا كبيرا امام جمهور المسلمين اللذن يستمعون اليكم ويستطلعون راينا بما تقولون ونحاول ايجاد مخرج وتأويل قد لانكون مقتنعين به لكننا نريد الحفاظ على مكانة العلماء المخلصين من امثالكم.
وآخر موضوع تحدثتم فيه على هذه القناة هو القضية الليبية وكان حديثا شرعيا في الانكار على الظلم والظالمين لكنّ تبرير الاستعانة بالغرب على ظالمي العرب اثار استغرابا في الاوساط الاسلامية والعربية من مثقفين وعامة.
يا فضيلة الشيخ الكريم نناشدكم باسم العلم الذي هو رحم بيننا ان تتخذوا لكم مستشارين لهم حس سياسي اسلامي تستأنسون برأيهم قبل ان تظهروا للجماهير في مثل هذه القضايا الحساسة التي تقرر مصير الامم والشعوب ونحن قادمون الى الله تعالى وسائلنا عن علمنا ماذا عملنا فيه فلا تشفع لنا رغبة حاكم ولا تنقذنا أمام الله توجهات دولة فلقد سئمت الشعوبُ عامة والعربُ والمسلمون خاصة من الغرب وبخاصة من امريكا التي احتلت ودمرت البلاد والعباد واهلكت الحرث والنسل وسرقت الاموال جهارا نهارا واغتصبت وفرضت الافكار الاباحية : العقائدية منها والاخلاقية واستباحت كل شيئ بمنطق القوة والجبروت واهانت الحرمات والمقدسات وقضت على ذوي الرأي في الامة وقتلت العلماء والمفكرين وفرضت مناهجها على واقع التعليم وسلطت عملاءها على رقاب الابرياء من عباد الله ولم تقدم حسنة واحدة ولم يلمس الجمهور منها أي خير يذكر مما يجعل الشعوب تترحم على وضعها السابق مع حكامها السابقين.
لقد لمسنا هذا في بلدنا العراق وعشنا مأساة الاحتلال وتجرعنا سموم المحتل فمنا من قضى نحبه ومنا من هجر اهله ودياره ومنا من يكابد الى ان يقضي الله أمرا كان مفعولا. بعد كل هذا وهو غيض من فيض يأتي فضيلتكم ليبرر الاستعانة في ليبيا بهؤلاء الكفار اللذين لا يرقبون في مؤمن الا ولا ذمة وكما يقال: لا تحرق النار الا رجل واطيها. وكما يقال: لا يدرك الشوق الا من يكابده... ولا الصبابة الا من يعانيها. فنحن من عرف الغرب وامريكا وجرائمهم.
فهل أن طلبَ الليبين او العرب تدخل القوات الغربية مبرر لتحليل ما حرم الله كما اجزتم ذلك؟
ام كان المأمول من فضيلتكم ان تكون النظرة الى هذا الموضوع اعمق من ازالة حاكم يؤذي شعبه وان تطالب الشعب الليبي المجاهد بمقاومة الظلم بما أوتي من قوة بامكاناته المتاحة ليزيل الظلم ولو بعد حين فالله ناصر عباده المخلصين من دون ان يتدخل اجنبي سيكلفهم فيما بعد دينهم واموالهم واعراضهم. وكان الامل يحدونا ان تطالبوا حكام العرب بتسوية القضية فانهم غير عاجزين عن ذلك ان هم توحدوا على قلب رجل واحد لان العرب ارحم ببعضهم من غيرهم.وكان المرجو ان تدعو الشعب الليبي للاقتداء بشعب تونس الحر وشعب مصر العظيم اللذين لم يستعينوا الابالله الواحد الاحد. وأن تنصحهم بالاقتداء بشيخهم وشيخ المجاهدين عمر المختار الذي رفض مهادنة المحتل الكافر ورفض عروضه المغرية.
وكنا نتمنى ان لا يسبق السياسيُ عمرو موسى امين الجامعة العربية علماءَ الدين الى استنكار الهجمات الغربية التي دمرت ليبيا ومنشآتها التي هي ليست ملكا لفلان او علان وانما هي ملك الليبيين والعرب والمسلمين.
ان الغرب سيكلف ليبيا ثمنا باهظا اذا ما ازال حاكمها وستفقد هذه الثورة الشعبية معناها ومغزاها فالغرب لا يتصدق علينا ولايسدي الينا معروفا بالمجان فكل شيئ عنه بحسابه وهو يخطط بعقلية يجهلها كثير من ابناء العرب والمسلمين.
وماذا سنقول يا صاحب الفضيلة لما يجري في البحرين واليمن وسوريا والمغرب هل ستؤيد تدخل الغرب في هذه البلدان أم لا...؟
وأخيرا فقد عهدنا في فضيلتكم قول الحق والانصياع له والرجوع اليه كما كان فعل امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاصدح بها مدوية بان الظلم ظلمات. وواجب حكام العرب والمسلمين وشعوبهم ازالته من دون تدخل اجنبي او غرب لا يضمر خيرا لهذه الامة فالامة بحاجة الى الكلمة الصادقة المخلصة من امثالكم والعمر مهما طال فهو قصير واقوالنا وافعالنا محاسبون عليها يوم المصير
اعتذر ان كنت قد وضعت نفسي في غير موضعه لكنها حسرة مجروح على ما يجري في المسلمين وعلمائهم من اختلال في الموازين والفتاوى والله من وراء القصد وبه التوفيق والهداية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مُجلّكم ومُحبكم
أ.د. عبدالرزاق عبدالرحمن السعدي