مذ أن التحق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالرفيق الأعلى وتسلّم الشيخان أبو بكر وعمر سدّة الحكم منعا تدوين الحديث وشدّدا في منعه، بالقول «حسبنا كتاب اللّه» استدراكاً لما فعله الخليفة الأوّل أبو بكر بن أبي قحافة حينما أحرق الأحاديث التي كانت عنده والتي سمعها ودوّنها من رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي تربو على الخمسمائة حديث.قال الحافظ السيوطي في التدريب: وكانت الآثار في عصر الصحابة وكبار التابعين غير مدوّنة ولا مرتبة; لسيلان أذهانهم وسعة حفظهم; ولأنهم كانوا نهوا أولاً عن كتابتها، كما ثبت في صحيح مسلم، خشية اختلاطها بالقرآن; ولأنّ أكثرهم كان لايحسن الكتابة
([7]) لاحظ تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي ج1: ص66.
في حين بقيت الاُمّة بأمسّ الحاجة إلى تدوين الحديث لمعرفة أحكامها الفقهية من الحلال والحرام والحدود في الدماء والفروج والأموال، ومسائلها العقائدية، واُمورها الحياتية، إلى أن أجاز عمر بن عبد العزيز تدوين الحديث بعد القرن الأوّل من الهجرة. غير أنّ شيعة أهل البيت رفضت القرار المزبور، ودوّنت الحديث رغم الحظر الشديد، وذلك ابتداءً من عصر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) مروراً بعصر الإمام عليّ (عليه السلام) باب مدينة علم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن بعده أخذت شيعة أهل البيت عن أبنائه الأئمة الطاهرين (عليهم السلام). وأوّل من دوّن الحديث سلمان المحمّدي الفارسي وأبو ذرّ الغفاري، ومن بعدهم أبو رافع مولى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) وابنه علي وعبيد اللّه، وكانا كاتبين لأمير المؤمنين عليّ (عليه السلام)، والأصبغ بن نباتة، وسليم ابن قيس الهلالي وكثير غيرهم، وكلّهم من شيعة عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وخواصّه. والواقع التأريخي يقرّ بأنّ الحكّام الاُمويين منعوا الناس عن التحدّث بعلم عليّ (عليه السلام) خاصّة أو نقل فتاواه وأقواله للناس. فتم الالتجاء إلى التورية بقولهم: قال أبو زينب، أو قال الشيخ، بدلا من ذكر الرواة والمحدّثين اسم عليّ. حيث كانت منابرهم تعجّ بسبّه، وألسنة مشايخهم تلهج بذمّه، وقصّاصوهم يختمون أحاديثهم بلعنه.
وفي القرنين الثاني والثالث، جاء عن محمد بن مسعود العياشي انه انفق على تدوين العلم ثلاثمائمة الف دينار، وان داره كانت تعج بالناس، وهم بين ناسخ وقارئ ومقارن ولو كتب البقاء لمؤلفات الشيعة لكانت دور الكتب اغنى ما تكون بالآثار الشيعية، ولكن الظروف التي احاطت بهم، والحروب الدامية التي كانت في الغالب تستهدف دمائهم وآثارهم كل ذلك قد ساهم في تبديد تلك الكنوز الغنية ، وليس ادل على ذلك من اقدام الايوبيين على حرق المكتبات الشيعية مباشرة. كمكتبة الطوسي، والوزير (نصر سابور بن اردشير) وزير بهاء الدولة، ومكتبة الازهر التي اسسها الفاطميون في مصر وحشدوا فيها مئات الالوف من المجلدات في مختلف المواضيع وبقيت اكثر من قرنين من الزمن منهلاً كريماً لرواد العلم ، وفي هذا الدور الذي ظهر فيه اصحاب الصحاح ودونوا صحاحهم، نجد بين المؤلفين من الشيعة من هو اكثر انتاجاً واحسن تنظيماً من غيرهم، كما تؤكد ذلك كتب الرجال والحديث التي تعرضت لمؤلفات الشيعة في الفترة الواقعة بين عصر البخاري والنسائي، وبخاصة المؤلفات الفقهية الموزعة على ابواب الفقه وفصوله، واشتهر من بينهم القميون بتصلبهم وتشددهم على كل متهم بالانحراف عن العقيدة، كمحمد بن عيسى بن عبد الله الاشعري شيخ القميين في القرن الثالث على حد تعبير علماء الرجال ومحمد بن احمد بن ابي قولويه، ومحمد بن اسماعيل بن بشير البرمكي، ومحمد بن خالد الاشعري القمي، ومحمد بن علي بن محبوب احد الشيوخ الاجلاء في قم، وجاء في الفهرست لابن النديم: ان الفضل بن شاذان النيسابوري ترك نحواً من 180 كتاباً من مؤلفاته في مختلف المواضيع، وبلغ الحال بالقميين وغيرهم انهم كانوا يخرجون من قم كل متهم بالغلو والانحراف عن التشيع السليم ويرفضون مروياتهم مهما كان نوعها. وبالتالي فقد اتجهوا الى التأليف في احوال الرواة، ووضعوا اصول علم الرجال والدراية قبل ان يقوم البخاري ورفاقه من اصحاب الصحاح بمهمة تصفية الحديث وتصنيفه، وقد وضعت الشيعة تلك حتى لا تختلط مرويات المنحرفين والمتهمين بمرويات الموثوقين من الشيعة المعتدلين في تشيعهم وعقائدهم، ومن هؤلاء علي بن الحسين بن علي بن فضال.وجاء في الفهرست للشيخ الطوسي، انه الف كتاباً في الممدوحين، والمذمومين في رجال الحديث.
* ونفتتح بأعظم ما تم تناقله أهل البيت
وهما :
مصحف فاطمة ، وهي المدونات. هي مدونة علمية من جملة المورث الخاص بأهل البيت (عليهم السلام) ولم يطلع عليها أحد من الشيعة، فهو من مذخورات آل محمد (عليهم السلام)، وهي موجودة الآن عند الإمام المهدي (ع).
مصحف علي ، وهي الصحيفة الجامعة ، طولها سبعون ذراعا ، وهو إملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخطّ علي عليه السلام وهو فيه ما كان وماهو كائن الى يوم القيامة ، وهو الآن عند الإمام الحجة المنتظر (عليه السلام) ، يظهره عند ظهوره (عليه السلام) .
خواص الصحابة يتحدون المنع ويدونون الأحاديث :
الصحيفة الأولى :
في أوّل من جمع الحديث ورتّبه بالأبواب من الصحابة الشيعة
هو: أبو رافع مولى رسول الله(صلى الله عليه وآله)، قال النجاشي في كتاب فهرس أسماء المصنّفين من الشيعة مالفظه: ولأبي رافع مولى رسول الله(صلى الله عليه وآله)كتاب السنن والأحكام والقضايا ، ثمّ ذكر النجاشي إسناده إلى رواية الكتاب باباً باباً: الصلاة والصيام والحج والزكاة، والقضايا....
الصحيفة الثانية:
في أوّل من جمع حديثاً إلى مثله في باب واحد وعنوان واحد من الصحابة الشيعة
وهم: أبو عبدالله سلمان الفارسي (رضي الله عنه) وأبو ذرّ الغفاري (رضي الله عنه) وقد نصّ على ذلك رشيد الدين ابن شهرآشوب في كتابه معالم علماء الشيعة، وذكر الشيخ أبو جعفر الطوسي شيخ الشيعة والشيخ أبو العباس النجاشي في كتابيهما في فهرست أسماء المصنّفين من الشيعة مصنّفاً لأبي عبدالله سلمان الفارسي، ومصنّفاً لأبي ذر الغفاري، وأوصلا أسنادهما إلى رواية كتاب سلمان «حديث الجاثليق»، وكتاب أبي ذر كـ «الخطبة» يشرح فيه الاُمور بعد رسول الله .
الصحيفة الثالثة
في أوّل من صنّف الآثار من كبار التابعين من الشيعة
هو عليّ بن أبي رافع، صاحب أمير المؤمنين (عليه السلام) وخازن بيت ماله وكاتبه ، قال النجاشي في كتابه في أسماء الطبقة الاُولى من المصنّفين من أصحابنا عند ذكره: تابعي من خيار الشيعة، كانت له صحبة من أمير المؤمنين (عليه السلام)وكان كاتباً له، وحفظ كثيراً، وجمع كتاباً في فنون من الفقه، الوضوء، والصلاة وسائر الأبواب، ثمّ أوصل إسناده إلى روايته. ولأخيه عبيدالله بن أبي رافع كاتب أمير المؤمنين (عليه السلام) كتاب «قضايا أمير المؤمنين(عليه السلام)» وكتاب «تسمية من شهد مع أمير المؤمنين (عليه السلام)الجمل وصفين والنهروان من الصحابة» كما في فهرست الشيخ أبي جعفر الطوسي(قدس سره) وفي تقريب إبن حجر: كان كاتب عليّ (عليه السلام)وهو ثقة من الثالثة. وأصبغ بن نباتة المجاشعي من خاصّة أمير المؤمنين (عليه السلام) وعمّر بعده، روى عنه عهده للأشتر ، قال النجاشي: وهو كتاب معروف، ووصيته إلى إبنه محمد ابن الحنفية . وزاد الشيخ أبو جعفر الطوسي في الفهرست: أنّ له كتاب «مقتل الحسين بن عليّ(عليهما السلام)» رواه عنه الدوري. وسُليم بن قيس الهلالي أبو صادق، صاحب أمير المؤمنين عليه السلام يطبع كتابة له كتاب جليل عظيم. روى فيه عن عليّ (عليه السلام) وسلمان الفارسي وأبي ذر الغفاري والمقداد وعمار بن ياسر وجماعة من كبار الصحابة. قال الشيخ الإمام أبو عبدالله النعماني المتقدّم ذكره في أئمة التفسير في كتابه الغيبة ـ بعد نقل حديث من كتاب سليم بن قيس ـ ما نصّه: وليس بين جميع الشيعة ممّن حمل العلم ورواه عن الأئمة ...، إلى أن قال: ـ وهو من الاُصول التي ترجع الشيعة إليها وتعوّل عليها. إنتهى.
وميثم بن يحيى أبو صالح التمّار من خواص أمير المؤمنين (عليه السلام) وصاحب سرّه له كتاب في الحديث جليل، أكثر النقل عنه: الشيخ أبو جعفر الطوسي والشيخ أبو عمرو الكشي والطبري في بشارة المصطفى مات ميثم بالكوفة، قتله عبيدالله بن زياد على التشيّع. ويعلى بن مرّة له نسخة يرويها عن أمير المؤمنين (عليه السلام) والنجاشي في الفهرست أوصل إسناده إلى رواية النسخة عنه. وعبيدالله بن الحرّ الجعفي التابعي، الكوفي، الشاعر، الفارس الفاتك، له نسخة يرويها عن أمير المؤمنين(عليه السلام)، ومات أيام المختار. ذكره النجاشيّ في الطبقة الاُولى من المصنّفين في الشيعة. ربيعة بن سميع له كتاب في زكاة النعم ذكره النجاشي في الطبقة الاُولى من الشيعة المصنّفين، وأنه من كبار التابعين. والحارث بن عبدالله الأعور الهمداني أبو زهير صاحب أميرالمؤمنين(عليه السلام) له كتاب يروي فيه المسائل التي أخبر بها أمير المؤمنين (عليه السلام)اليهودي يرويها عمرو بن أبي المقدام عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث الهمداني عن أمير المؤمنين (عليه السلام) كما في فهرست الشيخ أبي جعفر الطوسي . وذكر الشيخ رشيد الدين ابن شهرآشوب في أوّل كتابه معالم العلماء، ترتيباً في جواب ما حكاه ردا على كلام الغزالي : بل الصحيح أنّ أوّل من صنّف في الإسلام أميرالمؤمنين(عليه السلام)، ثم سلمان الفارسي (رضي الله عنه)، ثمّ أبو ذرّ الغفاري (رضي الله عنه)، ثمّ أصبغ بن نُباتة، ثم عبيدالله بن أبي رافع، ثمّ الصحيفة الكاملة عن ]الإمام [زين العابدين(عليه السلام)... إلى آخر كلامه. ومحمد بن قيس البجلي له كتاب يرويه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ذكره الشيوخ في التابعين من الشيعة، ورووا كتابه وأسند الشيخ أبو جعفر الطوسي في الفهرست عن عبيد بن محمد بن قيس قال: عرضنا هذا الكتاب على أبي جعفر محمد بن عليّ بن الحسين (عليهم السلام)فقال: هذا قول عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، وأوّل الكتاب كان يقول: إذا صلّى، قال في أوّل الصلاة... إلى آخر الكتاب
الصحيفة الرابعة :
في مَن جمع الحديث في أثناء المائة الثانية
من الشيعة وصنفوا الكُتب والاُصول والأجزاء من طريق أهل البيت(عليهم السلام)كانوا في عصر من ذكر في أوّل من جمع الآثار من أهل السنّة، رووا عن الإمام زين العابدين وإبنه الإمام الباقر (عليهما السلام) كأبان بن تغلب وجابر بن يزيد الجعفي فإنّه روى عن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) أحاديثه..ومثلها عند أبو حمزة الثمالي وزرارة بن أعين ومحمد بن مسلم الطائفي وأبو بصير وغيرهم.
**
الحمد لله
([7]) لاحظ تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي ج1: ص66.
في حين بقيت الاُمّة بأمسّ الحاجة إلى تدوين الحديث لمعرفة أحكامها الفقهية من الحلال والحرام والحدود في الدماء والفروج والأموال، ومسائلها العقائدية، واُمورها الحياتية، إلى أن أجاز عمر بن عبد العزيز تدوين الحديث بعد القرن الأوّل من الهجرة. غير أنّ شيعة أهل البيت رفضت القرار المزبور، ودوّنت الحديث رغم الحظر الشديد، وذلك ابتداءً من عصر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) مروراً بعصر الإمام عليّ (عليه السلام) باب مدينة علم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن بعده أخذت شيعة أهل البيت عن أبنائه الأئمة الطاهرين (عليهم السلام). وأوّل من دوّن الحديث سلمان المحمّدي الفارسي وأبو ذرّ الغفاري، ومن بعدهم أبو رافع مولى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) وابنه علي وعبيد اللّه، وكانا كاتبين لأمير المؤمنين عليّ (عليه السلام)، والأصبغ بن نباتة، وسليم ابن قيس الهلالي وكثير غيرهم، وكلّهم من شيعة عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وخواصّه. والواقع التأريخي يقرّ بأنّ الحكّام الاُمويين منعوا الناس عن التحدّث بعلم عليّ (عليه السلام) خاصّة أو نقل فتاواه وأقواله للناس. فتم الالتجاء إلى التورية بقولهم: قال أبو زينب، أو قال الشيخ، بدلا من ذكر الرواة والمحدّثين اسم عليّ. حيث كانت منابرهم تعجّ بسبّه، وألسنة مشايخهم تلهج بذمّه، وقصّاصوهم يختمون أحاديثهم بلعنه.
وفي القرنين الثاني والثالث، جاء عن محمد بن مسعود العياشي انه انفق على تدوين العلم ثلاثمائمة الف دينار، وان داره كانت تعج بالناس، وهم بين ناسخ وقارئ ومقارن ولو كتب البقاء لمؤلفات الشيعة لكانت دور الكتب اغنى ما تكون بالآثار الشيعية، ولكن الظروف التي احاطت بهم، والحروب الدامية التي كانت في الغالب تستهدف دمائهم وآثارهم كل ذلك قد ساهم في تبديد تلك الكنوز الغنية ، وليس ادل على ذلك من اقدام الايوبيين على حرق المكتبات الشيعية مباشرة. كمكتبة الطوسي، والوزير (نصر سابور بن اردشير) وزير بهاء الدولة، ومكتبة الازهر التي اسسها الفاطميون في مصر وحشدوا فيها مئات الالوف من المجلدات في مختلف المواضيع وبقيت اكثر من قرنين من الزمن منهلاً كريماً لرواد العلم ، وفي هذا الدور الذي ظهر فيه اصحاب الصحاح ودونوا صحاحهم، نجد بين المؤلفين من الشيعة من هو اكثر انتاجاً واحسن تنظيماً من غيرهم، كما تؤكد ذلك كتب الرجال والحديث التي تعرضت لمؤلفات الشيعة في الفترة الواقعة بين عصر البخاري والنسائي، وبخاصة المؤلفات الفقهية الموزعة على ابواب الفقه وفصوله، واشتهر من بينهم القميون بتصلبهم وتشددهم على كل متهم بالانحراف عن العقيدة، كمحمد بن عيسى بن عبد الله الاشعري شيخ القميين في القرن الثالث على حد تعبير علماء الرجال ومحمد بن احمد بن ابي قولويه، ومحمد بن اسماعيل بن بشير البرمكي، ومحمد بن خالد الاشعري القمي، ومحمد بن علي بن محبوب احد الشيوخ الاجلاء في قم، وجاء في الفهرست لابن النديم: ان الفضل بن شاذان النيسابوري ترك نحواً من 180 كتاباً من مؤلفاته في مختلف المواضيع، وبلغ الحال بالقميين وغيرهم انهم كانوا يخرجون من قم كل متهم بالغلو والانحراف عن التشيع السليم ويرفضون مروياتهم مهما كان نوعها. وبالتالي فقد اتجهوا الى التأليف في احوال الرواة، ووضعوا اصول علم الرجال والدراية قبل ان يقوم البخاري ورفاقه من اصحاب الصحاح بمهمة تصفية الحديث وتصنيفه، وقد وضعت الشيعة تلك حتى لا تختلط مرويات المنحرفين والمتهمين بمرويات الموثوقين من الشيعة المعتدلين في تشيعهم وعقائدهم، ومن هؤلاء علي بن الحسين بن علي بن فضال.وجاء في الفهرست للشيخ الطوسي، انه الف كتاباً في الممدوحين، والمذمومين في رجال الحديث.
* ونفتتح بأعظم ما تم تناقله أهل البيت

مصحف فاطمة ، وهي المدونات. هي مدونة علمية من جملة المورث الخاص بأهل البيت (عليهم السلام) ولم يطلع عليها أحد من الشيعة، فهو من مذخورات آل محمد (عليهم السلام)، وهي موجودة الآن عند الإمام المهدي (ع).
مصحف علي ، وهي الصحيفة الجامعة ، طولها سبعون ذراعا ، وهو إملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخطّ علي عليه السلام وهو فيه ما كان وماهو كائن الى يوم القيامة ، وهو الآن عند الإمام الحجة المنتظر (عليه السلام) ، يظهره عند ظهوره (عليه السلام) .
خواص الصحابة يتحدون المنع ويدونون الأحاديث :
الصحيفة الأولى :
في أوّل من جمع الحديث ورتّبه بالأبواب من الصحابة الشيعة
هو: أبو رافع مولى رسول الله(صلى الله عليه وآله)، قال النجاشي في كتاب فهرس أسماء المصنّفين من الشيعة مالفظه: ولأبي رافع مولى رسول الله(صلى الله عليه وآله)كتاب السنن والأحكام والقضايا ، ثمّ ذكر النجاشي إسناده إلى رواية الكتاب باباً باباً: الصلاة والصيام والحج والزكاة، والقضايا....
الصحيفة الثانية:
في أوّل من جمع حديثاً إلى مثله في باب واحد وعنوان واحد من الصحابة الشيعة
وهم: أبو عبدالله سلمان الفارسي (رضي الله عنه) وأبو ذرّ الغفاري (رضي الله عنه) وقد نصّ على ذلك رشيد الدين ابن شهرآشوب في كتابه معالم علماء الشيعة، وذكر الشيخ أبو جعفر الطوسي شيخ الشيعة والشيخ أبو العباس النجاشي في كتابيهما في فهرست أسماء المصنّفين من الشيعة مصنّفاً لأبي عبدالله سلمان الفارسي، ومصنّفاً لأبي ذر الغفاري، وأوصلا أسنادهما إلى رواية كتاب سلمان «حديث الجاثليق»، وكتاب أبي ذر كـ «الخطبة» يشرح فيه الاُمور بعد رسول الله .
الصحيفة الثالثة
في أوّل من صنّف الآثار من كبار التابعين من الشيعة
هو عليّ بن أبي رافع، صاحب أمير المؤمنين (عليه السلام) وخازن بيت ماله وكاتبه ، قال النجاشي في كتابه في أسماء الطبقة الاُولى من المصنّفين من أصحابنا عند ذكره: تابعي من خيار الشيعة، كانت له صحبة من أمير المؤمنين (عليه السلام)وكان كاتباً له، وحفظ كثيراً، وجمع كتاباً في فنون من الفقه، الوضوء، والصلاة وسائر الأبواب، ثمّ أوصل إسناده إلى روايته. ولأخيه عبيدالله بن أبي رافع كاتب أمير المؤمنين (عليه السلام) كتاب «قضايا أمير المؤمنين(عليه السلام)» وكتاب «تسمية من شهد مع أمير المؤمنين (عليه السلام)الجمل وصفين والنهروان من الصحابة» كما في فهرست الشيخ أبي جعفر الطوسي(قدس سره) وفي تقريب إبن حجر: كان كاتب عليّ (عليه السلام)وهو ثقة من الثالثة. وأصبغ بن نباتة المجاشعي من خاصّة أمير المؤمنين (عليه السلام) وعمّر بعده، روى عنه عهده للأشتر ، قال النجاشي: وهو كتاب معروف، ووصيته إلى إبنه محمد ابن الحنفية . وزاد الشيخ أبو جعفر الطوسي في الفهرست: أنّ له كتاب «مقتل الحسين بن عليّ(عليهما السلام)» رواه عنه الدوري. وسُليم بن قيس الهلالي أبو صادق، صاحب أمير المؤمنين عليه السلام يطبع كتابة له كتاب جليل عظيم. روى فيه عن عليّ (عليه السلام) وسلمان الفارسي وأبي ذر الغفاري والمقداد وعمار بن ياسر وجماعة من كبار الصحابة. قال الشيخ الإمام أبو عبدالله النعماني المتقدّم ذكره في أئمة التفسير في كتابه الغيبة ـ بعد نقل حديث من كتاب سليم بن قيس ـ ما نصّه: وليس بين جميع الشيعة ممّن حمل العلم ورواه عن الأئمة ...، إلى أن قال: ـ وهو من الاُصول التي ترجع الشيعة إليها وتعوّل عليها. إنتهى.
وميثم بن يحيى أبو صالح التمّار من خواص أمير المؤمنين (عليه السلام) وصاحب سرّه له كتاب في الحديث جليل، أكثر النقل عنه: الشيخ أبو جعفر الطوسي والشيخ أبو عمرو الكشي والطبري في بشارة المصطفى مات ميثم بالكوفة، قتله عبيدالله بن زياد على التشيّع. ويعلى بن مرّة له نسخة يرويها عن أمير المؤمنين (عليه السلام) والنجاشي في الفهرست أوصل إسناده إلى رواية النسخة عنه. وعبيدالله بن الحرّ الجعفي التابعي، الكوفي، الشاعر، الفارس الفاتك، له نسخة يرويها عن أمير المؤمنين(عليه السلام)، ومات أيام المختار. ذكره النجاشيّ في الطبقة الاُولى من المصنّفين في الشيعة. ربيعة بن سميع له كتاب في زكاة النعم ذكره النجاشي في الطبقة الاُولى من الشيعة المصنّفين، وأنه من كبار التابعين. والحارث بن عبدالله الأعور الهمداني أبو زهير صاحب أميرالمؤمنين(عليه السلام) له كتاب يروي فيه المسائل التي أخبر بها أمير المؤمنين (عليه السلام)اليهودي يرويها عمرو بن أبي المقدام عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث الهمداني عن أمير المؤمنين (عليه السلام) كما في فهرست الشيخ أبي جعفر الطوسي . وذكر الشيخ رشيد الدين ابن شهرآشوب في أوّل كتابه معالم العلماء، ترتيباً في جواب ما حكاه ردا على كلام الغزالي : بل الصحيح أنّ أوّل من صنّف في الإسلام أميرالمؤمنين(عليه السلام)، ثم سلمان الفارسي (رضي الله عنه)، ثمّ أبو ذرّ الغفاري (رضي الله عنه)، ثمّ أصبغ بن نُباتة، ثم عبيدالله بن أبي رافع، ثمّ الصحيفة الكاملة عن ]الإمام [زين العابدين(عليه السلام)... إلى آخر كلامه. ومحمد بن قيس البجلي له كتاب يرويه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ذكره الشيوخ في التابعين من الشيعة، ورووا كتابه وأسند الشيخ أبو جعفر الطوسي في الفهرست عن عبيد بن محمد بن قيس قال: عرضنا هذا الكتاب على أبي جعفر محمد بن عليّ بن الحسين (عليهم السلام)فقال: هذا قول عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، وأوّل الكتاب كان يقول: إذا صلّى، قال في أوّل الصلاة... إلى آخر الكتاب
الصحيفة الرابعة :
في مَن جمع الحديث في أثناء المائة الثانية
من الشيعة وصنفوا الكُتب والاُصول والأجزاء من طريق أهل البيت(عليهم السلام)كانوا في عصر من ذكر في أوّل من جمع الآثار من أهل السنّة، رووا عن الإمام زين العابدين وإبنه الإمام الباقر (عليهما السلام) كأبان بن تغلب وجابر بن يزيد الجعفي فإنّه روى عن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) أحاديثه..ومثلها عند أبو حمزة الثمالي وزرارة بن أعين ومحمد بن مسلم الطائفي وأبو بصير وغيرهم.
**
الحمد لله
تعليق