على اي حال امسيت يا وطني المجروح
أريت الظلم كيف يأخذ أبناءك..!!!
أريت آخرهم من العمر كم يبلغ...
خمســـــــة عشر عاماً...
سلبوه عمره...
في عمر الزهور لم يكبر بعد
لم يواجه الحياة بعد ولم يعارك مصاعيها بعد ....
سرقوا منه حلم في ان يتفاخر امام اخوته الصغار بأنه قد اصبح رجلا....وعليهم ان يطيعوه...
سرقوا منه طموحه بان يدرس وينجح ويتخرج ...!!!!
سرقوا منه امنية ان تكون له وظيفة وان يكون له زوجه بيت وابناءء.....!!!
لم يدعوه يكمل حياته بسلام...
بل سفكوا دمه بلا جرمٍ كان ...
وحتى ان قتل ظلما لم يجعلوه ينازع الروح على قارعة الطريق ...
الم يكفيكم حياته الذي سرقتموها...
ايضا تسرقون آخر لحظات حياته التي من المفترض ان يكون فيها يحيطه اهل من كل جانب
يودعونه ... يودعهم
يضمدون جراحه
يغمضون عينيه بهدوء
يغمضونه وهو بين احضان امه المفجوعة ... ويده بيد ابيه الفاقد...
تكون آخر صورة مطبوعة في عينيه قبل الرحيل هي صورتهم لا صورة الجبارة وهم يركلونه بكل ما تحملوه معاني القسوة....
وتكون آخر ما سمعته اذناه هي اصوات البكاء والعويل لفقده...
لا اصوات الرصاص والقنابل الصوتيه...
انتم هم سلالة الشامتين من الشام
انتم هم سلالة الخائنين من اهل الكوفة
انتم هم سلالة القاتلين من اتباع يزيد
ماءكم هو دم الابرياء لا ترتون الا اذا اسفكتموه
وطعامكم هو المال الذي تتلهفون لنيله جزاء جرائمكم
لكن اذكركم ان نار جهنم توقد وتشيط غضبا متعطشة لحضور اجسادكم النتنة لتغليها...
لن تفلتوا من غضب الله والموت القادم ليصعف بكم ليس لبعيد انه قادم...!!!!
تعليق