فقصتنا معهم ليست قصة نبضة قلب وخفقة شعور، ولكنها قصة رسالة، قصة أناس يمثلون كل الحقيقة وكل النقاء والطهارة، ليس في شخصياتهم ـ كما تفيد الآية ـ أية شائبة فكر، وشائبة الفكر هي الباطل، وليست في شخصياتهم أية شائبة حركة، وشائبة الحركة هي الظلم، وليست في شخصياتهم أية شائبة انحراف، وشائبة الانحراف تعني الكفر والضلال والفسق والتمرد على الله.. إنهم يعيشون الفكر الطاهر فلا يقترب الخطأ والباطل إلى فكرهم، لأن الباطل قذارة، والخطأ فيه شيء من القذارة، ويعيشون طهارة الروح، فهم يحلقون مع الله، يعرفونه حق المعرفة "لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً"[1]. يحبون الله حباً يجعلهم يحسون باللوعة عندما يتصوّرون ألم فراقه :"فهبني يا إلهي وسيدي ومولاي وربي صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك، وهبني يا إلهي صبرت على حرّ نارك فكيف أصبر عن النظر إلى كرامتك"[2].
هكذا يدعو علي (ع) الذي كان يعيش حب الله سبحانه، حتى أنّه لا يرى في النار مشكلة إلاّ من خلال أنها تمثل لمن يدخلها فراق الله، وكانت كل حياته تتمحور في كلمة وحول كلمة واحدة هي "الله"، وعندما أحب رسول الله (ص) لم يحبه قريباً وابن عم، بل لأنه رسول الله ، وأقبل عليه يتعلم منه مما علّمه الله، ويتغذى من رسالته التي أرسله بها..وهكذا صاغه رسول الله(ص) منذ طفولته صياغة جعلته نفسه في الروح ونفسه في الحركة ونفسه في السلوك، كما شهد الله بذلك في كتابه العزيز {تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم}[آل عمران:16] ، وعلّمه ممّا علّمه الله: "علّمني رسول الله ألف باب من العلم يفتح لي من كل باب ألف باب"[3]، وقد باع عليّ نفسه لله حتى نزل فيه قوله تعالى:{ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله}[البقرة:207].
وهكذا كانت سيرة الصفوة الطاهرة من أهل البيت (ع) ، يعيشون مع الله ولله وفي سبيل الله. وهذا ما جعلهم ينطلقون بعيداً عن ذواتهم، ليعيشوا الرسالة كلها في فكرهم..في إحساسهم..في حركتهم...في أحلامهم..حتى كان كلّ واحد منهم قرآناً يتحرك في الحياة. ولهذا فإننا عندما نرجع إلى تاريخهم، فلأننا نريد أن يزورونا في حاضرنا، لا أننا نريد أن نرجع إلى الماضي لنزورهم فيه، لأنهم لا يمثلون ماضياً.كان وجودهم في الماضي ولكن معناهم هو سرّ الحياة، فنحن بحاجة إلى أن يزورونا، أن تزورنا كلماتهم..ووصاياهم.. ومواقفهم، من أجل أن نتحرك في خطهم ونسير على خطاهم، وبذلك نكون من المحبين والموالين لهم حقاً وصدقاً.
أميري حسينٌ ونِعم الأمير ***** سرور فؤاد البشير النذير
عليٌّ وفاطمةٌ والداه ***** فهل تعلمون له من نظير
له طلعةٌ مثل شمس الضحى ***** له غرّة مثل بدر منير
---------------
روائع الشخصيات :
شوذب بن عبداللّه الهمداني الشاكري (رض):
وهو مولى لشاكر (2) « وكان شوذب من رجال الشيعة ووجوهها، ومن الفرسان المعدودين، وكان حافظاًللحديث حاملاً له عن أمير المؤمنين(عليه السلام)، قال صاحب الحدائق الوردية: وكان شوذب يجلس للشيعة فيأتونه للحديث وكان متقدّماً في الشيعة (وجهاً فيهم) ».
وقد صحب شوذب عابس بن أبي شبيب الشاكري مولاه من الكوفة إلى مكّة بعد قدوم مسلم الكوفة بكتاب لمسلم ووفادة على الحسين(عليه السلام) عن أهل الكوفة، وبقي معه حتى جاء إلى كربلاء ، (4) ولمّا التحم القتال حارب أوّلاً، ثم دعاه عابس، فاستخبره عمّا في نفسه، فأجاب بحقيقتها ـ كما مرَّ ـ فتقدّم الى القتال، وقاتل قتال الأبطال، ثمّ قُتل رضوان الله تعالى عليه.(5)
---------------------
مقتبسات
هكذا يدعو علي (ع) الذي كان يعيش حب الله سبحانه، حتى أنّه لا يرى في النار مشكلة إلاّ من خلال أنها تمثل لمن يدخلها فراق الله، وكانت كل حياته تتمحور في كلمة وحول كلمة واحدة هي "الله"، وعندما أحب رسول الله (ص) لم يحبه قريباً وابن عم، بل لأنه رسول الله ، وأقبل عليه يتعلم منه مما علّمه الله، ويتغذى من رسالته التي أرسله بها..وهكذا صاغه رسول الله(ص) منذ طفولته صياغة جعلته نفسه في الروح ونفسه في الحركة ونفسه في السلوك، كما شهد الله بذلك في كتابه العزيز {تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم}[آل عمران:16] ، وعلّمه ممّا علّمه الله: "علّمني رسول الله ألف باب من العلم يفتح لي من كل باب ألف باب"[3]، وقد باع عليّ نفسه لله حتى نزل فيه قوله تعالى:{ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله}[البقرة:207].
وهكذا كانت سيرة الصفوة الطاهرة من أهل البيت (ع) ، يعيشون مع الله ولله وفي سبيل الله. وهذا ما جعلهم ينطلقون بعيداً عن ذواتهم، ليعيشوا الرسالة كلها في فكرهم..في إحساسهم..في حركتهم...في أحلامهم..حتى كان كلّ واحد منهم قرآناً يتحرك في الحياة. ولهذا فإننا عندما نرجع إلى تاريخهم، فلأننا نريد أن يزورونا في حاضرنا، لا أننا نريد أن نرجع إلى الماضي لنزورهم فيه، لأنهم لا يمثلون ماضياً.كان وجودهم في الماضي ولكن معناهم هو سرّ الحياة، فنحن بحاجة إلى أن يزورونا، أن تزورنا كلماتهم..ووصاياهم.. ومواقفهم، من أجل أن نتحرك في خطهم ونسير على خطاهم، وبذلك نكون من المحبين والموالين لهم حقاً وصدقاً.
أميري حسينٌ ونِعم الأمير ***** سرور فؤاد البشير النذير
عليٌّ وفاطمةٌ والداه ***** فهل تعلمون له من نظير
له طلعةٌ مثل شمس الضحى ***** له غرّة مثل بدر منير
---------------
روائع الشخصيات :
شوذب بن عبداللّه الهمداني الشاكري (رض):
وهو مولى لشاكر (2) « وكان شوذب من رجال الشيعة ووجوهها، ومن الفرسان المعدودين، وكان حافظاًللحديث حاملاً له عن أمير المؤمنين(عليه السلام)، قال صاحب الحدائق الوردية: وكان شوذب يجلس للشيعة فيأتونه للحديث وكان متقدّماً في الشيعة (وجهاً فيهم) ».
وقد صحب شوذب عابس بن أبي شبيب الشاكري مولاه من الكوفة إلى مكّة بعد قدوم مسلم الكوفة بكتاب لمسلم ووفادة على الحسين(عليه السلام) عن أهل الكوفة، وبقي معه حتى جاء إلى كربلاء ، (4) ولمّا التحم القتال حارب أوّلاً، ثم دعاه عابس، فاستخبره عمّا في نفسه، فأجاب بحقيقتها ـ كما مرَّ ـ فتقدّم الى القتال، وقاتل قتال الأبطال، ثمّ قُتل رضوان الله تعالى عليه.(5)
---------------------
مقتبسات
تعليق