العلماء الذين كفرهم محمد بن عبد الوهاب و بيان تراجمهم- في حوار هادئ مع الوهابية
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله الطيبين
و بعد:
فهذا جمع صغير في بيان العلماء الذين كفرهم محمد بن عبد الوهاب النجدي، و قد بينت أين كفرهم و مواضع ذلك في كتبه و رسائله الشخصية و أردفت ذلك ببيان تراجم هؤلاء الأعلام، لأن كثيرا من الأغمار و المقلدين للوهابية، عندما يقرأون أو يسمعون أن محمد بن عبد الوهاب النجدي كفر أحدهم يدور في خلدهم أنه من عباد الأصنام أو من الذين كانوا يسبون الدين حقيقة، و هو لا يعلم أن مصطلح "الدين" عند الوهابية هو دعوتهم..لذلك وجب بيان تراجم هؤلاء الأعلام لنري هؤلاء الأغمار و غيرهم ممن لا دراية لهم بكتب القوم مدى مستوى التكفير الذي كان عليه محمد بن عبد الوهاب النجدي، و مدى افتأته على دين الله تعالى بإشهاره سيف التكفير بلا خطام و لا زمام في وجه هؤلاء العلماء بله العامة من الناس الذين هم عنده"مشركون".
و هذا الموضوع إن شاء الله فاتحة لبيان كثير من الحقائق التي حاول الوهابية إخفاءها ليلبسوا على العامة و الله الموفق.
1- تكفيره للعلامة محمد بن فيروز الحنبلي:
يقول محمد بن عبد الوهاب:"...ولكن تعرف ابن فيروز أنه أقربهم إلى الإسلام وهو رجل من الحنابلة، وينتحل كلام الشيخ وابن القيم خاصة ومع هذا صنف مصنفاً أرسله إلينا قرر فيه هذا الذي يفعل عند قبر يوسف وأمثاله هو الدين الصحيح"إهـ "الرسائل الشخصية"(1/121).
و يقول:"بل العبارة صريحة واضحة في تكفير مثل ابن فيروز وصالح ابن عبد الله وأمثالهما كفراً ظاهراً ينقل عن الملة فضلا عن غيرهما."إهـ الرسائل الشخصية (1/127) و الدرر السنية (10/36)
و إليكم ترجمة هذا الإمام الذي كفره محمد بن عبد الوهاب جهلا منه بما يكفر به الإنسان و الله المستعان
"ترجمة محمد بن فيروز
:"محمد بن عبد الله بن محمد بن فيروز، التميمي،الأحسائي، العلامة الفهامة،كاشف المعضلات، و موضح المشكلات،و محرر أنواع العلوم، و مقرر المنقول و المعقول، بالمنطوق و المفهوم .... وضع الله فيه من سرعة الفهم وقوة الإدراك وبطء النسيان وشدة الرغبة والحرص والفتوح الباطنة والظاهرة ما يتعجب منه فحفظ القرآن وهو صغير، وحفظ كثيراًً من الكتب منها: مختصر المقنع في الفقه وألفية العراقي في المصطلح وألفية ابن مالك في النحو وألفية السيوطي عقود الجمان في المعاني والبيان وألفية ابن الوردي في التعبير وشيئا كثيرا لم أتحقق بتعيينه، وبالجملة فقد كان في الحفظ آية باهرة متوقد الذكاء كأن العلوم نصب عينيه أخذ الحديث عن علماء عصره وكذا الفقه والنحو والمعاني والبيان وسائر الفنون وأجازوه بإجازات مطولة ومختصرة وأثنوا عليه الثناء البليغ، ومهر في جميع هذه الفنون وتصدر للتدريس في جميعها وأفتى في حياة شيوخه وكتبوا على أجوبته وفتاواه بالمدح والثناء .
ونفع الله به نفعاًً جماًً ، وصار يرحل إليه من جميع الأقطار حتى أنه يجتمع عنده من الطلبة نحو الخمسين وكان يقو م بكفاية أكثرهم ويتفقد أمورهم في جميع ما يلزم لهم كأنهم أولاد صلبه ولا يمَكِّن أحداًً ممن يأتي عنده من الأجانب لطلب العلم أن ينفق من كيسه ولو كان غنيا ويقول: (من لم ينتفع بطعامنا لا ينتفع بكلامنا)، فوضع الله له القبول في أقطار الأرض وكاتبه علماء الآفاق من البلاد الشاسعة والمدائح وطلب الإجازات والدعاء، ونجب خلق ممن قرأ عليه فكان أهل البلدان يأتون إليه ويطلبون أن يرسل معهم واحدا منهم يفقههم في الدين ويعظهم ويقضي ويدرس ويصلي بهم ويخطب فيرسل معهم من استحسن فلا يخالفه التلميذ في شيء أصلا بل كانت الطلبة يمتثلون منه أدنى إشارة ويعدونها أسنى بشارة.
وكان رحمه الله كثير العبادة والذكر، سخي النفس كثير الصدقات ولا يرد مسكينا وثب إليه وكان يدان على ذمته ويتصدق وعذل في ذلك فلم يلتفت لعاذله ويأتيه رزقه من حيث لم يحتسب، عليه أنوار زاهرة وآثار للعلم والصلاح ظـاهرة، له حظ من قيام الليل، مهيبا معظما عند الملوك فمن دونهم مقبول الكلـمة نافـذ الإشـارة ، لا يخاف في الله لومة لائم .
وقد ارتحل بأهله وأولاده ومن يعز عليه إلى البصرة فلما وصل إليها تلقاه واليها عبدالله باشا بالإكرام والتعظيم وهرع إليه الخلق على مراتبهم للسلام عليه والتبرك برؤيته والتماس أدعيته فكان يوما مشهودا امتلأت منه قلوب أهل البصرة سرورا وطلب منه الباشا المذكور أن يقرأ صحيح البخاري في جامعه الذي بناه بسوق البصرة فجلس الشيخ للإقراء وتكاثر الخلق حتى ضاق المسجد عنهم فوسعه الباشا لأجل هذا الدرس .
ثم صار للشيخ شهرة في البصرة ما هي دون شهرته في الأحساء وهرع إليه الطلبة فاستجازوه فأجازهم بإجازات بليغة .
توفي رحمه الله تعالى ليلة الجمعة غرة محرم افتتاح سنة 1216هـ وعمره خمس وسبعون سنة وصلي عليه بجامع البصرة ولم يتخلف من أهلها إلا معذورا ثم حمل على أعناق الرجال إلى بلد سيدنا الزبير مع بعدها وشيعه خلق ركبانا ومشاة فصلي في جامع الزبير ثم دفن لصيق ضريح سيدنا الزبير بن العوام رضي الله الله عنه وأرضاه وصار للناس حزن وكآبة لفقده ورثي بقصائد بليغة كثيرة من أهل الأمصار من سائر المذاهب ."
مختصر من ترجمته
انظر ترجمته كاملة" السحب الوابلة على أضرحة الحنابلة" لابن حميد المكي ص:969
طبعة مؤسسة الرسالة.
2-تكفيره الشيخ عبد الله بن عيسى المويس:
يقول ابن عبد الوهاب:"ولكن أقطع أن كفر من عبد قبة أبي طالب لا يبلغ عشر كفر المويس وأمثاله" الرسائل الشخصية (1/13).و الدرر السنية (10/116)
و يقول:"إذا عرف ما فعل المويس وأمثاله، مع قبة الكواز وأهلها، وما فعله هو، وابن إسماعيل، وابن ربيعة، وعلماء نجد في مكة سنة الحبس، مع أهل قبة أبي طالب، وإفتائهم بقتل من أنكر ذلك، وأن قتلهم وأخذ أموالهم، قربة إلى الله، وأن الحرم الذي يحرم اليهودي، والنصراني، لا يحرمهم.
ثم تفكر في الأحياء الذين صالوا معهم، هل تابوا من فعلهم ذلك وأسلموا، وعرفوا أن عشر معشار ما فعلوه ردة عن الإسلام، بإجماع المذاهب كلها."إهـ الدرر السنية (10/123).
و هذه ترجمة الشيخ عبدالله بن عيسى رحمه الله:
"عبد الله بن عيسى الشهير بالمويسي -تصغير موسى- و لد في بلدة حرمة من إحدى بلدان سدير في نجد، و نشا فيها و قرأ على مشايخ نجد، ثم ارتحل إلى دمشق للأخذ عن علمائها فأخذ عنهم، و من أشهرهم العلامة محمد السفاريني المشهور.. و جد و اجتهد حتى مهر في الفقه ثم عاد إلى وطنه....و المترجم بعد عودته من دمشق جلس في بلاده يفتي و يدرس و صار معتمد أهل بلده، ثم ولي قضاء بلدة حرمة إحدى بلدان سدير، فمكث في قضائها حتى توفي فيها سنة 1175هـ
ــــــــــ
يتبع
العلماء الذين كفرهم محمد بن عبد الوهاب و بيان تراجمهم- في حوار هادئ مع الوهابية
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله الطيبين
و بعد:
فهذا جمع صغير في بيان العلماء الذين كفرهم محمد بن عبد الوهاب النجدي، و قد بينت أين كفرهم و مواضع ذلك في كتبه و رسائله الشخصية و أردفت ذلك ببيان تراجم هؤلاء الأعلام، لأن كثيرا من الأغمار و المقلدين للوهابية، عندما يقرأون أو يسمعون أن محمد بن عبد الوهاب النجدي كفر أحدهم يدور في خلدهم أنه من عباد الأصنام أو من الذين كانوا يسبون الدين حقيقة، و هو لا يعلم أن مصطلح "الدين" عند الوهابية هو دعوتهم..لذلك وجب بيان تراجم هؤلاء الأعلام لنري هؤلاء الأغمار و غيرهم ممن لا دراية لهم بكتب القوم مدى مستوى التكفير الذي كان عليه محمد بن عبد الوهاب النجدي، و مدى افتأته على دين الله تعالى بإشهاره سيف التكفير بلا خطام و لا زمام في وجه هؤلاء العلماء بله العامة من الناس الذين هم عنده"مشركون".
و هذا الموضوع إن شاء الله فاتحة لبيان كثير من الحقائق التي حاول الوهابية إخفاءها ليلبسوا على العامة و الله الموفق.
1- تكفيره للعلامة محمد بن فيروز الحنبلي:
يقول محمد بن عبد الوهاب:"...ولكن تعرف ابن فيروز أنه أقربهم إلى الإسلام وهو رجل من الحنابلة، وينتحل كلام الشيخ وابن القيم خاصة ومع هذا صنف مصنفاً أرسله إلينا قرر فيه هذا الذي يفعل عند قبر يوسف وأمثاله هو الدين الصحيح"إهـ "الرسائل الشخصية"(1/121).
و يقول:"بل العبارة صريحة واضحة في تكفير مثل ابن فيروز وصالح ابن عبد الله وأمثالهما كفراً ظاهراً ينقل عن الملة فضلا عن غيرهما."إهـ الرسائل الشخصية (1/127) و الدرر السنية (10/36)
و إليكم ترجمة هذا الإمام الذي كفره محمد بن عبد الوهاب جهلا منه بما يكفر به الإنسان و الله المستعان
"ترجمة محمد بن فيروز
:"محمد بن عبد الله بن محمد بن فيروز، التميمي،الأحسائي، العلامة الفهامة،كاشف المعضلات، و موضح المشكلات،و محرر أنواع العلوم، و مقرر المنقول و المعقول، بالمنطوق و المفهوم .... وضع الله فيه من سرعة الفهم وقوة الإدراك وبطء النسيان وشدة الرغبة والحرص والفتوح الباطنة والظاهرة ما يتعجب منه فحفظ القرآن وهو صغير، وحفظ كثيراًً من الكتب منها: مختصر المقنع في الفقه وألفية العراقي في المصطلح وألفية ابن مالك في النحو وألفية السيوطي عقود الجمان في المعاني والبيان وألفية ابن الوردي في التعبير وشيئا كثيرا لم أتحقق بتعيينه، وبالجملة فقد كان في الحفظ آية باهرة متوقد الذكاء كأن العلوم نصب عينيه أخذ الحديث عن علماء عصره وكذا الفقه والنحو والمعاني والبيان وسائر الفنون وأجازوه بإجازات مطولة ومختصرة وأثنوا عليه الثناء البليغ، ومهر في جميع هذه الفنون وتصدر للتدريس في جميعها وأفتى في حياة شيوخه وكتبوا على أجوبته وفتاواه بالمدح والثناء .
ونفع الله به نفعاًً جماًً ، وصار يرحل إليه من جميع الأقطار حتى أنه يجتمع عنده من الطلبة نحو الخمسين وكان يقو م بكفاية أكثرهم ويتفقد أمورهم في جميع ما يلزم لهم كأنهم أولاد صلبه ولا يمَكِّن أحداًً ممن يأتي عنده من الأجانب لطلب العلم أن ينفق من كيسه ولو كان غنيا ويقول: (من لم ينتفع بطعامنا لا ينتفع بكلامنا)، فوضع الله له القبول في أقطار الأرض وكاتبه علماء الآفاق من البلاد الشاسعة والمدائح وطلب الإجازات والدعاء، ونجب خلق ممن قرأ عليه فكان أهل البلدان يأتون إليه ويطلبون أن يرسل معهم واحدا منهم يفقههم في الدين ويعظهم ويقضي ويدرس ويصلي بهم ويخطب فيرسل معهم من استحسن فلا يخالفه التلميذ في شيء أصلا بل كانت الطلبة يمتثلون منه أدنى إشارة ويعدونها أسنى بشارة.
وكان رحمه الله كثير العبادة والذكر، سخي النفس كثير الصدقات ولا يرد مسكينا وثب إليه وكان يدان على ذمته ويتصدق وعذل في ذلك فلم يلتفت لعاذله ويأتيه رزقه من حيث لم يحتسب، عليه أنوار زاهرة وآثار للعلم والصلاح ظـاهرة، له حظ من قيام الليل، مهيبا معظما عند الملوك فمن دونهم مقبول الكلـمة نافـذ الإشـارة ، لا يخاف في الله لومة لائم .
وقد ارتحل بأهله وأولاده ومن يعز عليه إلى البصرة فلما وصل إليها تلقاه واليها عبدالله باشا بالإكرام والتعظيم وهرع إليه الخلق على مراتبهم للسلام عليه والتبرك برؤيته والتماس أدعيته فكان يوما مشهودا امتلأت منه قلوب أهل البصرة سرورا وطلب منه الباشا المذكور أن يقرأ صحيح البخاري في جامعه الذي بناه بسوق البصرة فجلس الشيخ للإقراء وتكاثر الخلق حتى ضاق المسجد عنهم فوسعه الباشا لأجل هذا الدرس .
ثم صار للشيخ شهرة في البصرة ما هي دون شهرته في الأحساء وهرع إليه الطلبة فاستجازوه فأجازهم بإجازات بليغة .
توفي رحمه الله تعالى ليلة الجمعة غرة محرم افتتاح سنة 1216هـ وعمره خمس وسبعون سنة وصلي عليه بجامع البصرة ولم يتخلف من أهلها إلا معذورا ثم حمل على أعناق الرجال إلى بلد سيدنا الزبير مع بعدها وشيعه خلق ركبانا ومشاة فصلي في جامع الزبير ثم دفن لصيق ضريح سيدنا الزبير بن العوام رضي الله الله عنه وأرضاه وصار للناس حزن وكآبة لفقده ورثي بقصائد بليغة كثيرة من أهل الأمصار من سائر المذاهب ."
مختصر من ترجمته
انظر ترجمته كاملة" السحب الوابلة على أضرحة الحنابلة" لابن حميد المكي ص:969
طبعة مؤسسة الرسالة.
2-تكفيره الشيخ عبد الله بن عيسى المويس:
يقول ابن عبد الوهاب:"ولكن أقطع أن كفر من عبد قبة أبي طالب لا يبلغ عشر كفر المويس وأمثاله" الرسائل الشخصية (1/13).و الدرر السنية (10/116)
و يقول:"إذا عرف ما فعل المويس وأمثاله، مع قبة الكواز وأهلها، وما فعله هو، وابن إسماعيل، وابن ربيعة، وعلماء نجد في مكة سنة الحبس، مع أهل قبة أبي طالب، وإفتائهم بقتل من أنكر ذلك، وأن قتلهم وأخذ أموالهم، قربة إلى الله، وأن الحرم الذي يحرم اليهودي، والنصراني، لا يحرمهم.
ثم تفكر في الأحياء الذين صالوا معهم، هل تابوا من فعلهم ذلك وأسلموا، وعرفوا أن عشر معشار ما فعلوه ردة عن الإسلام، بإجماع المذاهب كلها."إهـ الدرر السنية (10/123).
و هذه ترجمة الشيخ عبدالله بن عيسى رحمه الله:
"عبد الله بن عيسى الشهير بالمويسي -تصغير موسى- و لد في بلدة حرمة من إحدى بلدان سدير في نجد، و نشا فيها و قرأ على مشايخ نجد، ثم ارتحل إلى دمشق للأخذ عن علمائها فأخذ عنهم، و من أشهرهم العلامة محمد السفاريني المشهور.. و جد و اجتهد حتى مهر في الفقه ثم عاد إلى وطنه....و المترجم بعد عودته من دمشق جلس في بلاده يفتي و يدرس و صار معتمد أهل بلده، ثم ولي قضاء بلدة حرمة إحدى بلدان سدير، فمكث في قضائها حتى توفي فيها سنة 1175هـ
ــــــــــ
يتبع
تعليق