قوات الاحتلال الامريكي وتمديد بقائها في العراق
بقلم
الحاج أبو مصطفى الخزعلي
احتل العراق من قبل قوات الاحتلال الامريكي وحلفائهم وسط جدل قانوني وقد صدر القرار الاممي المرقم 1483 بعد اكثر من شهر من احتلال العراق ليصف القوات التي دخلت العراق انها قوات محتله وعليها التزامات قانونيه اتجاه هذا البلد المحتل من حماية ثرواته والامن والسلم الاهلي والحقوق المدنيه وحقوق البيئه والاثار والمعابد والمساجد وحقوق الاطفال والنساء الخ من الحقوق التي نصت عليها الاتفاقيات الدوليه مثل اتفاقيه لاهاي وجنيف وغيرها من الاتفاقيات الدوليه التي حددت وضائف القوات المحتل للدوله المحتله وقد مرت الايام والاشهر والسنين والعراق يمر بضروف لايحسد عليها نتيجة سياسة هذا الاحتلال البغيض وبعد انتهاء الفتره القانونيه لبقاء قوات الاحتلال تحايل الامريكان وبتهديد السلاح وترسانتهم العسكريه وبتواطئء بعض القوى السياسه والتي ربط مصيرها بمصير قوات الاحتلال الى صياغة اتفاقيه امنيه تسمح لبقاء قوات الاحتلال في العراق الى فتره اقصاها نهاية 2011واليوم نشاهد ونسمع التصريحات الرسميه وشبه الرسميه لمايخص تمديد بقاء هذه القوات ومن ابرزها مايلي
1- التصريح الرسمي للحكومة العراقية د. علي الدباغ والذي جاء فيه انه لاتمديد لبقاء القوات الاجنبية في العراق نهاية العام الحالي وان بقاء تلك القوات يخلق مشاكل داخلية واقليمية
2- تصريح رئيس الحكومة العراقية المالكي بأنه الحكومة ملتزمة بتطبيق الاتفاقية الامنية وهنا اشارة الى خروج آخر جندي للقوات الاجنبية كما هو منصوص عليه في الاتفاقية الامنية نهاية العام الحالي
3- تصريح البرلماني حسن العامري عن القائمة البيضاء والتي سابقاً (العراقية) ان اغلب البرلمانيين يرغبون ببقاء القوات الامريكية عدى التيار الصدري (أي بمعنى ان كل القوى السياسية المشتركة في الحكومة ترغب ببقاء تلك القوات
4- الموقف الامريكي ويتضمن
أ- تصريحات وزير الدفاع الامريكي غيتس والذي زار العراق وكالمعتاد مفاجأة مؤخراً وانه التقى بالمالكي وناقش معه بكل تأكيد تواجد القوات الامريكية في العراق وقد صرح بتصريح مهم وهو انه على الفرقاء المشاركين في العملية السياسية ان يحسموا امرهم بشأن تواجد القوات الامريكية في العراق وهذا التصريح يعني انه فعلاً توجد خلافات سياسية عند الساسة العراقيين بشأن التواجد الامريكي وايضاً انه توجد رغبة جدية وفعلية وقوية بتواجد تلك القوات في العراق
ب- زيارة زلماي خليل زادة وألتقائه بالسياسين الاكراد والجعفري وغيرهم من السياسيين العراقيين وأتت هذه الزيارة بعد زيارة وزير الدفاع الامريكي للعراق مؤخراً وهنا المراد من هذه الزيارة وبسبب علاقة زلماي زادة بالعراقيين وتجربته السياسية في العراق حيث انه شغل السفير الامريكي والمنسق مع الجانب العراقي لما يخص العملية السياسية فأنه بزيارته هذه قدم طلباً وبكل تأكيد لتمديد بقاء تلك القوات المحتلة في العراق
5- الاتفاقية الامنية
ان الاتفاقية الامنية قد مررتها الحكومة العراقية على البرلمان وحضى بموافقة البرلمان الا بالموقف الشجاع للكتلة الصدرية والموقف الخجول لمن تحفظ والذي تحفظ لايعني شيئاً وايضاً يعد توقيع الاتفاقية واقرارها ومع الاسف من قبل البرلمان العراقي فأنها تضمنت ومن ابرز هذه المضامين خروج القوات المحتلة الامريكية من العراق نهاية عام 2011 وايضاً الحكومة العراقية والبرلمان العراقي في المرحلة المقبلة غير معني بتمديد بقاء هذه القوات وان وان الاتفاق هو ألزامي وايضاً قد تضمن الاتفاق التصويت والاستفتاء الشعبي على تلك الاتفاقية وهذا الطرح قد تبنته الحكومة العراقية والمرجعية الدينية كما هو مشهود الا انه ومع الاسف لم يتم عرض هذه الاتفاقية اتفاقية الاذلال على الشعب العراقي وايضاً الكثير من ابناء شعبنا المظلوم لم يطلعوا على تلك الاتفاقية المشئومة
6- الموقف الامني الرسمي قد صدرت تصريحات من قبل وزير الداخلية السابق جواد البولاني وايضاً بعض القيادات الامنية ولجنة الامن والدفاع في البرلمان تؤكد جاهزية القوات الامنية لأستلام الملف الامني من قوات الاحتلال وان القوات الامنية يمكن ان ترفع المخاطر الداخلية والخارجية ..
الموقف الرسمي للتيار الصدري والقوى السياسية لتمديد بقاء قوات الاحتلال الامريكي
ان الموقف الرسمي الحكومي قد صدر وبشكل واضح وعلني هو رفض تمديد بقاء القوات الامريكية في العراق اما الموقف السياسي فأنه الى حد كتابة هذه الكلمات لم نسمع او نقرأ تصريح رسمي لحزب سياسي من القوى السياسية المشتركة في العملية السياسية بهذا الصدد وقد يكون الجواب انهم مشاركون في العملية السياسية وانهم جزء من الحكومة والتصريم من قبل الحكومة هو تصريح بأسمهم فأقول ان هذا التفسير هو غير سياسي لان الحكومة لاتمثل القوى والاحزاب السياسية ولكل كيان سياسي مشروعه وبالدليل فان التيار الصدري مشارك في الحكومه الاان موقفه واضح اتجاه القوات الامريكيه وتمديد بقاءها بعد نهاية هذا العام فالمهم هو ان تكون لتلك القوى السياسية موقف واضح وصريح أتجاه بقاء القوات الامريكية بعد عام 2011 اما التيار الصدري موقفه واضح وصريح اتجاه قوات الاحتلال الامريكي في العراق فأنه ضد الوجود الامريكي وقد حصلت مواجهات عسكرية تبناها هذا التيار في عام 2005 و 2006 وايضاً انبثقت منه المقاومة الاسلامية
عصائب اهل الحق في البدء والذي اصبح مستقلا بعمله مؤخرا ولواء اليوم الموعود والتي مازالت تقاوم الاحتلال
الامريكي وحتى 9 / 4 من كل عام يخرج التيار الصدري مطالباً بخروج قوات الاحتلال الامريكي من العراق وفي 9/4 /2011 خرج ابناء التيار الصدري بمظاهرات مليونية في بغداد مطالباً بخروج قوات الاحتلال وايضاً انه كُتب بيان للسيد مقتدى الصدر والذي هدد بأعادة جيش المهدي وتصعيد العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال هذه بالنسبة للتيار الصدري اما الموقف الرسمي من المؤسسة الدينية فأنها لم يصدر منها أي موقف بما يخص تمديد بقاء قوات الاحتلال او الاتفاقية الامنية وقد تكون انها مكتفية بالمواقف السياسية للحكومة والبرلمان العراقي ..
المواقف الامريكية دعوة للأرهاب
ان امريكا منذ دخولها الاول للعراق عام 2003 والى الآن فانها تتذرع بنفس الذرائع من خطر اسلحة الدمار الشامل الى القاعدة الى الامن الداخلي الذي اصبح الذريعة الاهم لبقاء تلك القوات في العراق فأنه في عام 2006 والى الآن لم نشاهد او نسمع الا التصريح الاوحد وهو ان الامن هش وعدم جاهزية القوات الامنية وقد استخدم هذا التصريح ذريعة لأبرام الاتفاقية الامنية (سيئة الصيت) وقبل التصويت على الاتفاقية الامنية وبعد حصول جدلاً حول الاتفاق على بقاء تلك القوات المحتلة والتصويت على الاتفاقية الامنية حدثت في العراق الكثير من العمليات الارهابية ضد ابناء شعبنا المظلوم في بغداد والموصل وديالى والبصرة والانبار وغيرها من المحافظات العراقية وهذه رسالة من قوات الاحتلال للحكومة العراقية والى الشعب العراقي بأن الوضع الامني هش وايضاً عدم فعالية وجهوزية القوات الامنية العراقية وانه لابد من وجود القوات الامريكية لأعادة الامن الداخلي ودفع المخاطر الخارجية وايضاً بالاتفاقية الامنية يتم اعداد وتجهيز وتدريب القوات الامنية وفعلاً انه تم بهذا الضغط الامني والارهابي على الحكومة والشعب من اقرار الاتفاقية الامنية وسط جدل سياسي وقانوني . واليوم بعد الدعوات والمطالب الامريكية بتمديد بقاء قوات الاحتلال الامريكي في العراق والضغط على السياسيين والحكومة العراقية وبالمقابل الرفض الرسمي والشعبي لتمديد بقاء تلك القوات المحتلة . فأنه قد يعود السيناريو من جديد وضحيته الشعب العراقي وقد صرح احد القايادات العسكريه الامريكيه انه قد يكون مصير العراق جحيما وايضا تدخلا مباشرا للوجود الايراني بعد عملية الانسحاب فانهم تارتا يعدون الشعب العراقي بصيفا حارا وتارتا بشتاءا قارس وتارتا بجحيما ولم نرى او نسمع مايفيد بتطلعات نحو الخير من هذه القوات المحتله للعراق وان كان هذا محال لانهم شرا محض وهذا السيناريو هو المزيد من العمليات الارهابية ضد ابناء شعبنا العزيز من المواطنين والقوى الامنية ايضاص تفعيل الطائفية من جديد وقد يستعملون بعض القوى السياسية لذلك وهنا على الحكومة العراقية والقوى الامنية بالذات ان يكون لها موقف شجاع وقوي لمواجهة الاخطار ومن اهمها المشروع الامريكي وأرهابه الاهوج الذي لايعرف الا مصالحه المشؤمة
المقاومة الاسلامية الشريفة وتمديد بقاء القوات الامريكية المحتلة
ان مشروع المقاومة الاسلامية ومنذ انطلاقها عام 2003 ضد قوات الاحتلال ومشروع الشرق الاوسط الجديد رفضت هذا التواجد واستمرت عملياتها العسكرية التي تتم عن وعي وثقافة وانسانية وبطولة وشجاعة فانها بعملياتها ومواقفها هذه رفضت الوجود الامريكي على ارض المقدسات وايضا كانت ومازالت تقدم اروع نموذج للمقاومة الاسلامية الشريفة التي لم تستهدف الا المحتل الامريكي والبريطاني وحلفائهم الذين انهزموا وخرجوا مكيلين بالخزي والعار نتيجة ضربات ابناء المقاومة الاسلامية البطلة والمتمثلة (بكتائب حزب الله في العراق وعصائب اهل الحق ولواء اليوم الموعود)
الاتفاقية الامنية (سيئة الصيت)
لابل ان ضربات وعمليات المقاومة الاسلامية هي التي ارغمت قوات الاحتلال على ان يخرج الاتفاقية بهذا الشكل وهي التي اجبرتهم على تقديم التنازلات في هذه الاتفاقية وايضاً اعطت طابع القوة للحكومة العراقية على الرغم من وجود بعض السياسات الانبطاحية في هذه الاتفاقية واليوم وللمستقبل ايضاً نشاهد ونسمع الرفض لبقاء قوات الاحتلال او التمديد لبعض قواتها من قبل المقاومة الاسلامية وهذا الرفض يُعبر عن الموقف الشرعي والوطني للمقاومة الحرة والاصيلة
الخلاصه
1- ان الموقف الرسمي للحكومة هو رفض تمديد بقاء تلك القوات المحتلة
2- الرغبه الفعليه والجاده لقوات الاحتلال الامريكي في ابقاء قواتها في العراق لاهمية العراق بكل المستويات السياسه والاقتصاديه والثقافيه والامنيه وغيرها من المصالح الستراتيجيه لامريكا في العراق والمنطقه
3- اختلاف سياسي خفي وليس علني حول بقاء تلك القوات لأرتباطهم معهم ولديهم مصالح مشتركة
4- الموقف الغير واضح للمؤسسة الدينية الا من تبنت المقاومة الاسلامية الشريفة
5- الرفض الشعبي لبقاء قوات الاحتلال الامريكي والشركات الامنيه والسفاره الامريكيه في العراق او التمديد لبعض قطعاتها وهذا ماتمثل بالموقف الشعبي للتيار الصدري في 9/4 /2011
6- على الحكومة العراقية والقوات الامنية الحذر في هذه الايام والايام المقبلة من تصاعد العمليات الارهابية المدعومة من قبل قوات الاحتلال الامريكي الهادفة للضغط على تمديد بقاء قواتهم وايضاً زعزعة ثقة الشعب والسياسيين في الاجهزة الامنية
7- ان المقاومة كانت ومازالت تقدم المزيد من العمل الشريف والدئوب والشجاع ضد قوات الاحتلال وعليها ومن اليوم ان تستعد للمزيد من العمليات ورفع جهوزيتها لاعلى المستويات وقد تكون المرحلة المقبلة حرجة جداً
8- نسأله تعالى التوفيق لكل من يريد العزة والكرامة للشعب العراقي وتحرير ارضه من القوات المحتلة فالعزة للشرفاء والرحمة للشهداء والدعاء بالشفاء للمرضى والدعاء بالتوفيق والسلامة للمقاومة الاسلامية
بقلم
الحاج أبو مصطفى الخزعلي
12/4/2011
تعليق