بقلم : جعفري طيب
بعد ثورة ميدان التحرير التي أجبرت النظام المصري عن التنازل عن السلطة ، وماترتب على ذلك من وجود حكومة مؤقتة لتصريف الأعمال يحكمها العسكر بعد فراغ السلطة ، يبدو ان مصر الكنانة دخلت في نفق مظلم لاتعرف نهايته، وباتت في المجهول ، فقد دبت الفوضى الداخلية ، و ضرب الاقتصاد المصري ، و ضربت السياحة ، واقيمت المحاكمات العشوائية لرجال النظام السابق ، و علاقات سياسية خطرة غير مدروسة وتثير الريبة !
فقد أعلن رئيس جمعية الصداقة المصرية الإيرانية السفير المصري أحمد الغمراوي أنه يتوقع أن يتم الاحتفال قريبا بإعادة العلاقات بين القاهرة وطهران، وقال السفير أحمد الغمراوي في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط الثلاثاء إنه من المنتظر أن تكون هناك زيارة من الجانب الإيراني لمصر أولا في إطار عملية لتبادل الزيارات في وقت قريب،وأوضح أن مستوى العلاقات بين البلدين ظل على مدى الثلاثين عاما الماضية "منخفضا"، مشيرا إلى قطع العلاقات كان قرارا من جانب إيران بسبب الموقف من الحرب العراقية الإيرانية.( القاهرة، 12 أبريل (نيسان). وكالة أنباء نوفوستي)
الأزمة بين البلدين :
والجدير بالذكر إن العلاقة بين البلدين تراوحت بين الشد والجذب ، ومذ الانقلاب على الشاه في إيران واستضافة مصر للأخير بعد تخلي أمريكا عن الأخير ، وبلغت أشدها بعد اكتشاف بعض الخلايا التابعة لحزب الله في مصر أثناء الحرب الصهيونية على غزة !!
السبب الرئيس لإعادة العلاقة بين البلدين :
ولكن وبعد ثورة ميدان التحرير اغتنمت طهران الفرصة واتخذت موقفا سياسيا مساندا للثورة من خلال تصريحاتها السياسية والكلمة التي ألقاها خامنئي باللغة العربية لمساندة الثورة وواضعا نفسه في الصورة :
http://www.youtube.com/watch?v=DQmgBV7sqHc&feature=related
وفي الوقت نفسه كانت بعض الدول العربية ولا سيما الخليجية تدعم نظام الرئيس المخلوع أو المتنازل عن السلطة قهرا حسني مبارك، وتبث مظاهرات ميدان التحرير في إعلامها الرسمي على استحياء !!
ففي تطور للإحداث وبعد دخول قوات درع الجزيرة للبحرين بطلب من حكومتها بسبب تصاعد الإحداث وعجز الحكومة البحرينية عن السيطرة على الأمن ، تأزمت علاقة دول الخليج العربي مع النظام الايراني وتبادلا طرد الدبلوماسيين ولا سيما بعد اكتشاف بعض الخلايا التابعة لإيران في الكويت وتهديد النظام الايراني لدول الخليج.
سارع العسكر وحكومة تصريف الأعمال في مصر بقبول الإشارات الإيرانية لعودة العلاقة بين البلدين ، وربما ليس حبا في إيران ولكن بغضا وانتقاما لدول الخليج التي لم تساند ثورة ميدان التحرير !!!
من المستفيد من إقامة العلاقات بين البلدين :
قد يكون بأمرا من أمريكا وفق لعبة التوازنات المذهبية والسياسية التي تلعبها في الشرق الأوسط ،ولكن قد يكون سابقا لأوانه هذا التحليل ، ولكن الواقع السياسي الحالي في مصر يبرز دور الإخوان المسلمين الذي يقيمون بدورهم علاقات جيدة ومنذ ظهور قرون الثورة في طهران ، ففي تفاصيل ذلك زار كمال الهلباوي احد رموز الإخوان في مصر إيران والتقى بالسيد خامنئي :
http://www.youtube.com/watch?v=HwSZiHOw6Ko
عاقبة هذه العلاقة المتسرعة :
خسارة مصر لدور دول الخليح والعربي ، مما يجعلها محاصرة وفي نفس الوقت مختطفة من التيارات الدينية وايران والتي تريد إن تتمدد وتصدر ثورتها في شمال إفريقيا انطلاقا من مصر ، وخسارة مصر لدور ها السياسي والقيادي ، توريطها بنزاعات سياسية أو عسكرية مع اسرائيل ، مما يهدد أمنها القومي والاقتصادي !!ومحاصرتها كحماس بعد اقامتها لامارتها الاسلامية المنبوذة !!
وهذا ماستجنيه مصر بعد الفوضى والفراغ في السلطة ، والتخبط السياسي ، بعد سيطرة الأحزاب الدينية كاللاخوان المسلمين الذي يسعون لاقامة دولة الخلافة التي سيكون دستورها( كتاب معالم الطريق الذي يكفر الحكام والمجتمعات) لسيد قطب ، ومايجر من ويلات بعد التسرع في عودة العلاقات بينها وبين النظام الايراني الذي لفظته الدول الإقليمية فقفز إلى شمال أفريقيا !!
تعليق