بسم الله
وبحمده
والصلاة والسلام
على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه الطيبين وجميع الأنبياء والمرسلين
على سبيل الإبحار
هناك مسألة يجب النظر لها واعتبارها حتى يكون التفهم أقرب وبالتالي النقد أكثر علمية
لا يوجد مسلم يعرف أنه على باطل ويظل مسلما ولا يوجد مسيحي يعرف أنه على باطل ويظل مسيحيا ولا يهودي ولا أية ديانة
هذه قاعدة ليست مطلقة تماما ولكن كأنها كذلك من نسبة تحققها في الواقع
نعم هناك قلة قليلة نادرة قد تعلم الحقيقة وتكتشفها بالأدلة والبراهين ويبقوا معاندين ، ولكن هذه حقيقة فئة نادرة
المجتمع المسيحي على سبيل التطبيق كذلك
الفئة الغالبة وارثة للدين مع وراثة الثقة العمياء المطلقة ومنشغلين بالدنيا والمال والعمل والكد في الحياة والمعاش
ولا نشك في أن لهم نسجا روحانيا مؤكدا لهم أحيانا من خلال المنامات وما يروى والمعجزات بالشفاء عند زيارة القديسين عندهم أو الكنائس وما يروى في ذلك وذلك القس الطيب وذلك العم الطيب هل يعقل أن يكون كافرا معاندا لله ؟ لا بالطبع إذا أنا على دين آبائي
نعم في هكذا مسائل لا يخلص الأمر لأنه فتنة وابتلاء ثقيل
وهناك فئة بنوع من العلم والقراءة ظهر له أنه على حق وأنه على تصور جيد مثالي للرسالة السماوية الممتلئة بالحب والتسامح والرحمة ، الله محــبة
في الفترة الأخيرة كان هناك نوع نشاط مسيحي علني في إلقاء شبهات على المسلمين من خلال الفضائيات وشبكات الانترنت بل وفي وعظات داخل الكنيسة لتبين لهم مدى شناعة الإسلام والمسلمين .
فكأن لسان الحال الهجوم خير وسيلة للدفاع
إذا ما يحدث هو الآتي
إلقاء شبهات تدل على أن الدين الإسلامي دين فاسد وأنه ادعاء شاعر هو محمد ( حاشا لله وحاشا لرسوله ) وأن القرآن تأليف وأن الإسلام فتنة كبرى .
النوع الأول : إشكالات لا يصح أن تحمل معنى الإشكال لأنها غير سليمة عقليا ومنطقيا وفلسفيا وتنقسم إلى :
1.إشكالات تتصل ببعض صفات وأسماء الله مثل المنتقم والضار والمذل وأنه يستهزئ ويمكر وغيرها مما يهدف إلى إبراز أن التصور الإسلامي عن الله تصور مثير للعجب والسخط والاستنكار .
2.إشكالات تتصل ببعض تصرفات وصفات وتصرفات النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم .
3.إشكالات تتصل ببعض تصرفات الأنبياء كما في الدين الإسلامي .
4.إشكالات تتصل بالمسلمين ومنها :
•ما يتصل يما يعرض على أنه " قتال الصحابة والسباق على الحكم ".
•وما يتصل بتاريخ المسلمين من الإنقسام لفرق كثيرة وكثرة الاختلاف .
•وما يتصل بواقع المسلمين وتخلفهم .
هذا كان عن النوع الأول أما النوع الثاني
النوع الثاني : إشكالات صحيحة ظاهريا أعني من ناحية المبدأ والتي هي محك الخلاف والنقاش لأنها العقيدة ، وليس شيئا آخر ، وهي أساس الخلاف ، أعني ما يخص التوحيد والتثليث أو ما نسمية التوحيد الأحدي والتوحيد التثليثي
لكني سأتحدث عن النوع الأول ونفرد كلاما خاصا ومركزا للنوع الثاني الذي هو أحق بالبحث لأنه يضع تصور التوحيد الإسلامي أمام ما يتصوره المسيحيون على أنه توحيد لكن توحيد من نوع أخر وهو التوحيد الثلاثي المسيحي .
إن النوع الأول الذي يتحدث عن النبي محمد وتصرفاته أو على ما يعرض أنه عيب في الله في آيات القرآن وكل ما ذكرناه أعلاه هو إشكال ساقط ولا يصح عقليا وظاهريا لأن يوصف بأنه شبهة حقيقية
لأنه يسقط بالمشاكلة
فلو ثبتت المشاكلة سقط الإشكال ، وإلا لما صار إشكالا ، فالإشكال لايكون إشكال إلا إذا كان مُدعيه متجردا منه ، فإن كان موجودا في كلانا فكيف يكون إشكالا ؟!
إن كان حسنا فكلانا متساوٍ في الفضل ، وإن كان سيئة فالعيب في كلانا وليس في أحدنا ـ ـ
إذا لو ثبتت المشاكلة سقط الإشكال ابتداء
وهذه قاعدة من أبسط قواعد التفكير الإنساني
وأعتقد أنه أكثر الطرق اختصارا لإسقاط الإشكال وإن كان للأمور شرح وتوضيح ملابسات وظروف وغيرها ، ولكن كثيرا ما لا يقتنع الآخر بكل ذلك ،ويريه الشيطان كل توضحيات العلماء وردود الثقاة على أنها ساذجة ومجرد لف ودوران .
من أمثلة النوع الأول
ما يتصل بأسماء الله الحسنى " المنتقم ـ المذل ـ الضار "
إذا المشكلة أن هذه الأسماء والصفات لا تصح مع الله سبحانه وتعالى إله المحبة وإله الخلاص وإله العطف والبركة والنعمة ـ ـ أليس كذلك ؟
إذا ودون كثير نقاش نقول بناء على ذلك يجب على المسيحية ألا يوجد بها أيضا أمثال تلك الصفات التي على ظاهرها تحمل معنى سلبيا سيئا عن الله كأن يحمل نقمة وانتقام وغضب وإذلال ودمار وضرر وقتل وغيرها من الأمور ـ أليس كذلك ؟
فهل المسيحية تخلو من أمثال تلك الصفات ؟؟
إننا لنجد بكثرة في الكتاب المقدس ما يحمل نفس المعاني تماما ، بل أحيانا في أبشع صورة إن أردت الحق .
فالله يستهزئ ـ والله يلعن ـ والله يدمر ويخرب القرى والمدن ليس ذلك وفقط بل يأمر بإبادة النساء والأطفال وكل سكان بعض المناطق ، والله ينسى ويغفل ، والله يختفي ، والله يندم ، والله يضرب بنفسه طفلا ليقتل ـ ـ كل هذا موجود بلا شك .
والكتاب المقدس سهل الرجوع إليه
لست في هذا المقام المختصر أن أسرد الأدلة الغزيرة الفياضة ولكن لعلي أذكر بعض النصوص ، لنلقي نظرة
من بعض النصوص
" وأجري عليهم نقمات عظيمة بتأديب وسخط فيعلمون أني أنا الرب إذ أجعل نقمتي عليهم ." الكتاب المقدس ـ العهد القديم ـ حزقيال ـ الإصحاح الخامس عشر ـ الآية سبعة عشر
أليس الله هنا ينتقم وينزل اللعن ويضر ويعاقب ؟
" اسألني فأعطيك ميراث الأمم ميراثا لك وأقاصي الأرض ملكا لك ، تحطمهم بقضيب من حديد " .
الله يأمر نبيه بتحطيم الناس بقضيب من حديد ؟
" هكذا قال الرب هأنذا أقيم عليك الشر من بيتك وآخذ نساءك أمام عينيك وأعطيهن لقريبك فيضجع مع نسائك في عين هذه الشمس لأنك أنت فعل بالسر وأنا أفعل هذا الأمر قدام جميع إسرائيل ". الكتاب المقدس ـ صموائيل الثاني ـ الأصحاح الثاني عشر ـ رقم 11
" حين تقترب من مدينة لكي تحاربها فاستدعها إلى الصلح ، فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويُستعبد لك "
تثنية ـ الأصحاح العشرون ـ رقم عشرة
" الرب يستهزئ بهم ". مزامير ـ المزمور الثاني ـ الآية رقم أربعة
تأمل الإشكال وتأمل المشاكلة . ألا ترى أن المشاكلة ثبتت ؟
ألم نقل أن بالمشاكلة يسقط الإشكال ؟
إن كان الله عندي جبار وظالم وينزل الخراب والدمار ويأمر بغزوات الرسول ويشجع على العنف أو أنه يتصف بالجبروت بناء على آيات فهمها خاطئ فمن هو الله عند المسيحيين كما وجدنا من خلال الآيات السابقة ؟
إذا يتضح أن هذا الإشكال لا يصح لوجود مماثله عند المسيحيين وبالتالي لا يعتبر إشكالا حقيقيا وأنه كان بناء ومجرد الطعن ليس أكثر وما أكثر الجهلاء والطاعنين لأنفسهم من حيث لا يحتسبوا .
} يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار {
أيضا من أمثلة النوع الأول الذي قلنا أنه يسقط بإثبات المشاكلة هوما يتصل بالنبي محمد وبعض صفاته وما يتصل بنسائه .
خاصة مسألة النبي وزوجاته وتعددهن وأنه كان شهوانيا حاشاه صلى الله عليه
إذا لا بد أن يكون الأنبياء في الكتاب المقدس عند المسيحيين منزهين أيضا عن الزواج لأكثر من واحدة أو اتخاذ السراري أو ملك اليمين ـ أليس كذلك ؟
لكننا نجد كثير من الأنبياء المعظمة تتزوج أضعاف أضعاف من تزوجهم محمد وتتخذ السراري والإماء العدد الكبير دون وجود أي نظرة سلبية ـ فلماذا الاستشكال بأمر أنت لا تنكره عندك ؟
أو تكون النبوة لا تُحكم بعدد الزوجات والنساء ..
وما يتصل بتصرفات بعض الأنبياء مثل ما يفهم جهلا من قوله تعالى ( وهمت به وهم بها ) على أن النبي يوسف عند المسلمين مستثار جنسيا وشهوانيا .
(سنظل نعتمد ذلك الطريق وإن كان في المسألة توضيح وتفسيركما باقي المسائل لكننا اعتمدنا معيار المشاكلة لإسقاط الإشكال فنبقى عليه ،( ولعلنا نتحدث عن تلك الإشكالات بلسان التوضيح والتفصيل في مقام آخر غير هذا) ) .
إذا لا بد أيضا أن يكون الأنبياء في التوراة منزهين عن هكذا أمور تتصل بالتعامل مع النساء من تعدد الزوجات ومن اتخاذ السراري وملك اليمين وما قد يتصل بالشهوة الجنسية .
فهل الكتاب المقدس يخلو من أي ذلك ؟
إننا عند النظر في الكتاب المقدس لا نجد فقط مجرد أن نبيا تثار غريزته الشهوانية ( أعني يوسف ) لا لا ـ بل نجد نبيا معظما مباركا ملكا يتجسس على امرأة وهي تستحم فيشتهيها فيعلم أنها " بتشبع " زوجة أحد مخلصيه من الجنود فيضاجعها وتحمل منه فيحاول أن يلصق الجنين بالزوج ليتهرب من فضيحته فيحضرزوجها الضابط من معسكره ليبيت مع زوجته ليكون الولد ناتجا عن الزوج والزوجة وليس لوجود شخص غريب فيرفض قائده المخلص أن يترك التابوت والجنود في الصحراء ويبقى في المدينة نائما مع زوجته ، فيغضب جدا ذلك النبي المعظم الملك داؤود ويفكر في حيلة ليقتل الزوج حتى لا يفضحه ، فيأمر النبي قائد الجيوش ( يوأرب ) أن يضع الزوج في أخطر مكان في القتال ويتخلى ويتراجع عنه فيُقتل وبالفعل تتم الخيانة بين النبي والقائد ضد الضابط المخلص ويموت مغتالا بيد نبي جراء زنا وشهوة .
حاشا لله وحاشا لداؤود
إن الأمر هنا ليس خطأ أوحتى كبيرة بل هو جريمة شنعاء مركبة من عدة كبائر مقواة بالإصرار ومحكمة بالمكر الشرير والدهاء الملعون إننا نرى الجنس والمكر والإصرار والتخطيط وعدم التوبة عن قريب بل والخيانة والقتل
ولنتساءل عن عدد زوجات كثير من أنبياء العهد القديم ونتساءل عن عدد السراري وملك اليمين
إذا بالمشاكلة يسقط إشكال ادعاء أن للمسلمين تصور سلبي سيء عن الأنبياء
لأن في الجانب الآخر مآساة كبرى في هذه المسألة .
أما ما يتصل بالمسلمين عامة صحابة وتاريخا وواقعا
فإن الإشكال يزيد ضعفه ويزيد سقوط حجيته لأنه بالإضافة لأننا سنبين مشاكلة أيضا تسقطه ، سنعرف أنه أيضا باطل من جهة أخرى
لأنه يربط بين العقيدة والمعتقدين ويجعل المعتقدين حكما على العقيدة والمفروض أن يكون العكس ، فالحق يعرف بنفسه وليس بالرجال والرجل السيء لا يسيء إلا إلى نفسه ، وعمله حجة عليه وليس حجة على الدين الذي تشترك فيه الجماهير الكثيرة.
فهل كان أهل أوربة من العصور الوسطى المتخلفة كانوا مسلمين أيضا ؟؟
وهل كان الوثنيون والملحدون والمسلمون على حق وقتها عندما رفضوا دخول الدين المسيحي لأنه بين قوم متخلفين يعيشون في عصورمظلمة؟؟
وهل الحروب الطاحنةالتي دارت بين مسيحيي الغرب تدل على أن المسيحية دين خراب ودمار وعنف وقتال وصراع على الحكم ؟
وهل كثرة وتعدد المراجع المسيحية والمذاهب المسيحية واختلاف العلماء بينهم بل وقتال العلماء بينهم يدل على أن المسيحية دين سقيم ؟
إذا بالمشاكلة يسقط الإشكال فـكل ما يتصل بالمسلمين قد اتصل بالمسيحيين قديما حديثا ، وكل ما اتصل بعلماء المسلمين من تسرع وخطأ وضلال اتصل أيضا بعلماء المسيحيين وإلا كانوا مذهبا واحدا .
هذا عن النوع الأول وهوالأقل أهمية في نظري وإن كان هوأكثر مايُشكك به في الدين الإسلامي .
وبحمده
والصلاة والسلام
على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه الطيبين وجميع الأنبياء والمرسلين
على سبيل الإبحار
هناك مسألة يجب النظر لها واعتبارها حتى يكون التفهم أقرب وبالتالي النقد أكثر علمية
لا يوجد مسلم يعرف أنه على باطل ويظل مسلما ولا يوجد مسيحي يعرف أنه على باطل ويظل مسيحيا ولا يهودي ولا أية ديانة
هذه قاعدة ليست مطلقة تماما ولكن كأنها كذلك من نسبة تحققها في الواقع
نعم هناك قلة قليلة نادرة قد تعلم الحقيقة وتكتشفها بالأدلة والبراهين ويبقوا معاندين ، ولكن هذه حقيقة فئة نادرة
المجتمع المسيحي على سبيل التطبيق كذلك
الفئة الغالبة وارثة للدين مع وراثة الثقة العمياء المطلقة ومنشغلين بالدنيا والمال والعمل والكد في الحياة والمعاش
ولا نشك في أن لهم نسجا روحانيا مؤكدا لهم أحيانا من خلال المنامات وما يروى والمعجزات بالشفاء عند زيارة القديسين عندهم أو الكنائس وما يروى في ذلك وذلك القس الطيب وذلك العم الطيب هل يعقل أن يكون كافرا معاندا لله ؟ لا بالطبع إذا أنا على دين آبائي
نعم في هكذا مسائل لا يخلص الأمر لأنه فتنة وابتلاء ثقيل
وهناك فئة بنوع من العلم والقراءة ظهر له أنه على حق وأنه على تصور جيد مثالي للرسالة السماوية الممتلئة بالحب والتسامح والرحمة ، الله محــبة
في الفترة الأخيرة كان هناك نوع نشاط مسيحي علني في إلقاء شبهات على المسلمين من خلال الفضائيات وشبكات الانترنت بل وفي وعظات داخل الكنيسة لتبين لهم مدى شناعة الإسلام والمسلمين .
فكأن لسان الحال الهجوم خير وسيلة للدفاع
إذا ما يحدث هو الآتي
إلقاء شبهات تدل على أن الدين الإسلامي دين فاسد وأنه ادعاء شاعر هو محمد ( حاشا لله وحاشا لرسوله ) وأن القرآن تأليف وأن الإسلام فتنة كبرى .
النوع الأول : إشكالات لا يصح أن تحمل معنى الإشكال لأنها غير سليمة عقليا ومنطقيا وفلسفيا وتنقسم إلى :
1.إشكالات تتصل ببعض صفات وأسماء الله مثل المنتقم والضار والمذل وأنه يستهزئ ويمكر وغيرها مما يهدف إلى إبراز أن التصور الإسلامي عن الله تصور مثير للعجب والسخط والاستنكار .
2.إشكالات تتصل ببعض تصرفات وصفات وتصرفات النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم .
3.إشكالات تتصل ببعض تصرفات الأنبياء كما في الدين الإسلامي .
4.إشكالات تتصل بالمسلمين ومنها :
•ما يتصل يما يعرض على أنه " قتال الصحابة والسباق على الحكم ".
•وما يتصل بتاريخ المسلمين من الإنقسام لفرق كثيرة وكثرة الاختلاف .
•وما يتصل بواقع المسلمين وتخلفهم .
هذا كان عن النوع الأول أما النوع الثاني
النوع الثاني : إشكالات صحيحة ظاهريا أعني من ناحية المبدأ والتي هي محك الخلاف والنقاش لأنها العقيدة ، وليس شيئا آخر ، وهي أساس الخلاف ، أعني ما يخص التوحيد والتثليث أو ما نسمية التوحيد الأحدي والتوحيد التثليثي
لكني سأتحدث عن النوع الأول ونفرد كلاما خاصا ومركزا للنوع الثاني الذي هو أحق بالبحث لأنه يضع تصور التوحيد الإسلامي أمام ما يتصوره المسيحيون على أنه توحيد لكن توحيد من نوع أخر وهو التوحيد الثلاثي المسيحي .
إن النوع الأول الذي يتحدث عن النبي محمد وتصرفاته أو على ما يعرض أنه عيب في الله في آيات القرآن وكل ما ذكرناه أعلاه هو إشكال ساقط ولا يصح عقليا وظاهريا لأن يوصف بأنه شبهة حقيقية
لأنه يسقط بالمشاكلة
فلو ثبتت المشاكلة سقط الإشكال ، وإلا لما صار إشكالا ، فالإشكال لايكون إشكال إلا إذا كان مُدعيه متجردا منه ، فإن كان موجودا في كلانا فكيف يكون إشكالا ؟!
إن كان حسنا فكلانا متساوٍ في الفضل ، وإن كان سيئة فالعيب في كلانا وليس في أحدنا ـ ـ
إذا لو ثبتت المشاكلة سقط الإشكال ابتداء
وهذه قاعدة من أبسط قواعد التفكير الإنساني
وأعتقد أنه أكثر الطرق اختصارا لإسقاط الإشكال وإن كان للأمور شرح وتوضيح ملابسات وظروف وغيرها ، ولكن كثيرا ما لا يقتنع الآخر بكل ذلك ،ويريه الشيطان كل توضحيات العلماء وردود الثقاة على أنها ساذجة ومجرد لف ودوران .
من أمثلة النوع الأول
ما يتصل بأسماء الله الحسنى " المنتقم ـ المذل ـ الضار "
إذا المشكلة أن هذه الأسماء والصفات لا تصح مع الله سبحانه وتعالى إله المحبة وإله الخلاص وإله العطف والبركة والنعمة ـ ـ أليس كذلك ؟
إذا ودون كثير نقاش نقول بناء على ذلك يجب على المسيحية ألا يوجد بها أيضا أمثال تلك الصفات التي على ظاهرها تحمل معنى سلبيا سيئا عن الله كأن يحمل نقمة وانتقام وغضب وإذلال ودمار وضرر وقتل وغيرها من الأمور ـ أليس كذلك ؟
فهل المسيحية تخلو من أمثال تلك الصفات ؟؟
إننا لنجد بكثرة في الكتاب المقدس ما يحمل نفس المعاني تماما ، بل أحيانا في أبشع صورة إن أردت الحق .
فالله يستهزئ ـ والله يلعن ـ والله يدمر ويخرب القرى والمدن ليس ذلك وفقط بل يأمر بإبادة النساء والأطفال وكل سكان بعض المناطق ، والله ينسى ويغفل ، والله يختفي ، والله يندم ، والله يضرب بنفسه طفلا ليقتل ـ ـ كل هذا موجود بلا شك .
والكتاب المقدس سهل الرجوع إليه
لست في هذا المقام المختصر أن أسرد الأدلة الغزيرة الفياضة ولكن لعلي أذكر بعض النصوص ، لنلقي نظرة
من بعض النصوص
" وأجري عليهم نقمات عظيمة بتأديب وسخط فيعلمون أني أنا الرب إذ أجعل نقمتي عليهم ." الكتاب المقدس ـ العهد القديم ـ حزقيال ـ الإصحاح الخامس عشر ـ الآية سبعة عشر
أليس الله هنا ينتقم وينزل اللعن ويضر ويعاقب ؟
" اسألني فأعطيك ميراث الأمم ميراثا لك وأقاصي الأرض ملكا لك ، تحطمهم بقضيب من حديد " .
الله يأمر نبيه بتحطيم الناس بقضيب من حديد ؟
" هكذا قال الرب هأنذا أقيم عليك الشر من بيتك وآخذ نساءك أمام عينيك وأعطيهن لقريبك فيضجع مع نسائك في عين هذه الشمس لأنك أنت فعل بالسر وأنا أفعل هذا الأمر قدام جميع إسرائيل ". الكتاب المقدس ـ صموائيل الثاني ـ الأصحاح الثاني عشر ـ رقم 11
" حين تقترب من مدينة لكي تحاربها فاستدعها إلى الصلح ، فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويُستعبد لك "
تثنية ـ الأصحاح العشرون ـ رقم عشرة
" الرب يستهزئ بهم ". مزامير ـ المزمور الثاني ـ الآية رقم أربعة
تأمل الإشكال وتأمل المشاكلة . ألا ترى أن المشاكلة ثبتت ؟
ألم نقل أن بالمشاكلة يسقط الإشكال ؟
إن كان الله عندي جبار وظالم وينزل الخراب والدمار ويأمر بغزوات الرسول ويشجع على العنف أو أنه يتصف بالجبروت بناء على آيات فهمها خاطئ فمن هو الله عند المسيحيين كما وجدنا من خلال الآيات السابقة ؟
إذا يتضح أن هذا الإشكال لا يصح لوجود مماثله عند المسيحيين وبالتالي لا يعتبر إشكالا حقيقيا وأنه كان بناء ومجرد الطعن ليس أكثر وما أكثر الجهلاء والطاعنين لأنفسهم من حيث لا يحتسبوا .
} يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار {
أيضا من أمثلة النوع الأول الذي قلنا أنه يسقط بإثبات المشاكلة هوما يتصل بالنبي محمد وبعض صفاته وما يتصل بنسائه .
خاصة مسألة النبي وزوجاته وتعددهن وأنه كان شهوانيا حاشاه صلى الله عليه
إذا لا بد أن يكون الأنبياء في الكتاب المقدس عند المسيحيين منزهين أيضا عن الزواج لأكثر من واحدة أو اتخاذ السراري أو ملك اليمين ـ أليس كذلك ؟
لكننا نجد كثير من الأنبياء المعظمة تتزوج أضعاف أضعاف من تزوجهم محمد وتتخذ السراري والإماء العدد الكبير دون وجود أي نظرة سلبية ـ فلماذا الاستشكال بأمر أنت لا تنكره عندك ؟
أو تكون النبوة لا تُحكم بعدد الزوجات والنساء ..
وما يتصل بتصرفات بعض الأنبياء مثل ما يفهم جهلا من قوله تعالى ( وهمت به وهم بها ) على أن النبي يوسف عند المسلمين مستثار جنسيا وشهوانيا .
(سنظل نعتمد ذلك الطريق وإن كان في المسألة توضيح وتفسيركما باقي المسائل لكننا اعتمدنا معيار المشاكلة لإسقاط الإشكال فنبقى عليه ،( ولعلنا نتحدث عن تلك الإشكالات بلسان التوضيح والتفصيل في مقام آخر غير هذا) ) .
إذا لا بد أيضا أن يكون الأنبياء في التوراة منزهين عن هكذا أمور تتصل بالتعامل مع النساء من تعدد الزوجات ومن اتخاذ السراري وملك اليمين وما قد يتصل بالشهوة الجنسية .
فهل الكتاب المقدس يخلو من أي ذلك ؟
إننا عند النظر في الكتاب المقدس لا نجد فقط مجرد أن نبيا تثار غريزته الشهوانية ( أعني يوسف ) لا لا ـ بل نجد نبيا معظما مباركا ملكا يتجسس على امرأة وهي تستحم فيشتهيها فيعلم أنها " بتشبع " زوجة أحد مخلصيه من الجنود فيضاجعها وتحمل منه فيحاول أن يلصق الجنين بالزوج ليتهرب من فضيحته فيحضرزوجها الضابط من معسكره ليبيت مع زوجته ليكون الولد ناتجا عن الزوج والزوجة وليس لوجود شخص غريب فيرفض قائده المخلص أن يترك التابوت والجنود في الصحراء ويبقى في المدينة نائما مع زوجته ، فيغضب جدا ذلك النبي المعظم الملك داؤود ويفكر في حيلة ليقتل الزوج حتى لا يفضحه ، فيأمر النبي قائد الجيوش ( يوأرب ) أن يضع الزوج في أخطر مكان في القتال ويتخلى ويتراجع عنه فيُقتل وبالفعل تتم الخيانة بين النبي والقائد ضد الضابط المخلص ويموت مغتالا بيد نبي جراء زنا وشهوة .
حاشا لله وحاشا لداؤود
إن الأمر هنا ليس خطأ أوحتى كبيرة بل هو جريمة شنعاء مركبة من عدة كبائر مقواة بالإصرار ومحكمة بالمكر الشرير والدهاء الملعون إننا نرى الجنس والمكر والإصرار والتخطيط وعدم التوبة عن قريب بل والخيانة والقتل
ولنتساءل عن عدد زوجات كثير من أنبياء العهد القديم ونتساءل عن عدد السراري وملك اليمين
إذا بالمشاكلة يسقط إشكال ادعاء أن للمسلمين تصور سلبي سيء عن الأنبياء
لأن في الجانب الآخر مآساة كبرى في هذه المسألة .
أما ما يتصل بالمسلمين عامة صحابة وتاريخا وواقعا
فإن الإشكال يزيد ضعفه ويزيد سقوط حجيته لأنه بالإضافة لأننا سنبين مشاكلة أيضا تسقطه ، سنعرف أنه أيضا باطل من جهة أخرى
لأنه يربط بين العقيدة والمعتقدين ويجعل المعتقدين حكما على العقيدة والمفروض أن يكون العكس ، فالحق يعرف بنفسه وليس بالرجال والرجل السيء لا يسيء إلا إلى نفسه ، وعمله حجة عليه وليس حجة على الدين الذي تشترك فيه الجماهير الكثيرة.
فهل كان أهل أوربة من العصور الوسطى المتخلفة كانوا مسلمين أيضا ؟؟
وهل كان الوثنيون والملحدون والمسلمون على حق وقتها عندما رفضوا دخول الدين المسيحي لأنه بين قوم متخلفين يعيشون في عصورمظلمة؟؟
وهل الحروب الطاحنةالتي دارت بين مسيحيي الغرب تدل على أن المسيحية دين خراب ودمار وعنف وقتال وصراع على الحكم ؟
وهل كثرة وتعدد المراجع المسيحية والمذاهب المسيحية واختلاف العلماء بينهم بل وقتال العلماء بينهم يدل على أن المسيحية دين سقيم ؟
إذا بالمشاكلة يسقط الإشكال فـكل ما يتصل بالمسلمين قد اتصل بالمسيحيين قديما حديثا ، وكل ما اتصل بعلماء المسلمين من تسرع وخطأ وضلال اتصل أيضا بعلماء المسيحيين وإلا كانوا مذهبا واحدا .
هذا عن النوع الأول وهوالأقل أهمية في نظري وإن كان هوأكثر مايُشكك به في الدين الإسلامي .
تعليق