الشاب..... الشاب .... الشاب ....
بينما تمتد مرحلة المراهقة فيما بين العشرة والعشرين , فإن مرحلة الشباب تحتل العشرينيات من عمر المرء , وفي هذه المرحلة تتبلور الشخصية وتتحفز للتشبث بأسباب التقدم في ركب الحياة واكتساب المهارات والمعارف كما تقوم باختبار المواقف والعلاقات والوسائل التي تكفل احتلال مكانة مرموقة في المجتمع , فهذه المرحلة هي مرحلة الوقوع على فلسفة حياتية ستكون الهادي للمرء طوال حياته , وهي مرحلة تبلور الشخصية واصطباغها بصبغة ذاتية تعرف بها وتميزها , ونستطيع ان نقول ان مرحلة الشباب هي المرحلة التي يكون النمو خلالها قد بلغ مداه , وبتعبير اخر فان هذه المرحلة تتسم بالنضج حيث يكون الشاب قد وصل الى أقصى ما يمكن ان تصل اليه اعضاؤه الجسمية من نمو , وهي مرحلة الفتوة الجسمية , بل ومرحلة الاجتهاد والكفاح وتحمل المشاق , لذا فإن الشعوب قد جعلت هذه المرحلة مرحلة التجنيد الاجباري لان الشاب يكون قد اكتمل جسميا وصار قادرا على تحمل المشاق وعلى التقدم بجرأة وجسارة وشجاعة نحو ما تتطلبه حياة الجندية من نشاط جسمي وافر ومتدفق .
وفي هذه المرحلة أيضا تظهر البطولات الرياضية التي يكون المرء قد بدأ يجهز نفسه لها منذ المراهقة , فالجسم يكون قد اكتسب مرونة كافية للأداء الرياضي مما تستلزمه الرياضة المعينة التي تستهويه وتسيطر على وجدانه , على ان هذه المرحلة هي أيضا مرحلة التعرض للأصابات الجسمية نتيجة ما يحس به الشاب من قوة وفتوة تدفع به الى المغامرات , من ذلك في العصر الحديث التعرض للأصابات في حوادث السيارات , والتعرض للغرق في البحار والانهار , والتعرض لكثير من الحوادث التي تنجم عن اخطاء المرء او اخطاء الاخرين .
والواقع ان الشباب يحسون بالمتعة الشديدة نتيجة التعرض للأخطار المتباينة , فالكثير من الشباب لايسعدون بالشعور بالأمن , بل يحسون بالسعادة لدى تعرضهم للمخاطر , ولعل أن تكون التربية قد وقفت على هذا , فصارت تعد مجموعة من الرياضات المحفوفة بالأخطار والاصابة كالملاكمة ,والمصارعة وكرة القدم وكذا سباق الدراجات البخارية والمراكب الشراعية ونحوها .
ولقد اكتشفت التربية ايضا أن هناك نوعا اخر من الاخطار التي يحب الشباب ان يتعرضوا لها غير النوع الجسمي هو الاخطار المعنوية , فخططت للمناظرات والندوات والمناقشات والتحدي بواسطة ما يمكن كتابته ونشره في الصحافة , فيجد الشاب متعة شديدة لدى تعرضه للمواقف الخطرة التي يكون فيها في موقف المتعارك مع خصم او خصوم يقفون له بالمرصاد ويقف هو ايضا بأزائهم بالمرصاد .
وفي هذه المرحلة يحس الشباب بالرغبة في الاطاحة بعروش الكبار وخاصة الوالدين والمدرسين , فتجد ان الصدامات تتواتر بين الابناء الشباب وبين والديهم من جهة , وبينهم وبين مدرسيهم من جهة اخرى , وهنا يتبدى الصراع بين الاجيال , فالجيل الجديد من الشباب ينعى على الاجيال التي سبقته انها قد ضلت طريقها , وان الواجب عليها أن تخلي لهم الطريق لكي يحتلوا اماكنهم , بل انهم يجدون في هجومهم على الاجيال القائمة من الكهول (30- 50 سنة) ما يقوي عزائمهم ويدعم شكيمتهم ويجعلهم اهلا للتقدم في ركب الحياة , فالويل كل الويل لمن يقف في طريقهم يناهضهم او يثنى عن عزائمهم .
الشتب الذي تبلورت لديه القدرة على التمييزبين الخير والواقع أن مرحلة الشاب تتسم بالميل الشديد لتقبل الايحاءات من الاخرين , لذا فإن الزعماء السياسيين والدينيين يعمدون الى بث اتجاهاتهم في الشباب , ومن الاخطار الاجتماعية وجود بعض من الزعماء السياسيين او الزعماء الدينيين المتطرفين يبثون ايحاءات هدامة ومثيرة لكوامن الغضب والسخط والانتقام في قلوب الشباب , فيقدمون على اعمال اجرامية او يعمدون الى فتن طائفية او حتى الى ثورات عارمة لاتبقي ولا تذر وتاكل الاخضر واليابس , وتهدم البيوت والعمائر , وتاتي على كل ألوان الحضارة .
ولعلنا نتساءل بعد هذا عن الخصائص التي يتصف بها الشاب او الشابة المتمتع بتكامل الشخصية , اننا نستطيع تلخيص تلك الخصائص بما يلي :
اولا – إن الشاب المتمتع بتكامل الشخصية هو ذاك والشر , واللائق والغير لائق , والمعتدل والمتطرف , وما في صالحه وما يضر به وبمستقبله وبأسرته ومجتمعه, ومعنى هذا في الواقع أن الشاب متكامل الشخصية هو ذلك الشاب الذي لايكون نهبا للايحاءات تقدم اليه فيتشربها تشربا , ويمتصها امتصاصا , ويهضمها هضما , انه ذلك الذي يكون في دخيلته جهاز رقابي على ما يصدر اليه من مؤثرات وايحاءات . فهو لا يكون كالاسفنجة التي تتقبل كل ما يوجه اليها بغير تمييز او تبصر , وبتعبير إخر نقول ان الشاب المتمتع بالشخصية المتكاملة هو ذلك الذي يستطيع ان يرفض كما يستطيع ان يتقبل , ويكون رفضه أو تقبله غير عشوائي وليس لمجرد التاكيد على شخصيته , بل يكون نتيجة الالمام بالماضي والحاضر والمستقبل من جهة , ونتيجة للوقوف على نيات الاخرين من جهة ثانية , والتشبث بمجموعة متبلورة من القيم , والتذرع بفلسفة حياتية وسطية لاتنحرف الى اقصى اليمين ولا الى اقصى اليسارمن جهة ثالثة , ذلك ان اليمين واليسار المتطرفين يعبران عن شخصيات لاتزن الامور بميزانها الصحيح , بل تنجرف الى المبالغة في تصور الاشياء , والانتحاء الى الهدم أو الى المبالغة في الحفاظ على القديم .
ثانيا – إن الشاب المتمتع بتكامل الشخصية هو صاحب الفكر المستقل من جهة , والمتشرب للقيم الاجتماعية الاساسية من حهة اخرى , وبتعبير آخر فأن الشاب مكتمل الشخصية هو الشخصية المنتمية الى المجتع من جهة , وصاحب الفكر الشخصي المتبلور من جهة اخرى , فهو ليس ذائبا في مجتمعه , وليس وتلحفا بأفكار شخصية بحتة وضاربا عرض الحائط بما يسود مجتمعه من قيم أساسية , والواقع أن هذه الثنائية وتعايش طرفيها تشير الى تكامل شخصية الشاب .
ثالثا – على ان وجود نزعة ثنائية الشخصية والذوبانية في المجتمع لا يعني عدم تصادمهما بعضهما مع بعض في بعض المواقف , فالواقع أن ثمة ديالكتيكا يعمل بصفة مستمرة لدى الشاب المتسم بتكامل الشخصية , بحيث يتاتى عن تصادم – او قل تفاعل – هذه الثنائية , الخلوص الى مركب خبري جديد هو الاتجاه , والاتجاه هو حاصل تفاعل هذين الطرفين المتضادين , وهو الثمرة الضرورية التي تشير الى تكامل الشخصية .
رابعا - إن الشاب المتمتع بتكامل الشخصية هو ذلك الذي يوفق بين رغباته وحاجاته , فالشاب الذي يكون عليه القيام بمهام اجتماعية معينة ولكنه يرغب في اللعب او الكسل يكون عليه في هذه الحالة ان يرجح كفة واجباته على كفة رغباته , ولكن ذلك الشاب نفسه سوف يجد ان في ادائه لواجباته اشباعا لرغبات معينة كالتبريز والتفوق والشهرة والسمعة الطيبة والكسب المادي الذي سوف يعمل على اشباع رغباته بعد انتهائه من القيام بتلك المهام الواجبة عليه .
خامسا - ان الشاب المتسم بتكامل الشخصية هو الذي يحقق تناسبا وانسجاما وتماشيا بين مقومات شخصيته , فهو يهتم بجسمه ووجدانه وعقله وكلامه وتذوقاته الجمالية والقيم الدينية والخلقية والاجتماعية , وبتعبير آخر هو ذلك الشاب الذي ينسق بين انشطته المتباينة بحيث يعطي كل نشاط حقه من الوقت والجهد والانفاق المادي والاهتمام النفسي .
سادسا - ان الشاب متكامل الشخصية هو ذلك الشاب الذي يفلسف حياته وفق مجموعة من المبادئ او الشعارات التي يعمل في ضوئها.
سابعا – وبمناسبة الوقت نجد ان الشاب المتسم بتكامل الشخصية هو ذلك الشاب يفتن في انفاق الوقت بحيث يوظفه في احسن توظيف .
ثامنا – ان الشاب المتمتع بتكامل الشخصية هو ذلك الشاب الذي يستمر في النمو الخبري , فهو ذلك الذي لايقف عند حد في اكتساب الخبرات .
تاسعا - ان الشاب المتسم بتكامل الشخصية هو ذلك الذي تكون لديه القدرة على الابانة عن الحصيلة الخبرية التي اكتسبها او التي تأت له جديدة مبتكرة نتيجة تفاعل الخبرات بدخيلته .
عاشرا- ان الشاب المتسم بتكامل الشخصية هو ذلك الشاب الذي يتقن التعامل مع من يكبرونه سنا أو مقاما أو علما ومن هم في مرتبته من الاتراب ومن يصغرونه .
وبعد ان عرضنا لخصائص الشباب المتمتعين بتكامل الشخصية , علينا ان نعرض للمؤسسات التي تخدم الشباب لكي يصيروا شخصيات متكاملة , ولعلنا نحدد تلك المؤسسات الاجتماعية بما يلي :
اولا- الاسرة : فالأسرة السوية والتي تراعي وظائفها ومسؤولياتها هي الاسرة التي تتسم بالاستقرار والاحترام المتبادل بين افرادها , والواقع ان الاسرة التي يظللها الحب والوئام والوعي والتطور هي الاسرة الخليقة بتنشئة الشباب متكاملي الشخصية .
ثانيا – المدرسة : والمدرسة بدورها ذات اهمية خطيرة في تكوين شخصيات الشباب على نحو متكامل , والواقع ان المدرسة التي احتضنت الشاب منذ ان كان بالحضانة ثم الابتدائي والاعدادي والثانوي حتى الجامعة , لهي المسئولة بعد الاسرة عن تنشئة شابا متكامل الشخصية .
ثالثا – مجالات العمل : الواقع ان مقار العمل تعتبر امتدادا للأسرة والمدرسة , فالتأثير التربوي لمقر العمل هو استمرار لما سبق ان اكتسبه المرء بالأسرة والمدرسة , فأذا كان الاساس التربوي متينا بما أرسته الاسرة والمدرسة من مقومات تربوية , فأن مقر العمل يكمل ما بدأته الاسرة واستمرت به المدرسة , فيتوج تكامل شخصية الشاب والشابة
بينما تمتد مرحلة المراهقة فيما بين العشرة والعشرين , فإن مرحلة الشباب تحتل العشرينيات من عمر المرء , وفي هذه المرحلة تتبلور الشخصية وتتحفز للتشبث بأسباب التقدم في ركب الحياة واكتساب المهارات والمعارف كما تقوم باختبار المواقف والعلاقات والوسائل التي تكفل احتلال مكانة مرموقة في المجتمع , فهذه المرحلة هي مرحلة الوقوع على فلسفة حياتية ستكون الهادي للمرء طوال حياته , وهي مرحلة تبلور الشخصية واصطباغها بصبغة ذاتية تعرف بها وتميزها , ونستطيع ان نقول ان مرحلة الشباب هي المرحلة التي يكون النمو خلالها قد بلغ مداه , وبتعبير اخر فان هذه المرحلة تتسم بالنضج حيث يكون الشاب قد وصل الى أقصى ما يمكن ان تصل اليه اعضاؤه الجسمية من نمو , وهي مرحلة الفتوة الجسمية , بل ومرحلة الاجتهاد والكفاح وتحمل المشاق , لذا فإن الشعوب قد جعلت هذه المرحلة مرحلة التجنيد الاجباري لان الشاب يكون قد اكتمل جسميا وصار قادرا على تحمل المشاق وعلى التقدم بجرأة وجسارة وشجاعة نحو ما تتطلبه حياة الجندية من نشاط جسمي وافر ومتدفق .
وفي هذه المرحلة أيضا تظهر البطولات الرياضية التي يكون المرء قد بدأ يجهز نفسه لها منذ المراهقة , فالجسم يكون قد اكتسب مرونة كافية للأداء الرياضي مما تستلزمه الرياضة المعينة التي تستهويه وتسيطر على وجدانه , على ان هذه المرحلة هي أيضا مرحلة التعرض للأصابات الجسمية نتيجة ما يحس به الشاب من قوة وفتوة تدفع به الى المغامرات , من ذلك في العصر الحديث التعرض للأصابات في حوادث السيارات , والتعرض للغرق في البحار والانهار , والتعرض لكثير من الحوادث التي تنجم عن اخطاء المرء او اخطاء الاخرين .
والواقع ان الشباب يحسون بالمتعة الشديدة نتيجة التعرض للأخطار المتباينة , فالكثير من الشباب لايسعدون بالشعور بالأمن , بل يحسون بالسعادة لدى تعرضهم للمخاطر , ولعل أن تكون التربية قد وقفت على هذا , فصارت تعد مجموعة من الرياضات المحفوفة بالأخطار والاصابة كالملاكمة ,والمصارعة وكرة القدم وكذا سباق الدراجات البخارية والمراكب الشراعية ونحوها .
ولقد اكتشفت التربية ايضا أن هناك نوعا اخر من الاخطار التي يحب الشباب ان يتعرضوا لها غير النوع الجسمي هو الاخطار المعنوية , فخططت للمناظرات والندوات والمناقشات والتحدي بواسطة ما يمكن كتابته ونشره في الصحافة , فيجد الشاب متعة شديدة لدى تعرضه للمواقف الخطرة التي يكون فيها في موقف المتعارك مع خصم او خصوم يقفون له بالمرصاد ويقف هو ايضا بأزائهم بالمرصاد .
وفي هذه المرحلة يحس الشباب بالرغبة في الاطاحة بعروش الكبار وخاصة الوالدين والمدرسين , فتجد ان الصدامات تتواتر بين الابناء الشباب وبين والديهم من جهة , وبينهم وبين مدرسيهم من جهة اخرى , وهنا يتبدى الصراع بين الاجيال , فالجيل الجديد من الشباب ينعى على الاجيال التي سبقته انها قد ضلت طريقها , وان الواجب عليها أن تخلي لهم الطريق لكي يحتلوا اماكنهم , بل انهم يجدون في هجومهم على الاجيال القائمة من الكهول (30- 50 سنة) ما يقوي عزائمهم ويدعم شكيمتهم ويجعلهم اهلا للتقدم في ركب الحياة , فالويل كل الويل لمن يقف في طريقهم يناهضهم او يثنى عن عزائمهم .
الشتب الذي تبلورت لديه القدرة على التمييزبين الخير والواقع أن مرحلة الشاب تتسم بالميل الشديد لتقبل الايحاءات من الاخرين , لذا فإن الزعماء السياسيين والدينيين يعمدون الى بث اتجاهاتهم في الشباب , ومن الاخطار الاجتماعية وجود بعض من الزعماء السياسيين او الزعماء الدينيين المتطرفين يبثون ايحاءات هدامة ومثيرة لكوامن الغضب والسخط والانتقام في قلوب الشباب , فيقدمون على اعمال اجرامية او يعمدون الى فتن طائفية او حتى الى ثورات عارمة لاتبقي ولا تذر وتاكل الاخضر واليابس , وتهدم البيوت والعمائر , وتاتي على كل ألوان الحضارة .
ولعلنا نتساءل بعد هذا عن الخصائص التي يتصف بها الشاب او الشابة المتمتع بتكامل الشخصية , اننا نستطيع تلخيص تلك الخصائص بما يلي :
اولا – إن الشاب المتمتع بتكامل الشخصية هو ذاك والشر , واللائق والغير لائق , والمعتدل والمتطرف , وما في صالحه وما يضر به وبمستقبله وبأسرته ومجتمعه, ومعنى هذا في الواقع أن الشاب متكامل الشخصية هو ذلك الشاب الذي لايكون نهبا للايحاءات تقدم اليه فيتشربها تشربا , ويمتصها امتصاصا , ويهضمها هضما , انه ذلك الذي يكون في دخيلته جهاز رقابي على ما يصدر اليه من مؤثرات وايحاءات . فهو لا يكون كالاسفنجة التي تتقبل كل ما يوجه اليها بغير تمييز او تبصر , وبتعبير إخر نقول ان الشاب المتمتع بالشخصية المتكاملة هو ذلك الذي يستطيع ان يرفض كما يستطيع ان يتقبل , ويكون رفضه أو تقبله غير عشوائي وليس لمجرد التاكيد على شخصيته , بل يكون نتيجة الالمام بالماضي والحاضر والمستقبل من جهة , ونتيجة للوقوف على نيات الاخرين من جهة ثانية , والتشبث بمجموعة متبلورة من القيم , والتذرع بفلسفة حياتية وسطية لاتنحرف الى اقصى اليمين ولا الى اقصى اليسارمن جهة ثالثة , ذلك ان اليمين واليسار المتطرفين يعبران عن شخصيات لاتزن الامور بميزانها الصحيح , بل تنجرف الى المبالغة في تصور الاشياء , والانتحاء الى الهدم أو الى المبالغة في الحفاظ على القديم .
ثانيا – إن الشاب المتمتع بتكامل الشخصية هو صاحب الفكر المستقل من جهة , والمتشرب للقيم الاجتماعية الاساسية من حهة اخرى , وبتعبير آخر فأن الشاب مكتمل الشخصية هو الشخصية المنتمية الى المجتع من جهة , وصاحب الفكر الشخصي المتبلور من جهة اخرى , فهو ليس ذائبا في مجتمعه , وليس وتلحفا بأفكار شخصية بحتة وضاربا عرض الحائط بما يسود مجتمعه من قيم أساسية , والواقع أن هذه الثنائية وتعايش طرفيها تشير الى تكامل شخصية الشاب .
ثالثا – على ان وجود نزعة ثنائية الشخصية والذوبانية في المجتمع لا يعني عدم تصادمهما بعضهما مع بعض في بعض المواقف , فالواقع أن ثمة ديالكتيكا يعمل بصفة مستمرة لدى الشاب المتسم بتكامل الشخصية , بحيث يتاتى عن تصادم – او قل تفاعل – هذه الثنائية , الخلوص الى مركب خبري جديد هو الاتجاه , والاتجاه هو حاصل تفاعل هذين الطرفين المتضادين , وهو الثمرة الضرورية التي تشير الى تكامل الشخصية .
رابعا - إن الشاب المتمتع بتكامل الشخصية هو ذلك الذي يوفق بين رغباته وحاجاته , فالشاب الذي يكون عليه القيام بمهام اجتماعية معينة ولكنه يرغب في اللعب او الكسل يكون عليه في هذه الحالة ان يرجح كفة واجباته على كفة رغباته , ولكن ذلك الشاب نفسه سوف يجد ان في ادائه لواجباته اشباعا لرغبات معينة كالتبريز والتفوق والشهرة والسمعة الطيبة والكسب المادي الذي سوف يعمل على اشباع رغباته بعد انتهائه من القيام بتلك المهام الواجبة عليه .
خامسا - ان الشاب المتسم بتكامل الشخصية هو الذي يحقق تناسبا وانسجاما وتماشيا بين مقومات شخصيته , فهو يهتم بجسمه ووجدانه وعقله وكلامه وتذوقاته الجمالية والقيم الدينية والخلقية والاجتماعية , وبتعبير آخر هو ذلك الشاب الذي ينسق بين انشطته المتباينة بحيث يعطي كل نشاط حقه من الوقت والجهد والانفاق المادي والاهتمام النفسي .
سادسا - ان الشاب متكامل الشخصية هو ذلك الشاب الذي يفلسف حياته وفق مجموعة من المبادئ او الشعارات التي يعمل في ضوئها.
سابعا – وبمناسبة الوقت نجد ان الشاب المتسم بتكامل الشخصية هو ذلك الشاب يفتن في انفاق الوقت بحيث يوظفه في احسن توظيف .
ثامنا – ان الشاب المتمتع بتكامل الشخصية هو ذلك الشاب الذي يستمر في النمو الخبري , فهو ذلك الذي لايقف عند حد في اكتساب الخبرات .
تاسعا - ان الشاب المتسم بتكامل الشخصية هو ذلك الذي تكون لديه القدرة على الابانة عن الحصيلة الخبرية التي اكتسبها او التي تأت له جديدة مبتكرة نتيجة تفاعل الخبرات بدخيلته .
عاشرا- ان الشاب المتسم بتكامل الشخصية هو ذلك الشاب الذي يتقن التعامل مع من يكبرونه سنا أو مقاما أو علما ومن هم في مرتبته من الاتراب ومن يصغرونه .
وبعد ان عرضنا لخصائص الشباب المتمتعين بتكامل الشخصية , علينا ان نعرض للمؤسسات التي تخدم الشباب لكي يصيروا شخصيات متكاملة , ولعلنا نحدد تلك المؤسسات الاجتماعية بما يلي :
اولا- الاسرة : فالأسرة السوية والتي تراعي وظائفها ومسؤولياتها هي الاسرة التي تتسم بالاستقرار والاحترام المتبادل بين افرادها , والواقع ان الاسرة التي يظللها الحب والوئام والوعي والتطور هي الاسرة الخليقة بتنشئة الشباب متكاملي الشخصية .
ثانيا – المدرسة : والمدرسة بدورها ذات اهمية خطيرة في تكوين شخصيات الشباب على نحو متكامل , والواقع ان المدرسة التي احتضنت الشاب منذ ان كان بالحضانة ثم الابتدائي والاعدادي والثانوي حتى الجامعة , لهي المسئولة بعد الاسرة عن تنشئة شابا متكامل الشخصية .
ثالثا – مجالات العمل : الواقع ان مقار العمل تعتبر امتدادا للأسرة والمدرسة , فالتأثير التربوي لمقر العمل هو استمرار لما سبق ان اكتسبه المرء بالأسرة والمدرسة , فأذا كان الاساس التربوي متينا بما أرسته الاسرة والمدرسة من مقومات تربوية , فأن مقر العمل يكمل ما بدأته الاسرة واستمرت به المدرسة , فيتوج تكامل شخصية الشاب والشابة
تعليق