من فيكم يعرف حقيقة لقمان ولما اختص بهذا الشأن عند الله بالحكمة وسداد الرأي واعرض عليكم بعض ماقيل عنه وما تخلق به
لم يكن لقمان نبيا وانما كان حكيما ومفكرا بارعا وعالما لامعا ومجتهدا معروفا، له نظرة صائبة للامور وقد وهبه الله تعالى الحكمة. وقيل إنه كان
ابن أخت او ابن خالة نبي الله (أيوب) عليه السلام. وكان يعيش في زمان داوود (ع).
قال رسول الاسلام (ص): على الرغم من ان لقمان لم يكن نبيا إلا انه كان عاقلا مؤمنا وعبدا صالحا. رأه يوما رجلٌ فقال له: ألم تكن ترعى الاغنام؟ قال لقمانٍ: بلى انا هو. فسأله الرجل: من اين لك الحكمة البالغة إذن؟ فقال لقمان: من قدرة الله وأداء الامانة وصدق الحديث والصمت عما لا يعنيني.
ذهب لقمان يوما لزيارة داوود (ع) ورأى أنه يليّن الحديد بيديه القويتين وكأنه الطين ويصنع منه شيئا ما. فأراد ان يسأله لكنه قال في نفسه (لأصبر حتى أرى ما سيحدث في النهاية).
كان داوود يصنع درعا حديديا، فلما أتمّها ولبسها قال: "نِعْمَ لبوس الحرب أنت". ففهم لقمان الامر دون سؤال فقال: الصمتُ حكمة وقليل فاعله. فقال له داوود: لقد سميت حكيما بحق.
كان لقمان في بداية أمره خادما، فأمره مولاه يوما ان يذبح شاة ويأتيه بأطيب لحم فيها. ويوما آخر أمره ان يذبح شاة اخرى ويأتيه بأخبث لحم فيها. فأته لقمان في المرتين بقلب الشاة ولسانها وعندما سأله عن السبب في ذلك قال لقمان: القلب واللسان إن طابا فهما اطيب ما خلق الله، وإن خبثا فإنهما أخبث ما خلق الله.
كان لقمان الحكيم ينصح إبنه الفتى مرات عديدة ويتحدث معه احاديث مملوءة بالحكم والمواعظ. وقد وردت شذرات منها في مصادر الاسلام القيّمة، ونقل منها رسول الاسلام (ص) والائمة الاطهار ع) حيث قالوا:
قال لقمان لابنه: يا بني الدنيا بحر عميق، قد غرق فيها أناس كثيرون فاجعل سفينتك فيها الايمان بالله، وشراعها التوكل على الله، واجعل زادك فيها تقوى الله، فإن نجوت فبرحمة الله، وإنْ هلكت فبذنوبك.
يا بني: إذا شككتم بالقصد فقفوا، وإذا رأيتم شخصا واحدا فلا تسألوه عن طريقكم ولا تسترشدوه فإن الواحد في الفلاة مريب لعله يكون عينا
اختلفت الاَقوال في شخصية لقمان الحكيم، روى ابن عمر، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: "لم يكن لقمان نبيّاً ، ولكن كان عبداً كثير التفكّر حسن اليقين، أحبّ الله فأحبّه و منّ عليه بالحكمة".
وقد بلغ سموُّ كلامه إلى حدّ نقل سبحانه وتعالى شيئاً من حكمه في القرآن الكريم، وأنزل سورة باسمه، كما قام غير واحد من العلماء بجمع حكمه المبثوثة في الكتب.
وقد وصفه الاِمام الصادق (عليه السلام) بقوله: "والله ما أُوتي لقمان الحكمة لحسب ولا مال ولا بسط في جسم ولا جمال، ولكنّه كان رجلاً قويّاً في أمر الله ، متورّعاً في الله ساكتاً سكيناً، عميق النظر، طويل التفكّر، حديد البصر، لم ينم نهاراً قطّ، ولم يتكىَ في مجلس قوم قطّ، ولم يتفل في مجلس قوم قطّ، ولم يعبث بشىء قطّ، ولم يره أحد من الناس على بول ولا غائط قطّ، ولا على اغتسال لشدّة تستره وتحفّظه في أمره، ولم يضحك من شيء قطّ، ولم يغضب قطّ مخافة الاِثم في دينه، ولم يمازح إنساناً قطّ، ولم يفرح بما أوتيه من الدنيا، ولا حزن منها على شيء قطّ، ... ولم يمرّ بين رجلين يقتتلان أو يختصمان إلاّ أصلح بينهما، ولم يمض عنهما حتى تحاجزا، ولم يسمع قولاً استحسنه من أحد قطّ، إلاّ سأله عن تفسيره وعمّن أخذه، وكان يكثر مجالسة الفقهاء والعلماء، وكان يغشى القضاة والملوك والسلاطين، فيرثي للقضاة بما ابتلوا به، ويرحم الملوك والسلاطين لعزتهم بالله وطمأنينتهم في ذلك، ويتعلّم ما يغلب به نفسه ويجاهد به هواه،
ويحترز من السلطان، وكان يداوي نفسه بالتفكّر والعبر، وكان لا يظعن إلا فيما ينفعه، ولا ينظر إلا فيما يعينه، فبذلك أُوتي الحكمة ومنح القضية".
وللحديث صله انتظروا لمزيد ........
لم يكن لقمان نبيا وانما كان حكيما ومفكرا بارعا وعالما لامعا ومجتهدا معروفا، له نظرة صائبة للامور وقد وهبه الله تعالى الحكمة. وقيل إنه كان
ابن أخت او ابن خالة نبي الله (أيوب) عليه السلام. وكان يعيش في زمان داوود (ع).
قال رسول الاسلام (ص): على الرغم من ان لقمان لم يكن نبيا إلا انه كان عاقلا مؤمنا وعبدا صالحا. رأه يوما رجلٌ فقال له: ألم تكن ترعى الاغنام؟ قال لقمانٍ: بلى انا هو. فسأله الرجل: من اين لك الحكمة البالغة إذن؟ فقال لقمان: من قدرة الله وأداء الامانة وصدق الحديث والصمت عما لا يعنيني.
ذهب لقمان يوما لزيارة داوود (ع) ورأى أنه يليّن الحديد بيديه القويتين وكأنه الطين ويصنع منه شيئا ما. فأراد ان يسأله لكنه قال في نفسه (لأصبر حتى أرى ما سيحدث في النهاية).
كان داوود يصنع درعا حديديا، فلما أتمّها ولبسها قال: "نِعْمَ لبوس الحرب أنت". ففهم لقمان الامر دون سؤال فقال: الصمتُ حكمة وقليل فاعله. فقال له داوود: لقد سميت حكيما بحق.
كان لقمان في بداية أمره خادما، فأمره مولاه يوما ان يذبح شاة ويأتيه بأطيب لحم فيها. ويوما آخر أمره ان يذبح شاة اخرى ويأتيه بأخبث لحم فيها. فأته لقمان في المرتين بقلب الشاة ولسانها وعندما سأله عن السبب في ذلك قال لقمان: القلب واللسان إن طابا فهما اطيب ما خلق الله، وإن خبثا فإنهما أخبث ما خلق الله.
كان لقمان الحكيم ينصح إبنه الفتى مرات عديدة ويتحدث معه احاديث مملوءة بالحكم والمواعظ. وقد وردت شذرات منها في مصادر الاسلام القيّمة، ونقل منها رسول الاسلام (ص) والائمة الاطهار ع) حيث قالوا:
قال لقمان لابنه: يا بني الدنيا بحر عميق، قد غرق فيها أناس كثيرون فاجعل سفينتك فيها الايمان بالله، وشراعها التوكل على الله، واجعل زادك فيها تقوى الله، فإن نجوت فبرحمة الله، وإنْ هلكت فبذنوبك.
يا بني: إذا شككتم بالقصد فقفوا، وإذا رأيتم شخصا واحدا فلا تسألوه عن طريقكم ولا تسترشدوه فإن الواحد في الفلاة مريب لعله يكون عينا
اختلفت الاَقوال في شخصية لقمان الحكيم، روى ابن عمر، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: "لم يكن لقمان نبيّاً ، ولكن كان عبداً كثير التفكّر حسن اليقين، أحبّ الله فأحبّه و منّ عليه بالحكمة".
وقد بلغ سموُّ كلامه إلى حدّ نقل سبحانه وتعالى شيئاً من حكمه في القرآن الكريم، وأنزل سورة باسمه، كما قام غير واحد من العلماء بجمع حكمه المبثوثة في الكتب.
وقد وصفه الاِمام الصادق (عليه السلام) بقوله: "والله ما أُوتي لقمان الحكمة لحسب ولا مال ولا بسط في جسم ولا جمال، ولكنّه كان رجلاً قويّاً في أمر الله ، متورّعاً في الله ساكتاً سكيناً، عميق النظر، طويل التفكّر، حديد البصر، لم ينم نهاراً قطّ، ولم يتكىَ في مجلس قوم قطّ، ولم يتفل في مجلس قوم قطّ، ولم يعبث بشىء قطّ، ولم يره أحد من الناس على بول ولا غائط قطّ، ولا على اغتسال لشدّة تستره وتحفّظه في أمره، ولم يضحك من شيء قطّ، ولم يغضب قطّ مخافة الاِثم في دينه، ولم يمازح إنساناً قطّ، ولم يفرح بما أوتيه من الدنيا، ولا حزن منها على شيء قطّ، ... ولم يمرّ بين رجلين يقتتلان أو يختصمان إلاّ أصلح بينهما، ولم يمض عنهما حتى تحاجزا، ولم يسمع قولاً استحسنه من أحد قطّ، إلاّ سأله عن تفسيره وعمّن أخذه، وكان يكثر مجالسة الفقهاء والعلماء، وكان يغشى القضاة والملوك والسلاطين، فيرثي للقضاة بما ابتلوا به، ويرحم الملوك والسلاطين لعزتهم بالله وطمأنينتهم في ذلك، ويتعلّم ما يغلب به نفسه ويجاهد به هواه،
ويحترز من السلطان، وكان يداوي نفسه بالتفكّر والعبر، وكان لا يظعن إلا فيما ينفعه، ولا ينظر إلا فيما يعينه، فبذلك أُوتي الحكمة ومنح القضية".
وللحديث صله انتظروا لمزيد ........
تعليق