بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
رسالة إلى جمعية الوفاق: منهج آل محمد عليهم السلام في التعامل مع الظلمة والطواغيت!!


نكتب هذه الرسالة للأخوه في جميعة الوفاق والتي تقوم بالرقص على دموع وجراح وآهات المعذبين والمعتقلين والمضطهدين والشهداء الأبرار في بحريننا العزيزة.
ولأن صبرنا تعب من تملق ودجل وإنهزامية ونفاق جمعية الوفاق!!
نحن أهالي المعتقلين والمعتقلات والمطحونين والمعذبين والشهداء الأبرار نستنكر أساليب وطريقة تعامل جميعة الوفاق مع جلادينا وقتلتنا و ونعتهم بالألقاب التمجيدية والكلمات الإطرائية والتبسم في وجوههم وأحفادنا وأولادنا تطحن وتعذب في طوامير السجون والمعتقلات!!
ولأننا نرى إنحرافاً كبيراً في أدائها السياسي والديني فوجب علينا نصحها بالمنهج الصحيح لتعامل محمد وآل محمد مع الطواغيب والظلمة والقتلة!!
====
منهج التعامل مع الظلمة
قد لا يختلف اثنان في تشخيص مواضع الظلم، وتحديد الظلمة أو درجات تعسفهم واستبدادهم ولكن تنقطع السبل ويحدث الافتراق عندما تصل المسألة إلى كيفية التعامل مع الحاكم الظالم أو طريقة مواجهته، فالسجال لازال على أشده في أكثر من دائرة سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات.
فالبعض سرعته واحدة في جميع الطرق والمنحدرات لا يرى وجوداً للحدود في التعامل مع أي حاكم، الأبواب كلها مفتحة مع أي حاكم، الأبواب كلها مفتحة أمامه على مصراعيها، والأضواء قد طليت باللون الأخضر لكي لا يتوقف هنا أو ينتقل إلى طريق آخر، وعنده لكل خطوة يخطوها ألف عذر وعذر!!.
وبعض يعتبر الالتقاء والتزاور والمراودة أفضل وسيلة لإيصال النصائح والمواعظ إلى الحاكم الظالم، بدل تركه لحفنة من المتزلفين والمحسوبين ويقول لك دائماً: أليس الدين النصيحة!.
وآخر لا يرى قلباً واعياً، ولا أذناً صاغية، ولا عقلاً سليماً حتى يسمعه الموعظة أو يرجعه عن غيّه، فالحاكم لم يحمل وسام (الظلمة) إلاّ بعد أن أشرب قلبه حبّ الدنيا وسيطرت على عقله سكرة الحكومة ونشوة القدرة فهو يصبح ويمسي بدون إرادة ووعي، ولا هم له إلاّ البقاء في كرسي الحكم أكبر فترة ممكنة ولو اقتضى الأمر إبادة الحرث والنسل، ومقاطعة هكذا حاكم أمر حتمي لا نقاش فيه، وعدم الالتقاء معه في أية نقطة هو الآخر أمر لا غبار عليه.
والبعض الآخر لا يرى هذا أو ذاك، الكيّ دواؤه المفضل، والانتفاضة العارمة أو المسلحة هي وحدها التي تطفئ ظمأ العطشى، وتطوي صفحة الحاكم الظالم من الوجود.
ونحن هنا لسنا في مجال الإفتاء أو التوجيه أو تحديد المسؤوليات للآخرين، فالإنسان على نفسه بصيرة، وهو الأدرى والأعلم بالظلمة وأعوان الظلمة الذين يكتوي بنارهم وبالتالي قد يكون هو الأدرى بالموقف الرشيد الذي يريد أن يأخذ به تجاه الحاكم الظالم أيضاً إذا طابقه مع الحق ووضع له موازين صحيحة تميز له الرشد من خلافه ومن بعد ذلك تكون مرحلة ما يجب وما لا يجب متروكة للفرد أو الجماعة ليوزنوا مواقعهم ومواقفهم بصدق وأمانة، فالمسألة أكبر من كونها موقفاً شخصياً، فهناك آثار وتبعات ومسؤوليات ستترتب على كل موقف أو رأي يطرح ويقال.
لذا سنورد هنا بعض المواقف التي أتبعها أهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام) مع الظلمة وأعوان الظلمة، فهم (عليهم السلام) وحدهم يحق لهم أن يكونوا الترجمان الواقعي لكتاب الله المنزل، والأنموذج الأمثل لعرض الإسلام الأصيل، والحجة البالغة على كل من يريد الخوض في هكذا أمر، واللبيب من اتعظ بمواقفهم (عليهم السلام).
ماذا يعني الركون؟
وقبل الخوض في غمار المواقف والآراء من الضروري أن نلقي نظرة فاحصة على آية من آيات كتاب الله المجيد (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار)(1)لنوضح معنى الركون وآراء علماء التفسير والبلاغة في ذلك، حتى نستطيع أن نقارن ونحدد بعض الخطوط الحمراء والخضراء عند التعامل مع الحاكم الظالم.
قال العلامة الطبرسي في مجمعه:«الركون إلى الشيء هو السكون إليه بالمحبة له والإنصات إليه، وقد نهى الله عن المداهنة في الدين والميل إلى الظالمين، لأن الركون إلى الظالمين المنهي عنه هو الدخول معهم في ظلمهم وإظهار الرضا بفعلهم، وإظهار موالاتهم»(2).
وقال العلامة الطباطبائي في ميزانه:«والحق أنه -أي الركون- الاعتماد على الشيء عن ميل إليه»(3).
وقال فخر الدين الطريحي:«ولا تركنوا أي لا تطمئنوا إليهم ولا تسكنوا إلى قولهم، ومنه قوله(4)أي لقد قاربت أن تميل إليهم أدنى ميل فتعطيهم بعض ما سألوك»(5).
ويقول الإمام الشيرازي (دام ظله):«ولا تركنوا، أي لا تعتمدوا الميل والسكون على شخص أو وجهة ظلموا في عقيدة أو عمل، وهو انحراف عن الاستقامة»(6).
وقال الفخر الرازي:«الركون هو السكون إلى الشيء والميل إليه بالمحبة ونقيضه النفور عنه، قال المحققون: الركون المنهي عنه هو الرضا بما عليه الظلمة من الظلم وتحسين تلك الطريقة وتزيينها عندهم وعند غيرهم ومشاركتهم في شيء من تلك الأبواب»(7).
أما الزمخشري فقال:«ولا تركنوا، من أركانه إذا أماله. والنهي متناول للانحطاط في هواهم، والانقطاع إليهم ومصاحبتهم ومجالستهم وزيارتهم ومداهنتهم والرضا بأعمالهم، والتشبه بهم والتزيي بزيهم ومدّ العين إلى زهرتهم، وذكرهم بما فيه تعظيم لهم. وتأمل قوله تعالى:(ولا تركنوا)فإن الركون هو الميل اليسير. وقوله تعالى:(إلى الذين ظلموا)أي إلى الذين وجد منهم الظلم، ولم يقل إلى الظالمين»(8)وإلى ذلك أشار رشيد رضا في المنار أيضاً.
إذن مجرد الميل اليسير إلى الذين ظلموا والسكون إليهم والاطمئنان بأفعالهم يوجب لفحات جهنم ومساس نارها فالحق لم يجعل ذلك خلوداً ولكن تمسكهم النار فلا تركنوا إليهم(9)، ولكن أية نار؟ هل نار نمرود التي سجرها إلى إبراهيم الخليل والتي حرارتها أذابت الطيور المحلقة على ارتفاع مئات الأمتار، أم هي نار الله سبحانه التي يقول عنها الإمام الصادق(ع):«إن ناركم هذه جزء من سبعين جزء من نار جهنم وقد أطفئت سبعين مرة!»(10).
فعدم الركون إلى الذين ظلموا بأي شكل وعذر وحجة هو نوع من الوقاية والحماية والحذر من الوقوع في الظلم أو شيوعه وانتشاره، كما هو أسلوب عملي لإضعاف الحاكم الظالم ومنعه من ارتكاب الظلم، وإن الظلم لا يرتكب إلاّ بالأعوان وبسكون أهل الحق عن حقهم، والميل إلى أعوان الظلمة وليس بالظالم فقط.
ومن هنا جاء التحذير واضحاً لا لبس فيه ولا يحمل التأويل والتوجيه، لأن الركون بداية انزلاق وسقوط في مهاوي سحيقة لا نجاة منها.
السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
رسالة إلى جمعية الوفاق: منهج آل محمد عليهم السلام في التعامل مع الظلمة والطواغيت!!


نكتب هذه الرسالة للأخوه في جميعة الوفاق والتي تقوم بالرقص على دموع وجراح وآهات المعذبين والمعتقلين والمضطهدين والشهداء الأبرار في بحريننا العزيزة.
ولأن صبرنا تعب من تملق ودجل وإنهزامية ونفاق جمعية الوفاق!!
نحن أهالي المعتقلين والمعتقلات والمطحونين والمعذبين والشهداء الأبرار نستنكر أساليب وطريقة تعامل جميعة الوفاق مع جلادينا وقتلتنا و ونعتهم بالألقاب التمجيدية والكلمات الإطرائية والتبسم في وجوههم وأحفادنا وأولادنا تطحن وتعذب في طوامير السجون والمعتقلات!!
ولأننا نرى إنحرافاً كبيراً في أدائها السياسي والديني فوجب علينا نصحها بالمنهج الصحيح لتعامل محمد وآل محمد مع الطواغيب والظلمة والقتلة!!
====
منهج التعامل مع الظلمة
قد لا يختلف اثنان في تشخيص مواضع الظلم، وتحديد الظلمة أو درجات تعسفهم واستبدادهم ولكن تنقطع السبل ويحدث الافتراق عندما تصل المسألة إلى كيفية التعامل مع الحاكم الظالم أو طريقة مواجهته، فالسجال لازال على أشده في أكثر من دائرة سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات.
فالبعض سرعته واحدة في جميع الطرق والمنحدرات لا يرى وجوداً للحدود في التعامل مع أي حاكم، الأبواب كلها مفتحة مع أي حاكم، الأبواب كلها مفتحة أمامه على مصراعيها، والأضواء قد طليت باللون الأخضر لكي لا يتوقف هنا أو ينتقل إلى طريق آخر، وعنده لكل خطوة يخطوها ألف عذر وعذر!!.
وبعض يعتبر الالتقاء والتزاور والمراودة أفضل وسيلة لإيصال النصائح والمواعظ إلى الحاكم الظالم، بدل تركه لحفنة من المتزلفين والمحسوبين ويقول لك دائماً: أليس الدين النصيحة!.
وآخر لا يرى قلباً واعياً، ولا أذناً صاغية، ولا عقلاً سليماً حتى يسمعه الموعظة أو يرجعه عن غيّه، فالحاكم لم يحمل وسام (الظلمة) إلاّ بعد أن أشرب قلبه حبّ الدنيا وسيطرت على عقله سكرة الحكومة ونشوة القدرة فهو يصبح ويمسي بدون إرادة ووعي، ولا هم له إلاّ البقاء في كرسي الحكم أكبر فترة ممكنة ولو اقتضى الأمر إبادة الحرث والنسل، ومقاطعة هكذا حاكم أمر حتمي لا نقاش فيه، وعدم الالتقاء معه في أية نقطة هو الآخر أمر لا غبار عليه.
والبعض الآخر لا يرى هذا أو ذاك، الكيّ دواؤه المفضل، والانتفاضة العارمة أو المسلحة هي وحدها التي تطفئ ظمأ العطشى، وتطوي صفحة الحاكم الظالم من الوجود.
ونحن هنا لسنا في مجال الإفتاء أو التوجيه أو تحديد المسؤوليات للآخرين، فالإنسان على نفسه بصيرة، وهو الأدرى والأعلم بالظلمة وأعوان الظلمة الذين يكتوي بنارهم وبالتالي قد يكون هو الأدرى بالموقف الرشيد الذي يريد أن يأخذ به تجاه الحاكم الظالم أيضاً إذا طابقه مع الحق ووضع له موازين صحيحة تميز له الرشد من خلافه ومن بعد ذلك تكون مرحلة ما يجب وما لا يجب متروكة للفرد أو الجماعة ليوزنوا مواقعهم ومواقفهم بصدق وأمانة، فالمسألة أكبر من كونها موقفاً شخصياً، فهناك آثار وتبعات ومسؤوليات ستترتب على كل موقف أو رأي يطرح ويقال.
لذا سنورد هنا بعض المواقف التي أتبعها أهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام) مع الظلمة وأعوان الظلمة، فهم (عليهم السلام) وحدهم يحق لهم أن يكونوا الترجمان الواقعي لكتاب الله المنزل، والأنموذج الأمثل لعرض الإسلام الأصيل، والحجة البالغة على كل من يريد الخوض في هكذا أمر، واللبيب من اتعظ بمواقفهم (عليهم السلام).
ماذا يعني الركون؟
وقبل الخوض في غمار المواقف والآراء من الضروري أن نلقي نظرة فاحصة على آية من آيات كتاب الله المجيد (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار)(1)لنوضح معنى الركون وآراء علماء التفسير والبلاغة في ذلك، حتى نستطيع أن نقارن ونحدد بعض الخطوط الحمراء والخضراء عند التعامل مع الحاكم الظالم.
قال العلامة الطبرسي في مجمعه:«الركون إلى الشيء هو السكون إليه بالمحبة له والإنصات إليه، وقد نهى الله عن المداهنة في الدين والميل إلى الظالمين، لأن الركون إلى الظالمين المنهي عنه هو الدخول معهم في ظلمهم وإظهار الرضا بفعلهم، وإظهار موالاتهم»(2).
وقال العلامة الطباطبائي في ميزانه:«والحق أنه -أي الركون- الاعتماد على الشيء عن ميل إليه»(3).
وقال فخر الدين الطريحي:«ولا تركنوا أي لا تطمئنوا إليهم ولا تسكنوا إلى قولهم، ومنه قوله(4)أي لقد قاربت أن تميل إليهم أدنى ميل فتعطيهم بعض ما سألوك»(5).
ويقول الإمام الشيرازي (دام ظله):«ولا تركنوا، أي لا تعتمدوا الميل والسكون على شخص أو وجهة ظلموا في عقيدة أو عمل، وهو انحراف عن الاستقامة»(6).
وقال الفخر الرازي:«الركون هو السكون إلى الشيء والميل إليه بالمحبة ونقيضه النفور عنه، قال المحققون: الركون المنهي عنه هو الرضا بما عليه الظلمة من الظلم وتحسين تلك الطريقة وتزيينها عندهم وعند غيرهم ومشاركتهم في شيء من تلك الأبواب»(7).
أما الزمخشري فقال:«ولا تركنوا، من أركانه إذا أماله. والنهي متناول للانحطاط في هواهم، والانقطاع إليهم ومصاحبتهم ومجالستهم وزيارتهم ومداهنتهم والرضا بأعمالهم، والتشبه بهم والتزيي بزيهم ومدّ العين إلى زهرتهم، وذكرهم بما فيه تعظيم لهم. وتأمل قوله تعالى:(ولا تركنوا)فإن الركون هو الميل اليسير. وقوله تعالى:(إلى الذين ظلموا)أي إلى الذين وجد منهم الظلم، ولم يقل إلى الظالمين»(8)وإلى ذلك أشار رشيد رضا في المنار أيضاً.
إذن مجرد الميل اليسير إلى الذين ظلموا والسكون إليهم والاطمئنان بأفعالهم يوجب لفحات جهنم ومساس نارها فالحق لم يجعل ذلك خلوداً ولكن تمسكهم النار فلا تركنوا إليهم(9)، ولكن أية نار؟ هل نار نمرود التي سجرها إلى إبراهيم الخليل والتي حرارتها أذابت الطيور المحلقة على ارتفاع مئات الأمتار، أم هي نار الله سبحانه التي يقول عنها الإمام الصادق(ع):«إن ناركم هذه جزء من سبعين جزء من نار جهنم وقد أطفئت سبعين مرة!»(10).
فعدم الركون إلى الذين ظلموا بأي شكل وعذر وحجة هو نوع من الوقاية والحماية والحذر من الوقوع في الظلم أو شيوعه وانتشاره، كما هو أسلوب عملي لإضعاف الحاكم الظالم ومنعه من ارتكاب الظلم، وإن الظلم لا يرتكب إلاّ بالأعوان وبسكون أهل الحق عن حقهم، والميل إلى أعوان الظلمة وليس بالظالم فقط.
ومن هنا جاء التحذير واضحاً لا لبس فيه ولا يحمل التأويل والتوجيه، لأن الركون بداية انزلاق وسقوط في مهاوي سحيقة لا نجاة منها.
تعليق