بقلم/ أبو جهاد المصري
حدث وأن أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن قتل الشيخ أسامة بن لادن الزعيم الروحي لتنظيم القاعدة، وذلك عن طريق عملية أمنية سريعة كانت محددة الهدف بشكل كبير، فما تركوا فرصة لاعتقاله أو محاكمته في وقت تزداد فيه ضربات حركة طالبان الميدانية التي أوجعت حلف الناتو مما اضطر الحلف إلي اللجوء لأي مقدمة تفاوضية تخرجهم ورطة المستنقع الأفغاني.
ولكن يبدو أن الاجتياح الثوري للشارع العربي وتخلصهم تباعا من أنظمة دانت بالولاء للعم سام، كان هو الدافع للتعجيل بهذه العملية التي نقرأ من ورائها عدة رسائل.
أولا:قرب ميعاد الانتخابات الرئاسية الأمريكية سيظل دافعا مهما لتنفيذ العملية في هذا الوقت، والخصوم الجمهوريون سيلجأون لورقة الإرهاب وخسائر أمريكا في أفغانستان، فضلا عن الأوضاع الداخلية.
ثانيا: صور جثة بن لادن مشكوك في صحتها ونسبها له بشكل كبير، ربما ذلك يفسر عدم اطلاع أحد علي جثته التي سارع الأمريكان برميها في البحر، وذلك في تصرف غير مفهوم ولكن بالتأكيد له مغزي سياسي لم يتضح بعد.
ثالثا:محاكمة بن لادن ستؤدي لفضح سياسات الولايات المتحدة وربما تكون تلكم المحكمات نقطة سوداء في تاريخ أوباما وريث الهم الثقيل، وذلك لسبب واحد أن الإرهاب الأمريكي لا يقل ضراوة عن إرهاب القاعدة، لذلك كان التعجيل بقتله ورميه في البحر حلا وحيدا أمام العم سام.
رابعا: استجداء الناتو للحوار مع طالبان يفسر ضعفا ميدانيا أمام ضربات المقاومة الطالبانية، مما عجل بنهاية بن لادن استعدادا للإنسحاب المشرف كانسحاب البطل المنتصر الذي حقق هدفه.
خامسا:قتل بن لادن إشارة سياسية للحكام الجدد في العالم العربي عنوانها(ها نحن قد تخلصنا من أفغانستان وقد تفرغنا لكم)
-هذا مجرد تحليل واجتهاد قائم علي أن ورقة بن لادن قد احترقت وقد حان وقت التخلص منها، فعلي مدي سنوات استخدمه الغرب كفزاعة ضد إرساء قيم العدل والديمقراطية وتبرير بقاء الشعوب العربية تحت سطوة الظلم والاستبداد.
ولكن الوضع الآن تغير،فرعاة الفزاعة قد انتهوا والباقون ضعفوا أمام ضربات الثورات المتتالية ، مما يبشر بفجر جديد وشرق أوسط جديد ينبغي رسم سياساته من الآن، والتفرغ الكامل لهندسة اتصالاته وعلاقاته المستقبلية.
-أٍسامة بن لادن وأصحابه كانوا ولا يزالون تحديا للعقل الأوربي بشكل عام، فالإرهاب الأمريكي والأوربي الذي تجلي في أفغانستان والعراق يعيش بنبرة استعلاء وغرور لا يحب منازعته فيه لأحد، ما زال يتذكر نفسه أنه هو السيد والأفارقة عبيد تحت قدميه وخدم يلبون له كامل الاحتياجات، فما بالك وهو يواجه أفرادا علي شكل كانتونات متفرعة يمتازون فقط بالإلهام الروحي ويفتقدون للتنظيم والمركزية، لذلك فلابد وأن تكون نظرتهم له نظرة تحدي علي شكل منافسة تفتقد للتكافؤ.
لعل عامل الإرهاب سببا رئيسيا لعداء خصوم القاعدة لهم، ولكنه يظل حجة لدي البعض ممن أرادوا إقصاء الجهود الإصلاحية ذات التوجه الإٍسلامي، وقد استبق بيان الإخوان المسلمين في مصر تلك النقطة بالإشارة إليها في لمحة ذكية ترسل رسالة بأن حجة الإرهاب الإسلامي التي يتشدق بها رعاة التطرف الغربي قد انتهت.
-يتبقي لنا الإشارة لدور الولايات المتحدة الأمريكية في دعم الدكتاتوريات العربية، حتي ما إذا تحرك الشارع العربي للتغيير فلن يجد أمامه خصم أمريكي حقيقي فهو يبحث عن مصالحه أيا كان اتجاهها ووداعا للمهنية والقيم الأخلاقية، يكشف ذلك أيضا زيف الديمقراطية الأمريكية التي ساندت حق الأمريكي في العدالة ووقفت خصما لدودا له في دول أخري.
ليس هذا عيب في الديمقراطية ،بل العيب في من يستغلها لمصالحه ويقف ضدها إذا ما رأي نفسه هو المنتفع، وغيره لا يهم، في مصطلح أشار إليه الدكتور عبدالوهاب المسيري رحمه الله من قبل بأنه (المادية الاستهلاكية) تلك القيمة التي أرست دعائم الاستغلال وكبح جماح الفقير والمظلوم.
وأيا كانت ميزة الحشد القاعدية في وجدان العربي المسلم ولكنها تضاءلت أمام النوجهات المتطرفة للتنظيم، تلك التوجهات التي شوهت الإسلام ووقفت حجر عثرة في طريق بناء المنظومة الإصلاحية، فالعواطف وحدها لا تكفي لإنشاء فقه للمعاملات قائم علي التعاون والمحبه وحب الهداية للنفس قبل الآخر، فما بالك وأنت تتعامل مع خصوم سياسيين ومخالفين دينيين ، وقتها لابد من رسم سياسة جديدة للمعاملات تقوم علي العدل والمساوة، ورفض روح التشفي والخلاص.
المصدر/ مدونتي الدولة في الإسلام
ولكن يبدو أن الاجتياح الثوري للشارع العربي وتخلصهم تباعا من أنظمة دانت بالولاء للعم سام، كان هو الدافع للتعجيل بهذه العملية التي نقرأ من ورائها عدة رسائل.
أولا:قرب ميعاد الانتخابات الرئاسية الأمريكية سيظل دافعا مهما لتنفيذ العملية في هذا الوقت، والخصوم الجمهوريون سيلجأون لورقة الإرهاب وخسائر أمريكا في أفغانستان، فضلا عن الأوضاع الداخلية.
ثانيا: صور جثة بن لادن مشكوك في صحتها ونسبها له بشكل كبير، ربما ذلك يفسر عدم اطلاع أحد علي جثته التي سارع الأمريكان برميها في البحر، وذلك في تصرف غير مفهوم ولكن بالتأكيد له مغزي سياسي لم يتضح بعد.
ثالثا:محاكمة بن لادن ستؤدي لفضح سياسات الولايات المتحدة وربما تكون تلكم المحكمات نقطة سوداء في تاريخ أوباما وريث الهم الثقيل، وذلك لسبب واحد أن الإرهاب الأمريكي لا يقل ضراوة عن إرهاب القاعدة، لذلك كان التعجيل بقتله ورميه في البحر حلا وحيدا أمام العم سام.
رابعا: استجداء الناتو للحوار مع طالبان يفسر ضعفا ميدانيا أمام ضربات المقاومة الطالبانية، مما عجل بنهاية بن لادن استعدادا للإنسحاب المشرف كانسحاب البطل المنتصر الذي حقق هدفه.
خامسا:قتل بن لادن إشارة سياسية للحكام الجدد في العالم العربي عنوانها(ها نحن قد تخلصنا من أفغانستان وقد تفرغنا لكم)
-هذا مجرد تحليل واجتهاد قائم علي أن ورقة بن لادن قد احترقت وقد حان وقت التخلص منها، فعلي مدي سنوات استخدمه الغرب كفزاعة ضد إرساء قيم العدل والديمقراطية وتبرير بقاء الشعوب العربية تحت سطوة الظلم والاستبداد.
ولكن الوضع الآن تغير،فرعاة الفزاعة قد انتهوا والباقون ضعفوا أمام ضربات الثورات المتتالية ، مما يبشر بفجر جديد وشرق أوسط جديد ينبغي رسم سياساته من الآن، والتفرغ الكامل لهندسة اتصالاته وعلاقاته المستقبلية.
-أٍسامة بن لادن وأصحابه كانوا ولا يزالون تحديا للعقل الأوربي بشكل عام، فالإرهاب الأمريكي والأوربي الذي تجلي في أفغانستان والعراق يعيش بنبرة استعلاء وغرور لا يحب منازعته فيه لأحد، ما زال يتذكر نفسه أنه هو السيد والأفارقة عبيد تحت قدميه وخدم يلبون له كامل الاحتياجات، فما بالك وهو يواجه أفرادا علي شكل كانتونات متفرعة يمتازون فقط بالإلهام الروحي ويفتقدون للتنظيم والمركزية، لذلك فلابد وأن تكون نظرتهم له نظرة تحدي علي شكل منافسة تفتقد للتكافؤ.
لعل عامل الإرهاب سببا رئيسيا لعداء خصوم القاعدة لهم، ولكنه يظل حجة لدي البعض ممن أرادوا إقصاء الجهود الإصلاحية ذات التوجه الإٍسلامي، وقد استبق بيان الإخوان المسلمين في مصر تلك النقطة بالإشارة إليها في لمحة ذكية ترسل رسالة بأن حجة الإرهاب الإسلامي التي يتشدق بها رعاة التطرف الغربي قد انتهت.
-يتبقي لنا الإشارة لدور الولايات المتحدة الأمريكية في دعم الدكتاتوريات العربية، حتي ما إذا تحرك الشارع العربي للتغيير فلن يجد أمامه خصم أمريكي حقيقي فهو يبحث عن مصالحه أيا كان اتجاهها ووداعا للمهنية والقيم الأخلاقية، يكشف ذلك أيضا زيف الديمقراطية الأمريكية التي ساندت حق الأمريكي في العدالة ووقفت خصما لدودا له في دول أخري.
ليس هذا عيب في الديمقراطية ،بل العيب في من يستغلها لمصالحه ويقف ضدها إذا ما رأي نفسه هو المنتفع، وغيره لا يهم، في مصطلح أشار إليه الدكتور عبدالوهاب المسيري رحمه الله من قبل بأنه (المادية الاستهلاكية) تلك القيمة التي أرست دعائم الاستغلال وكبح جماح الفقير والمظلوم.
وأيا كانت ميزة الحشد القاعدية في وجدان العربي المسلم ولكنها تضاءلت أمام النوجهات المتطرفة للتنظيم، تلك التوجهات التي شوهت الإسلام ووقفت حجر عثرة في طريق بناء المنظومة الإصلاحية، فالعواطف وحدها لا تكفي لإنشاء فقه للمعاملات قائم علي التعاون والمحبه وحب الهداية للنفس قبل الآخر، فما بالك وأنت تتعامل مع خصوم سياسيين ومخالفين دينيين ، وقتها لابد من رسم سياسة جديدة للمعاملات تقوم علي العدل والمساوة، ورفض روح التشفي والخلاص.
المصدر/ مدونتي الدولة في الإسلام
تعليق